أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بهاء الدين محمد الصالحى - العنف الهامشى















المزيد.....

العنف الهامشى


بهاء الدين محمد الصالحى

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 18:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


دائما مايكون العنف كنتيجة طبيعية لغياب الحرية وكذلك يأتى دور التبرير الاجتماعى لغياب فكرة العدالة المطلقة كقيمة مع وجود فكرة المواءمة السياسية والاجتماعية كمبرر لغياب الاداء القيمى للسياسة المصرية تحديدا والعالم الثالث عموما ، ويكون العنف دائما مرادفا للشمولية السياسية بمعنى غياب فكرة التعددية السياسية المؤصلة على ابعاد أجتماعية محددة فى ظل عقل جمعى قادر على أستيعاب الاختلاف المؤدى للنجاح ودوما بعيدا عن النمطية التى تؤدى دوما الى الفشل المستقبلى حتى وأن حققت نجاحات مرحلية ممثلة فى الاقتصاد ومؤشرات نموه ، وذلك يتم الترويج له من خلال منظور الاقتصاد البحت الذى يقدم وجها أخر للفشل والفساد السياسى ، ويقتضى ذلك غياب منظور الاقتصاد السياسى الذى يركز على المردود والعائد الاجتماعى لاى تطور اقتصادى فى أطار علاقة جدلية بين شكل الأداء الاقتصادى وملكية أدوات الانتاج وانعكاس ذلك على علاقات الانتاج التى تشكل فى النهاية شكل العلاقات الاجتماعية ذات الابعاد المتعددة والمتشابكة أحيانا ، ومع تعقد العلاقات الاجيماعية بفعل الثورة المعلوماتية والتى حولت أدوات الانتاج الى مفاهيم افتراضية مكانها الطبيعى العقل الانسانى ، وكذلك تبلور المعرفة كأداة للفهم من خلال تحليل المعلومات فى نسق قيمى ووظيفى محدد يتميز ببعض الثبات النمطى القائم على شروط قياسية محددة ، فى حالة الاخلال بأحدها تضطرب ردود الافعال على كل المستويات المجتمعية ، ويكون مقياس التباين والفروق الفردية هو مدى الألتزام بمقدمات وبراهين وطرق الانتقال للعمل الجماعى داخل ذلك النسق الاجتماعى ، وذلك كطريقة قياس أستمرار النمط الديمقراطى الحديث فى اوروبا التى استقت من تاريخها وتنوعها الاثنى وذكرى الدماء التى أريقت عبر حربين كبيرين وهو درس وحدة الهدف مع اختلاف الشكل مع بقاء النسق القيمى الحاكم للأطار السيااسى العام ومدى أمتلاكه لألية أصلاح ومراجعة للذات كنوع من الحصانة للنظام تحول دون انهياره وحدوث اختلالات هيكلية .
ومع أختلال ذلك القياسى يظهر الاختلال المؤدى للعنف ، ومن أجل ترسيخ معادلة للنمط القياسى وكذلك تعريف تقريبى للعنف ، ومع مقاربة لفكرة العنف الهامشى وكذلك تأثيرات ذلك العنف الهامشى من خلال تماسه مع مفهوم الرأى العام .
ومع غياب النمط القياسى الحاكم للحياة العامة فى العالم الثالث إذ يخضع فى النهاية لتوازن القوى سواء كان معبرا عن مؤسسة محددة أو طبقة محددة تتوافق مصالحها مع مصلحة المؤسسة وأنعكاس ذلك على ضرورة خلق حالة ثبات ثقافى تحت مسمى يلقى قبولا زائفا لفترة محددة سرعان ما يفقد بريقه بعد ظهور نتائج التطبيق بما ينافى المصلحة الجماعية والاتجاه سلوكا وقانونا وتشريعا فى أتجاه الاصطفاء الطبقى ، وفى هذه الحالة يظهر النسق القيمى الملاءم لشرطية الثبات وتبدو هنا متلازمة العودة لقيم الماضى بفهم أهل الماضى دون معالجة عقلية تلاءم المواءمة العصرية الحاجات المتطورة للعنصر البشرى المقيم بالعالم الثالث وليس الحاكم له علما بأن العالم الان تحكمه ثورة التطلعات المرتبطة بالتطور النوعى المتمثل بمقولة خبير الاعلام الكندى ( ماكلوهان ) أن العالم كله أصبح قرية صغيرة ، تلك المقولة التى جسدتها التطبيقات الاجتماعية للأكتشافات العلمية التى أفرزت فى النهاية الأقمار الصناعية التى ظهرت كمنتج عسكرى فى المقام الاول مرتبطا بالصراع العسكرى بين قطبى العالم فى مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية ، ولما كان توظيف العلمى لصالح العسكرى ومع مفهوم التطور التطور والمرحلة من الصراع ولأننا فى العالم الثالث نتلقى الانتاج الخاص بالمرحلة السابقة من على الانتاج العلمى الحالى فى دول العالم الاول ، وقد تجاوز الأعلام الغربى من خلال أدبيات تصنيف العالم ألى أول وثانى وثالث ، وذلك التجاوز من باب تجميل الصورة طلبا للأحساس الوهمى بالتفوق لدى بعض دول العالم الثالث التى تم أكتشاف وقود الألة الغربية بها ( البترول ) وبالتالى كان لابد من أدارة حملة علاقات عامة لأستيعابهم ومحاولة بيع الوهم بالتفوق من أجل الأستدراج ألى معارك هامشية لأستيعاب أعراض أعراض تضخم الذات وتجاوز عن عن الدور المرسوم سلفا فى النظام العالمى .
ويأتى فى سياق ذلك البناء الهرمى للنسق العالمى وعلاقته بالنسق المحلى ، وعلاقة ذلك بالنقاء القيمى للنظام العالمى وأنعكاس ذلك على مدى شرعية أو رضاء الجماهير عن حالة التطابق والتنافر ، ومنبع ذلك الرضا أو التنافر ، ولعل ذلك يبرز فى نموذج مصر الستينيات وكذلك مصر الأن وكذلك فكرة الخصوصية ومدى نزاهة الفكرة من عدمها وهل فكرة الخصوصية لها بعد نفعى متعلق بالصراع السياسى ، وكذلك قدرة أى نظام أجتماعى على المقاومة وافراز نمط قادر على إما على على المقاومة أو فرض ذلك النمط على المقاومة الطويلة أو فرض ذلك النمط على من حولها مستعينة بعناصر أخرى لها بعد تاريخى ساهمت فى تشكيل المجتمعات المحيطة ، ومدى قوة تلك الروافد وأستمراريتها النابع من قدرة هذا النظام على تجديد الذات حتى لاتتجاوز المجتمعات المحيطة المجتمع الأم مع عوامل الركود تحت ستار الأصالة التاريخية .
أنواع العنف
1- العنف المؤدلج : وهو ما تقوم به الجماعات الدينية والتى حولت العنف الفردى ألى عنف مؤسسى والتاريخ يشهد بذلك منذ جماعة الحشاشين حتى جماعة التكفير والهجرة وجماعات الحاكمية التى تم زرع بذرتها عام 1928 وكلاهما ظهر فى عهد قوة الدولة فالأولى ظهرت فى عهد صلاح الدين الايوبى والثانية فى عهد الدولة الليبرالية ماقبل 1952 ، والعنف المؤدلج يجمع بين العنف المؤسسى من خلال الجماعة وبنيتها الظاهرة والباطنة والعنف العقدى الناتج عن انماط الفقه التى سادت فى عهد الاقطاعيات العسكرية الممتدة والتى نحققت خلال فترة الدولة الاسلامية التىحكمت العالم الاسلامى بنظرة واحدة دون الاخرى وكان نتيجة ذلك الانتفاضات التى قامت على اطراف مناطق سيطرة الدول الاسلامية .
2- العنف النفسى : وهو مايقع تحته حوادث الخلافات الاجتماعية العابرة التى لاتتحول الى ظاهرة مستمرة مثل حوادث القتل أو المعاكسات إلا أذا تحولت الى ظاهرة اجتماعية مثل الثأر فى الصعيد ، تلك العادة التى وردت الى مصر مع هجرات القبائل العربية التى اتت ومعها ثأراتهم الخاصة ( ولينظر الراغب فى اقتتال القبائل العربية فى الاندلس مابين مضرية وقيسية ) تاريخيا ومع الاستقرار وتبلور مساحة كبيرة من المصالح وتغير نمط الانتاج من الرعى الى الزراعة القائمة على الاستقرار والصراع على الماء الذى نظمته الدولة المركزية وعلى الرغم من ذلك بقيت حالة الاقتتال كطقس اجتماعى تمت تغذيته مع حالة الانعزال الجغرافى عبر الفترات التاريخية المختلفة والتى قامت على عصبية قبلية ، والعنف النفسى درجات تبدأ من الفرد بحالته النفسية ورد فعله الذى لايتجاوز من يخطئ فىحقه الى المجتمع ، الا إذا كانت هناك قاعدة سلوكية عامة فى هذه الحالة يكون هناك نوع من القهر السلوكى الجمعى لايمكن تفاديه ذلك السلوك تم أكسابه قداسة من خلال التواتر التاريخى .
3- العنف الجيلى : ذلك العنف الذى يتبدى أكثر فى صراع الاجيال كعرض مرضى فى المجتمعات التى فقدت القدرة على الحراك الاجتماعى المتولد من الاسباب الطبيعية للتغيير والنابعة من الاقتصاد او السلام الاجتماعى من خلال ألية التداول الطبيعى للسلطة وهى حالات يندر وجودها دون حالات من التوتر الطبيعى الذى يحتفظ بصورته الحركية فى اطار حرص الجميع على قيم مشتركة تمثل خطوط حمراء لايمكن تجاوزها ، ذلك التوتر ( الصراع ) القادر على توليد أفكار جديدة سواء بالرفض لهيمنة الجيل القديم والتمرد على الياته المجتمعية التى تجهض حق الجيل الجديد فى احتلال المراكز الجديدة المرتبط بالتطور الطبيعى لعمره ، وحالة 25 يناير 2011 خير شاهد على ذلك ، ولازالت تلك الظواهر سائدة فكم وزير يوافق التعريف الدستورى للشباب من 19 الى 35 ، وكذلك التوسع فى مفهوم المستشار ليكون بذلك دليل غلى غياب فكرة النظام القادر على اصلاح ذاته وبقاء الفرد العالم وهى تضعيفة من تضاعيف المستبد العادل .
4- العنف تجاه الذات وهو ظلم النفس وذلك يبدأ من التوتر العصبى حتى الأنتحار وكره الذات مما يؤدى الى ظهور أنماط سيئة من الانعزال الاجتماعى والانطواء وغياب قيم ومفاهيم البناء الاجتماعى السليمة القادرة على الانتاج الاجتماعى كأساس للبناء الاقتصادى ، علما بأن خسائر الانسحاب الاجتماعى كفيلة بتدمير المجتمع لانها تقدم زاد كبير للجماعات الباطنية وكذلك تأخير درجات النضج بما يهدد السلام الاجتماعى .
5 العنف الثورى : وهو ما يتماس مع موضوعنا على أكثر الاحتمالات دقة ومن هنا وجب تحديد عدد من المفاهيم الرئيسية لتحديد نقاط التماس المؤدية لنموذج ونمط يسهل الأقتداء به ، وينتمى العنف الهامشى الى ذلك النوع على أغلب الظن .
ومع تتبع أنواع العنف نجد أنفسنا أمام العنف الهامشى الذى يتم تبريره لأنه يندرج تحت باب العنف الثورى والثائر دائما ينظر الى غيره بنظرة من الريبة القائمة على فكرة الواحدية وتجاهل الأخر وإلا لما قام الثوار بحركتهم فى أتجاه تغيير وملامح وحركة المجتمع وفق رؤية الثوار ولكن الفارق هنا مابين فترة الثورة وفيها التغيير بالقوة سواء كانت تلك القوى لها طابع عسكرى بدرجة نظامية معينة من القوات المنظمة الى الميلشيات التى تعتبر جناح عسكرى لفكرة أثنية أو عقدية ، وعندما تنتهى فترة أستخدام القوة لصالح فكرة ما وتعود الامور ألى طابعها المدنى فأن منطق الاشياء يقتضى أن تكون لتلك المرحلة أدواتها ، والمأزق هنا أن التركيبة النفسية والعقلية للثائر تصطدم بحالة السيولة والنسبية العالية للحياة المدنية ، ولكنه عندما يستخدم منطق القوة وهى مفردة تنتمى الى المطلق فى سياق شديد النسبية وهو الحياة المدنية يظهر هنا العنف الهامشى يظهر هنا العنف الهامشى الذى يتميز بأنه أخطر أنواع العنف لأانه يلاقى فى النهاية درجة من القبول الاجتماعى بحكم أن الثورات تقوم بعمل نوع من الحراك الاجتماعى القسرى فى حياة الأمم وهو نوع من الحراك له مبرراته طبقا لمفهوم التطهير من أجل النقاء الثورى .والمأزق الاجتماعى الأكبر عندما يتحول العنف الثورى ألى ثقافة أو قيمة وحيدة فى تقييم الاشياء فأن الأمر يصل فى بعض الحالات الفردية الى درجة من درجات الانتقام الشخصى لبعض رموز النظام المسيطر تجاه أشخاص بارزين ينتمون ثقافيا الى مرحلة ماقبل الثورة ، ذلك صراع رئيسى بين فكرة النمطية فى الاداء الاجتماعى وهو نوع من القولبة للأفكار يتم للى الحياة الاجتماعية للفكر النظرى ولاينطببق فى هذه الحالة معنى الفكر النظرى لأن الأمر فى هذه الحالة هو نوع من تقنيع القوة أى أصطناع وجهة أخلاقية لفكرة حفظ المصالح المترتبة على أستخدام القوة بعدما تم أستنفاذ كل أشكال القبول الاجتماعى لفكرة أستخدام القوة كشرعية حكم ، ونحن هنا بصدد حالة من تخلخل بناء السلطة بعدد من غير المؤمنين بطهارة الفكر الثورى على فرض صلاحيته المطلقة كأداة من أدوات التغيير الاجتماعى وهنا تخرج الى الوجود عدد من الخفافيش تعمل بأسم الثورة بأفكار ضد الثورة من خلال السعى لتأليه رموز محددة كى يتم تحميلها بخبث ودهاء كل خطايا تلك الخفافيش وهى عناصر قابلة للتكيف مع كل العصور لأنها دخلت من باب قولبة الافكار التى تنافى الطبيعة البشرية التى تقتضى التغير من مرحلة الطفولة الى مرحلة الكهولة ثم موت لتستمر تلك الدورة مع الغير المشترك فى الصنف والنوع ولكنه مغاير لرؤية للعالم وأدارته ، وهنا يبرز مصطلح جديد جدير بالنقاش وهو النقاء الثورى وهو تنويعة لفظية على فكرة اليققراطية بمعناها الاثينى الذى طبقته بريطانيا فى العصر الحديث بأستفتاءها الحادث فى يوم رائع من ايام شهر يونيو 2016 ، الشفافية أيضا هى نوع من الحلم البشرى القابل للتحقق فى بعض الاحيان وفق بعض الشروط القياسية كناتج حتمى للمكاسب الاجتماعية المترتبة على تجارب ناجحة للحراك الاجتماعى الطبيعى القائم عل حركة مجتمع قائم على قوة العلم والتفاعل الاجتماعى القائم على وضوح الارادات الحرة المشتركة فى بناء مجتمع ما بدولة ما على غرار ذلك الوضوح .
البشرى القابل للتحقق فى بعض الاحيان وفق بعض الشروط القياسية كناتج حتمى للمكاسب الاجتماعية المترتبة على تجارب ناجحة للحراك الاجتماعى الطبيعى القائم عل حركة مجتمع قائم على قوة العلم والتفاعل الاجتماعى القائم على وضوح الارادات الحرة المشتركة فى بناء مجتمع ما بدولة ما على غرار ذلك الوضوح .
لعل أبرز نموذج فى ذلك السياق هو ماحدث لفكرى أباظة وهو من هو ولعل الناس يتذكرون فقط كونه أحد نقباء مهنة الصحافة وكذلك رئاسته للنادى الاهلى وغير معروف عنه الجانب الاهم فيه وهو دوره السياسى كونه من شباب ثورة 1919 وكذلك أنتماؤه للحزب المصرى القديم الذى انتم اليه مصطفى كامل ومحمد فريد ومصطفى النحاس وحافظ عفيفى ، علاوة على كونه من أعضاء مجلس النواب السته الذين عارضوا معاهدة 1936 حال عضويته عن دائرة منيا القمح ، كذلك موقفه المشرف من تبنيه مطالب جمعية الخريجين السودانية عام 1942 بالاستقلال وكذلك انشاء بند الجنسية السودانية فى صحيفة الهوية ، علاوة على كونه صحفيا بارزا من بناة مجد الصحافة المصرية عبر مسيرة الهلال والمصور ورئاسته لتحرير جريدة الاهرام العريقة ، وحال تماسه مع بحثنا هنا أنه كتب عام 1961 مقال تخيل فيه شكل العالم العربى حال توقيع العرب سلام مع اسرائيل ، فما كان من الرقيب الخفاش ان استغل سلطاته فى التنكيل بفكرى أباظة فقد منعه من الكتابة الصحفية وهو يعنى الاعدام الفكرى له ، ومع تدخل بعض تلاميذه وشيوخ المهنة الحقيقيين تم التوصل لصيغة ان يكتب مقال يعتذر فيه عن أفكاره التى كتبها وهو أقسى أنواع العقاب ولكنه تحمله وقد تحمله وعلى الرغم من ذلك ذلك لم يعد الى الكتابة الا بعد ستة أشهر وكان عقابه محو أسمه من قائمة أسماء رؤساء تحرير الاهرام ، صحيح أن السادات كرمه وعرض عليه رئاسة الحزب الوطنى الجديد إلا أن الرجل أحترم تاريخه ، وتلك الحالة قياسية لعدة أسباب :
1- الحالة تجسد أمر هامشى لم يصبح رئيسيا إلا بأرتباطه بشخص هامشى لم يوقع بأسمه ولكن وقع بكنية المعقب المسؤؤل .
2- تعكس تلك الحالة فكرة القولبة بمعنى أن أسرائيل عدو ونحن ندير معه معركة فى وعى ذلك المعقب المسؤؤل على انها معركة دينية فى حين أن المعركة فى حقيقتها هى صراع على أمتلاك أدوات القوة لتحقيق الوجود الحضارى وبالتالى ظهرت مقولة أعرف عدوك بعد هزيمة 1967 وذلك بفعل التيقن أن الصورة النمطية عن اسرائيل والمستدعاة من نصوص تاريخية وصدمة أحتلال أرض ، وبعيدا عن التحليل السوسيولوجى للمجتمع الاسرائيلى الذى كانت دراسته سببا من أسباب الانتصار فى حرب 1973 .
