أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟















المزيد.....

هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1576 - 2006 / 6 / 9 - 12:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كلنا نقدر بأن أوضاع العراق الراهنة وتعقيداتها وتشابكاتها لا تنفصل عن أوضاع منطقة الخليج والشرق الأوسط. وإذا تتبعنا الوضع في المنطقة سنجد الواقع التالي:
- صراع يتفاقم بين غالبية شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط وبين الولايات المتحدة الأمريكية حول سياساتها وممارساتها في المنطقة بغض النظر عن مى صواب أو خطاء ذلك من جهة, وبغض النظر عن الصراعات الدائرة بين الشعوب العربية وحكوماتها من جهة أخرى.
- تنامي في قدرات التيارات الإسلامية السياسية, وخاصة المتطرفة منها, في بلدان المنطقة والحركة الشعبية, في مقابل تراجع التيار الديمقراطي والعلماني واللبرالي في دوره وتأثيره على شعوب المنطقة, وبشكل أكبر تراجع التيارات اليسارية.
- كما أن هناك صراع ملموس بين دول الاتحاد الأوروبي من جهة والولايات المتحدة حول نفوذهما في الشرق الأوسط أولاً, وبين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى ثانياً. ومما يزيد في الطين بلة موقف الولايات المتحدة وإسرائيل من القضية الفلسطينية التي تصب مزيداً من الزيت على النيران المشتعلة, خاصة بعد وصول حماس إلى السلطة الفعلية.
- ولا شك في أن هناك صراع متفاقم بين دول المنطقة حول الدور الذي تريد بعض الدول أن تلعبه في قيادة المنطقة مثل إيران ومصر والسعودية على نح خاص. كما يتسم الوضع بتنامي سباق التسلح بين دول المنطقة ومحاول الحصول على أجيال جديدة من أسلحة الدفاع والهجوم.
كل هذه العوامل وغيرها تلعب دورها المباشر وغير المباشر على الأحداث الجارية في العراق وتزيد من صعوبة لجم قوى الإرهاب الدولي لأنها تغذى من خلال تلك الصراعات والدول المتورطة فيها.
بماذا يتميز الوضع الراهن في العراق؟ يتميز باختصار باستمرار التأزم السياسي وبتفاقم مجموعة من الصراعات التي بدأ يتحول بعضها إلى نزاعات وقوى تدميرية للبلاد.

يشير الوضع السياسي الراهن في العراق إلى بروز عدد من المستجدات التي بدأت تتفاقم بسرعة وتؤثر بقوة على الوضع السياسي والأمني في العراق. ويمكن بلورة أهم تلك المستجدات في النقاط التالية:
1. انتقال الصرع بين أتباع المذهب السني وأتباع المذهب الشيعي من صفوف الأحزاب الإسلامية السياسية إلى صفوف المجتمع ذاته, وبالتالي انتشرت مخاطره لتصيب المزيد من البشر بإضرار الصراع والنزاع الطائفي السياسي. خاصة وأن المزيد من الأحقاد والكراهية بدأت تتراكم لدى الجانبين والكثير من الجهلة والمتصيدين في الماء العكر بدأوا يمارسون دورهم في تأجيج الأحقاد وصب الزيت على الوضع الملتهب.
2. واتخذ الصراع الجديد نزاعاً دموياً وانتقاماً متبادلاً بين جماعات إسلامية سياسية شيعية وسنية. فهناك قوى شيعية وأخرى سنية تلتزمان القتل والاختطاف المتبادل وتعملان على تهجير الناس من مناطق سكناهم بالارتباط مع قاعدة الأكثرية تطرد الأقلية سنية كانت أم شيعية. وبدأ هذا النوع من النزاع الانتقامي يتفاقم في مناطق واسعة من بغداد والجنوب حتى بلغ عدد العوائل المهجرة عبر هذا الأسلوب أكثر من 12 ألف عائلة, ولقائمة متزايدة يوماً بعد آخر.
3. انتقال الصراع السني الشيعي من العراق إلى أجواء المنطقة حيث تبلور في نزاع مصري-سعودي – خليجي من جهة, وإيراني من جهة أخرى والذي يمكن أن يشمل تركيا لاحقاً, التي ستقف إلى صف المجموعة الأولى. والجماعات الخارجة تسند الجماعات الطائفية السياسية الداخلية وتمدها بالوقود الكافي لإبقاء الوضع مشتعلاً في العراق, وهو أحد أهداف القوى التي لا تريد الخير للعراق.
4. تمكن القوى الإرهابية من إقامة بنيتها التحتية الواسعة نسبياً في مختلف الأوساط الشعبية وأجهزة الدولة والأحزاب والمنظمات المهنية وفي القوات المسلحة وأجهزة الأمن, وأخص بالذكر هنا قوى البعث والقوى القومية اليمينية وقوى الإسلام السياسي المتطرفة من أتباع الزرقاوي, وكذلك القوى الطائفية السياسية المتطرفة التي تعمل على الحلول محل القوى الإرهابية لاحقاً للهيمنة على أجهزة السلطة والتأثير في مسيرة الدولة. وحققت الجماعات الأولى تحالفاً وتقسيماً جديداً للعمل في ما بينها, في حين ما تزال الجماعات الثانية تتصارع في ما بينها لفرض سيطرة إحداها على بقية القوى واستيعاب الآخرين بها.
5. تنامي نشاط القوى المحسوبة على القوى المحافظة والحكم في إيران في الأراضي العراقية, وهي تتخذ أبعاداً جديدة وخطرة في آن واحد. إذ أن الهمّ الأساسي للإيرانيين منصب على ثلاث مسائل أو أهداف جوهرية لها في العراق حالياً, وهي:
a. إشاعة الفوضى في سائر أنحاء العراق من أجل زيادة التشويش على وجود القوات الأمريكية وعلى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق والخليج ومنطقة الشرق الأوسط ومنعها من التحرك ضدها أو ضد سوريا, حليفها في المرحلة الراهنة أو ضد حزب الله حليف إيران وسوريا الأول راهناً في المنطقة.
b. تعزيز الجماعة السياسية لمقتدى الصدر أو ما يطلق عليه مجازاً بالتيار الصدري, نسبة إلى الصدرين محمد باقر الصدر ومحمد صادق الصدر, وميليشيات جيش المهدي المسلحة والمدربة جيداً, وفيهم الكثير من البعثيين السابقين في القوات المسلحة والشرطة والأمن, وفيهم الكثير من الأسرى الذين كما قيل غسلت أدمغتهم ليعملوا لصالح الوجهة العامة التي تسير عليها جماعة مقتدى الصدر, للقيام بعمليات مختلفة لإشاعة الصراع بين قوى الإسلام السياسي عموماً وإضعاف قوى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وفيلق بدر من جهة, والعمل من أجل احتواء قوى حزب الدعوة, كما حصل للجعفري, في إطار جماعة مقتدى الصدر, بحجة الأصل الصدري الواحد للجماعتين من جهة أخرى, على غرار ما جرى في لبنان مع جماعتي حزب الله وحزب أمل لصالح الأول وضد الثاني.
c. زيادة نشاط المنظمات غير الحكومية والحسينيات لصالح تعزيز مواقع رجال الدين المرتبطين مباشرة بإيران في كل المحافظات العراقية في الوسط والجنوب وكركوك على نحو خاص. كما أن إيران تمتلك قواعد سياسية وأمنية في كردستان العراق أيضاً, رغم أنها لا تبدو فاعلة مكشوفة على سطح الأحداث, كما في البصرة وعموم الجنوب أو كركوك.
6. ومما يزيد الأمر سوءاً تفاقم الصراع الأوروبي الأمريكي والصراع الروسي-الصيني الأمريكي حول مناطق النفوذ والمصالح في المنطقة التي تسمح بزيادة التوتر وتنامي قدرات الإرهابيين على إنزال الضربات بالمجتمع العراقي, وعدم التعاون الجدي للتصدي للإرهاب في العراق وفي المنطقة. إن سياسة الولايات المتحدة غير متوازنة في تقدير مصالح الآخرين مما يعرضها إلى المزيد من الصعوبات في العراق وفي المنطقة, خاصة وأن حلفاء الولايات المتحدة غير مرتاحين من التصرف الأمريكي الوحيد الجانب, وبالتالي فهم يسعون إلى وضع العقبات في طريقها وعدم مساعدتها أو دعم جهودها في العراق. وهي إشكالية حقيقية للشعب العراقي في هذه المرحلة والمرحلة القادمة.
7. وليس هناك أدنى شك في أن الحكم السوري يلعب دوراً مهماً ومباشراً في دعم العمليات الإرهابية في العراق وتزويد الإرهابيين بالكوادر والأموال والأسلحة التي تصلهم عبر الحدود أو حتى عبر إيران حليفة سوريا وبالتعاون مع حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان وبعض القوى الخليجية غير الحكومية وقوى الإسلام السياسي المكشوفة أو المستترة. إن سوريا انتقلت اليوم إلى الصراحة في دعم القوى المعارضة حيث تفسح لهم في المجال إلى تنظيم الاجتماعات ودعم المعارضة وما تسمى بالمقاومة صراحة, وهي مرتبطة بالمشكلات التي تواجهها الولايات المتحدة في المنطقة عموماً.
8. ومما يزيد الوضع تعقيداً تلك المعاناة المتفاقمة للناس في حياتهم اليومية ومعيشتهم وخطر الموت المحلق في رؤوسهم في كل لحظة ونقص الخدمات والبطالة الواسعة والفقر المتواصل للكثير من العوائل العراقية وتفاقم فجوة الغنى والفقر وركض الكثير من المسؤولين في وسط الخراب العراقي إلى الغنى بطرق غير مشروعة, التي تؤدي بدورها إلى تدهور أو تدني سمعة الحكومة وتقلص مصداقية القوى السياسية عموماً والقوى الحاكمة على نحو خاص.
9. ثم يأتي دور الفساد المالي والإداري الذي تحول إلى نظام سائد ومعمول به في العراق يستنزف الناس ويستهلك سمعة جميع السياسيين, وهم متهمون بممارسة الفساد المالي والإداري والمحسوبية والمنسوبية والحزبية الضيقة والعشائرية ...الخ. وأبشع أشكال النهب ما يجري لنفط العراق من جهة, والمشتقات النفطية المستوردة من جهة أخرى, واستيراد وتوزيع وإعادة تصدير المخدرات من جهة ثالثة, إضافة إلى مجالات النهب والرشوة الأخرى. وقوى الإسلام السياسي وقوى البعثية السابقة وغيرها متورطة في هذه العمليات مع قوى وشركات أجنبية عديدة.
هذه العوامل الفاعلة في أحداث العراق الراهنة تشترك معاً لتساعد القوى الإرهابية على تكريس الرعب من جهة, وتحويل الإرهاب إلى حالة دائمة وإلى أمرٍ اعتياديٍ من جهة أخرى, بحيث أصبح الإنسان يتعايش معه وكأنه قدراً لا بد منه, وأنه من مشيئة الله لا غير, وأنه غير قادر على مواجهته ويستسلم له. عندها تكون الطامة الفعلية. هذه اللوحة هي الجانب الأول, فما هو الجانب الثاني في اللوحة السياسية الجارية في العراق؟
إزاء هذه الحصيلة السلبية يلاحظ المتتبع وجود حركة وفعل عوامل أخرى بالاتجاه المعاكس, أي تلك العامل التي تسمح بتصور وجود نقطة ضوء في نهاية نفق الإرهاب والخراب والموت والعبثية السائدة في العراق حالياً, نشير إلى بعضها فيما يلي:
1. حصول عملية تفكك جديدة في صفوف قوى الإسلام السياسي المؤتلفة باتجاهات عدة أهمها الدور المتزايد الذي بدأت تلعبه قوى مقتدى الصدر وميليشياته في داخل الائتلاف على حساب القوى الأخرى التي أثارت وتثير الصراع والانسحابات, والتي ستتفاقم لاحقا, إذ أنها كانت وما تزال أحد السببين الأساسيين في الطائفية السياسية المتفاقمة في العراق, في حين تشكل سياسات وأساليب عمل هيئة علماء المسلمين السبب الأساسي الثاني.
2. تفكك وخيبة شديدة في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة التي تقودها جماعة الزرقاوي أو حتى قوى البعث الدموية والتي تجلت في محاولات الزرقاوي بث الحمية والمعنويات في صفوف جماعته التي زاد عدد قتلاها ومعتقليها والهاربين من المشاركة في العمليات.
3. رغبة بعض القوى المسلحة خوض حوار لترك السلاح والتحول إلى العملية السياسية, وهي قوى قليلة, ولكنها تبقى مؤذية إن واصلت حمل السلاح, لأنها بدأت تعتقد بأن الخطر الداهم يأتي من إيران أساساً وليس الخطر الأمريكي.
4. تحسن الوضع في كردستان العراق من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية في فيدرالية الإقليم والانتهاء التدريجي الطويل الأمد من ازدواجية الإدارة في كل من أربيل والسليمانية. وهذا العامل يعتبر الضمانة الداخلية الرئيسة حقاً التي يمكن أن تقف بقوة في وجه القوى الإسلامية السياسية على صعيد العراق وكردستان, التي تريد ابتلاع العراق, تماماً كما حصلت سرقة الثورة الإيرانية من أيدي القوى المدنية لصالح قوى الإسلام السياسي بقيادة الراحل روح الله الخميني. والتحالف والكردستاني يناضل بصلابة وحيوية من أجل قيام عراق ديمقراطي فيدرالي حر ومستقل. وهو أمر بالغ الأهمية يفترض أن يعار له كل الاهتمام من جانب القوى والأحزاب السياسية المدنية العربية وغير العربية في العراق. ولا نأتي بجديد حين نقول بأن القوى العربية المدنية والديمقراطية والعلمانية ما تزال تعاني من ضعف شديد ومن عجز متباين عن إدراك تعقيدات وتشابكات الوضع وسبل العمل مع الجماهير والخطاب السياسي المطلوب. إنها في أزمة فعلاً, ومعنى ذلك أنها قادرة على معالجة الأزمة إن سعت إلى ذلك لا للخروج منها فحسب, بل وللتقدم إلى أمام لتسند قوى التحالف الكردستاني في مسيرته الراهنة.
5. ورغم محاولات الولايات المتحدة الأمريكية لتغيير مواقفها إزاء الوضع الطائفي السياسي المعقد, الذي ساهمت بتنشيطه وتفاقمه إلى هذا المستوى, وممارسة تكتيكات جديدة, إلا أنها غير كافية وهي بحاجة إلى تغيير فعلي من خلال التنسيق مع القوى السياسية العراقية مباشرة, لتجاوز المخاطر الكبيرة التي تواجه الوضع الراهن من جانب قوى الإسلام السياسي المتطرفة وبعض القوى الأخرى المحلية المسندة من قوى دور مجاورة, التي يمكن أن تستخدم السلاح الذي تحمل علناً, كما يحصل اليوم في البصرة, والذي ينذر بانتشاره إلى بقية أنحاء الجنوب العراقي وكركوك. ورغم ذلك يعتبر وجود قوات الولايات المتحدة والقوات البريطانية وغيرها في العراق حالياً ضمانة لمسألتين, وهما:
أ‌. صمام أمان نسبي في أن لا يفلت الوضع وتسقط البلاد في حرب أهلية تسيطر فيها المليشيات المسلحة وقوى الإسلام السياسي المتطرفة.
ب‌. صمام أمان نسبي في الحد النسبي أيضاً من الوجود الفعلي للقوى الإيرانية في العراق عموماً وفي الجنوب والبصرة على وجه الخصوص.
وبمعنى معين, شئنا ذلك أم أبينا أنها أصبحت مانعة لهيمنة القوى الإسلام السياسي المختلفة بصورة تامة على لعراق, وهي مساندة لوجود دولة ديمقراطية فيدرالية في العراق ولفيدرالية إقليم كردستان العراق.
ومن المؤسف أن نشير إلى حقيقة أخرى غير إيجابية هي أن الأوساط الشعبية الواسعة تقف اليوم متفرجة على ما يجري لها دون أن تساهم في صنع الأحداث بأي شكل كان. وهي حقيقة مرة ناجمة عن عجز حقيقي في صفوف الحركة الوطنية الديمقراطية العراقية بكل أجنحتها.
كما أن دور المثقفين محبوس حالياً وإلى حدود غير قليلة من خلال انتشار الإرهاب والدور الكابح لهم من جانب السياسيين, وفي هذا خسارة كبيرة للعراق ولعملية التنوير المنشودة.
ولكن ما حصيلة كل ذلك؟ هناك تناقضات وصراعات مستمرة وهي قابلة للتحول إلى نزاعات جديدة, ولكن هناك في المقابل قوى تواجه هذه التحديات بمحاولات جادة لحل المعضلات بالطرق السلمية, وإطفاء المواقد التي يراد تصعيد اللهيب فيها. ولدي القناعة بأن الوضع في العراق سوف لن يهدأ بسهولة, بل سيتطلب وقتاً طويلاً قبل أن يستقر ويطمئن الناس على حياتهم وممتلكاتهم.

وماذا يجري في إقليم كردستان العراق؟
الهدوء يعم الإقليم والعملية السياسية جارية ولو بصعوبة غير قليلة, ولكن الجميع يسعى إلى تجنب المطبات من خلال استقراء الوضع مسبقاً. فوحدة الإدارة استثنت أربع وزارات هي: المالية والعدل والبيشمركة والأمن الداخلي., على أن يتم توحيدها خلال سنة. الوحدة ليست سهلة بسبب المواقع التي تشكلت لكل منهما في مناطق الإدارة المنفصلة. تشكلت وزارة كبيرة وليست اعتيادية ولكنها نهدف إلى تلافي الخلافات المحتملة في توزيع الحقائب. يلاحظ في الإقليم عملية بناء سريعة لدور السكن والبنايات الحكومية والمدارس والمؤسسات التابعة للوزارات المختلفة وفي بناء الشوارع العامة والخارجية, ولكن الإقليم بحاجة إلى مسائل أخرى بجوار الخدمات العامة, مع وجود معاناة كبيرة في مجال الكهرباء وبعض الخدمات الأخرى.
البطالة المقنعة كبيرة جداُ تفوق القدرة على تحلها فترة طويلة, والأيدي العاملة أجنبية, وهي إشكالية غير طبيعية مرتبطة بواقع الإدارتين والمنافسة بين الحزبين على أصوات الناخبين.
لا شك في أن الفساد المالي والوظيفي واسعان في كردستان, كما هو الحال في كل العراق. والسيطرة عليه صعبة, لأنها تحتاج إلى جرأة في إجراء عمليات تمس قوى مسؤولة مباشرة يصعب تحديد موقعها, ولكني وثق من أن كبار المسؤولين يعرفون بها ويستطيعون اتخذا ما يلزم قبل فوات الأوان, إن لم نقل قد مر وقت كان يفترض أن يعالج قبل الآن.
الغنى والفقر ظاهران بشكل صارخ في الشارع وبين الأفراد وبين محلات السكن وفي المدن بشكل خاص. والفجوة بين الحكم والفئات الكادحة آخذة بالتوسع في غير صالح العلاقة المنشودة بين حكومة الإقليم والمجتمع.
المسؤولون بحاجة إلى الاقتراب من الناس, الاحتكاك بالفئات الكادحة ومعرفة همومها وشجونها وتطلعاتها ورغباتها. لا يمكن حل جميع المعضلات دفعة واحدة, ولكن لا بد من إعطاء الفئات الفقيرة والكادحة الأمل والإشارة بأن الحكومة تسعى إلى معالجة أوضاعهم.
لا أدري ما إذا كان المقربون من المسؤولين في الإقليم يقدمون تقارير واقعية وصادقة عن الوضع في كردستان وعن هموم الناس. أتمنى أن يضع المسؤولون آلية تساعدهم على الوصول إلى الحقائق. لا يحتاج المسؤولون إلى المخلصين فقط, بل وإلى الذين يعرفون كيف يفهمون وكيف يطرحون مشاكل الناس على المسؤولين ويساهمون في بلورة الحلول.
إن التحالف الكردستاني يدرك بصورة جيدة أن تطور كردستان وتقدمها وتعزيز فيدراليتها لا يمكن أن يحصل دون وجود دولة وحياة ديمقراطية في العراق ودون وجود قوى ديمقراطية قوية تستطيع إسناد العملية الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية في العراق عموماً.
إن تطور الديمقراطية في كردستان بمعناها السليم يمكنها فقط من خلال شد المجتمع إلى المؤسسات الدستورية ودعم سياسات الحكومة الكردستانية التي يفترض أن ترتبط وتخضع للحياة والمؤسسات الدستورية.






#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟
- النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في ا ...
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