أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....



رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إلى رفاق وأصدقاء النضال في الحزب الشيوعي العراقي
تحية نضالية لرفقة طويلة
ها أنتم مقبلون على عقد المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي والعراق يمر بمرحلة جديدة مليئة بالتعقيدات المتشابكة والأزمات الحادة وسيادة فوضى الحرية أو حرية الفوضى والطائفية السياسية والقتل والخراب المستمرين, إضافة إلى وجود واسع للقوات الأجنبية المتعددة الجنسية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية, ولكن المرحلة, في الوقت نفسه, يمكن أن تكون واعدة بعراق أفضل على الأمد المتوسط والطويل.
لا شك في أننا جميعاً نريد عراقاً جديداً مستفيداً من خبرات ودروس الماضي البعيد والقريب, وأن تباينت فئات المجتمع وأحزابه وقواه السياسية المختلفة في تفسير معنى الجديد. وإذا كنا نريد من الدولة العراقية الفيدرالية الديمقراطية أن تكون جديدة تعمل وفق مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية, فمن حق المجتمع على كل الأحزاب والتنظيمات السياسية الناشئة فيه أن تكون هي الأخرى جديدة أو متجددة وحديثة في تكوينها وتنسجم مع طبيعة العصر الجديد, عصر العلوم والتقنيات والاتصالات الحديثة (الإنفوميديا), عصر العولمة الرأسمالية الموضوعية وما يطرحه هذا العصر من مستجدات وما يتطلبه من تحولات في طبيعة وبنية وسياسات الأحزاب السياسية, وبشكل خاص تلك الأحزاب التي تسعى لكي تعبر عن المصالح الحيوية للفئات الاجتماعية الكادحة وفق طبيعة المرحلة ومهماتها وتطلعات المجتمع إليها, وإذا كان هذا الأمر ينطبق على مختلف الأحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية, فأنه ينطبق أيضاً على الحزب الشيوعي العراقي, الذي يعتبر في واقع الحال أقدم حزب سياسي وطني عراقي ما يزال يعمل في الساحة السياسية العراقية. وبالتالي فمن حق هذا الحزب وحق كل الذين عملوا فيه وتفاعلوا معه, وكل أصدقاء ومؤيدي الحزب, بل من حق كل مواطنة ومواطن وكل من يريد الخير والتقدم لهذا الحزب التاريخي, أن يساهم في تقديم المقترحات والملاحظات النقدية البناءة, إيجابية كانت أم سلبية, لضمان مواصلته النضال وفق طبيعة المرحلة وما يتناغم مع مهماتها وحاجات ومشكلات ووعي الناس في العراق, بعد وقوع الردة الفكرية والاجتماعية التي عاشها المجتمع في فترة حكم البعث المدمرة وحكم الدكتاتور المطلق صدام حسين, وأن ما يعيشه اليوم وما يواجهه من أحداث ووقائع تؤكد حقيقة هذه الردة الفكرية والاجتماعية المريعة وحقيقة استمرارها وتعمقها وطابعها الشمولي وبشكل خاص في وسط وجنوب العراق.
فكرت كثيراً قبل أن ابدأ بكتابة هذه الرسالة. كتبت جزءاً مما كنت أفكر فيه, قم قررت أن أتوقف عن الكتابة خشية نشوء تصورات خاطئة, كما نشأت قبل ذاك حين دعوت إلى وحدة وتضافر جهود قوى اليسار الديمقراطي والقوى الديمقراطية العراقية, إذ تصدى لها بعض الطيبين من أعضاء الحزب الشيوعي العراقي دون إدراك أو وعي لما كنت أرمي إليه, وهي الهامشية الراهنة التي تواجه القوى الديمقراطية في العراق حالياً. أتمنى أن يكون هؤلاء قد تبين وتيقن لهم أنهم أساءوا فهم مقترحاتي التي طرحتها مبكراً. وبعد ما يقرب من مرور شهر على إيقاف الكتابة, شعرت بتأنيب ضمير حاد وحقيقي لسببين, وهما:
1. لِمَ هذا التردد في الكتابة بشأن قضايا أعتبرها, من وجهة نظري, في صالح الحزب الشيوعي العراقي, وهي ليست بالضرورة صحيحة, ولكنها تبقى وجهة نظر شخص لم يعد ينافس أحداً على مركز حزبي أو وظيفة حكومية أو رغبة في البروز في الساحة السياسية, أو تشكيل حزب جديد, وجهة نظر شخص تجاوز عمر المراهقة السياسية ويدرك مسؤولية ما يكتب وما يريد أن يوصله للآخرين؟
2. لِمَ لا أتردد في الكتابة بشأن سياسات ومواقف القوى الأخرى وانتقدها سلباً أو إيجاباً, ولكني أتردد بالكتابة عن حزب عشت فيه وعملت في صفوفه قرابة نصف قرن.
إن الدراسة النقدية للواقع العراقي والتغيرات الجارية فيه وطبيعة وحركة وفعل الأحزاب السياسية العراقية هي من مسؤولية الجميع, إذ أن الأحزاب, وكذلك الأشخاص الذين يعملون في الشأن العراقي العام, ليسوا ملكاً لأنفسهم, بل عرضة مطلوبة لمراقبة الناس وملاحظاتهم ونقدهم. ولكن ما هو مرفوض أو غير مسموح به في كل الأحوال هو التدخل في الحياة العائلية والشؤون الخاصة للأفراد, في حين لا شؤون خاصة للأحزاب.
أؤكد مرة أخرى أهمية الإشارة إلى أن رسالتي هذه لا تعتبر تدخلاً في شؤون الحزب الداخلية وسياساته العامة, بل هي محاول للمساهمة في دفع الحزب باتجاه التعمق والشمولية والتجديد والتحديث في دراسة واقع الحزب وواقع المجتمع العراقي والتغيرات الطبقية والفكرية والسياسية التي طرأت عليه وعلى المنطقة والعالم من أجل الخروج باستنتاجات مفيدة للفترة الراهنة واللاحقة بعيداً عن الحنين إلى الماضي المعرقل للتجديد والتحديث والانطلاق. ويمكن أن يصيب الإنسان أو يخطئ في ما يقدمه من ملاحظات, ولكن الإيجابي هو أني لم احتفظ بها لنفسي. أستند في ملاحظاتي إلى الحقائق التالية:
• أن الحزب الشيوعي العراقي, وبقية الأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية, تعمل في الشأن العام, وبالتالي, فمن حق أي مواطنة أو مواطن أن يمارس حقه في تقديم الاقتراحات أو تأييد أو انتقاد سياسات ومواقف الحزب, إذ أن نتائج سياسات الحزب الشيوعي أو أي حزب آخر, ستنعكس على المواطنة والمواطن إيجاباً أو سلباً.
• إن الحزب الشيوعي العراقي حزب ناضل على مدى 72 عاماً, علماً بأن الحلقات الماركسية قد بدأت قبل ذاك بسنوات [العشرينات من القرن العشرين] نضالها في سبيل استقلال وسيادة العراق ومن أجل أن ينعم الشعب بالحرية والديمقراطية والحداثة والتقدم والعدالة الاجتماعية.
• وأنه مارس سياسات صائبة ومبادرة في الحقول الوطنية والقومية, سواء في القضايا العربية أم القضية الكردية وحقوق القوميات الأخرى, وفي النضال ضد الهيمنة الأجنبية وفي سبيل السلام والحرية ومكافحة الفقر والجهل والمرض.
• وشارك الحزب بفعالية كبيرة في عمليات التنوير الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي لعقود عدة وحقق نتائج إيجابية وقدم للمجتمع كوادر متخصصة في مختلف العلوم والآداب والفنون, وساهم في تكوين نسبة مهمة من مثقفات ومثقفي العراق, كما أن عدداً كبيراً من الشيوعيين قد انتقلوا للعمل في صفوف أحزاب وطنية أخرى ما زال يلعب فيها دورا تقدمياً لصالح تلك الأحزاب والمجتمع.
• وقدم الحزب الشيوعي العراقي خلال مسيرته النضالية التي تجاوزت السبعين عامين الكثير من التضحيات والضحايا الغالية وتحمل الكثير من المحن والاضطهاد والقسوة البالغة من أجل تحقيق أهداف الشعب. ويصعب تصور عدد السنين التي حُكم بها الشيوعيات والشيوعيون العراقيون من قبل المحاكم العراقية السياسية غير المستقلة وغير العادلة والظالمة على امتداد الفترة المنصرمة منذ تأسيسه.
• ولا شك في أن الحزب الشيوعي, وعلى امتداد المسيرة الطويلة, ارتكب جملة من الأخطاء المبدئية والتكتيكية التي كلفت الحزب ذاته, ومعه الشعب, خسائر ومتاعب كبيرة. ولكنه كان, كما أرى, من بين الأحزاب التي ارتكبت أقل الأخطاء بالقياس إلى قوى سياسية أخرى, وقدم الكثير من الإنجازات الفكرية والاجتماعية والسياسية لهذا الشعب المعطاء.
• لقد مارست العمل السياسي في الحزب الشيوعي العراقي منذ أن كان عمري لا يتجاوز السادسة عشر, وواصلت العمل فيه طوال خمسة عقود تقريباً. ورغم أني لم أعد كذلك, فأن انتمائي لليسار الديمقراطي العراقي والتزامي بالفكر المادي والمنهج العلمي الماركسي يجعلني اشعر بمسؤولية خاصة في طرح وجهات نظري على حزب يؤكد التزامه بالمنهج العلمي الماركسي في التحليل وفي رسم استراتيجية وتكتيك الحزب للمرحلة الراهنة والمقبلة.
• وتزداد أهمية إبداء الرأي واستعانة الحزب الشيوعي العراقي بآراء المواطنات والمواطنين في هذه الفترة الحرجة من حياة العراق الجديد, إذ أن الظروف المستجدة والمتغيرات الكبيرة جداً على الصعد المحلية والإقليمية والدولية تستوجب المزيد من الاستنارة برأي الآخرين مع الاعتماد بالمحصلة النهائية برأي أعضاء الحزب طبعاً بصورة ديمقراطية وعبر مؤتمراته. وأشعر بأن الفترة التي مرت على العراق خلال العقود الأربعة المنصرمة والظروف الراهنة جعلت المجتمع وكل مناضلي الأحزاب السياسية بحاجة ماسة إلى المزيد من الإطلاع على الجديد في العالم وعلى المتغيرات وكذلك على ما يفترض أن يتغير فيهم وفي برامجهم وسياساتهم ومواقفهم, بل وكذلك في أسلوب عملهم القيادي وفي أوساط المجتمع.
• ولا شك في أن بعض الأصدقاء سيتساءلون عن مدى صواب طرح هذه الملاحظات في هذه الفترة الحرجة, إذ ربما تسبب إيذاءً للحزب الشيوعي العراقي. أرى بأن هذه الملاحظة غير واردة أصلاً, إذ أن تجربتنا الطويلة التي أعاقت تقديم ملاحظات إلى الاتحاد السوفييتي والحركة الشيوعية كانت ضمنها خشيتنا أن يستفيد منها الأعداء الإمبرياليون من تلك الملاحظات, وكانت النتيجة وبالاً على الجميع. النقد لا وقت ولا حدود له, وينبغي أن يطرح متى وجد الإنسان ضرورة إيصاله وبالطرق المختلفة, ما دام الهدف منه هو البناء والتحسين والتطوير وليس الإساءة والتخريب.
من هنا وجدت لزاماً عليّ أن أدلو بدلوي المتواضع في نشاط الحزب الشيوعي العراقي التحضيري لعقد مؤتمره الثامن القادم راجياً له, بطبيعة الحال, النجاح في إنجاز المهمات الملقاة على عاتقه, إذ أن نجاحه في عملية التغيير والتحديث والتطوير داخل الحزب وفي المجتمع والساحة السياسية العراقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية, وكذلك الداخلية والعربية والخارجية, وتشخيص المهمات الراهنة والقادمة سيكون مؤشراً إيجابياً لبقية القوى الديمقراطية والعلمانية واللبرالية العراقية, أو حتى غيرها من الأحزاب, لإجراء التغييرات المنشودة على برامجها ونظمها الداخلية وقواعد عملها وعلاقاتها وخطابها السياسي ورؤيتها للمهمات ولمستقبل العراق الجديد. ولا شك في أنها جميعاً تحتاج إلى مثل هذه المراجعة.
ابتداءً أؤكد بأهمية وضرورة توجه الحزب الشيوعي نحو الإقرار المبدئي بالمسائل التالية أو غيرها لتكون دروساً لمناضلي المرحلة الراهنة الجارية وللأجيال الجديدة القادمة من المناضلين:
• امتلاك القدرة والجرأة على نقد الماضي من حيث الفكر والسياسة والممارسة. وأعني بذلك أن الحزب ورغم دعوته السابقة للديمقراطية, كان في بنيته الإيديولوجية حزباً شمولياً لا ديمقراطياً على غرار الأحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية أو في غيرها من البلدان. ولو كان الحزب قد وصل إلى السلطة في العراق لمارس, دون أدنى ريب, نفس النهج وذات السياسات المستبدة وغير الديمقراطية التي مورست في الدول الاشتراكية ولكان قد انفرد بالسلطة أو فرض الخيمة الفكرية الماركسية اللينينية على المجتمع وما تنشأ عن تلك الهيمنة من سياسات وإجراءات قمعية أخرى في مجال مصادرة الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات عملياً. ولنا شواهد على ذلك في البلدان الاشتراكية السابقة. إن هذا يعني أن على الحزب أن يتخلى بشكل كامل ومطلق عن ذلك النهج الذي حكم عمله وعمل كل قياديي الحزب تقريباً, وكنت واحداً منهم, عدة عقود من السنين.
• إن الحزب في بنيته الداخلية ونشاطه الداخلي وإزاء رفاقه لم يكن ديمقراطياً بأي حال أيضاً وساهم عملياً, بفعل ممارسته الصارمة لقواعد "وحدة الإرادة والعمل" و"الطاعة الواعية" و"الضبط الحديدي" و"التنفيذ ثم الاستفسار", إلى ازدواجية في شخصية المناضل, قَبِلَ الحزب بهذه الحقيقة أم رفض. وهذا يعني أن الحزب الشيوعي يفترض فيه أن يرفض ازدواجية الشخصية أو انفصامها أو التحدث بلسانين, وهذا يتطلب السماح بوجود منابر فكرية في الحزب, كما هو حال العديد من الأحزاب الشيوعية التي تحولت إلى أحزاب يسارية ديمقراطية لم تعرف المنابر سابقاً ولكنها تمارسها اليوم وبنجاح. وهذا يتطلب التخلي عن مبدأ المركزية الديمقراطية و "الطاعة الواعية" وبقية القواعد الأخرى المخلة لفكر واستقلالية الإنسان والمقيدة الحرية الإنسان حقاً, والتحول نحو الديمقراطية بكل معنى الكلمة والتي تعني في كل الأحوال ممارسة مبدأ الأكثرية والأقلية, مع احتفاظ الأقلية برأيها والكتابة فيه دون أن يشوش ذلك على موقف الأكثرية في تنفيذ القرارات المتخذة بالأكثرية.
• مارس الحزب على امتداد الفترات المنصرمة, وبشكل خاص في فترات الرفيق الراحل فهد وما بعده أيضاً وبتشجيع منه ومن الآخرين, نهج عبادة الفرد والتصدي لمن ينتقد تلك الفترة, بحيث لم يجرأ أي شيوعي على انتقاد فهد أو القيادات اللاحقة, إلا في فترات متأخرة, ولكنها كانت محفوفة بالمصاعب أيضاً. وهذا يعني أن على الحزب أن يتخلى الآن أيضاً عن هذه المسألة التي اشعر بوجودها وتأثيرها السلبي على العمل الجماعي في الحزب.
• كانت الشللية ممنوعة في الحزب, ولكنها كانت موجودة بل سائدة بشكل فعلي في العمل القيادي, سواء في المكتب السياسي أم في اللجنة المركزية وفي مواقع أخرى. وهي الآن موجودة أيضاً في المكتب السياسي واللجنة المركزية والتي يفترض أن تنتهي, لأنها تؤذي الحزب وتخل بعمله وبقواعد العمل الديمقراطي وتفسد الحزب وتعرقل مسيرته وتقدمه.
• غياب الحرية الفكرية في الحزب الشيوعي والتركيز في الماضي على الأربعة ثم الثلاثة العظام, وفهد في العراق, واتهام الكثير من الشيوعيين والماركسيين بالتحريفية والانتهازية ...الخ التي ساهمت بعدم تطور الفكر الماركسي في أغلب الأحزاب الشيوعية ومنها الحزب الشيوعي العراقي والتثقيف الفكري الوحيد الجانب, وإلى نشوء الإيمانية المطلقة بالنظرية الماركسية, إلى دين جديد لا غير, نبيه ماركس ومعه بعض الأولياء الصالحين. واليوم ما أزال اسمع من يتحدث عن التحريفية في وقت يفترض أن نعترف بأن القراءة الماركسية متباينة من شخص إلى آخر ومن حزب إلى آخر ومن بلد إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى, ولهذا ليس هناك من محرف وآخر صحيح, بل أن التحليل الموضوعي وفق الظروف الملموسة, هو الذي يفرض نفسه على الواقع المعاش دون اتهام الآخرين بالتحريفية. فباب الاجتهاد الفكري والسياسي يفترض أن يبقى مفتوحاً على مصراعه لأنه غير مملوك لأحد أو لحزب بعينه.
• كانت الحرية الفكرية والاستقلالية الفكرية غير واردة في الحزب الشيوعي بشكل عام, وغالباً ما كان يمنع الفكر والرأي الآخر من النشر. وقد تسبب هذا في إضعاف القدرات الفكرة وتطور الإمكانيات لدى أعضاء الحزب. وهذه الظاهرة ما تزال موجودة في حياة الحزب الإعلامية وإزاء كتابات الشيوعيين. وغالباً ما ألتقي بشيوعيين يشكون من عدم نشر كتاباتهم لا لأنها ضعيفة, بل لأنها مخالفة لوجهة نظر القيادة, أو ما يطلق عليه بوجهة نظر الحزب خطأً!
• الشعور إلى حد الاقتناع الفعلي بأن الشيوعي هو أحسن الناس وأكثرهم صلابة ونضالية وأكثرهم وعياً وصواباً وأكثرهم امتلاكاً للحقيقة والحق. أدبيات الحزب ما تزال مليئة بمثل هذه الأجواء, أمل أن تنتهي هذه الخرافة, فالشيوعي شأنه شأن أي إنسان آخر لا يمتلك الحقيقة كلها ولا الحق كله, وليس بالضرورة أفضل من بقية المناضلين ولا أسوأ منهم, إذ أن الأمر متباين من شخص إلى آخر ...الخ..
• غياب الاستعداد إلى إدخال تغييرات على القيادات الحزبية, فمن كان مسؤولاً يبقى في قيادة الحزب حتى الموت أو العجز المطلق عن الحركة, هكذا كان الأمر مع الرفيق الراحل فهد وهكذا كان مع الرفيق الراحل سلام عادل, وكذلك مع الرفيق عزيز محمد, الذي أرجو له طول العمر والصحة الموفورة, والذي استمر على رأس الحزب ما يقرب من ثلاثة عقود وفي القيادة ما يقرب من أربعة عقود, وهكذا كان الأمر مع طويل العمر, الرفيق كريم أحمد, حيث كان في قيادة الحزب الشيوعي العراقي أولاً وفي الحزب الشيوعي الكردستاني ثانياً, معاً, ما يزيد عن خمسة عقود من السنين. وأملي أن لا يتكرر الأمر مع الصديقين حميد مجيد موسى وكمال شاكر أو غيرهما من قادة الحزب حالياً وفي المستقبل. وهي ليست ملاحظة موجهة ضدهما, إذ أن الرفيقين صديقان حميمان لي قضيت معهما ردحاً طويلاً من العمل والنضال المشترك وأكن لهما الود والاحترام, بل هي لصالحهما ولصالح الحزب.
• هناك العديد من الشيوعيات الديناصورات والشيوعيين الديناصورين المخضرمين, مع احترامي الشخصي لهم ولنضالهم الطويل, العاجزين عن رؤية الجديد في العالم والذين ما زالوا يعتقدون بأن المؤامرة العالمية هي التي أسقطت الاتحاد السوفييتي وليس النخر والخراب والفساد الداخلي في الحزب والدولة وغياب الديمقراطية وسيطرة الهيمنة الشمولية وعدم وجود أرضية اقتصادية واجتماعية مناسبة أو صالحة للاشتراكية وفق معايير ماركس لبناء الاشتراكية, إضافة إلى عملية تشويه نهج المادية الديالكتيكية وممارسة المادية التاريخية بصورة خاطئة ومسيئة وهادفة. إن هذه المجموعة من الشيوعيات والشيوعيين الذين لا هم لهم سوى الحنين غير المجدي للماضي وتمجيده والبكاء على المواقع المفقودة, يفترض فيهم أن يتخلوا عن العمل في قيادة الحزب أو على رأس تنظيماته أو حتى فيها أو على رأس التنظيمات المهنية التابعة للحزب. وهذه المسألة لا ترتبط بالعمر وحده بل بالتربية والتثقيف الحزبي الماضي, الذي ما يزال أكثره حاضراً ومستمراً. إن على هؤلاء أن يتخلوا عن مراكزهم القيادية وأن يتحولوا إلى مشاركين في إبداء الرأي لا غير, وليس إلى مستشارين, وإلا فأن الشباب سيفقد قدرته على التحديث والتجديد والعمل المجدي وسيضيع في زحمة هؤلاء الناس وهوسهم في الحنين إلى الماضي كما هو حال كل السلفيين من كل الأنواع. وكما ألاحظ, فأن الرؤية الستالينية واللينينية, فكراً وممارسة, ما تزال ترهق كاهلهم وتثقل كاهل الحزب الشيوعي أيضاً, ولست معنياً هنا بذكر قائمة الأسماء التي يمكن إيرادها بهذا الصدد, إذ أن قواعد الحزب والكثير من كوادره المثقفة بدأت تردد كلمة "ديناصورات" مهيمنة على الحزب فكراً وسياسة.
إن لم يلعب الحزب دوره في التخلص من هذه الظواهر القديمة وغيرها, سيبقى يعاني من الكثير من المعضلات وسيبقى يتحرك على هامش الأحداث. إن متابعتي لعمل الحزب في الوقت الحاضر وبعض المعلومات غير القليلة التي تصلني من الشيوعيات والشيوعيين في القيادة والكوادر والقواعد تشير إلى ذلك, وإلى أن الحزب بحاجة ماسة إلى عملية تجديد وتحديث واسعتين وشاملتين, أو إلى تغيير حقيقي وفعلي. وسيكون على الحزب مكافحة المسائل التالية في الفترة الراهنة والقادمة:
• الغرور والتشبث في المراكز القيادية والتصور بأن ليس هناك من يستطيع أن يحل محل الآخر. أي بروز ما يشير إلى العودة الفعلية لظاهرة عبادة الفرد والقائد الذي لا يمكن تعويضه ولا يرتكب الأخطاء أو المعصوم عن الخطأ. وأن الأخطاء لا ترتكب إلا في القاعدة الحزبية.
• الكف عن ممارسة الفردية أو الشللية في القيادة والتي يجري الحديث عنها في الحزب الشيوعي حالياً والتي تجد تعبيرها في عدد من أعضاء المكتب السياسي, مع احترامي الشخصي لكل منهم ولنضاله ودوره.
• النقص في القراءة والتثقيف الفكري والتعلم والشعور بالاكتفاء الذاتي, وأن ليس هناك ما يمكن تعلمه من معارف وتجارب الآخرين, والاكتفاء بما هو موجود.
• السماح الشكلي للرأي الآخر وقمعه في الواقع العملي من خلال أساليب وأدوات العمل وممارسة الشللية وهيمنة قلة على القرار السياسي والتنظيمي في الحزب (تريد أرنب ... أخذ أرنب, تريد غزال ... أخذ أرنب).
• الاعتماد على التراث والتاريخ والحنين للماضي وعدم رؤية الجديد كلها عوامل ومؤشرات تقود الحزب إلى الجمود والهامشية الفعلية في السياسة وفي التأثير الفكري والاجتماعي. إذ أن هذه الظاهرة يمكن أن تسقط الحزب في دوامة السلفية أو الأصولية الفكرية والسياسية التي عانينا منها الكثير والتي لا يمكن أن تقتل أي حزب أو تنهيه, ولكنها تجعل منه حزباً هامشياً ضعيفاً وغير مؤثر في الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية عملياً وفي تراجع قدراته الراهنة على إنجاز المهمات التي يطرحها على نفسه.
• لا شك في إن هذه المسائل العامة نجدها في الأحزاب السياسية الديمقراطية والعلمانية واللبرالية كلها, ومعها الحزب الشيوعي العراقي. وليس حديثي هنا عن الأحزاب السياسية الإسلامية التي اختلف معها من حيث النشأة والفكر أصلاً التي تقوم على أساس مذهبي طائفي بحت, بل الحديث يجري عن الحزب الشيوعي. ومن المؤسف أن يشير الإنسان إلى أن عدداً غير قليل من الأحزاب الشيوعية واليسارية في الدول العربية وفي غيرها من الدول, تعاني من ذات العلل, في حين أن بعضها الآخر, خاصة في أوروبا, بدأ ينتهج سياسة أخرى ويحقق نتائج إيجابية له وللحركة الديمقراطية وللشعب الذي ينتمي إليه.
لا أسجل هذه الملاحظات العامة بهدف الإساءة للحزب الشيوعي العراقي أو لقيادته أو لأي منهم, بل لأساهم في تحريكه نحو التفكير بالتغيير وإجراء التغيير الفعلي, إذ أن خبرتي السياسية المتواضعة, وما عشته وعايشته في الفترات السابقة وما شاركت به أثناء وجودي في الحزب وفي اللجنة المركزية ومكتبها السياسي وممثلاً عن الحزب في هيئة ومجلس تحرير مجلة قضايا السلم والاشتراكية في براغ, أي لا على صعيد العراق فحسب, بل وعلى صعيد الحركة الشيوعية, علمتني الكثير الذي أحاول التعبير عن بعضه الضروري في هذه الرسالة المفتوحة أو ما عبرت عنه في ذلك المقال الذي كتبته قبل 14 عاماً والذي بحث في موضوع الحزب الشيوعي ونشر في مجلة الطريق بعد أن رفضت هيئة تحرير الثقافة الجديدة قبل ذاك مجلة الثقافة الجديدة نشره بقرار من اللجنة المركزية ومكتبها السياسي, علماً بأن الصديق فخري كريم, الذي كان في حينها عضوا في اللجنة المركزية ومكتبها السياسي, كان إلى جانب نشره, يضاف إلى ذلك ما أشاهده اليوم واقرأه, وكذلك الرسائل الكثيرة والنداءات الأكثر التي تصلني من رفاق مناضلين وأصدقاء درب نضالي طويل وأحبة مخلصين, وكذلك اللقاءات والأحاديث التي تسنى لي إجراؤها في العراق وخارجه خلال الفترة المنصرمة, تسمح لي بطرح الملاحظات المشار إليها في أعلاه. لست معلماً لغيري, ولست مقدراً أن ما أقوله هو الصائب المطلق, بل هو ما اقتنعت به حتى الآن, لذا أحاول أن أضعه أمام أنظار الآخرين للنظر فيه على أنه وجهة نظر من بين الكثير من وجهات النظر التي يفترض أن تطرح لأغراض الحوار والوصول إلى نتائج أفضل.
السياسة التي يمارسها الحزب في العراق تتميز بالمرونة حالياً, وربما فيها الكثير من الواقعية, ولكنها تحتاج إلى تضبيط كثير لأن فيها ما يمكن أن يخلق مصاعب جمة للحزب في المستقبل.
لدي القناعة بأن الكثير من الشيوعيات والشيوعيين في العراق ما زالوا على وفاق مع الماضي, في حين أن الماضي بحاجة إلى إعادة نظر في الكثير من جوانبه الفكرية والسياسية والتنظيمية والقيم والمعايير التي اعتمدها الحزب في عمله. فدراستي لفهد ونضاله أعطتني الفرصة للتمعن في الماضي. وعليه أشعر بأننا قد حولنا الماركسية إلى دين فعلي وعقيدة ثابتة وكتابات الأربعة ثم الثلاثة كانت بمثابة كتب مقدسة لا يجوز المساس بها. وكانت مساهمة فهد كبيرة حقاً في تعميق هذا النهج الخاطئ. وللإنصاف نقول أن هذا النهج لم يكن من عنديات فهد, رغم أنها انسجمت مع تطلعاته وشخصيته الوطنية الفذة, بل كان نهجاً لمدرسة كاملة هي المدرسة اللينينية التي كنا جميعاً تلامذة فيها, ولم تتوفر لنا القدرة والتربية الفكرية التي تساعدنا على النظر إلى الأمور نظرة نقدية فاحصة.
ويبدو لي أن هذا النهج ما يزال سارياً لدى الكثير من الشيوعيات والشيوعيين القدامى, ولكن الكثير من الجدد أيضاً الذين تربوا على ذات المفاهيم, يعانون من هذه المشكلات, بمن فيهم من هو في القيادة وقبل غيره من أعضاء الحزب. الماركسية منهج علمي للدراسة والتحليل واستخلاص الدروس واتجاهات التطور. وهذا المنهج يتسم بالديناميكية, بالتطور واستخدام العلوم والتقنيات الحديثة لإغناء دراساتنا وتحليلاتنا ومعرفة المتغيرات وطريق الحركة اللاحق. والمقولات النظرية في مرحلة تختلف عن مقولات نظرية في مرحلة أخرى في ما إذا تغيرت مكوناتها والظروف التي تسببت في ظهورها أو المحيطة بها, وهي بالتالي ليست ثابتة بل متغيرة باستمرار, وهو عكس ما كنا نتعامل به, حيث وضعنا النظرية في إطار مقدس ومحدد, لعب دوره في تجميدها تماماً وتخلفنا عن رؤية الجديد والمتغيرات الجارية في العالم ورددنا مع السوفييت ما كان لا ينبغي ترديده, إذ لم يكن يصب باستمرار في مصلحة حركتنا في العراق واتجاه تطور الأحداث. لم يتعامل الحزب بحصافة مع مقولة إنجلز "الماركسية ليست عقيدة جامدة, بل نظرية هادية", بل رددتها غالبية الأحزاب الشيوعية دون وعي بمضمونها والعمل بموجبه.
وكما أرى, فأن الحزب الشيوعي العراقي بحاجة ماسة, في المرحلة الراهنة والقادمة, إلى فكر ونهج جديدين يستندان بالضرورة إلى المنهج المادي العلمي أو الماركسي المتجدد, ولكن يفترض أن يكون هذا المنهج بعيداً كل البعد عن الكليشهات السابقة أو أن يرفض مناهج التحليل الأخرى التي يمكنها أن تستكمل رؤية صورة الواقع, عليه أن يستلهم الواقع القائم ويرسم في ضوئه صورة الحزب المناسبة والمطلوبة لهذه المرحلة, ويضع برنامجه ونظامه الداخلي وسياساته ومواقفه. فالحزب, كل حزب, كما هو معروف أداة لتحقيق أهداف الحزب أو الشعب, وليس غاية بحد ذاته.
أعضاء الحزب بحاجة إلى حزب يعي المرحلة ويستوعب مهماتها ويقدر معطيات الواقع الراهن والآفاق, ويتطابق اسمه مع المنشود مرحلياً وليس بعيداً يتجاوز المرحلة الراهنة وذات المدى البعيد. وهم بحاجة إلى حزب ينشد العمل بين الناس ويساهم في تنويرها وطرح مصالحها اليومية بشعارات ملموسة وآنية تستجيب لمستوى تطلعاتها المرحلية.
أعضاء الحزب بحاجة, كما أرى, إلى حزب مدني ديمقراطي متفتح ومنفتح, يعي بعمق وشمولية وثبات مفاهيم الحرية الفردية والديمقراطية والتعددية والتداول الديمقراطي للسلطة والحياة البرلمانية ويقر بأن الديمقراطية البرجوازية هي نتاج نضال طويل للبشرية كلها ويتخلى قولاً وفعلاً عما أسميناه بالديمقراطية الشعبية والديمقراطية الموجهة ...الخ, وهو ما كان يفتقده في الماضي, وليس عيباً أن نقول بأننا لم نكن في الماضي ديمقراطيين لا مع أنفسنا ولا مع الآخرين ولا مع المجتمع, كما لم نستطع استيعاب مفهوم الحرية كما يفترض أن تكون عليه, ولم نفهمها إلا لنا وليس لغيرنا. لقد كنا شموليين, ولو كنا قد تسلمنا السلطة لمارسنا الشمولية بكل معانيها ولما اختلفنا عما حصل في الدول الاشتراكية دون استثناء, ولكنا قد ارتكبنا من الأخطاء والخطايا ما نعجز عن وصفها أو تسمية طبيعتها حالياً أو لا أدري, أن كان عندها سيغفرها لنا المجتمع.
ولكي أكون واضحاً أكثر أطرح عليكم التصورات التالية, التي ربما تكون مفيدة لمؤتمر الحزب القادم:

حول الحزب:
(أشير هنا إلى بعض المسائل الخاصة بالحزب وليس كلها ...)
• أن يتحول الحزب الشيوعي إلى حزب يساري ديمقراطي يضم في صفوفه القوى اليسارية الديمقراطية التي تتطلع لبناء عراقي مدني, حر وديمقراطي وعلماني, وأن يكون مستعداً لاستيعاب بنات وأبناء المجتمع من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية. وهي مسألة مرتبطة بطبيعة المجتمع وبنيته الطبقية والتغيرات التي طرأت عليه خلال العقود المنصرمة والفترة الراهنة والتحولات الجارية في مفهوم وبنية الطبقة العاملة على الصعيد العالمي.
• أن يكون حزباً يدافع عن مصالح المجتمع العراقي ومصالح الفئات الكادحة والمنتجة للفكر والخيرات المادية والخدمات العامة.
• أن يغير اسمه من الحزب الشيوعي العراقي إلى اسم آخر ينسجم مع طبيعة المرحلة المديدة ومهمات المجتمع الآنية وذات المدى البعيد, مثل "حزب الشعب الديمقراطي, أو "الحزب الديمقراطي اليساري" أو أي اسم يتفق عليه المؤتمرون. وهي ليست قضية شكلية بل جوهرية ترتبط بواقع العراق ووعيه وحاجاته, إذ لا بد أن ينسجم اسم الحزب مع مضمونه المرحلي.
• أن يتخلى الحزب عن مبادئ الطاعة والمركزية الديمقراطية ووحدة الإرادة والعمل على الطريقة الستالينية أو اللينينية, مع الأخذ بمبدأ الديمقراطية والأكثرية والأقلية.
• أن يطرح الحزب نظاماً داخلياً جديداُ يقر فيه حق الشيوعي في حرية التفكير في الحزب وإمكانية بروز اتجاهات متعددة ومنابر فكرية في إطار حزب يساري ديمقراطي, على أن يتم إقرار الخط العام من جانب الحزب بالأكثرية ويمارس فعلاً, ولكن لا يلغى حق الأفراد والجماعات عن طرح وجهات نظرهم والدعاية لها ونشرها.
• أن يلتزم بمبدأ تجديد ثلث القيادة كل أربع سنوات ونصف القيادة كل ثماني سنوات, وأن يتغير السكرتير الأول ومكتبه السياسي كل دورتين, في ما عدا إذ تطلب الأمر, إخراج البعض قبل ذاك لأسباب مختلفة ووفق الشرعية.
• أن يخفف من شروط العضوية ويلتزم بالقضايا العامة منها والتي لا تخل بحرية الإنسان على الانتماء للحزب أو الانسحاب منه.

برنامج الحزب:
أن يلتزم الحزب برنامجاً جديداً يؤكد فيه: (أشير هنا إلى بعض الأفكار البرنامجية وليس كلها ..)
• تمسك الحزب بالمجتمع المدني الديمقراطي واحترامه الكامل لحقوق الإنسان وحقوق المواطنة والحرية الفردية وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية والتعددية الفكرية والسياسية والتداول الديمقراطي البرلماني للسلطة ورفض العنف والحركات الانقلابية واستخدام السلاح للوصول إلى السلطة.
• سعي الحزب إلى تكريس مبدأ فصل الدين عن الدولة في الدستور والقوانين المرعية وإلى احترام جميع الأديان والمذاهب وحقها في ممارسة طقوسها وتقاليدها الدينية الإنسانية, إضافة إلى احترام كل الاتجاهات الفكرية والسياسية التي لا تخل بمبادئ الديمقراطية أو تدعو إلى العنصرية والشوفينية والطائفية السياسية والتمييز بمختلف أشكاله.
• العمل من أجل إقامة جبهة واسع باسم "جبهة الديمقراطية والتقدم" في العراق تجمع فيها وحولها كل القوى التي تسعى إلى ذلك لتناضل من أجل تكريس النظام الديمقراطي الدستوري المدني والفيدرالي ومن أجل تعديل الدستور الجديد باتجاه أكثر إنسانية وديمقراطية وأكثر احتراماً للقوميات والأديان والمذاهب والأفكار وحقوق المرأة والمثقفات والمثقفين والتعدد الثقافي في العراق, وبعيداً عن الطائفية السياسية ورفض الدمج بين الدين والدولة.
• الأخذ بمبدأ اقتصاد السوق الاجتماعي الذي يمنح القطاع الخاص حرية الحركة ويحترم قوانين السوق, ولكنه في الوقت نفسه يمنع تشديد الصراع الطبقي في المجتمع من خلال الحد من درجة الاستغلال التي يتعرض لها المنتجون فكراً وسلعاً مادية أو يمارسون الخدمات العامة, أي من خلال الاستفادة من أدوات السياسة المالية كالضريبة التصاعدية ووضع قوانين الضمان الاجتماعي والصحي والحد الأعلى لساعات العمل والحد الأدنى للأجور ...الخ.
• احترام الحزب للملكية الفردية والمبادرة الخاصة في الاقتصاد, وأن يمارس القطاع الخاص دوره الأساس في عملية التنمية والتطوير الاقتصادي.
• التزام الحزب بالحفاظ على ثروات البلاد الأولية بيد الدولة, ومساهمة قطاع الدولة بتنمية ثروات البلاد واستخدامها العقلاني بالطرق المناسبة والمشاركة في إقامة المشاريع الاقتصادية, الإنتاجية والخدمية, التي يعجز القطاع الخاص عن إقامتها.
• أن يعي الحزب طبيعة العولمة الرأسمالية الموضوعية ويميز بينها وبين السياسات العولمية التي تمارسها الدول الرأسمالية المتقدمة في إطار سياسات اللبرالية الجديدة كأداة بيد المحافظين الجدد. وبالتالي عليه أن لا يرفض العولمة, إذ لا بديل لها, ولكن يعي كيف يستفيد منها ويوظفها لصالح المجتمع في إطار القوانين الاقتصادية الموضوعية الفاعلة, مع العمل من أجل تجنب أو تقليص الآثار السلبية لسياسات العولمة للدول السبع الكبار + 1, بسبب التمايز في مستويات التطور والبنية الاقتصادية. وهذا يعني أيضاً بأن على الحزب أن لا يدعو إلى الهرب من المنظمات الاقتصادية والمالية الدولية, بل التعامل معها وفق الأسس التي تخدم مصالح العراق. فالعراق عضو في المجتمع الدولي واقتصاده يعبر جزءاً من الاقتصاد الدولي ولا يمكن الانفصال أو الانعزال عنه, بل يفترض الاندماج فيه والاستفادة منه.
• الاستفادة القصوى والمناسبة من حرية حركة رؤوس الأموال على الصعيد العالمي لاستثمارها في الاقتصاد العراقي وتعجيل عملية إعادة بناء الاقتصاد والمجتمع وتسريع عملية التنمية الاقتصادية والبشرية.
• استثمار الثروة النفطية والغاز والموارد الأولية الأخرى باتجاهين: تطوير عملية التصنيع الحديث من خلال استثمار الموارد الأولية المتوفرة محلياً من جهة, ومن خلال تصدير الموارد الأولية وتوظيف رؤوس الأموال في عمليات التنمية الاقتصادية والبشرية من جهة ثانية.
• العمل على ربط عملية التنمية بالبيئة واعتبار حق الإنسان في العيش في بيئة نظيفة جزءاً من حقوق الإنسان المشروعة.
• أن يدافع عن مصالح المجتمع, وخاصة المنتجين ويدعو للعدالة الاجتماعية في عملية توزيع وإعادة توزيع الدخل القومي وسبل استخدامه ومكافحة البطالة المكشوفة والمقنعة, وتقليص جهاز الدولة وتقريم بيروقراطيته المتشددة.
• تأمين مستلزمات إعادة إعمار العراق المتخلفة حالياً وعملية التنمية وتوفير الخدمات الأساسية للمجتمع المحروم منها خلال الفترة المنصرمة, والسعي لإيقاف عملية التضخم الجارية التي تتجلى في ارتفاع متسارع للأسعار التي ترهق كاهل الإنسان العراقي الكادح والفقير بشكل خاص.
• احترام حقوق المرأة وحريتها ومساواتها بالرجل في كل المجالات وتحررها من سيطرة المجتمع الذكوري القائم حالياً.
• تطوير وتعزيز دور المثقفين والحياة الثقافية والدفاع عن مختلف الفنون والرياضة والعلوم التي تواجه اليوم هجوماً شرساً من جانب القوى الإسلامية السياسية المتخلفة وغير المتنورة والطائفية المقيتة التي تريد قتل العلم الفن والثقافة والرياضة والتفاعل والتلاقح الثقافي في العراق وقتل البهجة والمتعة الفنية في نفوس الناس. إن المثقف العراقي, سواء أكان رجلاً أم امرأة, الذي لا يمارس دوره الآن بصورة طليعية وطبيعية, بسبب الأوضاع البائسة والإرهاب الدموي, يفترض أن يتغير وأن يتبنى الحزب هذه المهمة ويناضل من أجل استقلالية المثقف وحريته في الفكر والعمل والإبداع وضمان حياته وعيشه الكريم. وهذه القضية تشمل الإعلام ودوره الحيوي في العراق الجديد.
كما تتطلب المرحلة الراهنة تأكيد عدة مسائل جوهرية في برنامج الحزب المرحلي, وهي:
• الكفاح العنيد, ومع جميع القوى السياسية التي تؤمن بالديمقراطية وترفض العنف, ضد الإرهاب والإرهابيين من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية.
• العمل من أجل ضمان الحوار والمصالحة الوطنية مع القوى التي ترفض الإرهاب والطائفية السياسية والتمييز ضد الآخر من جهة, وتسعى إلى إقامة عراق ديمقراطي متحرر وفيدرالي يؤمن بحق المواطنة لكل العراقيات والعراقيين بغض النظر عن القومية والذين والمذهب والفكر والرأي السياسي, وخال من القوات الأجنبية وتعزيز الاستقلال والسيادة الوطنية.
• مكافحة الفساد المالي والإداري السائدين في العراق حالياً ووضع أسس لهذه العملية, إذ أن الفساد أصبح اليوم في العراق نظاماً سائداً يمارس بصورة علنية وواسعة.
• العمل من أجل إنهاء وجود المليشيات المسلحة الفاعلة في العراق والعائدة لأحزاب وقوى سياسية إسلامية حالياً.
• رفض قيام فيدراليات على أساس طائفي تحاول أن تعزل مناطق العراق عن بعضها وتجري تغييراً سكانياً طائفياً مقيتاً في العراق. العمل الجاد من أجل إيقاف التطهير الديني والعنصري الجاري حالياً من قبل بعض قوى الإسلام السياسي أو القوى القومية الشوفينية وإعادة العوائل إلى مناطق سكناها السابقة. وهذه الظاهرة تمس طرد المسيحيين من كلدان وآشوريين وسريان, والصابئة المندائية من وسط وجنوب العراق ودفعهم صوب الشمال أو إلى إقليم كردستان العراق أو إلى خارج العراق. أو طرد أتباع المذهب السني من مناطق وسط وجنوب العراق أو حصول حالة طرد الشيعة من مناطق سكناهم أيضاً...الخ. ولم تنج العاصمة بغداد والبصرة الفيحاء من هذه العمليات الشريرة والمتطرفة والنكراء.
• العمل من أجل خروج القوات الأجنبية الموجودة حالياً في العراق حال الانتهاء من إقامة المؤسسات التنفيذية والقوات المسلحة وأخذ الملفات من قبل السلطة العراقية. مع النضال لإيقاف التدخل الإيراني والتدخل السوري وغيرهما, إضافة إلى تدخل فظ من أحزاب وقوى سياسية عربية وإسلامية في مختلف الدول, في شؤون العراق الداخلية الجارية حالياً على أوسع نطاق.
لا أجد مبرراً أن يكون برنامج الحزب أو نظامه الداخلي تفصيلياً, بل يؤكد المبادئ والاتجاهات الأساسية التي يعمل الحزب في سبيلها لكي تمنح الحزب مرونة وحرية الحركة في تطوير أو تعديل أو تغيير بعض المسائل التي يجد الحزب أنها تعرقل مسيرته وتطوره أو تطور نشاطه.
إن الحزب الشيوعي, ولظروف تاريخية وآنية, يعيش تجربة جديدة ومعقدة جداً, كما يشهد تراجعاً فكرياً وسياسياً في الحركة الديمقراطية العامة في البلاد ونمواً واسعاً وانتشاراً أو مداً للفكر اليميني والفكر الديني السلفي المتخلف وللطائفية السياسية, وهي التي تشكل عوامل ضاغطة وشرسة في آن, وهي التي تجعل من الحزب أيضاً, حتى الآن, هامشي التأثير في الفكر والسياسة العراقية. إن خروجه من هذا الواقع والمأزق لا يرتبط به وحده, بل بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الراهن في العراق, ولكن تغيير الحزب لذاته سيلعب دوراً مهماً في الساحة السياسية العراقية ويسهم في عملية التغيير المنشودة للمجتمع. إن عملية التغيير ليست سهلة وستواجه مقاومة حادة وشرسة, ولكن لا بد منها إن كان الحزب يريد أن يخرج من هامشيته الراهنة ودوره الثانوي في الحياة الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية العراقية.
أتمنى للمؤتمر التجديد والتحديث والتغيير على طريق النهوض بنشاط الحزب وعلاقاته بالفئات الاجتماعية المختلفة وتحسين دوره في الساحة الفكرية والسياسية والتنويرية العراقية والتخلص من كل معوقات تقدمه وتطوير دوره ونشاطه وعلاقاته بالمجتمع.
إن هذا التوجه الديمقراطي المتفتح سيسمح للكثير من الشيوعيات والشيوعيين العودة إلى حزبهم أو كسب الجديد له, وكسب الكثير من اليساريين الديمقراطيين الذي كانوا وما زالوا يفكرون بتأسيس حزب يساري ديمقراطي بدلاً من الحزب الشيوعي, الذي ما زال في جوهر فكره وممارساته حزباً من الطراز اللينيني, أو كما كان يقال حزب لينيني حديدي من طراز جديد.
إن هذه الرسالة المفتوحة هي بمثابة دعوة عامة لمسألتين, وهما:
1. أن يبادر الحزب الشيوعي إلى نشر كل الوثائق التي يعدها للمؤتمر الثامن لكي تناقش من قبل كل القوى اليسارية والديمقراطية وغيرها قبل عرضها على المؤتمر.
2. أن تناقش الأفكار التي أطرحها لتساهم في الحوارات الجارية على صعيد الحركة الشيوعية وحركة اليسار الديمقراطي في العراق أو على صعيد الحركة الشيوعية في الدول العربية وخارجها.
وربما سيسأل البعض عن سبب عدم تطرقي إلى موضوع الاشتراكية في برنامج لحزب شيوعي ارجو أن يتحول إلى حزب ديمقراطي يساري, فأشير هنا بصراحة ووضوح تامين إلى أن المجتمع العراقي يواجه اليوم مهمات التخلص من بقايا العلاقات الإنتاجية شبه الإقطاعية والعلاقات الأبوية التي عادت إلى الريف والمجتمع العراقي والمعبر عنها في الواقع العشائري المتغلب على الواقع المدني, وأن المهمة هي دفع المجتمع باتجاه إقامة العلاقات الإنتاجية الرأسمالية في الريف والمدينة, وإلى بناء المجتمع المدني البرجوازي الديمقراطي. وهذه المهمة بحد ذاتها ستستغرق أكثر من ثلاثة عقود من السنين على أقل تقدير, وبالتالي ليس من باب المزايدة أن نطرح اليوم شعار بناء الاشتراكية في مستقبل بما يتجاوز نصف القرن الحادي والعشرين على الأقل, إذ أن هذه المهمة ستأخذ ربما صيغاً أخرى, وبشكل خاص عبر التحول الديمقراطي البرلماني وليس عبر عملية تغيير عنفية, وأن العدالة الاجتماعية يمكن أن تتخذ أشكالاً متنوعة وسوف لن تكون في كل الأحوال تختلف تماماً عن الصيغة غير الديمقراطية التي عرفتها البلدان الاشتراكية والتي انهارت مع بداية العقد الأخير من القرن العشرين. لا تواجه المجتمع العراقي مهمات اشتراكية لا من قريب أو بعيد حالياً, بل هو أمام مهمات تحول رأسمالي للاقتصاد والمجتمع وأمام مهما اجتماعية يسعى لأن تكون اقل إيلاماً واستغلالاً لإفراد المجتمع, وخاصة لمنتجي الخيرات الروحية والمادية والخدمات المختلفة, منتجي الدخل القومي ومعظمي الثروة الوطنية.
مع خالص المودة والتمنيات الطيبة في إجراء حوارات جدية مثمرة ونجاح لأعمال المؤتمر الثامن القادم.
أتمنى لكل المناضلين الصحة المفورة والعمل المثمر والنجاح في بناء عراق أكثر حرية وديمقراطية وأمناً واستقراراً وأكثر إشراقة وازدهاراً.
25/6/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي