أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة















المزيد.....

رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1591 - 2006 / 6 / 24 - 11:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السيد الفاضل الأستاذ محمد العبدلي المحترم
تحية ودٍ واعتزاز
يؤسفني جداً أن أجيب متأخرا على رسالتكم وبعد مرور شهر تقريباً على نشرها في الموقع الإلكتروني "الحوار المتمدن", وذلك لسببين: انقطاع الإنترنيت عني خلال الشهرين الأخيرين, والمرض الذي عرقل مشاركتي الجادة في النشر الصحفي خلال الشهر الأخير. أمس فقط اطلعت على رسالتكم التي وجهت نقداً صائباً حول مضمون وعنوان مقالي الموسوم "الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض". أقدم شكري الجزيل لكم على رسالتكم الودية الواضحة في فكرها وهدفها والصادقة في نقدها. ومع ذلك سأحاول الحوار مع بعض الملاحظات الواردة في رسالتكم لتعم الفائدة وليس لتبرير وجهة الرسالة ومضمونها.

أشير بصورة عابرة إلى أن من المناسب أخذ مجمل مقالاتي بشان القضايا الدينية بصورة عامة والإسلام السياسي بمختلف مكوناته واتجاهاته ومنابره بصورة خاصة ومواقفي منها, إذ عندها يمكن أن ينتبه الإنسان إلى التكتيك الذي قصدته من هذه المقالة من جهة, كما يصعب أخذ مقال واحد كتب لغرض خاص يمس موضوع كرة القدم والمرأة ليحكم على موقفي من الصدرين أو فكر الصدر الأول من جهة ثانية. لا شك في أن هدفي من تلك المقارنة كان من أجل تبيان الفجوة المعرفية بين السيد الراحل محمد باقر الصدر من طرف ومقتدى الصدر من طرف آخر, إذ لا يمكن أن تؤخذ المواقع بالوراثة, بل بالجهد أياً كان موقع ومجال الجهد المطلوب..
لقد درست بعناية كتابات السيد الراحل محمد باقر الصدر, وأختلفت معه في القسم الأكبر من تلك الأفكار والموضوعات والمواقف التي طرحها, سواء أكان ذلك في كتابه الموسوم "اقتصادنا" أم في كتابه الموسوم "فلسفتنا" أم في كتابات وكراسات أخرى, ودققت بعناية أيضاً مناقشاته للفكر الماركسي ومحاولات تفنيده لها. لا شك في أني أختلف معه حول الكثير من القضايا الأساسية المطروحة, وخاصة تلك التي تدعو إلى إقامة دولة إسلامية في العراق وإلى ممارسة الشريعة في هذه الدولة, ولكن من الممكن أن نجد لديه مواقف واضحة أيضاً ومهمة في قضايا أخرى, منها مثلاً تلك التي تمس الأرض والملكية الخاصة, أو الموقف من الاستبداد, رغم قناعتي بأن أي دولة إسلامية سياسية لا يمكن أن تكون إلا مستبدة وغير ديمقراطية في كل الأحوال. وإيران بالذات تقدم الدليل الثابت على ذلك, إضافة إلى دول إسلامية أخرى, ومنها السعودية. ولكن اختلافي معه في الآراء والمواقف لا يمنعني بأي حال من الاعتراف له بتمكنه من موضوعاته ومن سعيه للإطلاع على الفكر الآخر الذي يريد نقده, بغض النظر عن مدى عمق ذلك الفهم واتجاه قراءته للفكر الآخر.
أدرك تماماً وأتفق وإياك حول جملة من المسائل الخاصة بمواقف أغلب رجال الدين الشيعة من المرأة أو من اللهو والمتعة في الحياة أو من قضايا التطبير وضرب الزنجيل على الظهر أو اللطم على الصدور ..أو غيرها من أمور الدنيا والحياة اليومية, فأنا ابن كربلاء وأعرف مأساة الإنسان في هذا المجال وأعرف عمق المشكلة التي يعاني منها في هذه المدينة الخرافية, أو الموقف السلبي من الحضارة الغربية ومن الحداثة عموماً ومن إشغال العقل وتنشيط العقل. ولكني أعرف أيضاً وجود شخصيات دينية التقيت بها وكان لي شرف العمل معها في المجالات السياسية وفي حركة السلام في العراق في الخمسينات. كانت لتلك الشخصيات آراء ومواقف رائعة تماماً تختلف في كل تلك القضايا عن مواقف رجال الدين الذين نقصدهم, وهم من رجال الدين الشيعة أيضاً, وأخص بالذكر منهم الراحل الشيخ عبد لكريم الماشطة في الحلة أو الشيخ محمد الشبيبي في النجف, رغم أنهما لم يتخليا عن بعض القضايا التي يطرحها الشيعة في موضوع الإمامة, ولكنهما كانا متفتحين على الفكر وعلى الإنسان الآخر في تفكيره.
لا شك في أن مقارنتي بين شخصية الراحل السيد محمد باقر الصدر وشخصية السيد مقتدى الصدر لها مبررها ومغزاها في المرحلة الراهنة من عدة زوايا مهمة, وهي:
1. المقارنة استهدفت إبراز الفجوة بين سعة إطلاع ومعارف الأول, وبين بؤس ثقافة وضحالة إطلاع ومعارف الثاني.
2. المقارنة استهدفت تبيان الفرق بين الوزن الفكري الثقيل للأول في كتاباته وطرح تصوراته حتى تلك التي اختلف معه فيها بالكامل, وبين خفة وزن الثاني في تصريحاته الفكرية والسياسية.
3. لا بد من الكشف عن المستوى المعرفي والخبرة الحياتية لمقتدى الصدر, بسبب محاولته استثمار موقع عائلته الديني, ليلعب دوراً معقداً في الحياة السياسية والدينية يفوق قدراته الشخصية ويدفع بالناس إلى مواقع التهلكة باسم الكادحين والفقراء من الناس.
4. كما أجد لزاماً أن أبين بأن المجتمع العراقي لا يمكن أن يصل إلى تحقيق عملية التنوير الفكري الديني والتنوير الاجتماعي المقترن به, إلا من خلال شخصيات دينية ذات رؤية مدنية وعلمانية متفتحة, أي من خلال رجال دين متنورين يدركون قيم العصر الجديد والحضارة والتقدم ويسعون إليها ويدفعون المجتمع باتجاهها. ورغم أننا ما نزال بعيدين عن بروز مثل هذه الشخصية من حيث الوزن الديني الذي يفترض أن يمتلكه, إلا أن هذا لا يعني أن مثل هذه الشخصية لا تبرز لاحقاً. فهناك بعض الشخصيات المتميزة التي تجابه بالرفض من قبل القوى الدينية, ولكنها تتخذ مواقف أكثر عقلانية وعلمانية في جملة من الأمور, وربما لا تختلف عن الآخرين في أمور أخرى مثل الموقف من أهل البيت أو حق أهل البيت في الخلافة وما إلى ذلك. كان السيد عبد المجيد الخوئي أحد هذه الشخصيات الواعدة, وكذا الحال مع الشخصية السياسية الدينية المتميزة السيد أياد جمال الدين ومجموعة أخرى من ذات الوجهة العلمانية المتنورة. إلا أن هذه العملية تتطلب جهوداً استثنائية لتحقيق المسيرة المدنية والديمقراطية المنشودة. إلا أن هذا لا يعني أن ليس لك ولغيرك من الكتاب أي دور في عملية التنوير الديني والاجتماعي, إلا أن هذا الدور يقبل في مجتمعاتنا الراهنة من رجال الدين أسرع بكثير مما يقبل من يأو منك أولاً, ولأننا نستطيع أن نؤثر على عدد من الشخصيات الدينية التي يفترض كسبها إلى جانب المواقف المدنية أو المجتمع المدني الديمقراطي والرؤية الحقيقية لمجموعة من البدع التي تمارس في الكثير من الأديان. ويمكن لإعادة نشر كتابات الأستاذ الراحل والفاضل إبراهيم كبة في مجال نقد الفكر الديني أهمية خاصة في هذه المرحلة من حياة المجتمع العراقي.
إن اختلافي مع الآخرين من رجال الدين, ومنهم مقتدى الصدر, لا يحرمهم من احترامي لهم أولاً, ولا من حقهم في التعبير عن وجهات نظرهم ثانياً, ومن حقي أن أمارس النقد في ما لا أرتضيه من أفكارهم وبطريقة ديمقراطية سليمة. إن السبب في كتابة ونشر مقالات كثيرة عن اتجاهات فكر وممارسات السيد مقتدى الصدر يرجع إلى تأثيره السلبي على حياة المجتمع بسبب قدرته التهريجية والدونكيشوتية المتزايدة التي, كما يبدو, تلعب دوراً بارزاً في حياة المجتمعات المتخلفة والقبلية وتلك التي لم يصلها التنوير الديني والاجتماعي, إضافة إلى المجموعة المحيطة به التي تسعى إلى جعله "القائد الضرورة" و"القائد التاريخي" من جديد في حياة المجتمع العراقي.
ويبدو لي مفيداً أن أشير بسرعة إلى أني لا أمارس النقد الفكري وحده , بل أمارس العمل السياسي في الكتابة أيضاً, وبالتالي يتطلب مني هذا العمل أن أستفيد من نقاط ضعف معينة لتبيان الخلل الحقيقي في تفكير مقتدى الصدر الذي يؤثر اليوم على فكر الناس ونسبة عالية من أتباع المذهب الشيعي ومن بينهم من سميتهم نواباً في مجلس النواب العراقي الجديد, وأغلبهم أن لم نقل كلهم "إمعات" لما يقوله الصدر لا غير, وهي إدانة صريحة له ولمن يأخذ بأفكاره من هؤلاء الناس, ولكن هذا لا يعني أن في هذا تبرئة أو تأكيداً مني لكل أفكار السيد الراحل محمد باقر الصدر أو تأييداً له أو سكوتاً عن تلك القضايا التي لا يجوز السكوت عنها.
لم أكتب ذلك المقال لمناقشة الفكر الشيعي أو مقارنته بالفكر السني, فلهذا الأمر موقع وحديث آخر, بل كنت بحاجة إلى تبيان مدى ضحالة ما يطرح ومن يطرح مثل هذا الرأي الخاص بكرة القدم أو المرأة العراقية, ومن ثم كل الذين يتفقون معه في هذا الرأي من رجال الدين. علمت مؤخراً أن السيد علي السيستاني يرفض فرض الحجاب على المرأة ويترك لها حريتها في ذلك, وأرجو أن يكون الأمر صحيحاً, هذا ما سمعته على لسان الدكتور هاشم العقابي أثناء مناقشة له مع أحد الشخصيات العراقية, رغم أن شأن المرأة لا يرتبط بالحجاب وحده بل بالموقف الكامل منها ومن حقوقها الكاملة غير المنقوصة كإنسان لا غير.
حكام إيران, وأغلبهم من رجال الدين, يؤمنون بولاية الفقيه على غير عادة العراقيين, (ولكنهم كما يبدو بدأا يكسبون بعض رجال الدين العراقيين إلى هذا الموقع غير العقلاني), لا يختلفون عن أغلب رجال الدين الشيعة في العراق في الموقف من المباهج والمتعة الإنسانية, في ما عدا متعة الجنس المقدسة لديهم جميعاً, ولكنها محصورة بمتعة الرجل فقط,, فلها عندهم متعتها لخاصة. فألعاب الساحة والميدان وألعاب الكرة المختلفة لا تمارس من قبل الرجال فحسب, بل ومن قبل النساء, ولكن من المؤسف أن الدولة الدينية الإيرانية المتخلفة تفرض على النسوة أن يرتدين ملابس خاصة ثقيلة معرقلة للعب كرة القدم مثلاً وأن يلعبن في مكان خاص ويحدد الحضور بالنسوة, كما يمنعن عبر البوليس من حضور سباقات كرة القدم التي يمارسها الرجال!
في حين أن مقتدى الصدر متخلف حتى عن هذه الطاقم الديني الحاكم في إيران, فكيف سيكون العراق المسكين لو وصل هذا الرجل ومعه الدكتور الجعفري إلى السلطة في بلاد لها حضارة كحضارة بلاد ما بين النهرين, حيث وصنع الإنسان فيها واحدة من أجمل وأرق الآلات الموسيقية الرائعة, وأعني بها الهارفة.
إذن, أنا متفق من حيث الجوهر مع ملاحظاتكم, ولكن من الناحية التكتيكية وجدت مناسباً تناول تلك القضية بالصورة المشروحة.
مع خالص تقديري وإعجابي.
23/6/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟


المزيد.....




- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...
- تنبأ فلكيوهم بوقت وقوعها وأحصوا ضحاياها بالملايين ولم تُحدث ...
- منظمة يهودية تطالب بإقالة قائد شرطة لندن بعد منع رئيسها من ا ...
- تحذيرات من -قرابين الفصح- العبري ودعوات لحماية المسجد الأقصى ...
- شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم حبيب - رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة