أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأساتذة إلى آخندية؟















المزيد.....

هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأساتذة إلى آخندية؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشر الأستاذ الدكتور محمد الربيعي خلال الأسابيع المنصرمة مقالين بعنوان "الحرية الأكاديمية وانتهاكات الحرم الجامعي" بحث فيهما الواقع الراهن في الجامعات العراقية في بغداد وفي بقية جامعات الوسط والجنوب. وأشار إلى تلقيه مجموعة كبيرة من الرسائل التي تشير إلى صواب ما طرحه وتسليطه الأضواء على الواقع المزري الذي يعيش فيه أساتذة الجامعات والمعاهد وجمهرة غير قليلة من الطلبة في الحرم الجامعي, وأنها قدمت له نماذج كثيرة عن الاعتداءات المتفاقمة والمتنوعة في أهدافها وأساليبها وعواقبها التي تعرض لها الجامعيون.
يشكل الواقع الجامعي جزءاً من الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للمجتمع والدولة العراقية, وبالتالي فالأجواء السائدة في الشارع تنعكس دون أدنى ريب على الحياة الجامعية, خاصة وأن هناك قوى كثيرة يهمها تشديد الأزمة التي يعيشها المجتمع من أجل إمرار مخططاتها المناهضة للعلم والثقافة الديمقراطية, وهي تسعى إلى نشر الثقافة الصفراء والغيبيات والأساليب الشمولية في التعليم والفاشية في المضمون في مقابل الثقافة القومية اليمينية والفاشية التي فرضها النظام البعثي طيلة عقود في البلاد.
أود هنا أن أميز بين ثلاث قوى تلعب دورها السلبي الحاد على الصعيد العراقي في حقل العلم والثقافة والعلماء والمثقفين, في مجال الجامعات العراقية. ورغم أن هذه القوى متباينة في انتماءاتها الفكرية والسياسية وفي بعض أهدافها, فأنها تلتقي في ما بينها ببعض أهدافها وسبل الوصول إلى تلك الأهداف وفي المحصلة النهائية لنشاطاتها.
1. قوى الإسلام السياسي المتطرفة التي ترتبط بقوى الإرهاب الدولي والإقليمي والمحلي, قوى القاعدة والجهاد الإسلامي وأنصار الإسلام وغيرها من نفس الطبيعة والسلوكية. هذه القوى تمارس أسلوب القتل العام في البلاد ولا تميز بين الأستاذ والكاتب والعامل والفلاح والسياسي وكل الناس الطبيعيين, إذ أن هدفها الأساس هو بث الرعب والفوضى وتدمير كل شيء في العراق. وهذه القوى تمارس نشاطها بفعالية كبيرة وحرية عالية لأنها محمية من قوى كثيرة تعمل في داخل هيئات الدولة والمجتمع وتلك التي ترتبط بها فكرياً ومذهبياً وسياسياً.
2. قوى البعث الصدامية التي كانت تعمل في أجهزة الأمن والشرطة والمخابرات والاستخبارات وفدائيي صدام حسين. وهذه القوى تتوجه بالتهديد أو القتل فعلاً صوب ثلاث جماعات في المجتمع وفي الجامعات العراقية بشكل خاص, وهي:
a. ضد البعثيين الذين تركوا البعث وانخرطوا بالعملية السياسية الجارية, وخاصة أولئك الذين يرفضون التعاون معهم حالياً.
b. القوى الديمقراطية التي كانت وما تزال ضد قوى البعث.
c. ضد بعض رموز السلطة من الشيعة لإشاعة الصراع المذهبي في العراق.
3. الميليشيات شبه العسكرية التابعة لبعض قوى الإسلام السياسي المشاركة في العملية السياسية, ولكنها تميل إلى أسلوب الردع والتخويف والسيطرة على المجتمع وعلى الحرم الجامعي. وهذه القوى تسعى إلى فرض إرادتها بكل السبل المتوفرة ولا تتورع عن التهديد بالقتل والضرب والإهانة أو حتى القتل, وهي تمارس ذات السياسة التي مارسها وما زال يمارسها الحرس الثوري في المجتمع والجامعات الإيرانية.
إن المجموعة الأخيرة هي التي تمارس الإرهاب الفكري والسياسي في الجامعات العراقية, في ما عدا كردستان حيث لا تخضع لنفوذها أو حكمها المباشر, بأمل الوصول إلى ما يلي:
• تحويل الجامعات العراقية والمعاهد العلمية إلى حسينيات فعلية لإقامة لصلاة وتنظيم العزاء الحسيني وكأنها جوامع.
• تغيير مناهج التعليم بما ينسجم وفكرها الديني والمذهبي وأهدافها في "غسل أدمغة الناس وتطهيرها من أردان العلم والثقافة الإنسانية والحضارة الحديثة!", وزجها في ثقافة الغيبيات والخرافات وثقافات قرون الجهل والتجهيل العام والشامل.
• إبعاد أساتذة الجامعات والعلماء والمثقفين عن المؤسسات العلمية والجامعات ومراكز البحث العلمي والمجتمع وإفراغها من كل من يمت إلى الحضارة الحديثة بصلة.
• مد الجامعات بجمهرة من رجال الدين والآخندية من خريجي المدارس الدينية أو الملتزمين بهذا المذهب أو ذاك من المذاهب الإسلامية وفق مواقع الجامعات, سواء لبسوا العمامة أم استبدلوها بلباس حديث.
• حرمان الجامعات من حريتها الأكاديمية وفرض الخيمة الإسلامية السياسية والمذهبية المحددة عليها.
هذه هي العملية الجارية حالياً, وهذه هي القوى التي تمارس دورها في دفع العراق إلى أعماق الظلام الفكري, وهي من حيث المبدأ تتكامل مع بعضها لتنتج الخراب العلمي والثقافي والحضاري في البلاد. أما أعمال الفراد القلائل فهي وقتية وستنتهي بانتهاء الفوضى والانفلات الأمني, ولكن لا ينتهي العمل المنظم الآخر الذي يسعى إلى تغيير واقع التعليم وتعميم خيمة فكرية واحدة, تماماً كما كان البعث يريد فعله.
إن سيطرة قوى الإسلام السياسي على زمام السلطة في العراق سيفاقم من هذه المحنة. فالخلاص النسبي من قوى الإسلام السياسي الإرهابية والقوى البعثية الإرهابية يساهم في الوقت الحاضر بتشديد سلطة المجموعة الثالثة التي لا يقل فعلها السلبي عن القوى الأخرى. ومن المؤسف أن أشير إلى أن الوضع سيتدهور أكثر بوصول السيد الجعفري من جديد إلى رئاسة الحكومة العراقية في بغداد, ما لم تتخذ الإجراءات الكفيلة بمواجهة هذا التيار.
من هنا تأتي أهمية الدعوة إلى عقد مؤتمر علمي لأساتذة الجامعات العراقية وإداراتها للبحث في سبل الدفاع عن الحرية الأكاديمية والحرم الجامعي وعن حياة وحرية الأساتذة وموقعهم اللائق في المجتمع. كيف يمكن تخليص المناهج العلمية الصرفة والإنسانية من تأثير الفكر الغيبي المناهض للعلم والثقافة الحديثة والحضارة الإنسانية.
ومن أجل التحضير لهذا المؤتمر أدعو إلى أن تقوم جمهرة من العالمات والعلماء والمثقفات والمثقفين بإعداد بيان يدعو إلى ممارسة الحرية الأكاديمية وحرية الأساتذة في التعليم وحمايتهم من عنت القوى السياسية المختلفة التي تسمح لنفسها بالتدخل في شؤون الجامعات والمناهج وتسعى إلى ما يسمى "بتطهير الجامعات وغسل الأدمغة!". وأقترح أن يقوم الأستاذ الدكتور محمد الربيعي, وهو من المهتمين بهذا الحقل, بإعداد مسودة البيان الذي يوجه نحو الداخل والخارج ليساهم في الدعوة إلى تشكيل سدٍ منيعٍ في مواجه التيار الغيبي الذي يحاول دفن الحرية الأكاديمية وتغييب الأساتذة والمثقفين الديمقراطيين والعلمانيين.
علينا أن ندرك بأن الخطر داهم ولا يجوز لنا تضييع الوقت في الحوار فقط, بل يفترض أن نتوجه صوب العمل لمواجهة المحنة الجديدة, إذ أخشى أن ندخل في المرحلة التي يبدأ البعض من العراقيات والعراقيين بالترحم على من سبق الوضع الراهن رغم كل الجرائم البشعة التي ارتكبتها النظم القومية اليمينية السابقة, وخاصة الأخير إزاء العلم والعلماء وإزاء الحرية الأكاديمية والحرية الشخصية.
وتبدو لي إمكانية التعاون من أجل الدعوة إلى عقد مؤتمر تمهيدي في الخارج, حيث نمتلك حرية أوسع مما يتمتع به أحبتنا وأخوتنا في العراق حالياً.
علينا أن نكثر مكن نشرنا للكثير من المعلومات المتوفرة عن الواقع الجامعي في العراق وعن التجاوزات المتواصلة التي يتعرض لها الأساتذة أو الطالبات والطلبة بشكل عام من قبل تلك القوى التي تمارس الإكراه والتهديد أو حتى الضرب والإهانة والقتل.
15/2/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى طلبة وزملاء وأصدقاء الراحل العالم الجليل الأستاذ إب ...
- ما الطريق لحماية وتطوير العلاقات الإنسانية بين أوروبا والعال ...
- هل من مشكلة بين الدانمرك والعالم العربي والإسلامي؟
- هل من محنة جديدة تواجه الكِتاب والكاتب في العراق؟
- هل من تعقيدات في الموقف الدولي من مساعي إيران النووية؟
- رسالة مفتوحة إلى لجنة اجتثاث البعث!
- مسرحية بائسة ينظمها اتحاد المحامين العرب في دمشق!
- التحالف الإيراني السوري إلى أين؟
- حكومة الوحدة الوطنية والديمقراطية هما الطريق لمواجهة تحديات ...
- الأستاذ الصائغ ومحنة المرض والمعالجة!
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم
- هل من حراك إيجابي جديد لحل مشكلات العالم في العام 2006؟
- الأعداء يقتلون بالشعب العراقي ونحن نتخاصم؟
- هل أفقدت اعترافات خدام أعصاب حكام سوريا؟
- خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو - مأس ...
- أسئلة تثيرها عملية اختطاف وإطلاق سراح السيدة أوستهوف!
- صدام والإرهاب الجاري في العراق!
- مرة أخرى مع اختطاف المواطن السويدي العراقي الأصل شاكر الدجيل ...
- ماذا يجري في هذا العراق؟
- كيف يفترض أن تتطور العلاقات العراقية – الإيرانية؟


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأساتذة إلى آخندية؟