أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل














المزيد.....

تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


يا "صحفيو" الفضائيات العربية تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل

برنامج "اضاءات" الذي يقدمه الصحفي المقتدر، وواسع الثقافة الاستاذ تركي الدخيل من الفضائية المتميزه "العربية" يمنح الامل، في ان جزء من صحافتنا العربية بخير، وهناك رموزآ اعلاميه للمهنية العالية، والقدرة الفنية المتطورة باستمرار. فانت تستمع الى الاستاذ خالد ملحم من وراء المحيط،، وهو يستقبل ضيوفه بابتسامة، ويودعهم بامتنان، ويشاركهم في كل حديث، والهدف توضيح الحقيقة كاملة الى المشاهد العربي. واذا كانت طبيعة برنامج ملحم السياسية تختلف، ويتخللها نقاش، واخذ ورد باسلوب حضاري. لا تجده ابدا عند من يفتعلون صراع الديكه في برامحهم، وكان المهرج لا يضحك الناس الا بالكشف عن عورته. ولكن عندما تجلس، وتستمع للقاءات التي يجريها تركي الدخيل، وفي أي مادة، او موضوع، ومع أي شخص تجده دائما سيد الموقف مهما كان مقام الشخصية التي يقابلها فحجته قوية، وسؤاله ذكي، وخزينه المعلوماتي هائل. يحترم ضيوفه رغم تقاطعه احيانا معهم بالكامل. لكنه يعرف جيدا انه لا يحاكمهم، لا يقاضيهم، لا يستجوبهم، كمحقق، انهم ضيوفه، وليسوا اسراه. انه يستزيد من المعلومات لان ملايين المشاهدين تراقبه، وتتابعه، وهو يستخلص من اهل الراي، او العقد، او الفكر مانريد نحن المشاهدون ان نعرفه. وهو لهذا يختار ضيوفه بعناية، ولكي يطلع المشاهد على هدف، وقصد اللقاء.

انا في الواقع اجلس منشدا، متسمرا، امام التلفاز، ويعتريني احيانا نوع من الحسد البرئ، اوالغيره، الشريفة الممتزجتان بالاحترام، والتقدير، والاعجاب بهذه المقدرة. خاصة، ونحن الذين نعيش في الغرب لدينا حس تعالي، وميل الى الشعور باننا الافضل. وغرور لا اساس له. اضافة الى الافكار المسبقة عن مجتمعات نسميها مغلقة، او متخلفة حسب تصنيفاتنا، متناسين ان شكسبير جاء من مجتمع مغلق، وان روائيي مصر جاؤوا باغلبيتهم الساحقه من قرى نائية قسم منها لا يعرف الكهرباء حتى الان، وان بويب انجبت السياب، وقرية اخرى قريبة منها قدمت سعدي يوسف، وان مظفر النواب برزت موهبته وصقلت في الريف. وردة الفعل هذه جاءت في الواقع بعد ان احتشدت الساحة بفضائيات استقطبت كتاب، وشعراء، وفنانين صاروا بين يوم، وليلة "اعلاميين" دون احترام لمكانتهم. وهم يجادلون في كل شئ من تصليح السيارات حتى تفسير المعلقات. ضاربين عرض الحائط التخصص، ومتناسين، ان الاعلام ليس صفة تمنح، بل دراسة، وامكانية، وموهبة، وقدرة، وتخصص، ومهنة صعبة جدا، لايقدر عليها الا اهلها الاكفاء.

ان التقنية العالية، التي يتبعها هذا المايسترو تجعلك تذوب في المشهد. انه يوجه اسئلته بدون استفزاز. يحرج صاحبه برقه، لا يثيره، ولا يجرحه، وتجد محدثه يقول مالا يود ان يقوله. يستدرجه لصالح اللقاء والمشاهد، دون نية خبيثة للايقاع، او نصب الفخاخ، والمصائد. ومهما حاول ضيفه ان يتهرب من الجواب المباشر،او الصريح فان الدخيل ينجح دائما في ان يجعل ضيفه يبوح حتى باسراره. انه يلح، ويلف، ويشجع بذكاء، وبطريقة بارعة ليصل الى ما يريد سماعه. ورغم الاحساس انه يختلف، او غير مقتنع بالجواب، الا انه يخلق جوا من الود، والالفة، والتقرب النفسي، يوفر جوا من الصداقة تخيم على اللقاء، وتخدمه. يحبب لك المتابعة فتجده، وكانه متفحص ذكي للغز، او سر، او ابهام. يكتشف ببراعة الخبير، وحصافة المدقق. رغم ان دوره لا يشبه ابدا الهدف من التحقيق البوليسي، ولكنك تجد متعة في متابعة عجيبة لاستخلاص مايريد ان يعرفه المشاهد. فهو يعرف ضيفه جيدا. درسه، وقرأ له، وعنه، وتابعه بعمق، ومعه دائما مقتبسات من اقواله، او كلمات قالها ،او تعليقات قيلت عنه، وهو يستعين بكل هذا بهدوء، وسعة صدر، وابتسامة، او ضحكة استفهامية، او جملة اعتراضية، او سؤال اضافي، او نظرة ذات معنى. فيؤسر الاثنين الضيف، والمشاهد. وتمر ساعة اللقاء، وكانها ثواني. تفاجأ بانتهاء البرنامج، وانت في اوج انفعالك، ومتابعتك، وتمتعك.

شكرا للعربية، وتهانينا لها بهذا الكنز الثمين تركي الدخيل.

رزاق عبود



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمخض مبارك فولد خرطا
- مقتدى الستياني يستعد لاحراق العراق
- لماذا لا يتبع زعماء اتباع اهل البيت سيرة اهل البيت؟؟
- جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
- مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
- منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
- شيعة بني امية في الناصرية
- يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
- لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!
- من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية ام السفير زلماي؟؟!
- القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل