أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين















المزيد.....

وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود

اشعل تفجير القبة الذهبية التي تضم ضريحي الامام علي الهادي، وابنه الحسن العسكري في سامراء والمشهوره عالميا كاحد اكبر القباب الذهبية الاسلامية الشراره في الشحنات الطائفية التي تراكمت بشكل رهيب بفعل التصعيد الطائفي من زعماء الطوائف في العراق تحت مسميات عديده. الغريب، ان الجميع، بمن فيهم زعماء الطوائف، كان يعرف، ويحذر من ان النار تحت الرماد فلا تشعلوها. ومنذ 9نيسان2003 والتكفيريين، وقوات الاحتلال، وبقايا نظام صدام، وجيوشه السريه، وعملائه، ومرتزقته، واحهزة دعايته وابواق اعلامه، ومخابراته التي اعادت نشاطها. عملت، وتعمل من اجل اثارة الفتنه الطائفيه، واشعال لهيب الحرب الاهلية، تحت اي مسمى. قوميه، دينية، طائفية، عشائرية. ومجرد استخدام كلمة "اثارة" يعني اعتراف ضمني بان الفتنة نائمة تحت شعارات فضفاضة من التسامح، والتعايش، والتناسب، ووعي الجماهير، ودور المرجعيات، وغيرها من حقن التهدئة. وفجاة سقط كل هذا الغلاف المهلهل، الملون، المزخرف، وفارت قدور الغضب الطائفي من كثرة سعار نيران الشحن المذهبي المسموم ضد من يختلفون معهم. وبدل ان تنبري الوجوه التي "وثقنا بها"، وتصورنا انها صمام امان ضد العنف الطائفي، الى التصدي لهذا الهيجان الغوغائي، فاذا بهم ينضمون الى من يسكب الزيت على النار. بعضهم يدعوا الى التظاهر، والاحتجاج. ولكن كيف وضد من؟ لا احد يعرف. واين سنتتهي هذه الاحتجاجات؟ ومن يسيرها؟ وماهي شعارتها؟ ومن الجهة المقابلة يعقد البعض مؤتمرات صحفيه، ويطلق تصريحات رنانة يتهم بها وزارة الداخلية، بقصد ضرب السنه. هل يمكن لعاقل ان يتصور ان وزير الداخلية، رغم حماقته، قد يقوم بمثل هذا المغامرة؟ رغم انه واتباعه استغلوا المناسبة للمطالبة باطلاق يد ميليشياته لضرب "حاضني" الارهاب. بدل ان يعترف بالعجز، ويستقيل.

كلنا يعرف ان كل الاجهزة، وكل الاحزاب، وكل المنظمات، وكل التكتلات، والتجمعات، وكل تشكيلات الدولة، والحكومة مخترقة من قبل المخابرات الاجنبية على اشكالها. وان اجهزة النظام الفاشي القديم تسربت، واشترت لها مواقع في كل مكان من شرطة الحدود الى المنطقة الخضراء. ومن السفارات الى سيارات النجدة. فكل شئ معروض للبيع في عراق الاسلاميين، والامريكيين. ثم ناتي لنتهم بعضنا في وقت يتطلب التهدئه. ذاك يدعو: يجب ان تنتهي ظلامة 1400 سنة. واخرين يعلنون خشيهم من الانتقام، والثار تحت غطاء تلك الدعوة. وفي مجتمع عراقي عاني الامرين من الحروب، والظلم، والحصار، والتمييز، والتهميش، والاقصاء، والتجهيل، والتعتيم، والفاشية. وفي جزر ثقافي، وفكري، وسياسي، وحضاري. تجد هذه الدعوات استجابات غريزية لها بعد ان عمل النظام البائد على زرعها خلال 40 سنه من الحكم الشمولي البغيض. الخوف، والحذر، والخشية، والشك، وعدم الثقة، تغلغل في كل نفس، ودخل كل بيت، واستولى على كل قلب، وسيطر عنى كل فكر، رغم الاحاديث الكاذبه، المخادعة، والشعارات المنافقة، التي تعكس الاماني اكثر مما تعكس الواقع. التي لازال البعض يرددها، اما سذاجة، او غباءا، او كذبا، او مخادعة للنفس، والاخرين. ونحن الحالمون، لا زلنا نتحدث عن عراقيي تصوراتنا. عراقيي الاربعينات، والخمسينات، والستينات، والى حد ما عراقيي السبعينات، والذين تعايشوا بحب، ووئام، وصدق، وحشدوا المظاهرات ضد الاحتلال الانجليزي، ومعاهداته الاسترقاقية، وشركات النفط، ونهبها لثروات الوطن، ضد الاقطاع وظلمه، وضد الديكتاتورات وقمعها، ضد التهجير، والتعريب، والصهيونية، سويه بقيادة مسيحي، او يهودي، او صابئي، او يزيدي، او سني، او شيعي، كردي، او عربي، او تركماني، او اشوري، او كلداني، او سرياني، او ارمني. يوم كانت القناعة، والموقف السياسي هما المحركان، وليس التعنت الديني، او التعصب الطائفي المعرقلان. هكذا كنا. ويبدوا، واثبتت الاحدات الدموية المؤسفه الاخيرة، ان ذلك اصبح، والى الابد جزءا من الماضي الجميل الذي لا زلنا نتغنى به، ونعتقد انه لازال موجودا. واخذ رجال الدين، وسياسييهم يحصدون ما زرع صدام للاستفادة منه لاغراضهم الخبيثة، ولا يهمهم ان تزال الكعبة، وليس فقط قبة علي الهادي، مادام ذلك يدفع الريح في طاحونة سياستهم الطائفيه. ويسكب الماء في نفس الطاحونه القذره. وظهر ذلك من التصريحات، والتهديدات العديده من اصدقاء الارهابيين، ومن الابتسامة الشامته الساخرة المتوعده على شفاه وزير الداخلية في زيارته لسامراء. وكأن لسان حاله يقول ها قد عدنا يا متوكل لننتقم. بدل ان يقول جئنا لنتصافي، ونلتحم.

تحدث، ويتحدث "قادة" الطرفين بوقاحة عن التهدئة، ويقومون بالاثارة. يستخدمون اسم اهل البيت وكأنه ماركة مسجلة باسمهم. لماذا يتهم اهل سامراء، مثلا، بانهم لم يحموا الضريح؟ لماذا لا يوجه الاتهام بالعجز، والتقصير لوزارتي الداخلية، والامن الوطني. وهي بيد الشيعة، والمفروض ان تحمي عتباتهم المقدسة. لقد حمى اهل السنه في سامراء العتبات المقدسة هناك على مدى مئات السنين. خدموها وزاروها وتبركوا، وصلوا بها، وقدسوها، واعتبروها مصدر رزق. لقد حصلت اعمال مشابهة في كربلاء، والنجف، والكوفة، والكاظمبة، ولم يتهم احد الشيعة، ولم يلمهم، انهم لم يحافظوا على مقدساتهم. عن اي تهدئة يتحدثون، وعباس البياتي يجلس في فضائية الفرات، ليهدد بالملايين الهائجه، المنفلته حسب تعبيره، ويفتخر انها حطمت مساجد الاخر. وفي نفس الوقت الذى يتهم عباس العالم كله بالصمت، وعدم استنكار، وشجب الجريمة، فان شريط الاخبار على شاشة نفس القناة التحريضية ينقل استنكار العالم من كوفي عنان الى بابا الفاتيكان، ومن الكويت الى السعوديه، ومن الازهر الى مراكش. ويتحدث ويغمز، ويهمز، ويلمز عن الاخر. رغم حرمة الغمز، واللمز. و"الاخر" هيئة علماء المسلمين "يزيدون الطين بلة". يعقدون المؤتمرات الصحفيه ليتحدثوا بصفاقة، وخبرة مخابراتيه عن الشواهد، والادلة، والمشاهدات لرجال المغاوير،(كيف عرفوهم) وهم يدخلون الى صحن الامامين، ويفجرونه، وعن ذبح السنه في المدائن، وبغداد، ولا ينسى الطرفان ان يتحدثا عن الوحدة الاسلاميه، والاخوة الاسلاميه، والسماحة الاسلامية. ونسى الجميع، ما تباهوا به، عندما اتقذ الشباب السنه عشرات الارواح الشيعية في مأساة الجسر. التي اريد لها ايضا، ان تشعل الحرب الطائفية، ولكن الجماهير خذلتهم. فاستمروا في التحريض، والدعاية المضادة، والتاجيج، والشحن الطائفي حتى تغيرت صورة التسامح العراقية، وانتهى الامر الى فرض منع التجول لمنع الجار من قتل جاره، وصديقه، الذي حماه، او انقذه، او تناسب معه بالامس. وحرق المسجد الذي صلى به فجر اليوم السابق.

انا واثق ان الايدي القذره، التي امتدت بدناءة، وسفالة لتفجر قبة، وضريح يقدسهما الملايين، هي نفس الايدي التي امتدت لتحطم جامع طلحة في الزبير، او تحرق المساجد في بغداد، وقتلت المصلين لانهم سنه بعد ان ذبحوا الاف الشيعة بالسر، والعلن. ولا يهم ان كانت قمصانهم سوداء، او رماديه حملت شارات بعثية، او شيعية، او سنية فهؤلاء يتصيدون في الماء العكر، والوانهم تتغير من شارع، الى شارع، ولحاهم تطول، او تقصر مع الوضع، مثل بدلاتهم الزيتونيه، او الدينيه.

ان الجماهير، الغاضبة، الهائجة التي خرجت زاحفة مستهدفة الاهل، والجيران، والاصدقاء، وابناء الوطن واخوة الدين، احرفت عن هدفها، كان عليها التوجه الى المنطقه الخضراء، واقتلاع القادة المترفين، وزعماء الدين المزيفين، والسفيرالامريكي العفن، وكل مستشاري الاحتلال، والمستفيدن من محنة الشعب والوطن. ليخلصوا العراق من هذه البؤر، التي تريد ان تحرق الاجساد البريئه في اتون حربها الطائفية، وتجعل من جثثهم سلما لكراسيهم السلطويه.

يا احبتنا، يا اهلنا، يا اخوتنا، يا ابناء شيعة، وسنة العراق ان زعمائكم المنصبين لا يريدون لكم الخير فالقوهم في مزابل التاريخ، اديروا ظهوركم لهم، ابصقوا في وجوههم، وعودوا الى بيوتكم، و محلات سكنكم، ومدارسكم، واماكن اعمالكم، وعشائركم، وجامعاتكم، وجوامعكم التي كانت، وستظل مشتركة تسع الكل لان العراق، بكل بساطة، ليس حكرا على حزب، او تكتل، او قومية، او دين، او طائفة، او زعيم، او قائد، او مرجع، فمن لا يحافظ على وحدة العراق، وسلامة اهل العراق، وسمعتهم عالميا. لا مكان له بين صفوفنا.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
- شيعة بني امية في الناصرية
- يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
- لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!
- من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية ام السفير زلماي؟؟!
- القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري
- السيد -عدي- الحكيم يمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق
- لا محالة من التوافق الوطني
- العراق بين مطرقة البعث السوري وسندان الاسلام الفارسي
- حرب الاشاعات في شوارع بغداد
- شعارات وتعليقات من الحملة الانتخابية الاسلامية في العراق
- رسالة الى الرئيس الايراني :::بدل ازالة اسرائيل انسحب من عربس ...
- قرآن عمار الحكيم
- رسالة الى اياد علاوي وحلفائه في القائمة العراقية الوطنية
- ايتام ناظم ?زار يتلثمون من جديد
- الاسلام هو القتل والعراق هو الحل
- الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي
- الديمقراطيون في امريكا يتحالفون مع البعثيين في العراق


المزيد.....




- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين