أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!















المزيد.....

الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ستبقى صرخة ضحايا مجازر الأنفال و حلبچة تدوي في سماء كردستان والعراق وبلدان الشرق الأوسط وبقية أنحاء العالم تذكر البشرية كلها بما حصل للشعب الكردي في عام 1988, مع كل ما سبق ذلك وما تلاه من عمليات إجرامية بشعة ارتكبت بحق هذا الشعب, لأنه كان يطالب بحقوقه المشروعة والعادلة التي تقرها كل القوانين والشرائع الدولية وتدعو لها شعوب العالم.

وستبقى هذه الصرخة مدوية في سماء العالم, إلى حين يعتذر العالم كله, وبطرق وأساليب مقنعة, من الشعب الكردي ومن عوائل الضحايا والجرحى والمعوقين, عن الدعم الذي قدمته دول وشركات ومؤسسات حكومية وخاصة كثيرة إلى النظام العراقي وزودته بالأسلحة الكيماوية وغيرها, وعن السكوت المطبق عن هذا النظام وعن أفعاله الإجرامية المنكرة قبل وسنة وبعد ارتكاب الجرائم البشعة.

وستبقى هذه الصرخة مدوية في سماء العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط إلى حين اقتناع العرب كل العرب شعوباً وحكومات ومؤسسات وأحزاب ومنظمات, وشعوب وحكومات الدول المجاورة, بالجرائم البشعة التي ارتكبها نظام صدام حسين وطغمته الباغية ضد الشعب الكردي وسكوتهم كسكوت الموتى عنها, وفي غالب الأحيان, هناك سعي لتبرير تلك الجرائم, تماماً كما كان يفعل النظام عندما كان يقتل المزيد من أهل العراق من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية.

وستبقى الصرخة مدوية في أرجاء العراق إلى حين تقديم المسؤول الأول عن تلك الجرائم المريعة إلى محكمة الجنايات العراقية, لكي يتم فضح جرائمه ويعترف بها, ولكي يدان أمام المجتمع والرأي العام العربي والعالمي بما ارتكبه, هو ونظامه, من موبقات ضد الشعب الكردي وضد المدينة الشهيدة التي استباحها بالكيماوي وضد كل الناس في كردستان وضد البيئة فيها وفي كل العراق.

إن الوثائق الأخيرة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية على موقعها الإلكتروني حول جرائم الأنفال (الرابط http://70.169.163.24/allFiles.aspx ) تكشف بما لا يقبل الشك بأن رأس النظام العراقي قد أقر مبادرة واقتراح قيادة الاستخبارات العسكرية باستخدام السلاح الخاص (اتلكيماوي) ضد الشعب الكردي وأعطى الدكتاتور أوامره الصريحة والواضحة والموثقة بالبدء بتنظم وتخطط وقيادة وتنفذ ضربات مباغتة وقيادة حملة الأنفال لاستخدام السلاح الخاص منذ أوائل عام 1987. وإذ تكرر ورود كلمتي السلاح الخص, فأن الوثائق التالية قد عرفت السلاح الخاص بالسلاح الكيماوي, لكي يسكت به صوت الشعب الكردي ويبث الرعب في نفوس الناس في جميع أنحاء كردستان ويهيمن على الوضع كله ويفرض على الشعب الكردي الذل والهوان والقبول بالخضوع لنظامه الدموي. وقد خسأ المجرمون الذين تصوروا بأن الشعب الكردي سيخضع لهم وسيركع لأسيادهم الخائبين, وها نحن نعيش أن هؤلاء المتهمين بتلك العمليات الإجرامية يقدمون إلى محكمة الجنايات العراقية تباعاً لينالوا جزاؤهم العادل على سياساتهم الفاشية والعنصرية والتطهير العرقي ووإبادة الجنس البشري في كردستان العراق, إضافة غىما فعله النظام بالكرد الفيلية وعرب الشيعة في الوسط والجنوب وباقي سكان العراق.

إن على الشعب العراقي أن يرفع صوته عالياً مطالباً بتقديم صدام حسين وكل الطغمة المسؤولة عن تلك العمليات, وخاصة ابن عم الدكتاتور, علي كيماوي, إلى المحاكمة وكشف كامل الأوراق والوثائق التي يمكنها أن تدين ليس صدام حسين وطغمته فحسب, بل وكذلك كل الحكومات التي ساهمت بتأمين المواد الأولية والأجهزة والمعدات الضرورية والخبرات اللازمة لإنتاج السلاح الكيماوي والسلاح الجرثومي وكذلك السلاح النووي الذي كان في طريقه إلى إنتاجه. لقد صرف النظام الدموي أكثر من 50 مليار دولار من أجل إنتاج الأسلحة المحرمة دولياً خلال الفترة الواقعة بين 1976-1990, كما صرف المليارات من الدولارا الأمريكية من أجل خنق أصوات الشعب وكبت مطالبه العادلة ودفن مئات الألوف من الناس في القبور الجماعية, ومنهم ما يزيد عن 182 ألف إنسان من كردستان العراق إضافة إلى ضحايا حلبچة والعائلة البارزانية وغيرهم من الناس الأبرياء.

إن الوثائق التي بدأ السيد الدكتور جبار قادر على نشرها تباعاً وفي حلقات ومعالجة ما جاء فيها من أجل إدانة النظام بتلك الجرائم, تحتل مكانة استثنائية في محاكمة المتهمين بارتكاب تلك الجرائم, ومن واجبنا جميعاً البدء بتوسيع نشرها وشرحها والمطالبة باستخدامها في محاكمة صدام حسين وطغمته الباغية. لا شك في وجود لجنة خاصة في كردستان تقوم بجمع وتحليل وتنظيم تلك الوثائق, وأعتقد أن من المناسب أن تشكل لجنة خاصة في كردستان تضم إليها بعض الباحثين من خارج كردستان والعراق للمشاركة فيها لإنجاز دراسات خاصة عن تلك الوثائق وعرضها على الناس بشكل مصور أو غيرها لتشكل الكتاب الأسود لمذابح الأنفال و حلبچة. إن هذا العمل واجب مقدس, وأعتقد أن بإمكان حكومة كردستان الموحدة القيام بهذه العملية وبباحثين كرد وغير كرد لأهمية مشاركين عرب في مثل هذه الدراسات لأهميتها السياسية والمعنوية.

إن على الدول والشركات والمؤسسات في مختلف بلدان العالم, التي شاركت في تزويد النظام العراقي بالمعدات والمواد والأجهزة والخبرات والمعارف التي استخدمها النظام لإنتاج السلاح الكيماوي والجرثومي أن تقوم, حتى قبل البرهنة على ذلك من خلال المحاكمات, بالاعتراف العلني بمشاركتها في ذلك والاعتذار للشعب الكردي والشعب العراقي عموماً من جهة, ورصد مبالغ كبيرة جداً من أجل إعادة بناء مدينة حلبچة والكثير من مناطق كردستان التي تعرضت لتلك الضربات الكيماوية ومجمل عمليات الأنفال وتلك القرى التي هدمت وشرد سكانها أو حجزوا في تلك المجمعات السكنية التي بنيت على عجل لوضع السكان الكرد تحت الرقابة الحكومية الدائمة.

وورد مقترح من حكومة إقليم كردستان/السليمانية مفاده تحويل قضاء حلبچة إلى محافظة يجري الاهتمام بها وجعلها واحدة من أحدث المدن الكردستانية تأكيداً من المجتمع الكردي والحكومة الكردستانية والقيادات السياسية لحقيقة أساسية هي أن المجرمين لم ولن يستطيعوا قهر الشعوب التي تطالب بحقوقها وأنه يأتي اليوم الذي تسترد به حقوقها وتبني مدنها وتحسن ظروف حياة وعمل مواطنيها وتقيم النصب التذكارية التي تفضح عبرها القوى الفاشية والعنصرية التي تسببت بموت هؤلاء الناس الأبرياء في حلبچة وبقية المدن والقرى والأرياف التي تعرضت إلى حملات الأنفال ومجازرها البشعة.
2/3/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من مغزى واقعي وإيجابي للعراق من اجتماعات جامعة الدول العر ...
- حوار مع الزميل الأستاذ مصطفى صالح كريم حول مقاله الموسوم - ع ...
- هل من جديد في جعبة اليمين الأوروبي لإيقاف التجنس والهجرة إلى ...
- هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإر ...
- الطائفية المقيتة تهيمن على لغة المليشيات المسلحة في العراق!
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية ...
- ما هو الموقف الصائب من المصالح الإيرانية في العراق؟
- من يساهم أيضاً في إشاعة الفوضى ونسف بنود الدستور والقانون في ...
- الفراغ السياسي الراهن وعمليات القتل الجماعي في العراق
- من المستفيد من الفوضى السائدة وسيل الدماء في العراق؟
- من يفترض أن ينهض بعملية التنوير والتحديث الديني والاجتماعي ف ...
- أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخا ...
- هل يستخدم الإرهابيون الصراع الطائفي لصالحهم في العراق؟
- أتباع السيد مقتدى الصدر وسماحة القائد!
- من تاريخ التمييز إزاء المرأة في العراق
- هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة ...
- محاكم الدكتاتور اللاشرعية, والدكتاتور أمام محكمة شرعية!
- هل من مخطط إيراني جديد للتدخل شي شؤون العراق الداخلية؟
- أيها السياسيون في العراق:عجلوا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ...
- الإرهابيون المجرمون يحاولون تفجير فتنة طائفية في العراق! لتش ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!