أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - فضاء المكان ورمزية اللون تجليات المشهد الشعري في - ليل سمين - لعلي فرحان















المزيد.....

فضاء المكان ورمزية اللون تجليات المشهد الشعري في - ليل سمين - لعلي فرحان


سمير عبد الرحيم اغا

الحوار المتمدن-العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 18:37
المحور: الادب والفن
    


فضاء المكان ورمزية اللون
تجليات المشهد الشعري في " ليل سمين " لعلي فرحان

سمير عبد الرحيم اغا
قد يستجيب " المشهد الشعري " في صناعته الى مؤثرات عديدة .. تساهم بصورة او أخرى في رفد النسيج النصي يقيم جمالية ومعنوية مختلفة .. وعلى صعيد الاستخدام الشعري للطاقة الإيحائية التي يتمتع بها اللون في الميدان الشعري ، فان ( التعبير بالألوان كثير ما يكون وسيلة من وسائل التعبير الرمزي لما لها من إيحاءات خاصة ) ويعد اللون واحد من تلك المؤثرات ويكتسب أهميته من كونه جزء مهما من خبراتنا الإدراكية .. فهو يزودنا بالقدرة على التمييز بين الأشياء ، فضلا عن تحكمه بأمزجتنا وأحاسيسنا ، كما انه " من المستحيل ان ندرك الشكل إدراكا تاما الا بحضور اللون ، وذلك لان اللون هو انعكاس لأشعة الضوء على شكل الشئ الذي ندركه ، ويعد اللون الجانب الظاهري للشكل " وهكذا تشرع الألوان في الاستخدام الشعري بخلق سيولتها الفنية الدلالية والرمزية في نسيج النص .
سنحاول هنا : إجراء مقاربه لرمزية لون المكان وتطورها في مجموعة " ليل سمين " للشاعر العراقي " علي فرحان لأجل بيان أهميتها في التشكيل النصي من خلال استقراء شعر "علي فرحان "
يبدو لي عناية الشاعر " علي فرحان " بتوظيف اللون في النص الشعري وفي هذه المجموعة بالذات , فحين تقوم الألوان الغامقة بتضييق مساحة تأثير الفعل اللوني ... وخاصة اللون الأسود الدال على الحزن والغضب والتشاؤم " اللافتات السود تخنق الجدران / الجدران تتقوض تحت الأرواح " وقوله " بالسواد قلبي بدونك / وب
يالسواد أثوابك التي أضاءت أيامي "
سوادك يهمس بإذني
أذا تبين لك الخيط الأبيض
فتمسك بي .. ص80
في نص " إقبال رحمه الله " ص 62 يبرز اللون قيمة رمزية دالا على الندم والنار وقدور تفور .... يقول فيها :
اخفت برأسها بلدا
ربما خاتما ثمينا
أو أشعلت ثوبها
ربما صبغت الجدران بالندم
او بلدا ربحت
ربما قصيدة عرضها السماوات والأرض
في هذا النص من المجموعة ذاتها يأتي اللون الأحمر بقيمته اللونية ، بل يدخل صورة الوجه والعيون الحمراء في إثارة إلى الحب مباهيا بها كل البلاد ، وفي تكرار لفظة حمرة دلالة على استطالة الصوت :
هكذا على الدوام اجر نياشيني ،أوسمه مترفة مباهيا حمرة ......ص 67
وجوهكم بارتجافي
وبعيني الحمراوين أثير فتاتي
لذا امجد بياضها نكاية بالبلاد
بالأقمار المعتمة ، وبي أنا القابل للصدأ
وفي المجموعة ذاتها تبدأ الألوان التسلل إلى نسيج نص علي فرحان بصورة ملحوظة .. او تأخذ بعض الألوان بالتردد والتكرار يقيم رمزية مختلفة بل أخذت بعض الألوان حيزا من " ثريا النص " عنوانا .. فمثلا نجده في نص " صباح خاكي " وفي نص " بياضات " " اسود ..اسود " امرأة بيضاء " بصورة مباشرة كما نجده في نصوص أخرى بصورة غير مباشرة كما في " عنوان المجموعة " ليل سمين " وحزن وحساء " و فولاذ " وأوراق اليونورا " و" رغيف البازلت " .. الخ ، لعل أكثر الألوان تتردد في المجموعة : اللون الأسود : اذا جاء مقترنا بالمكان / البلاد .. المدينة : دالا عليه او رامزا له عبر اتصاف موجودات المكان ومن ما وصفه به حاله على :
من منجمك الأسود ص 76
خرجت الليالي البيضاء
ومن مختبرهم الأبيض وصداريهم البيض
خرج الموت
، بأسودهم الأحمر
وهي تنظر الى المكان المقيد .. في المدينة
وفي نص " امرأة بيضاء " من المجموعة ذاتها يأتي اللون الأسود : من ارض سوداء كما المخطط اللوني الذي يأتي لأول مرة في مخطط " جغرافي " وهي فكرة الموت في فكره ووجدانه فهو يمارس التصحيح او التجريح في لياليه البيضاء ، ويأتي اللون هنا بصفته الصريحة :
عندما أموت
سيكفنني سوادك الأبيض
لأجل سوادك
أضع " النيكتف " في البوم صوري ص 77
وفي نفس النص يتسلل اللون الأسود الى مفاصل المكان بالتضاد من عنوان النص بوصفه رمزا معادلا للمرأة وفي تجلياتها المختلفة
الأسود يحمل بياضنا .......... ص 74
ولذلك نركض تحت الشمس
وبالتسيد بين مجرى الأناقة " يمارس اجترار صورة السواد في المدينة واحتلالها مساحات من ارض الواقع
ساد سوادك الأرض
وبطريقه ألغى البحر الأبيض
وبذلك تسعى الطاقة الكامنة في اللون من اجل أبداع خلود مواز لدورة الحياة والثورة بوصفه رمز لضياع الحلم وانكسار شوكة الطموح ، اذ ان المكان يبدل أحلامنا ، في معادلة وجودية يتمثل طرفها الثابت بالمكان ... المكان المعد الاستضافة الموت ، مساحة اللون غارقة في مكان اسود .. حتى بياضها ، وحتى سواد قلبها ، وحتى سواد الشمس ، ويا لسوء حظها ،
عندما أموت
سيكفنني سوادك الأبيض
وفي نفس النص " امرأة بيضاء " من المجموعة ذاتها أتى اللون الأسود دالا مفارقا نابضا بالحياة وهي" تطرد الليل "
تستطيع المصابيح ان تطرد الليل
والألوان ان تغسل الإسفلت بلعابها
وفي النص ذاته يأتي اللون مقاربا للون الأسود عبرت خلاله عن "سيباركهم سوادك بيده الدافئة " الذي يخلق إيقاعا متجددا دائما مستمدا من السواد الممتزج بالضوء بامتلاء القاعات في كنايه قصيدة وفعل أنساني قادرا على تخطي عقبة الانطفاء ...
سوادك يطارده الصحفيون
بسؤال بليد
كم عدد النجوم التي ماتت
في حبك ؟
ويقترن البياض والسواد في نص " امرأة بيضاء " في صورة تكشف عن تضاءل قيمتها التشكيلية " الأسود يحمل بياضنا " عبارة يمكن لها انتفاء التمييز بين ( البياض والسواد) سواد القلب ضنا انه مكان المساحات الباقية في القلب ، وتساهم التعددية اللونية في اقتراح أكثر من مميزة لونية تغني المشهد الشعري وتحد نحو تجديد .. ففي نص " صباح خاكي " بساهم اللون الخاكي المقترن بالرمادي في عبارات مكثفة وموجزة .. الأسود والأبيض مرة أخرى : خلق إحساسا بتجديد المكان واستلاب الروح منه
صباح مبتل بالخاكي "ص 44"
تدوسه الإشارات ويعلوه صوت العريف
عيون مثلمة الرموش
ان استحضار اللون يعد أهم القيم المكانية في شعر " علي فرحان " اذ أصبح المكان امتدادا للذات وخلق حالة من الإحساس بتجريد المكان واستلاب روح الحياة منه ، وتساوي البياض والسواد .. يحيل إلى معنى الغياب بوصفه تجليا لانعدام الحياة وضياعها بين متاهات الحروب والسجون ، ان كتابة القصيدة عند علي فرحان فعل أنساني قادر على تخطي المجهول ،
ولنا عودة إلى نصوص الشاعر " علي فرحان " نحاول من خلالها مساءلة النصوص والوقوف على المكان التي احتلتها تلك الأمكنة بوصفها عوامل محفزة على استثارة ضمير الشاعر وحمله على معالجة قضاياها .
...................................................................................
"ليل سمين " علي فرحان (دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر ) بغداد 2016



#سمير_عبد_الرحيم_اغا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص اطفال / الجزء الثاني
- قصص اطفال / الجزء الاول
- لاتدع الاطفال يرقدون
- لاتسبق ريح الحب
- لاتغلق الهاتف
- حزينة
- قصص بطعم البرتقال
- لاتبتعد كثيرا
- لاتسرع في سيرك
- طبية وعامل
- ازهار جامعية بيضاء
- انا ونبيل وسؤدد
- سيرة ذاتية
- صور حب جامعية
- ( أرواق عنب ندى فوزي ...................رسائل امرأة من زمن آ ...
- فراشات جامعية
- صورتان
- يوميات دفتر جامعي
- سر اسعد
- صورة رقم 59


المزيد.....




- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم اغا - فضاء المكان ورمزية اللون تجليات المشهد الشعري في - ليل سمين - لعلي فرحان