الصين وامريكا عالمان متوازيان

بهاء الدين محمد الصالحى

الحوار المتمدن-العدد: 6606 - 2020 / 6 / 30 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الصين وأمريكا : عالمان متوازيان
تمر العلاقات الصينية الأمريكية بأزمة شديدة وهى حالة فاقة يترتب عليها رؤية جديدة للنظام العالمي ،وحيث أن ذلك الصراع هو فى النهاية مؤشر مهم لتحديد طبيعة العلاقات الدولية القادمة وذلك من خلال عدة محددات :
1- تعتبر أمريكا نفسها حارسة على النظام القديم الذى ترسخ مابعد الحرب العالمية الثانية خاصة مع جناء أمريكا الكبير دون خسائر بشرية أو سياسية ومع قسوة تحالف الرأسمالية المتوحشة التى تمر بها أمريكا الآن مع الصناعات العسكرية والشركات عابرة القوميات وهنا نحن بصدد عملاق مشوه لايعي إلا إلى مفهوم المصلحة الواحدة مع إستبعاد الأخر ، وبالتالى كان التنامي غير المحسوب للصين والذى تواءم مع ثغرة تاريخية هي إحساس أمريكا بالتعملق الزائد عن اللزوم .
2- تعد الصين ابرز الظواهر التى شهدت انهيار النظام الدولي الذى ترتب على الحرب العالمية الثانية وهى فترات قياسية فالفترة التى نمت فيها عصبة الأمم وقد كان أداءها الضعيف سببا رئيسيا فى الحرب العالمية الثانية وبالتالى استطاعت الصين من خلال القدرة على فرض الجغرافيا على التاريخ فى مساحة قادرة على التحكم فى مناطق إستراتيجية خاصة مع تنامي التجارة العالمية والسفن العملاقة فى زمن البترول ومن هنا فإن الصين أدركت قوانين الجغرافيا وقرأت القانون العلمى لحركة التجارة خاصة مع تطبيق المفهوم الاوروبى على إستراتيجية المعابر التى أطلقها بريجنزسكى مستشار الأمن القومي الامريكى 2004 ولكن الأزمة الأوربية والأمريكية فى جغرافيا البحر المتوسط الذى صنع تلك الحرب الثانية وبالتالى نجحت الصين فى ابعاد الممثل الصيني فى الجغرافيا من تمثيل تلك الكتلة من العالم وهى تايوان وبالتالى يظهر هنا التباين فى الأداء بناء على المؤشر الثالث .
3- الصراع هنا بين عملاق حاز هبة تاريخية على حساب المنهار الأوروبى وهى امريكا ، والأخر حاز بجهد وبناء مجتمعي جديد من خلال تجربة صراعية قائمة على مجموعة من القيم الحضارية التاريخية ، وبالتالى نحن بصدد حضارة ناشئة على قيم تاريخية مع خبرة صراعية ضد حضارة قائمة على فكر الشركة والمصلحة .
أيهما سينتصر الزمن قادم

#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل