أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا














المزيد.....

المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1382 - 2005 / 11 / 18 - 07:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ـ الان صدقتك، واصبحت متاكدة، وفاهمة لما تردده من ان العراقيين لهم خصوصيتهم وانهم يختلفون عن الاخرين، بطباعهم، وتصرفاتهم، وتعاملهم مع بعضهم.

استغربت من كلام زميلتي المعلمة التي فاجأتني بزيارتها في غرفة عملي، وهي لم تبد يوما اي نوع من التجاوب، او التفاعل مع ما كنت اردده على مسامع زملائي، وزميلاتي في مدرسة تعليم الكبارعن اننا شعب التسامح، واننا كنا نعيش سوية دون نزاعات، او احقاد، وان الاحترام كان متبادلا بين اتباع الديانات، وكان من العيب ان تسال الانسان عن دينه، اومذهبه، او قوميته. وهذا لم يكن ناتجا عن قمع، او خوف، او اوامر فوقية. بل هي تربية بيتيه، وثقافة قبول الاخر،كما هو الحال في اي ميناء اخر في العالم. انني اتحدث في الاقل عن بصرتي الجميله وفسيفسائها الرائع، وتعايش المسلمين مع المسيحيين، وغيرهم من الاديان، وكنت افتخر ان العراق مهد اقدم ديانه موحده: المندائيه. كنت اتحدث عن ضعف الاحتقان الديني، او الطائفي، او القومي،او العنصري. وان بلادنا لم تشهد حربا دينيه، او طائفية غير ضغط السلطة السياسي.

كانت زميلتي السويدية هذه ترفض كل هذا، وتنظر بعين الشك لكل ما اقوله، وتعتبره ادعاءات مختلقة. وتصرعلى سيادة النزاعات، والضغوط، واحتقار المرأة، و..و..و كل ما تركه العثمانيون من صورة سيئة عن العرب، والمسلمين، والشرق بصورة عامة، في اذهان الاوربيين. كاناس غلاض، فظي التعامل، خشني المعشر، يقتلون، ويسرقون بعضهم، جلاف الطبع و.. و.. الكثير من الضغائن، والاحكام المسبقة. كانت تسخر، وتعلق باسلوب استفزازي، وتهكمي يحرج الزملاء الاخرين الذين ما تعودوا على هذا الردود الخشنه من انسان سويدي.

وقفت مشدوها لا افقه شيئآ، كمن يواجه لغزا محيرآ، فاستدركت لتريحني من حيرتي، وتعجبي، لهذا التغير المفاجئ الذي ظننته اول الامر مزحة ثقيلة، او استهزاء فض. اضافت:

ـ اليوم فقط صدقتك، وامنت بما تقول عن التسامح، والتعايش في العراق. فاليوم كنت اتحدث كعادتي عما اتصوره عن حياتكم، وتحدثت عن احتقاركم للمراة، وقتل المسيحيين في الشوارع، وعن فرض الحجاب وعدم وجود جامعات، وان البنات لا تذهب الى المدرسة. فتصدى لي احدهم، ورد على كل ما قلته، واكد ان هذا ليس صحيحا، وقال اننا كعراقيين نتعايش، وتنزاور، ونتزاوج، ونحتفل بالاعياد سوية.و..و.. وظل يتحدث مثلك.
ـ ولماذا صدقتيه ولم تصدقيني؟
ـ احزر من يكون؟ ثم ذكرت اسمه.
ـ ولكنه مسيحي عراقي، انه اشوري، او كلداني
ـ نعم دافع عن الاسلام بشكل عجيب. في حين سكت جميع المسلمين في الصف، وكلهم مؤمنين، ومؤمنات. يبدو انهم لم يقتنعوا بعد، انني هنا لا امثل سلطة. في الواقع انا كنت اشك باهمية دروسك عن تعدد الثقافات، والاندماج، ولكني اقتنعت الان باهميتها، وارجو ان تحضر الى صفي لتحدثهم عن مشاكل الاختلافات الثقافية كما تفعل مع بقية الصفوف.

شعرت بفخر كبير، واعتزاز، لا يصدق، وكدت اطير من الفرح، والزهو.فهذا عهدي ببناة حضارة وادي الرافدين. استفسرت منها ان كانت قد سالته عن سبب دفاعه، و المسلمين في الصف صامتين. اجابت انه رد عليها بانك تسيئين الى ابناء، وطني، وتشوهين سمعة شعبي. نحن لنا عادات، وتقاليد، واخلاق، وقيم مشتركة انتم تسموها اسلامية، ونحن نقول عراقية. انها هويتنا الوطنية فكيف لا ادافع عنها؟! وانصرفت جدلة كمن اكتشف كنزا، او ازاحت عن ضميرها ذنبا.

بعدها تقاطر علي تلاميذها افرادا، وجماعات، وكلهم مسلمين، وتحدثوا بفخر، واعتزازعن زميلهم المسيحي، وكيف القم المعلمة "الحاقدة" الف حجر. وتجددت حيرتي فسالتهم، ولكن لماذا جئتم الي فردوا بصوت واحد لانها صرخت في الصف الان صدقت رزاق. سموها "الصديقه" اذن! علقت مازحا. وضحكنا بزهو جميعا.
وصدق فؤاد سالم وهو يغني: "مانل?ه مثل عراقنا عراق"

أه متى تعود ياعراقنا؟؟؟



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام هو الحل عن طريق القتل
- ارض السواد
- آية الله برزان الطالباني والسيد الرئيس جلال التكريتي
- فرارية الحزب الشيوعي ينتقدون تحالفاته
- رشاوي احمد ال?لبی الانتخابية
- زعماء الشيعة يستعينون بالدعاية الصهيونية
- كلاب الله في البصره -المحافظة السليبة- ينشرون الدمار والموت ...
- الله يهرب النفط من البصرة الى ايران
- ابراهيم الجعفري وتابعه كبه يهينان الذاكرة الوطنية العراقية
- اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة
- بن لادن والزرقاوي وكل الارهابيين ورثة تقاليد العنف الاسلامي ...
- اولاد صبحة نهبوا العراق واولاد فضيله ينهبون البصره
- حكومة الجعفري/صولاغ ايران اولا والعراق اخيرا
- هل تفرخ الفضائيه العراقيه من جديد -الرئيس القائد-؟
- وحدة يسارية ام وحدة وطنية؟
- ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير
- جولات الجعفري الصداميه
- قادة الشيعه يتاجرون بالفجيعه
- توزيع ثروات العراق حسب الدستورالدائم
- سلطات العراق العديده


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا