أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد كروم - أسطورة عودة الأنوناكي ج 2















المزيد.....


أسطورة عودة الأنوناكي ج 2


خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 6640 - 2020 / 8 / 8 - 02:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أكمالاً لما تم ذكره في مواضيعنا السابقة روت الألواح السومرية ..وكذلك النصوص الأكدية بعدها قصصاً تكشف عن سلالات ملكية للأنوناكي.. وكأنها شجرة عائلة طبيعية تشبه الأنسان في طبيعته العائلية.. حيث أشاروا إلى أب جميع الآلهة بأسم ..(آن).. أو (آنو) (ANU)..!

وعند الأكديين في أغلب الأحيان يمثل معناه ..(بالجنة).. والظاهر أنه يمثل مركز البقاء الدائم لحاكم الآلهة آنووالحاكم الكلي لهم ومنها تم الاشارة الى عدن بأنها الجنة حيث أن كلمة ..(جنة عدن هي لفظة مركبة من : جا.آن.آدين).. وكان لأب الآلهة آنو زوجة تدعى ..(آنتوANTU)...

أرسل ..(آنوِANU).. أثنين من أبنائه بعد أيجاد عنصر الذهب الذي يعتبر الوسيلة الاساسية لأصلاح الثقب الموجود في الغلاف الجوي لكوكبهم نيبيرو الى الأرض...

وكذلك لتطوير كوكب الأرض وحكمها... وأقامة المستعمرات الخاصة بهم وجعل الأرض الكوكب البديل في حالة حصول كارثة في كوكبهم نيبيرو بعد تهيئة الارض وأجوائها لتوطينهم ...

لهذا نرى في الفترة الأخيرة وخصوصاً في وسائل الأعلام الغربي نلاحظ الترويج الكبير لعودة الكائنات الفضائية تحت عناوين كـ ..(عودة الأنوناكي - أو عودة الآلهة إلى الأرض)...

كان إنكي ..(ENKI)..وهو المهندس الوراثي والجيني لخلق عرق جديد من البشر مع أخيه إنليل ..(ENLIL ).. هما زعيما هذه البعثة والحاكمان الرئيسيان .. حيث نشب بينهما صراع مرير حول منصب السيطرة الكاملة على الأرض...

حيث كان ..(إنكي).. هو الأبن البكر لـ ..(آنو).. مرؤوساً من قِبَل أخوه ..(إنليل).. وكان هذا بأمر ..(آنو).. والسبب هو أحترام الأنوناكي لنقاوة الدم حيث أنهم كانوا يمنحون هذه المسألة أولوية دائماً في قوانين الحكم والوراثة عندهم...

حيث أن والدة ..(إنليل)..كانت أخت غير شقيقة للأب ..(آنو)..وهذا النوع من الزواج يجعل الدم الساري في عروف الأولاد الذكور أكثر نقاوة وصفاء ..

أما الاخ الأكبر ..(إنكي).. فكان من أم أخرى بعيدة القرابة من الأب وهذا ما جعله أقل مرتبه من أخيه الصغير هذا السيناريو بشكل عام يجعلنا نعتقد بقوة أن منه أشتقت قصة.. (هابيل) و (قابيل).. المذكورة في الكتب الإبراهيمية مع بعض الأختلافات البسيطة .. طبعاً نلاحظ قانون شبيه للقانون البشري في مسألة أحقية الحكم والوراثة عند البشر في عصرنا الحالي...

كان ..(آنو).. مع زوجته ..(آنتو)..نادراً ما يزوران كوكب الأرض الذي أشارو إليه بأسم.. (آ.ري.دو) (E.RI.DU).. (ومعناه: الوطن المُبنى بعيداً).. وهذه الكلمة بالذات تطورت عبر الزمن لتصبح.. (أرض).. وهي الكلمة التي نستخدمها للأشارة إلى كوكبنا كذلك الكلمة الأنكليزية ..(EARTH) (إرث)..التي هي ليست بعيدة من ناحية اللفظ...

إن الصراع الذي دار بين الأخوين لم يكُن بالمستوى البسيط الذي تم تصويره في النصوص المقدسة..بل تم أستخدام تكنولوجيا متطورة جداً كادت تدمر كوكب الأرض بالكامل..!!

هذه الحرب الشرسة التي دارت بين الأخوين وذريتهما تشبه بشكل كبير تلك الحروب المذكورة في مخطوطات فيدا الهندية ..(VEDAS).. التي تحدثت عن الحروب السريعة التي دارت بين الآلهة المتنافسين ..وأُستُخدِمت فيها المركبات الطائرة والصواريخ والقنابل النووية والأسلحة الليزرية وغيرها من تكنولوجيا الأسلحة...

ويُعتقد بأن الدمار الشامل الذي أصاب..(سدوم - وعموراء) - (sadom and gomorah).. المذكوران في العهد القديم أو سميت قصتي هذين المدينيتن بقصة ..(قوم لوط)..في القران يمثل أحد تلك المعارك التي حدثت , ويُعتقد بأن موقع المدينتين كان جنوبي البحر الميت ..واليوم لا زالت الفحوص الأشعاعية تسجل درجات أعلى من الطبيعي...

أن القصة التوراتية أو القرانية التي وصفت زوجة ..(لوط).. التي نظرت للخلف وتحولت إلى عمود من الملح.. لها أساس أقدم بكثير وحسب الرواية الأساسية من المفروض أن تتحول إلى عمود من ..(بخار).. بدلاً من الملح...

وكما هي الحال من الروايات التي تناقلتها الشعوب الأخرى حول العالم .. والتي تصف عمليات التزاوج التي حصلت بين ..(الآلهة) أو ..(الزوار من النجوم) أو ..(رجال السماء)..أو غيرها من الأسماء التي تسمَّوا بها مع بنات الأنسان...

فالسومريون أيضاً ذكروا هكذا حالات في رقمهم وبعد أن نقلها الكهنة اليهود خلال كتابة توراتهم تجلت بوضوح في أحد مقاطع سفر التكوين حيث ورد الآتي :-

...{وحدث لما أبتدأ الناس يتكاثرون على سطح الأرض وولد لهم بنات أنجذبت أنظار (أبناء الله) إلى بنات الناس فرأوا أنهن جميلات فأتخذوا منهن زوجات حسب ما طاب لهم ... وفي تلك الحقب كان في الأرض (جبابرة)..

وبعد أن دخل (أبناء الله) على بنات الأنسان وولدن لهم أبناء صار هؤلاء الابناء أنفسهم (الجبابرة).. والمشهورين منذ القدم...

ملاحظة:- في النصوص المكتوبة باللاتينية وردت كلمة ..(جبابرة)..(1) تمثل ..(Nifilim)..وكلمة ..(الجبابرة)... تمثل أما أبطال ..(HEROES).. أو عمالقة ..(Giants)..حسب نسخة الكتاب المقدس وهناك فرق بين عرق الجبابرة.. (Nifilim) وعرق الجبابرة (Giants) في النص التوراتي...

المفكر والرياضياتي الروسي (إمانويل فاليكوفسكي) مؤلف الكتابين الشهيرين ..(صدام العوالم- وعصر الفوضى).حيث حاول من خلالهما إعادة أستنباط التاريخ بالإعتماد على النصوص المقدسة ..وبعض المخطوطات الرقم المسمارية .. والمخطوطات الفرعونية المقدسة مُثبِتاً حصول كارثة كونية في الماضي البعيد نتيجة حصول تغيير كبير في مسار كواكب النظام الشمسي...

حيث قال معلقاً على ما ورد في هذا المقطع التوراتي الذي أوردناه سابقاً...(خلال العمل على كتابي ..(صراع العوالم).. والذي تناول الكارثة العالمية ..(الطوفان).. الواردة في العهد القديم والذي سبقت سفر الخروج توقفت لأتأمل أحد المقاطع والذي يبدو أنه يصف زيارةً من الفضاء الخارجي...

القصة التي تم روايتها في سفر ..(التكوين).. عند أنجذاب أبناء الله إلى بنات الإنسان غالباً ما يتم تفسيرها على إنها تتكلم عن مجموعة متطورة من الناس التي أختلطت مع إحدى القبائل المتخلفة .. وعندما أكتشف كولومبوس قارة أمريكا ...

أعتبره السكان الأصليون حسب ما ورد في المذكرات بأنه هو وبحارته أنه قدِموا من السماء.. وهذا الموقف تكرر أكثر من مرة حول العالم بين مجموعان مختلفة من المُستكشفين والسكان الأصليين حيث دائما يَعتَبر الزوار الجدد ..(أبناء الآلهة الهابطين من السماء)...

ربما يُشير هذا الإعتقاد والمُتجّذر في وجدان كافة الشعوب حول العالم إلى حصول هكذا زيارة فعلاً من الفضاء الخارجي في إحدى فترات ما قبل التأريخ...حسب ما هو ظاهر في المقطع التوراتي السابق من سفر التكوين فأنه يبدو أنه دليل قوي على حصول زيارة للأرض من قبل كائنات عاقلة قدِمت من كوكب آخر...

فكلمة ..(نيفيليم).. التي تمثل ..(جبابرة)..في المقطع الأول :_ تعني حسب النصوص السومرية (الذين إنحدروا) وهناك من يترجمها بـ (الذين سقطوا) أما الكلمة ..(المشهورين).. الواردة في نفس المقطع التوراتي أعلاه والمرافقة لكلمة (الجبابرة)... فهي ترجمة منقولة لكلمة ..(شِم) ..(SHEM)...في النص السومري...

وتُرجِمَت وفق المفهوم اليهودي على أنها تعني ..(صاحب الأسم) أي (مشهور).. لكن في الحقيقة إن المعنى الصحيح لكلمة ..(شم) - (السومرية).. هو ..(سماء)..

فالمتحدثون في اللغة العربية يفهمون هذا اللفظ الحاصل في المعاني والألفاظ حيث أن نفس هذا اللفظ يحصل في اللغة العربية بين كلمة ..(أسم).. وكلمة ..(سما).. أو كلمة .(شمش).. في المسمارية لتتحول الى كلمة ..(شمس).. في العربية ..

وبالتالي :- مثلاً بدلاً من القول ..(رجل مشهور).. نقول ..(رجل سماوي).. هناك كلمة سومرية أخرى وهي كلمة مركبة واردة في النص الأساسي وهي ..(شو.مو) - (SHU.MU).. وتعني (مركبة سماوية)..!!

حيث أن ..(مو).. تعني ..(مركبة)..وبالتالي العبارة تمثل مجموع كلمتي ..(SHU).. سماء و (MU)..مركبة فتتشكل عبارة ..(مركبة سماوية)..

ونستنتج بالتالي إن المعنى الحقيقي لعبارة ..(الجبابرة)..المشهورين الواردة في النص التوراتي هو ..(الجبابرة أصحاب المركبات السماوية).. وبالتالي هؤلاء الذين تزاوجوا مع بنات الأنسان...

أما عبارة (أبناء الله) فهي واضحة وجلية في النص اليهودي من التوراة ..(بني-ها-إيلوهيم Ben-Ha-Elohim).. حيث معناه الحرفي ..(أبناء الآلهة).. وهنا نلاحظ أن الصورة أكتملت لكم...

الأنوناكي ونواتج تهجينهم
_____________

كل ما بدءناه سابقاً فيبدو أن المواليد التي نتجت من التزاوج مع بنات الانسان كانت أحجامها عملاقة فعلاَ ... وربما يشكلون عرق العمالقة الذي جاب الأرض في إحدى الفترات الغابرة...

لقد تحدثت عن العمالقة كافة الشعوب في كافة القارات.. وحتى أكتشاف الكثير من البقايا والآثار لهم ..لكن هناك انواع مختلفة من أعراق العمالقة الذين جابوا الأرض في الماضي البعيد .. حيث كان بعضهم مظهرهم بشري تماماً ..بينما البعض الآخر كان من أشياه البشر ..(الزواحف).. وبالتالي لا تشمل هذه القصة كافة أنواع العمالقة الذين سادوا في الأرض...

النص الأثيوبي الحبشي المتناول للعهد القديم ويدعى ..(كبيرا ناكاست) - (KABERA NAGAST) يشير الى حجم العمالقة للاطفال النتي نتجت من التزاوج بين البشر والآلهة...

وتروى تفاصيل الولادة التي خاضت بها بنات الأنسان نتيجة تزاوجهن مع النيترو ..(الفضائيين).. حيث عجزن عن أخراج مواليدهن من بطونهن فماتت الواليد .. وقد وصف النص كيف أضطرت بعضهن الى أجراء عمليات لأخراج المواليد الضخمة ..(بعد بقر بطون الأمهات وفتحها- خرج الاطفال من منطقة الصرة)...

في المخطوط اليهودي القديم كتاب نوح :- (BOOK OF NOAH).. وكذلك المخطوط المشتق منه كتاب أخنوخ ..(BOOK OF ENOCH)..تم وصف عملية ولادة غريبة لطفل غير بشري..واصبح في ما بعد (نوح) المشهور والذي أرتبط أسمه بالطوفان العظيم...

وهناك أشارات لهذه الحادثة ظهرت أيضاً في مخطوطات البحر الميت ..(DEAD SEA SCROLL).. والمعروف بأسم ..(القُمران).. وهي عبارة عن سجلات تابعة لمجتمع ..(إِيسن) - (ESSENE)..الذي عاش في فلسطين قبل 2000 سنة ..

وهذا المخطوط أيضاً يحتوي على مراجع كثيرة تعود لكتاب (أنوخ) المولود الغريب الذي تصفه هذه النصوص بأنه أبن ..(لامخ - LAMECH).. وذكرالنص بأن الطفل لا يشبه الانسان العادي.. وهو أقرب للشبه بـ ..(أطفال الملائكة في السماء).. هكذا أشاروا إلى ..(نوح).. أبن (لامخ)...

حيث يسأل لامخ زوجته عن الوالد الحقيقي للطفل :-(لقد فكرت بأن الحَبَل كان من المراقبين وأولئك المقدسين ... ومن النيفليم ... وقلبي مؤبك وثقيل بداخلي بسبب هذا المولود)...

في ..("الشاهنامة" أو كتاب "الملوك")..وهو التاريخ الأسطوري لأيران والذي أكتملت كتابته عام ..( 1010) ..ميلادية على يد الشاعر العربي الفردوسي ..ورد وصف لولادة طفل يدعى "زال" وهو أبن "سام"..؟!

ومرة أخرى يصاب الملك بالرعب بسبب المظهر غير البشري لمولوده الذي حجمه ضخم جداً يشير الملك ..("سام").. إلة أبنه بأسم ..(الطفل الشيطاني).. أو بأسم الدايفاس ..(DEAVES) - (المراقبون)..

وكان وصفه قريب الشبه للأوصاف الواردة في قصص العهد القديم... بالأضافة إلى أنه كان لملوك أيران بُغض شديد لهؤلاء الأطفال بنفس البُغض الذي عبّر عنه بطارقة العهد القديم...

هناك الكثير من النسخ غير المعترف بها للروايات الواردة في العهد القديم ..أشهرها كتاب "أخنوخ" الذي أُكتشِف عام 1773 ميلادية في ما يُعرف بأثيوبيا (الحبشة) ذلك من قِبَل المُكتشف الأستكلندي (جيمس بروس) لكن لم ينال الأهتمام اللازم قبل العام 1828 ميلادية حيث تمت ترجمته...

لقد مُنع تداول كتاب ..(أخنوخ).. وكتب كثيرة غيرهُ من قبل الكنيسة الرومانية ..حيث بقي مجهولاً ومُهمَلاً لأكثر من ..( 1500 ) ..سنة والهدف هو القضاء على الأعتقاد القديم السائد بين الرعايا والقائل بأن ..(الملائكة السماوية).. كانت حقيقية من لحم ودم ...؟!

وتزاوجت مع أبناء الانسان فعلاً .. لكن بنفس الوقت نرى أن الماسونيين الذين يسيطرون على الكنيسة من وراء الستار كانوا .. ولا زالوا ينظرون إلى ..("أخنوخ").. على أنه من المؤسسين الأسطوريين الأوائل لمحفلهم السري العريق حتى أن الأسم ..(أخنوخ).. (ENOCH) هو أصل كلمة "مُنتسب" بالنسبة لهم ..(ENOCHIN)...

مع ذلك أغلب الأساطير الدينية مأخوذة من حضارات سابقة كوادي النهرين والفراعنة...من معراج أخنوخ للطوفان .. وحتى الحياة بعد الموت.. وابن الآلهة والثواب والعقاب ....الخ وما نتج من معتقدات إبراهيمية كلها نتاج للفكر الإنساني بطفولته الأولى من تلك الحضارات لا أكثر..

في الأغاداه يقال إن أخنوخ كان ضمن التسعة الذين دخلوا الجنّة دون معاناة ضربات الموت ..( DEZ 1, end ):-" صعد إلى السماء بناء على أمر الربّ.. وأعطي اسم ميطاطرون.. الكاتب العظيم " ( Targ. Yer. To Gen 4:5 )...

يحتل أخنوخ مكانة بارزة في بعض المدراشات المتأخرة..مثل سفري حانوخ وحايي حانوخ... نلاحظ هنا تشابهاً ملفتاً مع ميثة الإمام الغائب الإسلامية.. حيث نجد أخنوخ يعيش في مكان خفي عن الأعين..ثم يدعوه ملاك.. كإنسان خيّر..أن يغادر مكانه كي يعلّم البشر السير في الصراط المستقيم.. فعلّمهم (243 ) سنة.. حيث عرف الناس أثناءها السلم والازدهار....

وكنوع من المكافأة.. قرر الله أن يعينه ملكاً على الملائكة في السماء...فصعد أخنوخ إلى السماء في عربة نارية تجرها أفراس ..( هل يمكن تصور البراق ؟ ).. قتال نارية....

وحين حط رحاله في السماء، صاحت الملائكة:- "كيف يأتي إنسان مولود من امرأة ضمن ملائكة يأكلون النار"..؟ أجاب الله على ذلك: - "لا تتضايقوا..لأن كل الناس أنكروني وأنكروا سطوتي وعبدوا الأوثان..

لذلك نقلت الشيخيناه ..( السكينة أو الحضور الإلهي ).. من الأرض إلى السماء.. وهذا الرجل.. أخنوخ.. هو المصطفى من بين البشر"...وألبسه الله زيّاً رائعاً وتاجاً منيراً.. وفتح له أبواب الحكمة.. وأعطاه الاسم ميطاطرون.. أي رئيس وزعيم جيوش السماء كافة.. وحوّل جسده إلى لهيب، وأحاطه بالعواصف والريح والرعد (1)...

لكن حاخامات القرن الثالث للميلاد ينكرون الشراشيب العجائبية لأخنوخ.. ويقولون إنه تذبذب طيلة حياته بين الخير والشر حتى نقله الله من هذا العالم قبل يرتد ثانية إلى الإثم (2)... وهنا يمكننا أن نلحظ نوعاً من ردة الفعل على استخدام المسيحيين لأسطورة صعود أخنوخ إلى السماء. (3)....

إذن، سفر أخنوخ هو عمل ديني يهودي.. يعزا لأخنوخ.. الجد الأعلى لنوح بحسب التوراه... لكنه لا يعتبر جزءاً من الأسفار القانونية التي يستخدمها اليهود اليوم.. عدا جماعة بيتا إسرائيل...بين المسيحيين.. وحدهما كنيستا أثيوبيا وإرتيريا الأرثوذكسيتان تعتبرانه قانونياً...

ومن بحوثنا المتواصلة في اللاهوت المورموني وجدنا أن سفر موسى في كتاب مورمون فيه أشياء كثيرة تشبه سفر أخنوخ... ويلعب سفر أخنوخ دوراً هاماً في تاريخ التصوف اليهودي.. كتب الباحث الكبير غرشوم شوليم:- " الأغراض الرئيسة لصوفية المركابه المتأخرة تحتل موضعاً مركزيّاً في ألأدب السراني الأقدم.. وأفضل ما يمثله سفر أخنوخ"...(4)...

نص أخنوخ..كما تشير الوثائق قديم ومعروف للغاية...دليلنا على ذلك وجود بعض إشارات له في العهد الجديد...هنالك مقطع قصير مأخوذ من أخنوخ تستشهد به رسالة يهوذا ..( 1: 14-15 ).. من العهد الجديد...وهنالك من يؤكّد أن كتبة العهد الجديد كانوا على معرفة بأخنوخ بل تأثروا به فكرياً ونصاً...

ما يهمنا في سفر أخنوخ هو وصف زيارة النبي للسماء الذي نجده على شكل رحلات ورؤى وأحلام.. إضافة إلى الوحي. ..السفر يتألف من خمسة فصول متمايزة..مؤلفة من تسعة أقسام... يشترك معظم الباحثين في رأي مفاده أن فصول السفر الخمسة كانت أصلاً أعمالاً مستقلّة ..( تختلف فيما بينها بتواريخ توليفها )...

ويرى الباحثون الغربيون أن أقدم فصول هذا السفر كتبت عام (300) ق.م... في حين يرجع أحدث فصوله إلى القرن الأول للميلاد...وخارج أثيوبيا أعتبر سفر أخنوخ مفقوداً حتى بداية القرن السابع عشر..حين أُكِّد بثقة أن السفر موجود بترجمة جعزية....

فصل المراقبين:-

الفصل الأول من سفر أخنوخ يصف سقوط المراقبين، الذين يرعون النفيليم ..( قارن: بنيه إلوهيم؛ تك 6: 1-2 ).. النفيليم ..( جبابرة بالعبرية ).. هم نتيجة ...( زواج كائنات بشرية بكائنات سماوية)..بحسب الميثات القديمة...ويحكي الفصل عن رحلات أخنوخ في السماء... وهو مؤلّف في القرن الرابع أو الثالث ما قبل الميلاد...

الأقسام 12-14:- رؤيا-حلم لأخنوخ: تدخله لأجل أزازيل والملائكة الساقطين:- إعلانه عن قضائهم الأول والأخير...
الأقسام 14-36: رحلات أخنوخ في الأرض وشيئول...
14-19: الرحلة الأولى..
20: أسماء رؤساء الملائكة السبعة ووظائفهم..
21: العقاب البدئي والموضع الأخير للملائكة الساقطين..
22: شيئول أو العالم السفلي..
24-25: الجبال السبعة في الشمال الغربي وشجرة الحياة...
أخنوخ رجل صالح فتح الأقدس ..( الله )..عينيه فرأى رؤيا لله في السماء.. التي أراه إياها أبناء الله.. ومنهم سمع كل شيء....محتوى فصل الأمثال:-

64: رؤيا الملائكة الساقطين في موضع العقاب...
الفصل الأسطرولوجي:- يرجع إلى القرن الثالث ق.م. إن لم يكن أبكر...الكسرات الموجودة في قمران تتضمن مواداً غير موجودة في النسخ الأحدث من سفر أخنوخ...يتضمن هذا السفر وصفاً لحركات الأجرام السماوية وللسماء.. وذلك على أساس أنها معرفة أوحيت لأخنوخ في رحلاته إلى السماء يقوده أوريئيل...

رؤى الحلم:- مكتوب على الأرجح بين عامي 163-142 ق.م.

هنالك أيضاً سفر آخر لأخنوخ معروف باسم ..( "سفر أخنوخ السلافي" - أو " سفر أخنوخ الثاني- أو سفر أسرار أخنوخ")... وهذا النص غير محتوى في أية مجموعة قانونية من النصوص الكتابية..يهودية كانت أن مسيحية... وقد كتب عام 100 للميلاد تقريباً...

هنا أيضاً مجموعة صغيرة جداً من المقارنات بين القرآن ..("وسفر أسرار أخنوخ").. هنالك عدد ضخم من التشابهات في وصف سفر ..( أخنوخ الأبوكريفي ).. للسماء والجنة وروايات القرآن... فأخنوخ أيضاً..في النص الأبوكريفي.يصف رحلة إلى السماء بطريقة مشبهة جداً لما يرد في القرآن والحديث...

أخنوخ- مثل محمد- يصف رحلة إلى السماء يقودها ملك...في سفر أخنوخ ثمة حديث عن شجرة سماوية..وعن أنهار الجنة الأربعة (5). " كتاب أخنوخ " (فصل 14) فقد ورد فيه كلام على تلك الشجرة السماوية والأربعة الأنهر...

وقال اليهود عن شجرة الحياة التي كانت في جنة عدن إن مسافة ارتفاعها (500) سنة ..(ترجوم يوناثان)..ورووا أيضاً روايات أخرى عجيبة عنها... وبما أن المسلمين توهموا أن جنة عدن التي خُلق فيها آدم هي في السماء.. وجب أن نبحث عن منشأ هذا الخطأ والوهم .. فنقول إن مصدره الكتب الموضوعة ولا سيما "رؤيا بولس" ..(فصل 45)...

شجرة الحياة تعرف نفسها بها كل العناصر يلزم بإسهامها القوام مشكلا ضرورة لكل الأحياء ..فتدلي أغصانها للجائعين لا لأنها تحتاجهم بل بثمرها الشفاء والكلية...الرب شجرة الحياة لم يدع الناس لنفسه عن حاجة تمسه فكيف نستطيع الحياة من دون صفات الصلاح..

أما بالنسبة لتشابه الأديان مع الأساطير والذي لم يستطع الشيوخ الجهلة الذين دأبهم التكفير أن يجيبوا عليه فتلك انعكاس على المرآة الصافية للمرآة ...فالحقيقة بالزجاج لا بالصورة المرتدة عليه...

بموضوع وعد الرب لإسرائيل: لنسلك أعطي هذه الأرض من النهر الكبير إلى نهر مصر ...أحدهم يثبت أن نهر مصر هو نهر صغير يتشكل من السيول شرق مدينة العريش.. ولا علاقة للنيل بالوعد ..وذلك بإثباتات عدة ...

منها أن بني إسرائيل كانو قاطنين للدلتا أصلا".. وأن الرب قال لهم بالتوراة أنتم تسكنون أرضا غريبة فمن غير المنطقي يضعها ضمن الوعد .. أما نهر الفرات يقصد بأعالي النهر الساحل الشامي كله دون العراق...



#خالد_كروم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الديني لإثبات وجود الإله الإبراهيمي
- أسطورة عودة الأنوناكي ج 1
- نسيج الكون الإله العاقل وفيزياء الكمومية
- رحل فارس الكلمة - القلم الصامد حسنين كروم
- خلق الإنسان المختبري
- وظائف الآلهة القديمة ...قصة إديان ... ج 1
- عربات الآلهة اليهودية ... الشعائر السرية لمملكة كيميت الفرعو ...
- الحضارات القديمة والتضحيات البشرية الدموية
- الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 4
- الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 3
- الحضارة الفرعونية ..الفضائية .... الخلق والنشأة جزء 2
- هل نهاية العالم يوم 29 إبريل
- كورونا هل هو سلاح للإبادة البشرية ....أم أنفلونزا عادية ..
- فيزياء مركزية الشمس وفرضية الإله
- نظر الكيمتين للكون من حيث نشأته ...وبداية ظهورالألهة والبشر
- الرموز الثقافية والروحية لدي العشائرية الشرق أوسطية
- شيزوفرينيا الميثولوجيا في فهم عمل الكون التفاعلية ج 3
- شيزوفرينيا الصراع بين الدين واطباق الطاسيلي الجزائر أنموزجا- ...
- شيزوفرينيا وفرضية الصراع بين الدين والفراعنة المصريين ج1
- شيزوفرينيا وفرضية فيزيائية الكون


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد كروم - أسطورة عودة الأنوناكي ج 2