أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الأعداء يقتلون بالشعب العراقي ونحن نتخاصم؟















المزيد.....

الأعداء يقتلون بالشعب العراقي ونحن نتخاصم؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1422 - 2006 / 1 / 6 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اتسعت دائرة القتل بالشعب من جديد وازداد عدد المقتولين بعد أن نشرت الحكومة بأن عدد القتلى قد تقلص في عام 2005 وكأن مقتل ما يقرب من 10000 إنسان وجرح ما يقرب من هذا العدد ليس كبيراً. إن هذا العدد قليل نسبياً بالقياس إلى قتلى السنوات السابقة, ولكنه كبير جداً في كل المقاييس الإنسانية. فالولايات المتحدة الأمريكية مثلاً خاضت حربين في أفغانستان والعراق بعد مقتل ما يقرب من 2800 إنسان في الهجمات الشريرة في سبتمبر 2001, في حين لا نشعر بالخجل في أننا لم نستطع إيقاف نزيف الدم في العراق.
لم ينحصر نشاط المجرمين القتلة في بغداد بل تجاوزها إلى المدن الأخرى, ومنها كربلاء والرمادي أخيراً حيث وصلت حصيلة القتلى في الدينتين 80 إنساناً وما زيد عن ذلك من الجرحى والمعوقين. كما لم يعد يقتصر القتل العشوائي على أتباع المذهب الشيعي, بل تجاوزها إلى أعضاء في الحزب الإسلامي وإلى المواطنات والمواطنين من أتباع المذهب السني, كما أنه يشمل أتباع الديانات الأخرى والاتجاهات العلمانية, إ‘ذ أن الإرهاب موجه ضد الشعب أولاً وقبل كل شيء.
إن المشكلة الأساسية تكمن في عدد من النقاط التي يفترض أن لا نكل أو نتعب من تأكيدها, لكي نستطيع إقناع من بيده الأمر في بغداد, أن الشعب لم يعد يحتمل طريقتكم في العمل, إذ يبدو لي ما يلي:
1. إن الأمور الأمنية ما تزال بيد القوات الأجنبية, وخاصة الأمريكية, وهي الحاكم بأمره في العراق وليس غيرهم.
2. أن لا وجود لأي تنسيق عقلاني سليم بين القوات العراقية والقوات الأجنبية العاملة في العراق, وبالتالي فالثغرات بينهما كبيرة وقاتلة.
3. لا توجد خطة أمنية وسياسية واقتصادية متلازمة قائمة على نهج علمي وعقلاني في مواجهة القوات الإرهابية في العراق, وبالتالي فالنشاط الحكومي والأجنبي المناهض للإرهاب يعمل على أساس ردود فعل لما يقوم به العدو, في حين أن المهمة المركزية سياسية وأمنية واقتصادية متعددة الأوجه, ومنها التخطيط العقلاني لاكتشاف البنية التحتية لقوى الإرهاب وليس أولئك الإرهابيين أو المنفذين للعمليات الإرهابية المدفوعي الأجر فقط, سواء أكان الأجر نقداً أم مفتاحاً وموقعاً في الجنة!
4. غياب التعاون الأمني مع الدول الأوروبية والغربية عموماً التي في مقدورها أن تقدم الكثير للعراق في هذا المجال, بل هي مقتصرة على الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد خوض القتال ضد الإرهابيين في العراق وليس في أمريكا أو في أي مكان آخر من العالم, وبالتالي فهي تعمل على نفس طويل, مما يعرض المزيد من الناس العراقيين إلى الموت, في حين الناس في الولايات المتحدة الأمريكية.
5. وجود المليشيات المسلحة التي تعبث بأمن المواطنات والمواطنين وتثير النزاعات والاقتتال وتساهم بعمليات كثيرة غير منظورة ولكن عواقبها تتجسد في الفوضى والعبثية والعدمية, إنه الموت الذي حصد أخيراً 21 عراقياً, إضافة على الكثير من الجرحى, بسبب صراع بين مليشيا مقتدى الصدر وميلشيا سنية أخرى في أطراف بغداد.
6. غلواء الطائفية السياسية والاصطفاف المذهبي السياسي الذي يزيد من رمي الحطب على النار المشتعلة, وخاصة من قبل قوى الإسلام السياسي التي تريد الهيمنة على العراق والسياسة العراقية, ولو عبر تزوير الانتخابات. إضافة إلى وجود قوى إسلامية سياسية متطرفة في صفوف قوى الإسلام السياسي التي تزيد من المصائب التي يواجهها المجتمع. ولا تتجلى هذه الظاهرة في مذهب دون آخر, بل هي سائدة في قيادات وأتباع المذهبين بخلاف ما تحدث به الدكتور علي الدباغ حين اتهم, في حوار له في "الحوار المفتوح" على الفضائية "العراقية" في يوم 4/1/2006 مع الدكتور علي التميمي, أتباع القوائم السنية بأنها كانت تصعد من النغمة الطائفية وتشدد بها لصالح الحصول على أصوات لها, في حين نسى أو تناسى بقصد غير سليم الأحزاب السياسية الشيعية من ذلك. ومن كان في العراق لا تخفى عليه أساليب الغش التي مارستها القوائم المختلفة, ولكن بشكل خاص قوى الإسلام السياسي الشيعية والسنية. وكان الهدف, كما أشار إليه السيد عبد العزيز الحكيم مرة هو الوصول إلى "فوز ساحق", وهذا الفوز الساحق هو الذي يساهم, شاء الرجل أم أبى, في موت المزيد من أتباع المذهب الشيعي وعلى عموم العراق.
إن هذه الإشكاليات وغيرها تساهم بقدر كبير جداً في دعم نشاط قوى الإرهاب الدموي في العراق وتسمح لها بإيجاد قواعد جديدة فاعلة في العراق, خاصة وأن القوى الخارجية تسهل لها نشاطها في القتل والتدمير والتخريب.
إننا أمام مرحلة معقدة جداً. وعلينا أن ندرك بأن الإرهابيين الصداميين والزرقاويين وأنصار الإسلام السنة الكرد ومن لف لفهم ومن يساندهم بأي شكل كان, بدعوى مقاومة الاحتلال, يشاركون بالأساس في إطالة عمر الاحتلال في العراق, إذ أن القوات الأجنبية ستبقى في العراق إن استمر الإرهاب ولن يخلص العراق من وجود القوات الأجنبية إلا بالخلاص من الإرهابيين ومن ممارسة استخدام السلاح في الصراع السياسي في العراق.
إن أمام القوى السياسة الوطنية في العراق إيجاد لغة مشتركة وقواسم مشتركة في ما بينها وتلتقي عندها لمواجهة الوضع الراهن, لمواجهة قتل المزيد من الناس الأبرياء. إن الذين يقتلون هم من البشر, وهم خسارة كبيرة للمجتمع العراقي الذي عانى من الحروب وخسارة ما يزيد عن مليوني إنسان في ظل النظام الصدامي المخلوع وبسبب الحصار الاقتصادي الدولي, إضافة إلى قتلى الحرب الأخيرة والإرهاب المتواصل والصراع الطائفي.
إن المطلب الرئيسي يتمثل في الكف عن ممارسة السياسات الطائفية ومحاولة الهيمنة على وزارات على أساس طائفي, كما تحدث عن ذلك الدكتور الدباغ بعد أن لم يعد موجوداً في البرلمان العراقي, في حين قد دافع قبل ذاك عن السياسة التي مارسها السيد عبد العزيز الحكيم وغيره من قادة الائتلاف الشيعي, كأي رجل التزم السياسة الطائفية السياسية لفترة غير قصيرة وروج لأفكار كانت ثمارها مرة.
تتحمل الحكومة العراقية التي قادها الجعفري مسؤولية كبيرة في عدم سعيها الفعلي لحل المليشيات المسلحة, بل سمحت بدمج جماعات من فيلق بدر بوزارة الداخلية ووزارة الدفاع والشرطة التي نشأ عنها أيضاً التعذيب في أقبية وزارة الداخلية في الجادرية, أو الاعتداءات التي وقعت أثناء الحملة الانتخابية الأخيرة ومقتل العديد من البشر باسلحة هذه المليشيات أو الصراعات والنزاعات الدموية التي سوف نعيشها في مجلس البلدية في انتخابات المحافظات القادمة, إن استمرار أسلوب العمل على حاله ولم نسع إلى حل هذه المليشيات وتقديم من أجرم منهم إلى المحاكم.
وبغض النظر عن نتائج التحقيق المحلي والدولي في نتائج الانتخابات الأخيرة, فأن المهمة التي تواجه الجميع هي: إقامة حكومة وحدة وطنية تبتعد عن النهج والسلوك الطائفي السياسي, وتبتعد عن فرض الخيمة الفكرية الإسلامية السياسية على العراق كله. إن العراق موطن للعرب والكرد والتركمان والكلد آشوريين, وهو موطن للمسلمين والمسيحيين والصابئة المندائيين والأيزيديين والكاكائيين والشبكيين, وموطن للديمقراطيين واللبراليين والشيوعيين والاشتراكيين والمستقلين وغير الحزبيين, إنه ملك جميع العراقيات والعراقيين وعلى الجميع تأمين المعادلة الصعبة والصائبة لجمع جميع هؤلاء الناس في العراق. ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بالتزام مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية, ما لم نلتزم بإقامة جمهورية ديمقراطية فيدرالية تعددية, ما لم نعمل من أجل أن يكون العراق وطناً للجميع وأن يكون الدين لله, إنه الدرب الوحيد الذي سيساهم بفعالية كبيرة بوضع حدٍ للإرهاب الدموي وسيسحب البساط من تحت أقدام جميع الإرهابيين وسينشف الأرضية التي يقفون عليها. فهل نحن قادرون على ذلك أم سنبقى نتخاصم في ما بيننا, في حين يحول العدو الناس الأبرياء إلى أشلاء متناثرة على أرض بلاد السلام مستخدماً كل الأسلحة المتاحة لديه. إنه التحدي الأصعب الذي يواجه القوى السياسية العراقية في هذه المرحلة الحرجة من العراق.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أفقدت اعترافات خدام أعصاب حكام سوريا؟
- خدام المستبد الخائب يفضح نهج حكم السوري إزاء لبنان! أو - مأس ...
- أسئلة تثيرها عملية اختطاف وإطلاق سراح السيدة أوستهوف!
- صدام والإرهاب الجاري في العراق!
- مرة أخرى مع اختطاف المواطن السويدي العراقي الأصل شاكر الدجيل ...
- ماذا يجري في هذا العراق؟
- كيف يفترض أن تتطور العلاقات العراقية – الإيرانية؟
- من أجل تجديد حملة الكشف عن مصير شاكر الدجيلي
- من هم البرابرة المجرمون الذين احتلوا وأحرقوا مقر الحزب الشيو ...
- هل هناك من له مصلحة في اغتيال السيد مزهر الدليمي؟
- لنساهم جميعاً في دعم موقع الحوار المتمدن في الذكرى السنوية ل ...
- هل الأوضاع السياسية في العراق تتطلب مقاومة مسلحة؟
- ليبقى الإنسان في العراق يشكل مركز ثقل الحملة الانتخابية ونتا ...
- لنتجنب منح أصواتنا لمن يمثل الطائفية السياسية والتمييز الطائ ...
- هل من جديد في مواقف السيد السيستاني سوى كشفه موقفاً كان مكشو ...
- هل من علاقة بين الإرهاب المتفاقم في مدن غربي بغداد وهيئة علم ...
- هل من علاقة بين الإسلام السياسي والتعذيب: العراق نموذجاً؟ & ...
- أليست هناك من ضرورة لتعاون دولي لمواجهة الإرهاب في العراق؟
- الهجرة المغاربية وواقع العنصرية والعداء للأجانب في بعض بلدان ...
- هل من تكالب شرس لقوى الشر في العالمين العربي ,الإسلامي ضد شع ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - الأعداء يقتلون بالشعب العراقي ونحن نتخاصم؟