أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!















المزيد.....

منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 09:44
المحور: حقوق الانسان
    


بصراحة ابن عبود

كثر، في الاونة الاخيره الحديث، والكتابات، والتصريحات حول ما يسمى "منطقة آمنة للمسيحيين" في العراق. بعد ان تعرضوا الى المضايقات، والاعتداءات، والاختطاف، والاغتيالات، وحرق الكنائس، وفرض على نسائهم الحجاب الاسلامي في اكثر من منطقة من العراق. وعادوا من جديد غرباء مشردون لاجئون في وطنهم الام، والمناطق القريبة منه كسوريا، والاردن، ولبنان. اضافة الى الهجرة الكثيفة لدول اللجوء في اوربا، وامريكا، وكندا، واستراليا، وغيرها. وهذه ليست المرة الاولى التي يغدوا فيها مسيحيو العراق ضحايا التغيرات في المنطقة. فلقد تعرضوا لتقتيل منظم، واحرقت قراهم، وسبيت نساءهم باستمرار من قبل الغزاة العثمانيين، مثل غيرهم من المسيحيين، الذين رزخوا تحت نيرالامبراطورية العثمانية مثل الارمن، والسريان، والسولاف، واليونانيين، وغيرهم. بعد الحرب العالمية الاولى، والاحتلال الانجليزي الاول للعراق، تعرضوا للتنكيل، والمطاردة بعد ان ظن زعماءهم ان "اخوة الدين" من المحتلين الجدد سيكونوا ارحم من العثمانيين. وتوهموا، انهم، سيفون، بما وعدوا به شعوب الدوله العثمانية من منحهم دول مستقله، او حفظ حقوقهم الثقافية، وخصوصياتهم الدينية، او ادارات محلية...الخ من الوعود الاستعمارية الكاذبة. لكن الاثوريين في العراق كانوا من اوائل من ذاق طعم حراب المستعمر الجديد بعد مقاومي الاحتلال، وثوارالعشرين في الجنوب.

بعد مؤامرة الشواف المدعومة من مصر الناصرية، والامبريالية العالمية. سامهم غلاة القوميون، والبعثيون، والاسلاميون المتطرفون العذاب، والهوان، ونال مسيحيي الموصل القتل، والتعذيب، والمطاردة، مع غيرهم فتشردوا في كل انحاء العراق خاصة مدنه الكبيرة، بغداد، والبصرة بعد ان قام ايتام المتامرين بالانتقام منهم جراء دعمهم لثورة14 تموز 1958 الوطنية، ومحاولتهم المساهمة في بناء الوطن، والدفاع عن ثورة الشعب، بعد ان اشعرتهم الثورة انهم مواطنين متساويين مع غيرهم من ابناء الرافدين، في اعقاب دهور من التهميش.عقب انقلاب البعث الدموي في 8 شباط 1963 وفي زمن عارف الاول نالهم، ما نالهم من قمع، واضطهاد، وتشريد، وسجن، وتعذيب. فعادوا مهمشين طوال فترة الحكم البعثي، رغم التزويقات المنافقة. اما الان وفي ظل الاحتلال الامريكي للعراق فان المسيحيين اول من تلقوا ارهاب التكفيريين، والمتعصبين، والمتخلفين، وبقايا البعث ولا زالوا يتعرضون يوميا لكل ما يعانيه الشعب العراقي من ارهاب، وقتل يومي، ومضايقات.

وبسبب من قلة عددهم، وتوزعهم على مدن محدده في العراق فقد اصبحوا اهدافا سهلة لكل الحاقدين، والمجرمين. ونتيجة لهذا الوضع الماساوي الذي يعيشه الشعب العراقي كله ظهرت دعوات يائسة من بعض القوى، والاطراف تتفاوت بين الحرص، والصدق، وحسن النية في محاولة حماية ماتبقى من المسيحيين في ارض الاجداد، الى محاولة(من البعض) لاستغلال الوضع للحصول على فوائد، ومزايا سياسية، او شخصية، لاستغلال معاناة مسيحيي العراق، والامهم، وكأنه، لا يكفيهم استغلال الاخرين. اذا كان الشيعة يحيون ذكرى الحسين كل عام، ويلطمون على مصيبته، فلا يوجد من يحيي درب الالام المسيحي الطويل في بلد المصائب، والكوارث، والحروب. وظهرت دعوات لاقامة "منطقة امنة" للمسيحيين في العراق، وجرى استخدام مصطلح "الشعب المسيحي". متناسين ان المسيحية دين، وليس قومية، او اثنية معينة، والمسيحية تشمل ملياري مسيحي في العالم. في العراق يوجد ارمن، وسريان، واثوريين، وكلدان، وعرب، واكراد يعتنقون المسيحية. كما ان هناك مسيحيين من اصول اسيوية، و اوربية يعيشون في العراق.

كأنه لا يكفي ما عانوه خلال قرون الحكم الاسلامي بانواعه باعتبارهم "اهل ذمة" في، وطنهم، وظلوا يعاملون ك "كفار" طوال الحكم العثماني، ثم "اقلية دينية" في العراق الحديث. واخيرا أختصر ابن الحضارة السومرية، والبابلية، والاشوريه تحت يافطة كردستاني. دون ان يسالهم احد عن رايهم في ذلك. وهكذا، و مثلما صار سكان امريكا الاصليين "هنود حمر" وسكان شمال افريقيا الاصليين "بربر" ، وعرب، واكراد، وسريان، وارمن الاناضول "اتراك" صار سكان العراق الاصليين، واحفاد بناة اقدم حضارة معروفة في العالم الى مجرد اقلية، او مسيحيين، او كردستانيين. ويريد البعض حشرهم في منطقة ما، او سهل ما، او واد ما. وكانهم فئة "المنبوذين" في الهند، او حملة وباء معدي، او مجموعة مجذومة تحجر في "منطقة امنة" وعزلهم عن العالم، وحشرهم في معسكرات لللاجئين، او في كهوف صخرية. بعد ذلك ،ربما، تتطوع دولة ما، اومنظمة ما لتفرض حمايتها، ووصايتها، وتاتي مجموعة تتحكم في رقابهم، وتغتني، وتتنعم على حسابهم. فهل نعيد تجربة الهند التي تقسمت الى دولة مسلمة، ودولة هندوسية، لمجرد ان احد القادة الهنود المسلمين(محمد جناح) تصور ان لامكانة له امام شخصية غاندي القوية الجذابة، ولان الانجليز، عملوا، ويعملون وفق مبدا فرق تسد؟؟ الباكستان نفسها تقسمت الى شرقية، وغربية ثم اعقبتها حرب طاحنة تاسست على اثرها دولة بنغلاديش. ولا زالت مشكلة كشمير قائمة!

ان الكانتونات التي حاول نظام الابارتيد فرضها على شعوب جنوب افريقيا. لا يجب فرضها على ابناء العراق. وما يقال عن تمتع "المسيحيون" من امان في بعض مدن كردستان، اوتمثيل برلماني فانه جاء نتيجة تضحيات، ونضالات طويلة، ومضنية. ما يسمى "بالشعب المسيحي" هم سكنة العراق الاصليين، وبناة حضاراته، التي يتبجح بها الان، من جاء من صحارى الجزيرة القاحلة. انهم عراقيون اصيلون، والعراق كله بلدهم، ومنهم اشتق اسمه. يحق لهم العيش فيه كغيرهم معززين مكرمين، مصانة حقوقهم، وتقاليدهم، وعاداتهم، ولغاتهم، ودورعبادتهم، وتراثهم، وشعائرهم مثلما هي الشعائر الحسينية، او غيرها. يجب ان يكون العراق كله وطنا امنا لهم. وليس سهل نينوى، او سنجار، او تلكيف، او الحمدانية، او شيخان، او القوش، او بغديده...الخ. هناك يعيش ايضا اكراد، وتركمان، وعرب، ويزيدية، وشبك. فهل نبني جدران العزل العنصري على طريقة شارون؟ ومن سيعود من نيويورك، او ديترويت، او مونتريال، او سيدني، او اوكلاند، او ستوكهولم، او لندن، او باريس ليجد نفسه مثل الفلسطينيين يسير عدة كيلو مترات للوصول الى مدرسته، او عمله. رغم عدم واقعية الهجرة المعاكسة.

لقد فرضت مجموعات بشرية كثيره عبر النضال، والاعتصام، والاحتجاج، وتحشيد الراي العام العالمي، بعد طول معاناة، استعادة حقوقها كاملة، في الحياة الحرة الكريمة. كما هو حال سكان امريكا، وكندا الاصليين، وكذلك في استراليا، ونيوزيلندا، والسامر في السويد، والنرويج، وفنلندا، والاسكيمو في غرينلاند، والاسكا، وغيرهم الكثير. يجب على من حرث الارض، واخترع العجلة، وعمر المدن، واقام الحضاره، وسطر اول الحروف، وكتب اولى الملاحم، وبنى الزقورات، ودرس النجوم، وشيد الابراج، والجنائن المعلقة ان لا يلجا الى كهوف "المنطقة الامنة" بل يطالب بحقه في وطن آمن من الفاو حتى زاخو. فهذا وطن الاجداد، وليس منة من احد.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
- شيعة بني امية في الناصرية
- يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
- لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!
- من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية ام السفير زلماي؟؟!
- القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري
- السيد -عدي- الحكيم يمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق
- لا محالة من التوافق الوطني
- العراق بين مطرقة البعث السوري وسندان الاسلام الفارسي
- حرب الاشاعات في شوارع بغداد
- شعارات وتعليقات من الحملة الانتخابية الاسلامية في العراق
- رسالة الى الرئيس الايراني :::بدل ازالة اسرائيل انسحب من عربس ...


المزيد.....




- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم إعدام بحق مواطن وتكشف عن - ...
- خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين..اعتقال مئة شخص في جامعة في بو ...
- فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات ...
- استشهاد مقاوميْن وارتفاع عدد المعتقلين في الضفة
- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رزاق عبود - منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!