أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كاظم حبيب - هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإرهابية في العراق؟















المزيد.....

هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإرهابية في العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 09:04
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بدأت مواقف قوى اليسار الأوروبي وبعض حركات معادة الإمبريالية وحركات السلم في دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية تتخذ رؤية قاصرة ووحيدة الجانب قبل بدء الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ضد النظام الدكتاتوري الدموي في العراق في العشرين من شهر آذار/مارت 2003 ونظمت الكثير من المظاهرات والاحتجاجات ضدها. وهي ما تزال حتى اليوم تواصل حملتها السياسية ضد الحرب وتطالب بخروج القوات الأجنبية من العراق فوراً. ففي الوقت الذي اتخذت هذه القوى موقفاً مناهضاً للحرب, وكان من حقها ذلك, ولكنها لم تتخذ في الوقت نفسه موقفاً مناهضاً للنظام الدكتاتوري الذي كان يغوص في دم الشعب العراقي, سواء عبر الحروب التي شنها ضد الشعب العراقي وضد الدول المجاورة أم بالقبور الجماعية التي انتشرت في أنحاء العراق, حيث كانت تلك القوى تعرف بها وبلغت بها كثيراًُ, أم بوجود عشرات الألوف من السجناء السياسيين في سجون ومعتقلات النظام المخلوع. ورغم البيانات والرسائل التي وجهت لهذه القوى بهدف إقناعها بضرورة المشاركة في فضح النظام العراقي ودمويته وتجاوزه الفظ على حقوق الإنسان وحقوق القوميات الأخرى, ولكي لا يفهم من ذلك أنها تؤيد سياسة النظام العراقي, فإنها رفضت ذلك ووجهت جام غضبها على الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها عدوة الشعوب والسلام والتقدم الأولى في العالم. ومع إدراكي لخلفية واستراتيجية الحرب ضد العراق من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ورفضي للحرب في حينها باعتبارها تزيد الوضع تعقيداً, إلا أني لم استطع هضم موقف قوى اليسار الأوروبي والقوى المعادية للإمبريالية وحركات السلام من النظام العراقي وإصرارها غير العقلاني في رفض إدانة النظام الاستبدادي, إذ كان في مقدورها رفض الحرب من جهة, والمطالبة بدعم نضال الشعب العراقي ضد إرهاب سلطة البعث وصدام حسين من جهة أخرى, وهو الذي لم تفعله وجعلت قوى المعارضة العراقية بشكل عام والشعب العراقي في غالبيته يرفضون مواقفها ولا يفهمون أسباب عنادها وإصرارها على ذلك الموقف, وبالتالي بدا الحوار بين القوى الديمقراطية واليسارية العراقية وقوى اليسار الأوروبي ومناهضي الإمبريالية وحركات السلام أشبه بحوار الطرشان الذي لا يصل إلى أي نتيجة مفيدة.
ومنذ سقوط النظام تمارس قوى اليسار الأوروبي والقوى المناهضة للإمبريالية وحركات السلام ثلاث عمليات في آن واحد:
• الاستمرار في التظاهر ضد الحرب والمطالبة بخروج القوات الأجنبية من العراق دون الأخذ بالاعتبار موقف الشعب العراقي في غالبية والقوى التي في الحكم حالياً التي ترى ضرورة إنجاز تشكيلات الجيش والشرطة والأمن العراقية قبل أن تطلب من تلك القوى مغادرة العراق بسبب احتمال نشوب حرب أهلية غير مبررة أصلاً.
• الاستمرار في تأييد قوى الإرهاب الدموي في العراق دون استثناء وتأييد عملياتها الإرهابية التي تؤدي إلى قتل العشرات من العراقيات والعراقيين والأطفال يومياً وتخريب امزيد من المنشآت الاقتصادية ومشاريع الخدمات العامة باعتبارها أعمالاً تقوم بها قوى المقاومة العراقية, وهي تعقد الآن التحالفات مع القوى البعثية الصدامية والقومية القومية التي ساندت صدام حسين وكذلك قوى الإسلام السياسي في الخارج دون أن تسميها بالاسم وتجمع التبرعات لما يسمى بالمقاومة, وتدعوها لإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات في المدن الأوروبية المختلفة.
• ترفض تقديم الدعم للشعب العراقي في نضاله ضد الإرهاب وقوى الإرهاب التي مرت سنوات طويلة جباه الشعب العراقي بالتراب والتي ما تزال تريد افتعال حرب طائفية بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة في العراق. كما ترفض إدانة تلك الأعمال الإجرامية التي تقوم بها تلك العصابات ضد المواطنات والمواطنين العراقيين مباشرة.
بهذه الذهنية والسياسية المهووسة بالعداء للولايات المتحدة دون تمييز بين القضايا المختلفة تلتقي هذه القوى بشكل مفضوح وفضائحي مع قوى اليمين المتطرف التي أيدت صدام حسين قبل وأثناء وبعد الحرب وتساهم معها في تنظيم المظاهرات والفعاليات المختلفة لتصب بذلك الزيت على النار المشتعلة في العراق وتشوه حقائق الوضع وتخدع شعوبها بتسميتها الإرهابيين بقوى النضال والمقاومة ضد المحتلين.
