أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في العراق















المزيد.....

النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1523 - 2006 / 4 / 17 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رغم التجارب الغزيرة والمريرة التي مرت بها الأحزاب السياسية العراقية ومناضليها, فإن أغلبها أو جمهرة من مناضليها لا زال ينظر إلى النقد وكأنه إساءة لهذا الحزب أو ذاك القائد السياسي, أو أن المقصود بالنقد, سواء أكان شخصاً قانونياً أم اعتباريا, هو الإساءة وليس جلب الانتباه من وجهة نظر الكاتب. وهي إشكالية تبطل القدرة على التفاهم والتفاعل بين الناس وتعيق ممارسة الإنسان والمجتمع لمسألة ضرورية وحيوية مهمة للعملية الديمقراطية وتطورها وتخلصها من نواقصها في هذا الحزب أو ذاك ولهذا الإنسان أو ذاك. فالنقد بمفهومه الإيجابي الذي يبرز هذا الحزب أو هذا الموقف أو ذاك مطلوب باستمرار, في حين أن الإشارة إلى السلبيات في موقف ما أو حزب ما أو شخص ما مرفوض على الإطلاق. إذ أن غالباً ما يقود النقد البناء للسلبيات أو لظاهرة سلبية أو لملاحظة ضرورية إلى سوء فهم وتفاهم. وتبدأ المقاطعات غير الودية لهذا الشخص أو الحزب وكأن المسألة شخصية وليست شأناً عاماً يفترض الحوار بشأن الموضوع.
لقد ابتلينا في العهد الملكي بمثل هذه الظاهرة وقادت هذه الرؤية القاصرة للنقد إلى دخول النقاد إلى السجن وقضوا سنوات من عمرهم وراء القضبان أو تعرضوا للتعذيب والمحاربة بالرزق.
ومورست هذه الأساليب في العهود الجمهورية أيضاً. وكان لها أسوأ الأثر على المسيرة الديمقراطية. ولكنها أصبحت طامة كبرى في ظل حكم البعث الدموي, إذ لم يعد في مقدور الإنسان أن ينتقد ظاهرة سلبية بأي حال, إذ كان الموت أو السجن مكانه المباشر. ولم يعد ممكناً توجيه النقد أو الملاحظة لصدام حسين أو حتى الحلم بالنقد له, إذ كانت نتيجة ذلك الموت الفعلي وبأساليب شتى.
وكان النقد بين الأحزاب السياسية الوطنية غالباً ما يتحول إلى إساءات ومهاترات وتكون عواقبه وخيمة على مجمل الحركة السياسية. وغالباً ما تحولت إلى احتراب ونزاع دموي. وهي نتيجة منطقية لطبيعة المجتمع الذي نحن فيه وتقاليد الناس والأسس التي تربينا عليها من خلال نظم الحكم الاستبدادية التي عشنا في ظلها.
وكانت ظاهرة التبجيل والتقديس للرؤساء عامة وشاملة, والويل كل الويل لمن يتجاوز بالنقد لواحد من هؤلاء القادة وخاصة في فترة حكم المستبد بأمره والطاغية صدام حسين.
واليوم نعيش تجربة جديدة ولكنها ليست خالية من إرث الماضي بصورة من الصور. والمشكلة هي الرؤية القاصرة لمفهوم النقد ودوره وأهميته. إذ حتى لو كان النقد خاطئاً يمكنه عبر الحوار أن يتغير أو أن يُقبل, في حين يقود الغضب والانزعاج والمقاطعة إلى عواقب سلبية لا معنى ولا مبرر لها.
لقد كنا مدح قادتنا ونجعلهم في مواقع القدسية. وقد ابتلت الحركة الشيوعية قبل غيرها, كما ابتلت كل الحركات الديمقراطية والتقدمية بهذا المرض وبمستويات مختلفة. فمن كان من الشيوعيين العراقيين قادراً على توجيه النقد لفهد, إذ كان يعتبر ذلك مساً بقدسية هذا المناضل وإساءة له, وبالتالي لم يكن هناك من يستطيع الاستفادة من أخطاء فهد ونشاطه السياسي حينذاك. وكانت النتيجة اعتبار أي نقد لهذا الشخص القائد أو ذاك بمثابة الإساءة الشخصية له, في حين أن أي سياسي يصبح شأناً عاماً قابلاً للنقد بجانبيه السلبي والإيجابي.
إننا ندعو إلى الشفافية والمجاهرة والصراحة الواعية, وليس فينا من يريد الإساءة إلى هذا الشخص أو ذاك, بل يريد أن يجعل من هذا النقد الذي يوجه مساعداً على تجاوز ما كنا نعاني منه سابقاً من تقديس للأفراد تخلق عبادة أفراد غير مناسبة وغير ضرورية لا يحتاجها الأفراد, إذ ربما يحتاجها من يقوم بالمدح لا غير أو لحب وتقدير خاصين.
كل القادة العراقيين يُفترض أن يكونوا عرضة للنقد. ومطلوب أيضاً أن نمدح صفاتهم الجيدة وسلوكهم الذي يخدم مصالح الشعب, ولكن بعيداً عن المبالغة والإساءة للشخص سواء عرف المادح أم لم يعرف, إذ ليس فينا من هو معصوم عن الخطأ. وارتكاب الخطأ ليس خطيئة بأي حال.
الشخصيات السياسية تبرز أمامنا اليوم ونحن عشنا معها وعملنا معها ونعرفها جيداً كما تعرفنا جيداً. ولهذا عندما يطرح رأي ما لا يعني بالضرورة رغبة في الإساءة, بل رغبة في إبداء الرأي وربما النصح, إن صح التعبير. وللعمر في هذا المجال دوره في إمكانية ممارسة النقد والاستفادة منه لمن هم من الشباب.
لقد وجهت النقد للسيد الدكتور الجعفري لأنه من الأشخاص العامين العاملين في الشأن العام. ولا أقصد الإساءة الشخصية له, بل تبيان الجوانب السلبية التي برزت في نشاطه العام خلال ثلاثة أعوام وخاصة في العام الأخير حين أصبح رئيساً للوزراء. وأبدينا بصراحة ودون لف أو دوران أنه غير صالح لرئاسة الوزارة في هذه المرحلة. وهذا لا يعني طعناً به, بل يفترض أن تؤخذ هذه الملاحظات بعين الاعتبار, وأن يقوم الدكتور الجعفري بتفحص ممارساته خلال الفترة المنصرة. فالخلوة مع النفس لها أهمية لكل إنسان, ولكنها تصبح لها أهمية أكبر للسياسيين والكتاب والصحفيين أو كل العاملين في الشأن العام.
وفي ذات الوقت عندما يكتب عن الأستاذ مام جلال طالباني رئيس الجمهورية, يشار إلى دوره في لم الصف الوطني والسعي إلى معالجة الأمور بروية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق وأنه صالح ليكون رئيساً لدورة رئاسية جديدة, .. . ولكن عندما توجه ملاحظة من كاتب مثلي إلى ضرورة تجنب تكرار إبراز الجوانب الإيجابية أو المديح غير المطلوب للسيد رئيس الجمهورية لأنه لا يحتاجه, فهذا لا يعني أن هذه الملاحظة يراد بها الإساءة له, بقدر ما يريد الكاتب الإشارة إلى ضرورة أن نجعل الناس يعتادون على أن يكونوا رأيهم بأنفسهم أولاً, وأن تكون لهم نظرتهم النقدية للمسائل والعمليات والسلوكيات الجارية, وأن نبتعد عن تقديس الأفراد, رغم كل الاحترام الذي يكنه الإنسان لكل الأشخاص العاملين في الشأن العام ولصالح المجتمع في هذا الظرف العصيب والمعقد الذي يمر به العراق, بمن فيهم السيد الدكتور الجعفري الذي لا نراه مناسباً لرئاسة الوزارة حالياً مثلاً.
لقد ارتكب السيد رئيس جمهورية مصر العربية خطأ فادخاً بإشارته إلى أن الشيعة يدينون بالولاء لإيران أكثر مما للعراق, إذ أن هذا ليس نقداً بل اتهاماً مجحفاً وغير عادل. ولكن حتى هذا الأسلوب من النقد أو الإساءة علينا أن نتعامل معها بكل هدوء ودون مقاطعات أو إساءات مضادة أولاً وأن يتفحص بعض السادة العاملين في الشأن العام سلوكهم في هذا الصدد الذي ولّد مثل هذا الانطباع.
نأمل أن تتفتح القلوب والعقول لقبول النقد للقادة أو للكتاب والصحفيين ولكل العاملين في الشأن العام, إذ بدونه ستكون الحياة السياسية فقيرة وفقيرة جداً, فالنقد يضيء درب العاملين في الشأن العام كما قال بنيامين فرانكلين, أو إن شئتم, كما قال لينين, وأن لم يلتزم الأخير به كما ينبغي.

16/4/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...
- بيان عن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية وهيئة الدفاع عن أ ...
- الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!
- هل من مغزى واقعي وإيجابي للعراق من اجتماعات جامعة الدول العر ...
- حوار مع الزميل الأستاذ مصطفى صالح كريم حول مقاله الموسوم - ع ...
- هل من جديد في جعبة اليمين الأوروبي لإيقاف التجنس والهجرة إلى ...
- هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإر ...
- الطائفية المقيتة تهيمن على لغة المليشيات المسلحة في العراق!
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية ...
- ما هو الموقف الصائب من المصالح الإيرانية في العراق؟
- من يساهم أيضاً في إشاعة الفوضى ونسف بنود الدستور والقانون في ...
- الفراغ السياسي الراهن وعمليات القتل الجماعي في العراق
- من المستفيد من الفوضى السائدة وسيل الدماء في العراق؟
- من يفترض أن ينهض بعملية التنوير والتحديث الديني والاجتماعي ف ...
- أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخا ...


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في العراق