أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - حرب الاشاعات في شوارع بغداد















المزيد.....

حرب الاشاعات في شوارع بغداد


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1402 - 2005 / 12 / 17 - 11:25
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاشاعات من اقوى، واخس الاسلحه التي تستخدمها الانظمة، والجماعات الفاشية، والمنظمات المتطرفة. وقد استخدمت في الحروب القديمة، والحديثة لاشاعة الرعب، والخوف في نفوس الخصم. كالحديث عن سلاح فتاك غير معروف، او اسلحة جرثومية، او كيمياوية، او ان العدو يعذب، اويقتل اسراه، او يشويهم احياء، وهكذا. وهناك اشاعات لاشاعة روح الهزيمة، والتخاذل مثل ان قيادة الجيش هربت، او العتاد نفد، او ان مفاوضات تجري للاستسلام، او القطعات محاصرة ولن يصلها أي امداد، وغيرها، وغيرها. وهي اساليب تستخدم حتى في النزاعات المحلية، او الحدودية قديما، وحديثا. وهناك اساليب، وطرق استخدمتها القوى الرجعية، والانظمة الديكتاتورية في العراق ضد معارضيها. فقد اتهمت الشيوعيين مثلا، بانهم عملاء موسكو، او ان البرزاني عميل اسرائيلي، اوهناك مؤامره من سوريا، واطلقت صفة العميل على حزب الدعوة. وهناك اشاعات هدفها اثارة الفرقة، وتشويه سمعة المعارضة، واثارة الاحقاد الطائفية، او العنصرية، و تمزيق الصف الوطني، وتشجيع اقتتال ابناء الشعب الواحد. فبعد ثورة تموز، وتشكيل المقاومة الشعبية كثيرا ما اتهمت المقاومة الشعبيه بالنهب، والسرقة، او السحل، او قتل المواطنين في الشوارع، والساحات، وكان المستهدفين وقتها الشيوعيين العراقين بشكل خاص. الذين اتهموا مثلا بتمزيق القرآن الكريم، او شتم المراجع الدينية الكرام، وغيرها من الادعاءات التي سممت الجو السياسي وقتها. ولازالت اثارها، وبعض محبذيها، ومروجيها يستخدموها حتى الان. وطوروها على مواقع الانترنيت كاصرار خبيث على تحويل كل وسيلة لاغراضهم اللئيمة. اتهمت البيشمر?ة المناضلة بالقيام باعمال سطو مسلح، او مهاجمة القرى، او اغتصاب النساء في حين كان صدام يكلف المرتزقة من الجحوش للقيام بهذه الاعمال لارضاء غريزتهم العدوانية، وتشويه سمعة الثورة التحرريه الكردية، او انصار القوى المسلحة الاخرى. وتحدث المهجرين من الاكراد الفيلية انهم تعرضو لمثل هذا النوع من الاعتداءات عندما القى بهم النظام الصدامي الفاشي على الحدود الايرانية. فمن سلم منهم من حقول الالغام تعرض الى النهب، والسلب، والاعتداءات باسم البيشمر?ة الكردية. ولكن المهجرين كانوا يعرفون الجناة جيدا. واليوم يستخدم السلاح القذر الخسيس مرة اخرى. حيث تقوم عصابات ترتدي زي الحرس الوطني، او الجيش العراقي بالاعتداء، والخطف، والنهب، والسرقه لتشويه سمعة الجيش العراقي الجديد، وربما تكون القوى المندسة في الجيش والحرس، قد هيئت، ودربت لهذا الغرض. يقتلون رجال دين شيعة، او تهاجم جوامع، وحسينيات، او مجالس عزاء، وحتى اعراس، ويعلنون مسؤوليتها لتنظيمات اسلامية سنية، والعكس ايضا. كما تهاجم بيوت العبادة المسيحية، اوالصابئية باسم تنظيمات اسلاميه. وقد هوجم المسيحيون، وتعرضوا للمضايقة لاجبارهم على الرحيل من العراق بعد ثورة تموز، لانهم كانوا فئة متعلمة تضم اشهر الاطباء، والمهندسين، والمحاسبين، والرياضيين، وغيرهم لحرمان الثورة من طاقاتهم. بعد ان شعروا، لاول مرة، ونتيجة لثورة تموز، انهم مواطنين متساوي الحقوق، وهم يتعرضون اليوم لنفس الفعل الاجرامي، ولنفس الاهداف الدنيئة.

في بداية الحرب ضد العراق، والان في المنطقة الغربية، وغيرها من مناطق نشاط الارهابيين وقوى الرده، بعد كل عملية عسكريه، او انفجار، او اطلاق نار يلاحظ هناك من يتقدم، وينبري وبصلافة، وبهدوء، او انفعال مقصود يتحدث، ويقول للصحفيين: "مرت دورية، او سيارة عسكرية" للتمويه على الاضرار المدنية التي تعرض لها الناس، لتبرير العمل الارهابي، او يقول،بكل وقاحة: "كان هناك تجمع للمدنيين وفجاء جاءت قوات الحرس الوطني او القوات الامريكيه( حسب المتورطين في الحادثة) وبداوا باطلاق النار عشوائيا". وربما يكون هو نفسه من اطلق النار، او زرع العبوة، او قام بالتفجير،او ضغط على الريمونت، لكنه يتقدم ليدلي بمعلومات مفبركة للصحافة لتشويه الحقائق، واثارة البلبلة، و نشر الاشاعات المغرضة. فلا يمكن لعاقل ان يقتنع ان قوات الجيش العراقي، او الحرس الوطني تاتي بسيارتها، وملابسها المعروفة، وتقوم بعمل لا اخلاقي تعرف جيدا انه يثير حنق الناس.

في نهاية السبعينات وفي بداية الهجمة العلنية على القوى الديمقراطية في العراق، وخاصة الشيوعيين. يقوم بعثي من المحلة بزيارة بيت شيوعي معروف اذا لاحظ وجود مجموعة من الناس تقف في الشارع مثلا. واذا لم يكن هناك احد متجمعا فيطلب منه التمشي قليلا ويدور به في محلة السكن، لاسقاطه من اعين الناس، ويتولى اخرين اشاعة، ان فلان، او فلانة سقط/ سقطت، واصبح/ اصبحت تتعامل مع البعثيين،او الامن، اوالمخابرات، وهكذا حسب صفة الزائر/الزائرة. وحتى رفاق الشخص المعني، يبدأون بالشك، خاصة وان،اساليب التسقيط كانت متعدده، ومتنوعة، ومتدرجة احيانا، وبوسائل سافلة جدا من تشويه السمعة، والمضايقات الاجتماعية، او الضغوط النفسية، والفصل من الوظيفة حتى الاعتقال، والتعذيب، والقتل. الكل يتذكر تلك الوسائل الوضيعة التي استخدمت للنيل من انصار، واصدقاء، ورفاق الحزب الشيوعي العراقي خاصة، ثم استخدمت مع قوى معارضة اخرى.

واليوم، والحملة الانتخابية حامية، وتشابه البرامج، والاهداف، وتشتت القوى الوطنيه بشكل لم يسبق له مثيل فان حملات الدعاية القذرة، واساليب اثارة البلبلة، والفرقة اكثر حدة. واثارة الشائعات، والحساسيات خاصة مع ارتفاع درجة الحماس. والهدف واضح اشاعة الفرقة بين الاحزاب، والطوائف، والاديان، وتشتيت الجهود، وخلق ارضية لحرب اهلية. ومقتل بعض شيوخ العشائر، واعضاء من احزاب سياسية او قوائم انتخابية معينة، قد يجعل من الصعب خمد الانفلات، والتصرفات غير المدروسة، وردود الفعل المتسرعة، وتبادل التهم. فنقع في الفخ الذي يحفره اعداء الوطن، ومسيرة الشعب الديمقراطية. لقد فشلوا في اثارة حرب طائفية، او دينية،أو صراع كردي عربي، او كردي تركماني، او تركماني عربي حتى الان لكنهم لن يتوقفوا عن محاولاتهم الدنيئة. والان يقتلون شيوخ العشائر على امل اشعال شرارة الحروب العشائريه في مكان ما.

نامل، ونتمنى، ونطالب القوى الوطنيه، والاسلامية الشريفة الانتباه، وضبط النفس، ومقاومة الشائعات، والتوقيع على عهد شرف وطني بعدم الانجرار، لاي نوع من انواع الحروب الاهلية، والاقتتالات الداخلية مهما كانت صيغتها، او صفتها، او مكانها. ان التعامل الهادئ يفوت الفرصة على المتربصين بمسيرة شعبنا الديمقراطية. واحداث ما بعد ثورة تموز لا زالت حاضرة في الاذهان. ويجب عدم السماح للقوى المجرمة داخلية، او خارجية لتنفيذ مخططها الاجرامي. وامامنا الصومال، والبوسنه، ولبنان الحبيبة، وغيرها من امثلة الانسياق وراء ما يريده الاعداء، او المتطرفين، او العنصريين، او الموتورين، او المرتزقه، او التكفيريين، وقد وجدوا مؤخرا على الانترنيت مكانا خصبا، للاسف، لنشر سمومهم، فكلهم جراثيم قاتلة باسماء مختلفة.
فحذارى من فحيح الافاعي.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعارات وتعليقات من الحملة الانتخابية الاسلامية في العراق
- رسالة الى الرئيس الايراني :::بدل ازالة اسرائيل انسحب من عربس ...
- قرآن عمار الحكيم
- رسالة الى اياد علاوي وحلفائه في القائمة العراقية الوطنية
- ايتام ناظم ?زار يتلثمون من جديد
- الاسلام هو القتل والعراق هو الحل
- الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي
- الديمقراطيون في امريكا يتحالفون مع البعثيين في العراق
- فرارية الحزب الشيوعي يواصلون استخدام هوياتهم المزورة
- المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا
- الاسلام هو الحل عن طريق القتل
- ارض السواد
- آية الله برزان الطالباني والسيد الرئيس جلال التكريتي
- فرارية الحزب الشيوعي ينتقدون تحالفاته
- رشاوي احمد ال?لبی الانتخابية
- زعماء الشيعة يستعينون بالدعاية الصهيونية
- كلاب الله في البصره -المحافظة السليبة- ينشرون الدمار والموت ...
- الله يهرب النفط من البصرة الى ايران
- ابراهيم الجعفري وتابعه كبه يهينان الذاكرة الوطنية العراقية
- اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - حرب الاشاعات في شوارع بغداد