|
صلاح والى : ابداع يتجدد : فتنة الأسر 1-2
بهاء الدين محمد الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6633 - 2020 / 8 / 1 - 11:39
المحور:
الادب والفن
صلاح والى يمارس احترامه لعقل القارئ من خلال تصدير صورة كلية تطرح فلسفة الرواية على طول ابوابها وهو يطرح ثلاثة أعماق تطرح تعدد الرؤى من خلال تحديد اطراف القص الثلاثة ، أولها البطل وهو الباحث عن رؤاه لذاته وباحثا عن معنى وجوده من خلال رؤية للكون حيث يمسك بزهرة لها ساق طويل دلالة على طول فترة تكونها وعمق وجودها على الارض ، دلالة الزهرة فى السياق عبر الرواية يطرح درجة التجريد التى تحملها كمعنى لروعة الإثمار وتوافق النتائج مع حجم الحلم وكم الأحلام والتطلعات التى تصطدم بالواقع ليعكس عدم اليقين مع كم صعوبات الواقع . الثانى فى ابطال الرواية هو الفراغ المتجسد فى الغموض المحيط بالأخر المتولد من دخان كثيف يأتى منه ذلك الذى تدق له الطبول ويعبر قارعى الطبول ذلك الحنين فى نفس الشاب الذى ورد العالم من جوف الرومانسية كما ظنه ، ولكن مع مع كمية الدخان ضاع يقينه من خلال عبارة تقريرية : كنت أظن ذلك ولكنه كان غير ذلك ربما وربما ايضا كذلك . وكأن البطل فى حالة تقييم حياته وتجربته وهنا يكون المدخل لفهم الرواية ، إعادة إنتاج مسلمات حياة البطل من خلال بداية عدم اليقين داخله مما إنعكس على رؤيته للأخر الذى فقد ملامحه بعدما تكشفت تجربته فى التنظيم خلال الستينيات خاصة مع دلالة ذلك التاريخ الخاص بالنشر 1996 ونشرت عام 2002 وهى فترة تقييم الذات . وهنا نحن بصدد قضية شائكة لهواة التصانيف المدرسية حول القصة الشاعرة والشعر القصصى ، وكله هراء ، فنحن يجب ان نفرق بينهما منهجيا وأدائيا فالقص نمط من أنماط نقل الخبرة البشرية للأخرين محكوم بأبطال محددين وبناء عقلى ورغبة شخصية فى ترسيخ الذات من خلال الأخرين لأن القاص يريد الخلود من خلال حكاياته التى يعبر خلالها عن هزائمه التى عجز عن تفاديها حال وقوع الحدث المحكى وكأنه يجيب عن سؤال رئيسى هل كانت حياتى أفضل لو فعلت بديل مافعلت ؟ ومن هنا فإن الخيال هو الابن الشرعى لكلمة |( ماذا لو ) ومن هنا يأتى الحوار كتيمة رئيسية وصانعة للفن القصصى والرواية ، هى نبت من حقل الاسطورة حيث الفعل الاول الغير مسبوق والذى تأسست عليه خبرة أنسانية ساهمت فى فى صنع أدوات الحضارة القائمة على صورة ذهنية مسبقة عن عالم الوحوش مما أدى لصياغة شكل السهم المدبب ذو الطرف الربيع القادر على اختراق الهواء ،وكل ذلك كنتائج مصاغة من نص حكائى قديم . وهنا ميزة القاص الذى صار لسانه شعرا فجاء وصف الحدث القصصى بأسلوب شعرى محترما لعقل البشر وبناء عليه فليس هناك قصة شاعرة وقصة غير شاعرة ، بل قاص يجيد أداء محتواه الحكائى شعريا والدليل عندنا فى ص 56 : قمت من فورى وأتخذت موقعى ورششت الوهم حدائق من أفيون فوق اعصابى ودققت له فى هون الايام عظام الخوف وربطته بشالات الكتان والتيل / الموجودة فوق الخابور الخشبى وراء الباب . هو مشهد للتعذيب داخل السجن ولكنه صاغه بأسلوب شعرى يشعرك بنبل البطل القصصى وتعاليه على الالم ويستنهض اللغة من خلال الصورة المركبة ليدين ذلك الذى خلق نوعا من الخوف الذى دق العظام . وكذلك ابراز ان الشعور بالخوف هو المسيطر على أجواء الفعل طوال الرواية من خلال الشخصية / الفعل والاسم المنكر عبر الرواية وكذلك عبر إستدعاء نموذج إنسانى فى مواضع قليلة فى الرواية وهو د عبدالله عسكر صديق القاص ، وتلك اللمحة هى تطبيق لمنهج التلقى من خلال الخبرة المشتركة بين القاص والمتلقى من خلال تحليل مفردات النص ودلالات السياق القصصى . تقاطعات الصورة من خلال تجاوز مستويات السرد لفترات مختلفة من العمر وهو نوع من الحوار والمراجعات الخاصىة بالذات ، وهنا مفهوم الجدل مع الماضى متجاوزا النوستالجيا المؤدية لتقديس الماضى ، فالقاص يسرد تجربة منظمة الشباب وما تلاها من إجهاض لأحلام ذلك الجيل وكذلك يسرد تجربة السبع سنوات حرب استنزاف ثم نصر عسكرى فى 1973 ولكنهم لم يجنوا حصاد دمهم وعرقهم الذى سال على الارض وكذلك حصاد المعارضة المصحوبة بالسجن فى عهد ليس بيوسف ، تكثيف تلك الخبرة الانسانية للقاص مع الاسلوب الشعرى القائم على الايجاز اللغوى مع الاتساع فى المعنى وهو تكنيك يسمح بإستعراض تلك الخبرة العمرية فى أقل مساحة للنشر وإحتراما لعقل القارئ وكذلك القدرة على تجريد المعانى بدلا من إجترار التفاصيل وهو أمر بعيدا بكل الاحوال عن مفهوم الادب ، وهو يراهن على ابراز التجربة الزمنية التى عاشها من خلال المشترك الانسانى وبالتالى يصحل ذلك العمل كمادة للتأريخ الاجتماعى عن طريق الادب وطرح ابعاد جديدة للتاريخ المكتوب رسميا ومن هنا يقوم الادب بالنقض الشعورى للمتعارف عليه تاريخيا فى صفحة 80-81 يعكس القاص ثلاث مراحل زمنية مختلفة فى المعسكر بجوار كلية البنات بعين شمس واصفا الباريه على كتافة القميص كنوع من التأنق كلنا مارسناه ليمارس حلمه بشوقه لمحبوبته من خلال رؤية البشر المارين فى الشوارع ، وفيما حبها بقلبه ( أخذها فى حضنه ولاأجد فوق رمال شعرها إلا دموعى . ذلك التجريد فقد عشق فى الرمال منطق تلك الرمال المكانى وهو الوطن الذى تجرد على اكثر من مستوى على مدى الرواية ، هى رؤية لسبع سنوات هل كانت كل الاحلام الممزوجة بطعم القهر ، مع مساحة قهر الحلم بعد السنوات السبع : لم نكن نتوقع ابدا ان تكون الايام التالية يعصر فيها الناس . وهنا إعادة انتاج لحلم يوسف وهو تضمين جزئى اجاد القاص استعماله كبديع ، وذلك بحكم تمكن فكرة واحداث رؤية يوسف فى العقل الجمعى للمصريين على إختلاف دينهم . ذلك كمقدمة لفهم ذلك التحول الذى حدث بإنفتاح السادات والذى عبر عنه القاص الذى حدث بانفتاح السادات والذى عبر عنه القاص بسبع سنين عجاف لم ياتى بعدهن سبع حسان : مرت العربات وكنت وسط قول التحركات ، كانت القرى السياحية بل الشواطئ الخاصة ، والحدائق المدلهة ، وبشر أكثر بياضا ، ولا ملابس ولا زعل ، ومياه نفس المياه ، ولكنهم ليسوا نفس البشر وليست تلك الارض ، كما أنني لست أنا ، فلماذا يقرضني هذا الشعور الزنيم بوجهه اللئيم ليخرجني من مهمة الكرسي ، تمتمت : التحول السريع نحو الأفضل --------هل صدقتم ما أقول أنا عبدالعال ياكلاب . هنا مرحلة من التداخل بين الأداء النفسي الراقي للتعبير عن رواية سياسية من الطراز الأول ففي الصفحات ( 79- 80- 81- 82) نوعا من التقمص لشخص السادات الذى نكل كما فهم من سياق الأسلوب القصصي الذى أبدعه الراوي ،واستخدامه لتقنية الشكل الوظيفي من خلال المساعد والسكرتير ، ومن خلال السؤال الماكر : أرى أن رأيك غير ذلك ، فيجيب أنه يعرف الارض التى حارب عليها وارتبطت بأحلامه ، ولكن مع قسوة الإحباط لأن الذاكرة لازالت تحمل أحلاما مقهورة تحولت لأمراض بحكم تشوهات العقل الجمعي فى الحاضر .
#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صلاح والى : ابداع يتجدد : فتنة الأسر 2-2
-
jتركيا : تقييم لإدارة الأزمة
-
ثورة 30/6 تقييم أولى
-
ثورة 30يونيو : مدخل تقييمى
-
هونج كونج : لغتان متوازيتان
-
الصين وامريكا عالمان متوازيان
-
ذ`ذكرى شاعر لا أعرفه
-
صناعة الدولة فى الخليج
-
أزمة سد النهضة
-
الدولة العربية : تجديد المقاصد
-
العنف الهامشى
-
شاب مبدع
-
زمار الحى
-
قيم بالوراثة
-
أدب المرأة
-
حسنى هاهد
-
عبدالرؤؤف اسماعيل غنائية الفقراء
-
حامل الريف تعب
-
الحوار المنقوص بين الخشت والامام
-
hالعلاقات المصرية التركية 1-3
المزيد.....
-
تابع بحودة عالية مسلسل قيامة عثمان 173 Kurulus Osman مترجمة
...
-
اكتشاف بقايا بحرية عمرها 56 مليون عام في السعودية
-
أ-يام قليلة تفصلنا عن عرض فيلم “Hain”
-
أيمن زيدان اعتذر.. إليكم ردود أفعال فنانين سوريين على -تحرير
...
-
6 أفلام جسدت سقوط طغاة وانهيار أنظمة استبدادية
-
احتفالات وسخرية واعتذار.. هكذا تفاعل فنانو سوريا مع سقوط بشا
...
-
دمشق الفيحاء في عيون الشعراء
-
اضبط تردد قناة روتانا سينما عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أجد
...
-
سكونية الثقافة وقلق الشعب والوطن
-
العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|