أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي














المزيد.....

الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1386 - 2005 / 11 / 22 - 10:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ بدأ الحملة الامريكية على العراق سخرت الفضائيه "العربية" حيزا كبيرا من بثها، وجهدها لمتابعة، ومناقشة الشان العراقي، وتسليط الاضواء على مجريات الاحداث. وقدمت على هذا الطريق شهداء من ابرز، وافضل مراسليها في العراق. بعد سقوط النظام، واتضاح الحقائق، والصورة تبادل الاستاذ ايليا كوزي، والانسة نجوى قاسم مخاطر متابعة احوال، وامورالعراق. ولم تخفهما التفجيرات، ولا التهديدات، ولا القصف المتكرر لمقرات "العربيه" في بغداد، والمضايقات، والصعوبات الكبيرة التي تعرضوا لها. ومنذ اليوم الاول كان برنامج "من العراق" ولا زال، هو البرنامج الافضل، والاحسن، والاكثر حيادا، بل انحيازا لمأسي، ومظالم الشعب العراقي في حركة التغيير،ومقاومة الارهاب. وخاطرت نجوى قاسم بحياتها، وذهبت الى هناك، الى العراق المضطرب. وتابعت عن كثب، وبعيون فاحصة، وذهنيه مميزة. وسجلت مقابلات عدة مع شخصيات فاعلة في الشان العراقي. كان واضحا، خلالها، انها تحضى بقدر كبيرمن احترام ضيوفها، والتقدير لدورها، وثقافتها، وامكانياتها، واسلوبها الهادئ الهادف في الحوار، والمقابلات. وحماستها لمعرفة المزيد.

نويت ان اكتب عن هذا الموضوع، منذ ان كتب احد الاخوة مقالا هجوميا على الفضائيه "العربيه" متهما اياها بالتحيز، ومحاباة اعداء العراق . لمجرد انها تقابل من يعارضون العملية السياسية الجارية في العراق، او ممن نختلف معهم في تقييم الاحداث. في حين ان المتتبع الجيد لبرامج، ونشرات اخبار العربية، وتقاريرها عن الوضع في العراق تشير الى العكس تماما. دون محاولة لاتخاذ موقف متحيز، وهذا مايشير الى المهنية العاليه، والموضوعية في العمل الصحفي باعتباره وعاء، او قناة يمر من خلالها الخبر، او المعلومة. ولكل حدث، او فعل يوجد هناك مؤيد، ومعارض. مع، اوضد. التقييمات تختلف حسب المواقف. وليس من مهمة الصحفي الناجح الموضوعي، ذو المهنية العالية ان يقف الى جانب احد الطرفين. بالتاكيد له رأي، ووجهة نظر ولكن مهمته، ودوره المحايد لا تسمح له باعلان، رايه، او اظهار تحيزه، وهذا مايميز الاعلام عن الدعايه. هذا مايميز الصحافة الحره عن الصحافة المسييرة. ولكن للاسف وبسبب الاعلام العربي الرسمي، فان الاذن العربية تعودت على سماع الصوت الواحد فقط. الصوت الاخر مقموع دائمآ، ومغيب. نحن، ومن نعم ديمقراطية اوروبا علينا تعودت اذاننا على سماع الاخر. وصرنا بعكس ابناء وطننا الكبير نتحسس من الصحفي الذي ينقل رايا واحدا، وجهة نظر واحدة. خاصة واننا لا نصطدم باذاعة، او تلفزيون تمجد الحاكم صباح مساء. ولاجرائد حزبية تحتكر الحقيقة. حتى في صحافة الحزب الواحد، تقرا اكثر من وجهة نظر. هناك دائما معسكران، او اكثر تتصارع افكارها بحرية، دون قمع، او منع، او رقابة. ولهذا يتطورون باستمرار.

شجعني، وحفزني من جديد، على كتابة هذا الموضوع "المتابعة" التي اجرتها "العربية" للجلسة الاولى للمؤتمر التحضيري للوفاق العراقي. كعادتها اطلت علينا الانسة نجوى قاسم انيقة، رقيقة نشطة الذاكرة، ذكية التعليق، نبهة لما تقول، متسلحة بمعرفة كافية عن النفسية العراقية، واطلاع واستيعاب واضح، وفهم عميق لكل معطيات الشان العراقي، ومكوناته السياسيه، والفكريه. ذهنية حادة، متوثبة لتلاحظ، تسال، تعقب، تضيف، توضح بهدوء، ودقة عجيبان تعكس اهتمامها بالموضوع، وتعايشها معه. محاولة ان تكون جزءآ منه، دون ان تذوب في حرارته، او تتموه في تشعباته. تبقى مراقبا ذكيا، ومديرا مقتدرا، وحاسما لنقاش، او حديث قد يحاول البعض تسييره كما يرغب. ولكن نجوى قاسم تبقى متوهجه، منتبهة، قادرة على ان تمسك الخيط بيدها دائما. ورغم حبها الواضح للشعب العراقي، وتفهم ماساته، وتعاطفها مع جراحه، تستمع بذكاء واهتمام، حتى لمن ينكرهذه الماساة، وتوقفه عند حده، اذا حاول التجريح، او الاساءه، او تشويه، او تحوير الواقع، والاخبار. دون ان تفقد توازنها، اوموضوعيتها.

ان انوثة حواء التي تشع من عينيها، وابتسامتها الرقيقة، وهي تحاور ضيوفها يرافقها اشعاع حاد لشخصية قوية، وعزيمة واثقة، وثقافة، واسعه. ليس غريبا موقفها المتعاطف مع الشعب العراقي فهي ابنة لبنان، البلد الذي عانى الصراعات الطائفية، واحرقته سنوات الحرب الاهلية الرهيبه. لكن نيران الحرب الحاميه، واتونها المشتعل صقلت منها ماسة نقية المعدن، ثاقبة النظر،صافية النيه، حية الضمير. انها اجمل، واروع جوهرة في تاج الصحافة العربيه.

شكرا "للعربيه" لمواقفها الموضوعيه، ومهنيتها العالية، ومتابعتها السريعة، والدقيقه، والمستمرة لكل ما يجري في بلادنا. ولا ننسى انها الفضائيه الوحيده، ربما، غير العراقية التي عرفت، ولا زالت تعرف بالتاريخ، والفن، والعلم والثقافة العراقية، ورموزها الكبيرة، والشخصيات العراقية في الغربة عبر برامج جميلة تذكرنا دوما ان هناك من يحبنا، ويهتم بنا، ويضع بلسما على جراحنا النازفة دوما.

وشكرا للصحفية الرائعه نجوى قاسم، وهي تناجي قلوب العراقيين في كل طلة بهية على شاشة العربية. اذا كان العراقيين غير محظوظيين كما يتشكون دوما. فاظنهم ربحوا الجائزة الكبرى بصحفية لامعة اهتمت بالموضوع العراقي، وقدمته، وتقدمه بضمير حي، ومهارة بارعة، واسلوب متميز.

رزاق عبود
20/11/2005



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيون في امريكا يتحالفون مع البعثيين في العراق
- فرارية الحزب الشيوعي يواصلون استخدام هوياتهم المزورة
- المسلم الوحيد في الصف كان مسيحيا
- الاسلام هو الحل عن طريق القتل
- ارض السواد
- آية الله برزان الطالباني والسيد الرئيس جلال التكريتي
- فرارية الحزب الشيوعي ينتقدون تحالفاته
- رشاوي احمد ال?لبی الانتخابية
- زعماء الشيعة يستعينون بالدعاية الصهيونية
- كلاب الله في البصره -المحافظة السليبة- ينشرون الدمار والموت ...
- الله يهرب النفط من البصرة الى ايران
- ابراهيم الجعفري وتابعه كبه يهينان الذاكرة الوطنية العراقية
- اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة
- بن لادن والزرقاوي وكل الارهابيين ورثة تقاليد العنف الاسلامي ...
- اولاد صبحة نهبوا العراق واولاد فضيله ينهبون البصره
- حكومة الجعفري/صولاغ ايران اولا والعراق اخيرا
- هل تفرخ الفضائيه العراقيه من جديد -الرئيس القائد-؟
- وحدة يسارية ام وحدة وطنية؟
- ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير
- جولات الجعفري الصداميه


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - الجميلة نجوى قاسم افضل من يتناول الشأن العراقي