إن الاتجاهات اليمينية التي ميزت سياسات حكومات الدول الأوروبية منذ ما يقرب من ربع قرن, كانت قد وصلت إلى قوى اليسار الأوروبي والقوى المناهضة للإمبريالية وحركات السلم التي كانت ترتبط بالاتحاد السوفييتي مباشرة, وهي آخذة بالتفاقم في مجال السياسة الدولية وفي الموقف من القضايا الاجتماعية, إذ أنها لا تمتلك حتى الآن برنامجاً اجتماعياً تواجه به الوضع في الاتحاد الأوروبي وتتصدى للهجمة الشرسة التي تمارسها قوى وسياسات العولمية, وليست العملية العولمية الموضوعية, على المكاسب الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية التي حققتها الشعوب الأوروبية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى الآن.
إن موقف قوى اليسار الدولي الذي يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لها أجندتها الخاصة حين شنت الحرب ضد النظام العراقي لا يختلف عليه اثنان, ولكن الاختلاف يبرز في نقاط ثلاث, وهي:
• لماذا لم تتخذ غالبية قوى اليسار في العالم الموقف السليم والمناسب إزاء النظام الدكتاتوري في العراق ولماذا ساندت وجوده في وقت كان الشعب العراقي يئن تحت وطأة الإرهاب, ومنه قوى اليسار الديمقراطي العراقي أيضاً.
• ولماذا لا تريد رؤية الجرائم البشعة التي ترتكبها قوى الإرهاب العالمي المتمثلة حالياً بتنظيمات القاعدة التابعة لبن لادن والظواهري والزرقاوي, وقوى الإرهاب المحلي المتمثلة بقوى الدكتاتور المخلوع صدام حسين ورهطه, وتعتبرهم يمثلون الحكم الشرعي وتدعم نشاطهم بحجة أنهم يقاومن الاحتلال والاستعمار الأمريكي-البريطاني.
• ولماذا تعجز عن قراءة الواقع الرهن في العراق وموازين القوى واتجاهات تطور الأحداث ولا تريد أن تستمع لقوى اليسار الديمقراطي العراقي التي من حقها وواجبها التعبير عن مواقفها التي تمس العراق وليس من حق الآخرين التعالي ورفض مواقف اليسار المحلي من حيث المبدأ.
واليوم تقوم هذه القوى السياسية بتنظيم جولات أوروبية لعراقيات وعراقيين من أتباع النظام الدكتاتوري ومن مؤيدي نظامه من القوميين اليمينيين العرب للدعاية المضادة لقوى الشعب العراقي والدفاع عن أعمال الإرهاب في العراق.
إن من واجب القوى السياسية العراقية في الداخل والخارج أن تقوم بشن حملة فكرية وسياسية واسعة لتبيان حقيقة الأوضاع في العراق وعقد اللقاءات والندوات لشرح الإشكاليات القائمة وطبيعة القوى المشاركة في العمليات الإرهابية وتوجيه الرسائل إلى تلك القوى التي تدعي النضال في سبيل السلام ونشر الاستقرار في العراق والشرق الأوسط, في أن تأييدها لقوى الإرهاب في العراق بحجة مقاومة الاحتلال ينسف أسس الأمن والاستقرار والسلام في العراق والمنطقة ويشجع قوى الإرهاب على التمادي في نشاطاتها العدوانية ضد الشعب العراقي وضد مصالحه الحيوية وتسريع خروج القوات الأجنبية من العراق.
آذار/ مارت 2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفية المقيتة تهيمن على لغة المليشيات المسلحة في العراق!
- الرفاق والأصدقاء الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية ...
- ما هو الموقف الصائب من المصالح الإيرانية في العراق؟
- من يساهم أيضاً في إشاعة الفوضى ونسف بنود الدستور والقانون في ...
- الفراغ السياسي الراهن وعمليات القتل الجماعي في العراق
- من المستفيد من الفوضى السائدة وسيل الدماء في العراق؟
- من يفترض أن ينهض بعملية التنوير والتحديث الديني والاجتماعي ف ...
- أليس هناك من يحمي حياة مواطنينا من الصابئة المندائيين من مخا ...
- هل يستخدم الإرهابيون الصراع الطائفي لصالحهم في العراق؟
- أتباع السيد مقتدى الصدر وسماحة القائد!
- من تاريخ التمييز إزاء المرأة في العراق
- هل من مناورات جديدة للمتهمين ولمحامي الدفاع في محاكمة الطغمة ...
- محاكم الدكتاتور اللاشرعية, والدكتاتور أمام محكمة شرعية!
- هل من مخطط إيراني جديد للتدخل شي شؤون العراق الداخلية؟
- أيها السياسيون في العراق:عجلوا بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية, ...
- الإرهابيون المجرمون يحاولون تفجير فتنة طائفية في العراق! لتش ...
- الرأي الآخر: هل قيام حكومة وحدة وطنية هو السبيل المناسب لموا ...
- ما هي المهمات التي ستواجه حكومة الجعفري القادمة؟
- الرأي الآخر: هل يختلف العرب وغيرهم عن الكرد في الموقف من الع ...
- هل يجري العمل حقاً من أجل تحويل الجامعات إلى حسينيات والأسات ...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - كاظم حبيب - هل من رؤية قاصرة لدى قوى اليسار الأوروبي إزاء التنظيمات الإرهابية في العراق؟