أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الأوضاع السياسية في العراق تتطلب مقاومة مسلحة؟















المزيد.....

هل الأوضاع السياسية في العراق تتطلب مقاومة مسلحة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1399 - 2005 / 12 / 14 - 11:09
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتميز الوضع في العراق بسمات التعقيد والصعوبات المتراكمة والتباين في وجهات النظر, وهي إشكاليات يمكن معالجتها بالطرق السلمية بين مكونات الشعب العراقي الفكرية والسياسية والقومية وغيرها إلا أن التعقيد الناشئ فيها ناجم عن استمرار العمليات الإرهابية الجارية في العراق, رغم التقلص الجاري في عددها بشكل عام. فهي تعطل إلى حدود بعيدة العملية السياسية المنشودة من جهة, وعملية إعمار العراق وزيادة فرص العمل وتحسين أوضاع الناس من جهة ثانية, وثير التذمر وعدم الارتياح في صفوف المجتمع وتزيد من المشاعر المتعارضة, وبشكل خاص في صفوف الناس الكادحين والمهمشين اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً الذين ما زالوا يعانون من البؤس والفاقة والحرمان. والعمليات الإرهابية تهدف إلى إشاعة الفوضى وتخريب المنشآت وتعطيل الحياة العامة والإيحاء الصارخ بعجز الدولة عن حماية المجتمع والفرد العراقي, مما يدفع بالناس لا إلى التذمر فحسب, بل وإلى مشاركة البعض في تشديد أجواء عدم الاستقرار والأمن في العراق. وعمليات الإرهاب الجارية في العراق هي التي تساهم دون أدنى ريب في تنشيط عمليات مكافحة الإرهاب من جانب القوات العراقية والأجنبية والتي تتسبب بدورها في سقوط ضحايا بريئة في مجرى المعركة الجراية ضد الإرهابيين, وهو ما يثير سخط الناس وقلقهم المشروع على حياتهم بشكل خاص.
وفي خضم العمليات الإرهابية تطرح بعض الجماعات السياسية موقفها المخالف لوجود القوات الأجنبية في العراق وضرورة انسحابها الفوري أو جدولة خروجها من العراق باعتبارها قوات محتلة غزت العراق وأسقطت النظام واحتلت العراق لتحقيق مصالحها وإستراتيجيتها.
كلنا يعرف, ما عدا أتباع النظام ومرتزقته, طبيعة النظام السياسي الفاشي الدموي الذي ساد العراق طيلة عقود, وكلنا يعرف من الذي خاض الحروب الداخلية والخارجية وتسبب في موت مئات الألاف من الناس العراقيين وهجرة الملايين, وكلنا يعرف أيضاً من كان وراء رفض الاستجابة لقرارات مجلس الأمن الدولي والتي تسببت في شن الحرب ضد النظام وإسقاطه. كما أننا نعرف أن أجندة القوى السياسية العراقية ليست مطابقة مع أجندة الولايات المتحدة ولا مع إستراتيجيتها بأي حال. ولكن ندرك أيضاً بأننا جميعاً نرفض الاحتلال أو وجود القوات الأجنبية في العراق. ونطالب بخروجه. ولكن السؤال المشروع هو كيف ومتى يمكن إنهاء وجود هذه القوات في العراق؟ هنا تتباين المواقف والآراء. ففي الوقت الذي ترى غالبية الشعب في العراق وأغلب قواه السياسية بأن الطريق يتم عبر ثلاث خطوات أساسية, وهي:
1. استكمال بناء القوات المسلحة والقدرات الدفاعية الداخلية وعلى الحدود العراقية بحيث يمكنها الدفاع عن المجتمع والفرد العراقي من العمليات الإرهابية من جانب القوى الإرهابية الداخلية والقادمة من وراء الحدود.
2. التخلص من العمليات الإرهابية وقوى الإرهاب التي لا تقتل الناس بالجملة وتعيث فساداً في العراق فحسب, بل تريد إشعال الفتنة الطائفية في العراق وعرقلة خروج القوات الأجنبية لكي تستمر المعركة ويعم عدم الاستقرار لا في العراق فحسب, بل وفي المنطقة كلها.
3. وفي مجرى هاتين العمليتين يفترض أن تتواصل مهمة إعادة إعمار العراق وتشغيل أكبر قدر ممكن من الناس العاطلين عن العمل وتحين ظروف حياتهم وعيشهم.
إن إنجاز المهمتين الأولى والثانية بأسرع وقت ممكن وإبعاد خطر حرب أهلية أو مزيد من عمليات القتل ضد المواطنات والمواطنين يسمح للدولة العراقية ومجلسها النيابي الجديد والحكومة الجديدة التي ستنتخب دستورياً وديمقراطياً مطالبة القوات الأجنبية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي باسم الشعب بجدولة خروج القوات الأجنبية خلال فترة تحدد وفق رؤية واقعية بحيث لا تستمر أكثر من ستة شهور مثلاً.
وإذا ما تم الاتفاق على هذه النقاط, فهل تبقى هناك ضرورة بالنسبة للقوى السياسية, التي لا تريد أن تحسب على قوى الإرهاب الراهنة, أن تصر على ادعائها بأنها تحمل السلاح لتقاوم الأجنبي وهي تدرك بأن من الصعوبة بمكان مقاومة الإرهاب وقواه الدموية بالقوات العسكرية العراقية الحالية لأسباب كثيرة بما في ذلك محاولة قوى البعث الصدامي وقوى الإسلام السياسي المتطرفة من أتباع بن لادن والظواهري والزرقاوي وأنصار الإسلام الكرد السيطرة على الحكم وما ينشأ عبر ذلك من حرب أهلية فعلية تحرق الأخضر واليابس في العراق الجديد وتمنع خروج القوات الأجنبية من العراق وتسقط حلم البلد الآمن والمسالم والمستقر والمزدهر؟
إننا أمام وضع جديد في العراق وعلى القوى التي تحمل السلاح تحت شعار مقاومة المحتل أن تدرك بأنها خاسرة بالطريقة التي تعمل بها ولن تحقق إلا المزيد من الدماء والدموع للمجتمع, في حين أن في مقدورها أن تلتحق بركب الغالبية العظمى من الشعب العراقي ليتسنى لها تحقيق الأهداف بما فيها خروج تلك القوات بأسرع وقت ممكن.
إن الخطر المباشر الذي يهدد الشعب العراقي هو الإرهاب المدمر للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعرقل للعملية السياسية الديمقراطية والمنشط للطائفية في البلاد. ولهذا يفترض أن تتشابك أيدينا لتقف بوجه الإرهاب أولاً, ثم نعالج الوجود الأجنبي ثانياً, وهي مهمة لن تكون صعبة بأي حال, رغم تعقيداتها, إذا أدركنا الأسلوب الأسلم في التعامل مع قضايانا.
إن الإصرار على ما يسمى بالمقاومة المسلحة من بعض العناصر التي ليس لها ارتباط سابق بحزب البعث غير مبرر وسلبي جداً, خاصة وأن الغالبية العظمى من الشعب العراقي بمكوناته القومية ترفض هذا النوع من المقاومة المسلحة, بل ترى إمكانية تحقيق ما يطمح إليه الشعب العراقي بطرق سلمية وديمقراطية وعبر التعاون مع الأمم المتحدة. إن إصرار الأحزاب السياسة الإسلامية من أتباع المذهب السني على وجود أو ممارسة النشاط العسكري الذي يحصد الناس الأبرياء وفي الوقت نفسه تساهم في الانتخابات التي تبدأ هذه الأيام أمر غير معقول ولا يعبر عن حرص ومسؤولية إزاء مصير ومستقبل الشعب وحياة بناته وأبنائه, بل ولوجها في خانة الإرهابيين التي يفترض أن لا ترتضيها لنفسها.
إن طريق العودة إلى العمل السياسي والكف عن رفع السلاح هو الطريق السليم الذي فتحه مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة وعلى من يسعى إلى الوفاق الوطني أن يلج هذا الباب بدلاً من المساهمة في قتل الأبرياء وتخريب الاقتصاد وتدمير البنية التحتية وتعطيل العملية السياسية. إن الإنسان يطمح إلى تحكيم العقل في الشأن العام وفي تلك التي تمس حياة الإنسان في العراق قبل أي مصلحة أخرى.
12/12/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبقى الإنسان في العراق يشكل مركز ثقل الحملة الانتخابية ونتا ...
- لنتجنب منح أصواتنا لمن يمثل الطائفية السياسية والتمييز الطائ ...
- هل من جديد في مواقف السيد السيستاني سوى كشفه موقفاً كان مكشو ...
- هل من علاقة بين الإرهاب المتفاقم في مدن غربي بغداد وهيئة علم ...
- هل من علاقة بين الإسلام السياسي والتعذيب: العراق نموذجاً؟ & ...
- أليست هناك من ضرورة لتعاون دولي لمواجهة الإرهاب في العراق؟
- الهجرة المغاربية وواقع العنصرية والعداء للأجانب في بعض بلدان ...
- هل من تكالب شرس لقوى الشر في العالمين العربي ,الإسلامي ضد شع ...
- ملاحظات أرجو أن تصل إلى أسماع السيد رئيس الوزراء! ما الجديد ...
- ملاحظات أرجو أن تصل إلى أسماع السيد رئيس الوزراء! ما الجديد ...
- ماذا يا سوريا بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1663؟
- ملاحظات أرجو أن تصل إلى أسماع السيد رئيس الوزراء! ما الجديد ...
- أفكار تستحق المناقشة
- الناس في العراق يطالبون بمن يعجل بحل مشكلاتهم اليومية, فهل م ...
- هل تسعى إيران إلى تفجير النزاعات في المنطقة, أم أنه الهروب إ ...
- النظام السوري ... إلى أين؟
- سوريا والمجتمع الدولي!
- لقطات سريعة من داخل محكمة طغمة صدام حسين
- هل ما كتبته عن البصرة المستباحة حقائق على أرض الواقع أم من ص ...
- نحو تحالف جديد وواسع لقوى وشخصيات التيار الوطني والديمقراطي ...


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل الأوضاع السياسية في العراق تتطلب مقاومة مسلحة؟