3- توافر حالة العنف الهامشى القياسية تجاه كاتب قد تختلف معه ولكنك لاتملك إلا أن تحترم تاريخه الذى سطر قبل ميلاد ذلك المعقب المسؤؤل ، كذلك حدوث ذلك الامر بعد توافر مقومات البقاء لثورة 23يوليو عام 1961 ، وهو أمر يعكس ما تواتر اليه من أضطراب الألية مع المرحلة التاريخية مما يعكس ضعف فى الاداء وأصطناع معارك وهمية وكذلك التطوع بخلق أعداء جدد وبالتالى فأن الاختلاف صحة فى هذه الاحوال ، ويحضرنا هنا مثال أخر له بعض الطرافة وةوهو منع أغانى ام كلثوم على انها من مخلفات العهد الملكى وغنت للملك ولول تدخل عبدالناصر شخصيا .
4- قبول البعض بما حدث لفكرى اباظة من أستبعاد ، إما بفعل سوء الفهم والحكم بما وصل اليه من معلومات وبالتالى ببنى رأيه ، أو بفعل منافسات المهنة وما حدث فى ازمة نقابة الصحفيين الاخيرة وموقف صحفيي الاهرام والجمهورية التابعين للدولة من المساهمة فى تركيع النقابة لصالح الدولة ، ولعلبريق فكرى أباظة كان كان طاغيا عليهم .
والامثلة كثيرة لهذا العنف الهامشى ففى مصر الشاعر العظيم ابراهيم ناجى الذى لم يغفر له تاريخه وتم استبعاده من عمله بالادراة الطبية وتم رفده فى حملة التطهير وتم بعد ذلك التركيز على غرامياته النسائية واختصار ابداعاته وتاريخه فى تبعيته لام كلثوم من الغاء قصائده لصالح الاطلال التى لم يهنأ حتى بسماعها تشدو بها ام كلثوم عام 1953 ، وقد مات متأثرا بالأكتئاب النفسى فى عيادته فى شبرا .
ولعل ابرز مثال عالمى هو قطع رقبة لافوازييه العالم الكيميائى الفرنسى الابرز على يد احد الغوغاء بدعوى برجوازيته وذلك وسط تهلليل بعض اهل باريس .
وهنا لابد ان تقرر أن العنف الهامشى هو أقسى انواع العنف وهو أشبه بالقتل البطئ ، وهو أمر يفرض ضرورة الفرز الموضوعى للأشخاص حتى لا ي}خذ منهم أحد بجريرة الفهم العمومى ، وهو أمر مرتبط بالقدرة على الفهم والفصل الموضوعى لأصحاب الثورات مابين الخضوع لأرضاء المجموع وتقدير الدور التاريخى لبعض الاشخاص وهو أمر يقرره عقل الثورة وليست عضلات الثورة ، وهى معضلة تاريخية قابلة للحل مع تبنى الثورات لمفاهيم ثقافية تجدد العقل الجمعى وليست حملات علاقات عامة وذلك لضمان حراك أجتماعى عادل مع تحجيم القوة .

بهاء الصالحى



#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاب مبدع
- زمار الحى
- قيم بالوراثة
- أدب المرأة
- حسنى هاهد
- عبدالرؤؤف اسماعيل غنائية الفقراء
- حامل الريف تعب
- الحوار المنقوص بين الخشت والامام
- hالعلاقات المصرية التركية 1-3
- العقل الجمعى 2-3- السادات والعقل الجمعى المصرى
- العقل الجمعى 3-3 - الحالة الدينية
- العقل الجمعى المصرى 1-3
- , وعد بالفور -1
- العامية : جدل مجتمعى ام مهارة لفظية
- الحراك الثقافى -1
- رحلة ألم مبدع دراسة فى مجموعة سيدة الجبن للقاصة منال الأخرس
- لماذا الصوفية الان
- الدولة اللبنانية الثالثة
- اثيوبيا : مابين السد والافرقة
- تجمع دول البحر الاحمر وعدن


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - بهاء الدين محمد الصالحى - العنف الهامشى