أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تسعى إيران إلى تفجير النزاعات في المنطقة, أم أنه الهروب إلى أمام؟















المزيد.....

هل تسعى إيران إلى تفجير النزاعات في المنطقة, أم أنه الهروب إلى أمام؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1364 - 2005 / 10 / 31 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما انتخب أحمدي نجاد رئيساً لجمهورية إيران الإسلامية توقعت, في مقال نُشر مباشرة, تفاقم الاتجاه اليميني المحافظ والمتشدد في السياسة الداخلية والخارجية الإيرانية. ولمعرفة الأسباب الكامنة وراء ذلك علينا الولوج في الواقع الإيراني الراهن ودراسته. فإيران تعيش اليوم في واقع يمكن تلخيصه بما يلي:
1. غياب حقيقي للحرية الفردية والحياة الديمقراطية وتجاوز فظ على حقوق الإنسان,
2. حرمان السكان من القوميات الأخرى غير الفارسية كالكرد والترك والبلوش من ممارسة حقوقهم القومية المشروعة والعادلة.
3. هيمنة أجهزة الأمن والحرس الثوري على الحياة السياسية والاقتصادية والتدخل في شؤون الأفراد والعوائل, وممارسة الإرهاب الفكري والسياسي على الناس, كما أن السجون مليئة بأصحاب الفكر الآخر ومعارضي النظام وسياساته.
4. حرمان المرأة وأتباع الأديان الأخرى من ممارسة حقوقهم المشروعة والعمل من أجل تغيير أديان ومذاهب غير المسلمين وغير الشيعة وفق رغبة الحكومة والمذهب الرسمي للدولة.
5. معاناة المجتمع, وخاصة الفئات الكادحة والفقيرة, من أزمة اقتصادية متفاقمة تأخذ اليوم بخناق الناس والاقتصاد الوطني. وتتجلى بوضوح في ارتفاع نسبة البطالة بين السكان القادرين على العمل, والتي تبلغ رسمياً بحدود 11,2% من مجموع القوى القادرة على العمل, في حين أنها تتجاوز نسبتها الـ 25 % من مجموع القوى العاملة, دع عنك البطالة المقنعة المنتشرة في أجهزة الدولة والريف والمدينة, إضافة إلى نسب التضخم العالية في الاقتصاد الإيراني.
6. وتشير الأوضاع الاقتصادية في إيران إلى اتساع ظاهرة الفقر وتنامي الفجوة في الدخل السنوي بين الغالبية العظمى من السكان, وخاصة الفقراء منهم وبين الأغنياء, وهو ما يزيد من مظاهر التوتر والصراع الاجتماعية.
7. ورغم ارتفاع صادرات النفط الإيراني وارتفاع أسعاره, فأن ميزانية الدولة تعاني من نقص ومن مصروفات متزايدة تفوق إمكانيات إيران الفعلية, وخاصة على المجالات العسكرية وعلى دعم الإرهاب في مناطق مختلفة من العالم.
8. وتشير مصروفات الدولة الرسمية إلى توجيه المليارات من الموارد المالية النفطية سنوياً إلى الميزانية العسكرية, وخاصة لأغراض التسلح وتطوير الصناعات العسكرية والسعي لامتلاك الأسلحة النووية, وهي تستنزف جزءاً مهماً من إيرادات النفط المالية.
9. تنامي ظاهرة الفساد الوظيفي والمالي, وخاصة بين المعممين وكبار موظفي الدولة, وهو الآن يتحول إلى نظام ساري المفعول في الحياة الاقتصادية والتجارية الإيرانية.
10. وتتفشى في إيران تجارة وتعاطي المخدرات على نطاق واسع, وهي مرتبطة بمعاناة الناس من الأزمة الاجتماعية المتفاقمة والكبت والحرمان. ويمكن للاعتقالات الجارية لمهربي المخدرات على الحدود العراقية الإيرانية أو العراقية الكويتية أن تقدم الدليل على ذلك.
11. ساهمت كل هذه العوامل وما تزال, إضافة إلى تفاقم ظاهرة تدخل الأمن والحرس لثوري الإيراني في شؤون الإنسان والعائلة, في تشديد الصراعات بين قوى المعارضة السياسية من جهة, والقوى الحاكمة وأجهزتها القمعية من جهة أخرى. ويمكن أن تجر إلى نزاعات غير قليلة في الفترة القادمة, وخاصة في الموقف من القوميات الأخرى وحقوقها المشروعة. ونتيجة ذلك ازدادت التنظيمات السياسية السرية التي تعمل ضد النظام وتسعى إلى التخلص منه.
إن المصاعب التي تواجه إيران داخلياً, وعلاقاتها المتوترة مع دول الخليج بسبب الجزر العربية الثلاث, وتدخلها الفظ والشرير في شؤون العراق الداخلية, وتوتر علاقاتها مع الدول الغربية والأمم المتحدة بسبب نشاطها وجهودها لإنتاج السلاح النووي, وخشيتها من تصفية ميليشيا حزب الله في لبنان والضعف البادي على حليفها العربي, سوريا, كلها أساب تدفع بإيران لأن تمارس سياسة "الهجوم باعتبارها خير وسيلة للدفاع", أو أنها تحاول الهروب إلى أمام باتجاه ترك المصاعب خلفها, أو توجيه أنظار الناس وجهة خاطئة مثل طرح موضوع قديم جديد هو شعار "إزالة إسرائيل من الخارطة". ولكن علينا طرح السؤال التالي: ما هو المقصود من وراء طرح هذا الشعار في هذه الفترة, بعد أن كفت عن ترديده سنوات مضتو علماً بأن إيران تدرك تماماً بأن هذا الشعار ليس سوى الوهم ذاته ولا يمت إلى الواقع الإقليمي والدولي بصلة؟
أعتقد جازماً بأن رئيس جمهورية إيران يسعى من وراء هذا الشعار إلى تحقيق عدد من المسائل, ومنها:
• توجيه أنظار الناس في إيران وإشغالهم بمشكلة فلسطين وإسرائيل بهدف إبعادهم عن المشكلات الداخلية العميقة التي يعاني منها البشر هناك. وهي سياسة مارسها صدام حسين قبل ذاك أيضاً.
• تعبئة المسلمين والعرب في أنحاء العالم خلف شعار عاطفي لا علاقة له بالعقل والواقع من أجل مساعدة إيران في صراعها في المنطقة والعالم ومن أجل توجيه الأنظار إلى هذا الصراع بدلاً من الصراعات الحقيقية التي يفترض في إيران إيجاد الحلول العملية لها.
• إعاقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة أحمد قريع عن مواصلة المسيرة السلمية لحل القضية الفلسطينية, ودفع المنظمات الإسلامية السياسية المتطرفة إلى توتير الأجواء بعمليات عسكرية لا طائل منها ولا تنفع سوى تأخير الحل وزيادة الخسائر البشرية والتدمير وخسارة المزيد من الأرض الفلسطينية لصالح إسرائيل.
• محاولة الضرب على وتر صراع الحضارات بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي, وهو أمر بالغ الخطورة وله نتائج سلبية.
• وفي هذا هدف أخر داخلي يريد دفع الناس من غير المسلمين إلى ترك إيران, إذ أن الصراع مع الغرب المسيحي يقود السياسة الإيرانية بدفع بالناس إلى إيذاء غير المسلمين باعتبارهم الطابور الخامس في صفوف المسلمين, تماماً كما فعل صدام بالكرد الفيلية والشيعة العرب في فترة الحرب مع إيران
• ويبدو لي بأن إيران عادت من جديد لتعمل بالسياسة الخمينية الداعية إلى تصدير "الثورة الإيرانية الشيعية" من خلال ما تعتقده نجاحاً لها في العراق وتشكيل محور إيراني – عراقي – سوري لهذا الغرض, خاصة وأن العرش الجمهوري الوراثي لبشار الأسد في سوريا بدأ يهتز من تحته بقوة شديدة.
يدرك رئيس جمهورية إيران, والمحافظين المتشددين الذين أوصلوه إلى السلطة, بأن الشعار الذي طرحه حول "مسح إسرائيل من الخارطة" غير قابل للتحقيق, وأنه مطروح للمزايدة والاستهلاك العربي والإسلامي واللعب على عواطف الناس, ولكن لكل ذلك عواقب خطيرة أولاً, ثم تؤكد بأن إيران تسعى حقاً لامتلاك السلاح النووي لأنها تريد استخدامه ضد إسرائيل ثانياً, كما يمكن استخدامه في صراعها ضد العرب إن اقتضت الضرورة أيضاً. ويمكن لهذه الوجهة أن تساعد إسرائيل على رفض البحث أصلاً في موضوع نزع إسرائيل لأسلحتها النووية وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي.
إن الهروب إلى أمام لن ينفع إيران كثيراً وسيعود عليها بالمزيد من المشكلات, رغم تصورها بأنها ستساعدها, وقد أثارت بتلك التصريحات ضجة دولية اضطر وزير خارجيتها على التراجع. لقد كان الهدف بائساً وسيئاً من رئيس دولة كان عليه أن يحترم شعبه والشعوب العربية والإسلامية بدلاً من اللجوء إلى خداع الجماهير الإيرانية والعربية والإسلامية البائسة والفقيرة والجاهلة لتمنحه التأييد وتقف إلى جانبه ضد الولايات المتحدة وضد الأمم المتحدة والعالم. إنه التعبير الصارخ عن بؤس السياسة الإيرانية التي تستند إلى فكر إسلامي سياسي رجعي ومتخلف, وإلى سياسة مذهبية متطرفة يحصد أبناء شعبنا في جنوب ووسط العراق الكثير من عواقبها السيئة. وتؤكد أحداث منظمة "ثأر الله" الإيرانية - العراقية في البصرة والجنوب عموماً عن صحة المقال الذي كتبته بشأن التغلغل الإيراني وأهدافه الشريرة في العراق تحت عنوان "بصرة الحزينة ...بصرة المستباحة" ومناهضته للحياة الديمقراطية والحرية الفكرية والسياسية ومعاداة أتباع الديانات والمذاهب الأخرى.
إن على العقلاء من العرب أن يرفضوا هذه السياسة غير المسؤولة وأن يدينوها, لأنها تريد أن تلعب على عواطفهم فقط وتريد زرع الوهم في نفوس الناس وقيادتهم إلى طريق مسدود لا غير. لنعمل معاً من أجل فضح أسباب وأهداف وعواقب هذه السياسة.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري ... إلى أين؟
- سوريا والمجتمع الدولي!
- لقطات سريعة من داخل محكمة طغمة صدام حسين
- هل ما كتبته عن البصرة المستباحة حقائق على أرض الواقع أم من ص ...
- نحو تحالف جديد وواسع لقوى وشخصيات التيار الوطني والديمقراطي ...
- هل ما كتبه عن البصرة المستباحة حقائق على أرض الواقع أم من صن ...
- العداء للولايات المتحدة في أوروبا ومعضلة العراق مع قوى الإره ...
- ندوة في النادي الثقافي العراق ي ببرلين عرض كتاب -مقالات حول ...
- الحملة العراقية من أجل تغيير الخطاب الإعلامي الألماني في الت ...
- من أجل تدقيق العلاقة بين المرجعية الدينية الشيعية وأحزاب الإ ...
- هل تشكل الفردية الجامحة الوجه الثاني والطريق نحو الاستبداد؟
- ندوة لندن حول كركوك
- هل هناك مكافحة شاملة فعلية لقوى الإرهاب في العراق؟1&2
- هل يحرص الأخوة الكرد في ألمانيا على وحدة النضال المشترك والت ...
- البصرة الحزينة... البصرة المستباحة! 1 &2 & 3
- هل ما يجري في العراق مقاومة أم إرهاب وعدوان شرس ضد الإنسان و ...
- هل هناك من لقاء تحالفي بين الفكر الإسلامي السلفي والظلامي با ...
- ندوة حول العراق في إطار الندوة الاقتصادية الدولية الخامسة عش ...
- مقترح مشروع للحوار الديمقراطي بين أفراد وجماعات المجتمع المد ...
- حوار مع السيد مالوم أبو رغيف


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل تسعى إيران إلى تفجير النزاعات في المنطقة, أم أنه الهروب إلى أمام؟