أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة الباغية؟














المزيد.....

هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة الباغية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1482 - 2006 / 3 / 7 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مع البدء بمحاكمة صدام حسين وطغمته برزت في أجواء المحكمة وتصريحات المحامين في الأردن وبغداد أربعة أهداف واضحة المعالم, وهي:
1. السعي الجاد لنقل المحاكمة إلى خارج العراق لتجنيب المتهمين الحكم بإعدامهم وفق الدستور والقوانين العراقية.
2. إطالة أمد المحاكمة من خلال مناورات صغيرة والعمل على تأجيلها لتأكيد عجز المحاكم العراقية على محاكمة هذه الطغمة.
3. صبغ المحكمة بصبغة سياسية باتجاه الادعاء بأن المحكمة ليست شرعية وقانونية, بل هي سياسية.
4. الاستفادة من أجواء الإرهاب السائدة في العراق بهدف الوصول إلى الغايات المشار إليها, ومحاولة الادعاء بأن على الأمريكيين الكف عن محاكمة صدام حسين والتفاوض معه أو مع جماعته لإيقاف ما يسمى بالمقاومة.
5. محاولة إثارة الشعوب العربية ضد العراق والقوى السياسية العراقية والمحكمة بالتمسح القذر بالقومية العربية والإسلام, حتى أن من لم يعرف الإسلام يوماً في سياساته يمسك المصحف الشريف بيديه القذرتين اللتين خنقتا أو وقعت إحداهما على الكثير من قرارات إعدام البشر منذ العام 1963.
وقد التزمت هيئة الدفاع المكونة من بعثيين عراقيين وأردنيين بصلابة بهذه التكتيكات في جميع الجلسات التي حضرتها, ومنها مقاطعة حضور جلسات المحكمة أو التصريح بعدوانية رئيس المحكمة أو انحيازه ضد صدام حسين. ورغم عجزهم عن الوصول إلى الأهداف إلا أنها حققت بعض النجاح على هذا السبيل, وخاصة في مجال إشاعة الفوضى في المحكمة مما يجبر رئيس المحكمة إلى إخراجهم من القاعة وتأجيل المحاكمة.
وفي المقابل فشل القضاء العراقي أن يقدم محاكمة متماسكة وجادة في مواجهة المناورات التي دأب عليها المتهمون ومحامو الدفاع, إذ سادت منذ اليوم الأول:
1. فوضى الإدارة والتنظيم الإداري والفني للجلسات ونقلها إلى الشارع العراقي والعربي والدولي.
2. ضعف توفير الحماية لكل الجماعات ذات العلاقة بالمحكمة والمحاكمة ومحامي الدفاع والادعاء العام.
3. الموقف العقلاني ولكن غير الحازم للقاضي الأستاذ رزگار محمد أمين مما فسح في المجال للمتهمين والمحامين أن يمارسوا تكتيكهم بحرية كبيرة.
4. التدخل غير المقبول من جهات عديدة خلف الكواليس, مما أضعفت القاضي الأول وجعلته عاجزاً عن أداء مهمته بحرية ومسؤولية.
وجزء من هذه الوضعية يعود إلى واقع العراق والمجتمع وما عرفه العراق من محاكمات سابقة نفذتها النظم الحاكمة السابقة, وبالتالي كان يريد محاكمة مماثلة وكفى الله المؤمنين شر القتال. إلا أن هذه الوجهة لا تساهم في تغيير واقع العقلية التي عليها الغالبية العظمى من المجتمع وفكرها وممارساتها التي نعيشها يومياً.
واليوم يمارس المتهمون وهيئة محامي الدفاع نفس السياسة التكتيكية التي بدأوا فيها للوصول إلى نفس الأهداف المشار إليها في أعلاه, ولم يتزحزحوا عنها قيد أنملة. فما العمل؟
يبدو لي, واستناداً إلى المحاكمات الدولية المماثلة وقوانين المحاكمات الجزائية في سائر أرجاء العالم, ضرورة الأخذ ببعض الملاحظات التي لا تغيب عن هيئة المحكمة الموقرة, ومنها:
• إن محاكمة المتهمين بالجرائم البشعة التي ارتكبت في العراق على مدى 35 عاماً تستند إلى وثائق متوفرة, وهي محاكمات جزائية تخضع لبنود القوانين العراقية السارية منذ العهد الملكي. وهذه المحاكمة رغم طبيعتها القانونية, فأن لها خلفية سياسية, إذ أنها ارتكبت من نظام سياسي ولأغراض سياسية, ولأن النظام الذي حكم العراق كان نظاماً فاشياً من الناحية السياسية والأمنية والعسكرية والذهنية التي كانت توجه هؤلاء الحكام. وبالتالي لا خشية من الحديث عن الخلفية السياسية للمحاكمة.
• إن حضور المتهمين جلسات المحاكمة واجب مطلق ومن لا يخضع له يجلب بقوة القانون, ولا يجوز لهم مغادرة القاعة أو مقاطعة جلساتها. وهذا يعني إمكانية إحضارهم إلى قاعة المحكمة في حالة الرفض مكبلين ومحمولين أيضاً, إن رفضوا السير على الأقدام أو المجيء وفق إرادتهم الحرة. فهم متهمون بجرائم بشعة.
• من حق المحامين الخروج من القاعة, ولكن إذا كرروا المقاطعة عدة مرات بأمل إطالة أمد المحاكمة أو نقلها إلى خارج العراق فمن حق هيئة المحكمة إقامة الدعوى ضدهم بتهمة تعطيل سير أعمال المحاكمة, كما يحق لها إلغاء توكيلهم وتوكيل محامين آخرين, شاء المتهمون أم أبوا.
• منح المتهمين فرصة الحديث للكشف عن خلفيتهم السياسية والجرائم التي اتهموا بها شريطة أن لا يتجاوزا على الغير بأي حال, دع عنك عدم التجاوز على هيئة المحكمة والادعاء العام والمشتكين. ولكن في الوقت نفسه فسح المجال أمام الادعاء العام لتبيان وجهة نظره في سياسة تلك الجماعة التي غدرت بالشعب العراقي طيلة عقود.
• عدم السماح تحويل المسألة وكأن الذي يحاسب فيها هو المحكمة والحكام وليس الذين أقيمت عليهم الدعوى بتهمة قتل المئات من البشر, رغم أن الدعوى ما تزال محصورة في مجزرة الدجيل.
• ورغم الاختلاف في سمات القاضيين, فأنهما ينطلقان من أرضية واحدة هي احترام القانون والحكم باسمه واعتبار المتهم برئ حتى تثبت أدانته, ولهذا لا بد من مواصلة هذا النهج الذي يفترض أن تتميز به المحاكم العراقية, سمات الحزم والجدية والعدل.
إن أمام القضاء العراقي الكثير من الدعاوى الموجهة إلى الطغمة التي حكمت العراق طيلة عقود والتي ما تزال تتسم بالصلافة والعدوانية والحقد على الشعب. فأمامنا مجازر حلبچة والأنفال ومجاز الكيماوي في بادينان في كردستان, وأمامنا مجازر الأهوار والجنوب والانتفاضة الشعبية في الوسط والجنوب وكردستان, كما أمامنا المجازر التي ارتكبت بحق الكرد الفيلية وعمليات التهجير الشرسة وغيرها كثير. وعلينا الاستفادة من هذه المحاكمات لصالح زيادة وعي الشعب بطبيعة السياسات التي مارسها النظام وتناقضها مع قضايا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات وأهمية رفض وإدانة مثل هذه السياسات والممارسات في مستقبل العراق وأجياله القادمة.
2/2/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكم الدكتاتور اللاشرعية, والدكتاتور أمام محكمة شرعية!
- هل من مخطط إيراني جديد للتدخل شي شؤون العراق الداخلية؟
- أيها السياسيون في العراق:عجلوا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ...
- الإرهابيون المجرمون يحاولون تفجير فتنة طائفية في العراق! لتش ...
- الرأي الآخر: هل قيام حكومة وحدة وطنية هو السبيل المناسب لموا ...
- ما هي المهمات التي ستواجه حكومة الجعفري القادمة؟
- الرأي الآخر: هل يختلف العرب وغيرهم عن الكرد في الموقف من الع ...
- هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأسات ...
- نداء إلى طلبة وزملاء وأصدقاء الراحل العالم الجليل الأستاذ إب ...
- ما الطريق لحماية وتطوير العلاقات الإنسانية بين أوروبا والعال ...
- هل من مشكلة بين الدانمرك والعالم العربي والإسلامي؟
- هل من محنة جديدة تواجه الكِتاب والكاتب في العراق؟
- هل من تعقيدات في الموقف الدولي من مساعي إيران النووية؟
- رسالة مفتوحة إلى لجنة اجتثاث البعث!
- مسرحية بائسة ينظمها اتحاد المحامين العرب في دمشق!
- التحالف الإيراني السوري إلى أين؟
- حكومة الوحدة الوطنية والديمقراطية هما الطريق لمواجهة تحديات ...
- الأستاذ الصائغ ومحنة المرض والمعالجة!
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم
- هل من حراك إيجابي جديد لحل مشكلات العالم في العام 2006؟


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة الباغية؟