أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟















المزيد.....

ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


خرجت يوم 5/5/2006 مظاهرات صاخبة في مدينة الثورة (الصدر) في بغداد محتجة على قيام الشرطة بتفتيش مكتب مقتدى الصدر في هذه المدينة الكادحة ومطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق. وكانت الغالبية العظمى من المتظاهرين من فقراء الريف المهاجرين إلى هذه المدينة والعاطلين عن العمل والكادحين الهامشيين الذين يعيشون على هامش الاقتصاد العراقي وهم في الغالب الأعم لا يتقاضون راتباً أو مساعدة من الحكومة في ما عدا الحصة الغذائية, كما لا يكسبون من عرق جبينهم بل من الأرزاق التي يوزعها مكتب الصدر على الفقراء من الناس والقادمة إليه من مصادر مختلفة. والجميع يدرك بأن السيد مقتدى الصدر متهم بالتحريض على قتل السيد عبد المجيد الخوئي بتلك الصورة المأساوية التي لا يستحقها مثل ذلك الرجل الناضج والأمين لشعبه ووطنه, كما أنه متهم بتنظيم العمليات التمردية في النجف واحتلال مرقد الأمام علي بن أبي طالب والاعتصام بالصحن الشريف وقتل الكثير من معتقليه عبر محاكم قرقوشية غير شرعية وظالمة مارسها "أبطال" جيش المهدي!
وبدلاً من أن يتظاهر هؤلاء الناس الفقراء والمعوزين, ومعهم جمهرة من رجال الدين الأتباع السيد كاظم الحائري في قم, ضد الجوع والبطالة والحرمان والإرهاب المتفشي في البلاد, وخاصة في بغداد والبصرة, ومن أجل وقف القتال العشوائي ضد بنات وأبناء الوطن من أهل السنة والجماعة والشيعة في البلاد, يتظاهرون لأن الشرطة العراقية دخلت مكتب الصدر وفتشت بعض غرفه, وكأنه البيت المقدس الذي لا يجوز ولوجه. ومن ثم رفعوا شعارات خروج القوات الأمريكية والأجنبية من البلاد, تماماً كما فعل قادة هيئة علماء المسلمين ذات الأغلبية البعثية والقومية الهوية الفكرية والسياسية اليمينية والطائفية المتطرفة. وهم بذلك يعيقون عمليات الإجهاز على الإرهاب الدموي في العراق ويساهمون, شاءوا ذلك أم أبوا, بإطالة عمر وجود القوات الأمريكية في العراق, كما يسعون إلى مساعدة إيران في الصراع الجاري مع الولايات المتحدة.
يتطلب الوضع القائم في العراق الكثير من الصراحة والشفافية والوضوح, إذ بدون ذلك سيتعزز التيار السلفي العدواني الوهابي والشيعي المتطرفين في آن واحد. إنها لمعضلة كبيرة ما يحصل في العرق في هذه الأيام. وما يزيد الطين بلة السياسة السيئة التي تمارسها إدارة البنتاغون للعمليات العسكرية في العراق وسكوتها الفعلي على التجاوزات والجرائم الفظة التي ترتكب من بعض المجندين الأمريكيين في العراق.
إن الحكومة العراقية الجديدة تواجه محاولة جادة من التيار الصدري لإحراجها ولقطع الطريق عليها لمواجهة الإرهاب من خلال تلك الفوضى التي تثيرها الجماعة الصدرية المعششة في مدينة الثورة الكادحة والشروط التي تطرحها هيئة علماء المسلمين للدخول في الحوار الوطني في هذا الشهر, كما هو متفق عليه مع الجامعة العربية.
ماذا يريد الطرفان من خروج القوات الأجنبية من العراق؟ دعونا نكون صريحين في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ العراق الحديث. إن قوى هيئة علماء المسلمين المتحالفة مع أعتى القوى الإرهابية للنظام الصدامي المخلوع من جهة, ومع جماعات من القوى الوهابية ذات المذهب الحنبلي في العراق, والذي يستند إليه الوهابيون, والتي تهيمن بشكل مطلق على حي العامرية ببغداد, وأغلبهم من السوامرة (نسبة إلى سامراء) والمناطق المحيطة بها, وكذلك بعض القوى المماثلة في بعض أحياء بغداد الأخرى حيث ينتشر فيها الإرهاب, تريد خلو الجو لها لإثارة حرب أهلية تعتقد بقدرتها على السيطرة على العاصمة بغداد وعلى العراق كله, وبالتالي يخلو لها الجو لفرض نظامها المماثل لنظام البعث ولكن بوجهة دينية أكثر تخلفا وأقل تنويراً. وهي عازمة على ذلك بكل السبل المتوفرة لها مدعومة بالتيار القومي اليميني العربي المتسم بالطائفية المقيتة.
وفي المقابل هناك التيار الصدري الشيعي الذي يسعى بدوره للهيمنة على مناطق الشيعة في العراق وإلى اكتساح مناطق السنة عندما يخلو له الجو عند خروج القوات الأجنبية ويشعل حرباً أهلية, رغم دعوته المستمرة والشكلية لوحدة الشيعة والسنة.
إن هؤلاء جميعاً ينتظرون فرصة خروج القوات الأجنبية ليعلنوها حرباً على المجتمع المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان والفيدرالية وكل ما هو خير وطيب وتقدمي في العراق. وعلينا أن نواجه هذه الحقيقة. إنهم جميعاً يريدون إقامة نظام لا يختلف قيد أنملة عن نظام طالبان في أفغانستان. وفي الوقت الذي يلتقي هؤلاء حالياً بشعار خروج القوات الأجنبية من العراق لاعتقاد كل منها بنشوء جو مناسب له, سيتناحرون في العراق وسيدخل العرب السنة والفرس الشيعة إلى العراق ليعمقوا الصراع والنزاع المذهبي في البلاد. وإذا كان عدد القتلى الآن بحدود 50 قتيلاً يومياً وضعف هذا العدد من الجرحى والمعوقين, فسيرتفع عدد الموتى إلى المئات يومياً والجرحى والمعوقين إلى الآلاف, وسينتهي القتال بنشوء دكتاتورية مقيتة شيعية كانت أم سنية على طراز أفغانستان السنية الوهابية المتطرفة أو الشيعية الإيرانية الحاكمة والمتطرفة.
إنالشعب العراقي يوجه اليوم معضلة خطيرة, وعلينا جميعاً أن نفكر بجدية للإجابة عن السؤال التالي: على أي القضايا الفكرية والسياسية تلتقي هذه القوى المذهبية السياسية, الشيعية منها والسنية؟
إنها تلتقي وتتفق على ما يلي:
1. رفض المجتمع المدني والديمقراطية التي تسمى غربية ورفض مبادئ لائحة حقوق الإنسان.
2. إقامة دولة إسلامية تستند إلى الشريعة, إما السنية وإما الشيعية, وبالاتجاه الأكثر تطرفاً لكليهما. أي إقامة دولة دينية متطرفة وموغلة بالتخلف والرجعية وعدم التنوير.
3. رفض الحكم الفيدرالي في كردستان وعدم الاعتراف بالحقوق القومية للكرد في كل الأحوال.
4. رفض الحقوق القومية للقوميات الأخرى والحقوق الدينية للأديان الأخرى وممارسة "سياسة التطهير العرقي والديني والمذهبي" بشكل شرس ومتباين الاتجاه من الناحية المذهبية السياسية.
5. رفض الفكر والاتجاه السياسي الآخر والتخلص من أصحابه بمختلف السبل بما في ذلك القتل والسجن والتعذيب على طريقة المختار أو على طريقة طالبان وبن لادن والزرقاوي, أو تشريد الناس باتجاه الدول الأخرى.
6. رفض جميع الفنون والرياضة والموسيقى والغناء والرقص الشعبي وكل ما يبهج القلب ويشرح النفس, وهم يسعون إلى إدخال المجتمع في أجواء الظلمات وفي حالة أسوأ من حالة القرون الوسطى الأوروبية.
إن النظام الذي سيقيمونه سيكون أسوأ عشرات المرات من النظام الصدامي المجرم, وسيترحم الناس على ذلك النظام الاستبدادي المسؤول عن موت ما يقرب من مليوني إنسان وتهجير ما يزيد عن ثلاثة ملايين إنسان عراقي من مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والسياسية. فلنتصور كيف ستكون الحالة حين يترحم الناس على نظام دموي مجرم مثل نظام صدام حسين الذي يحاكم بأجواء مأساوية يعيشها العراق حالياً.
يصعب علينا اليوم مخاطبة العقل مباشرة ما دامت العاطفة وخواء البطن والجهل والتجهيل والعنف هي الثقافة السائدة في البلاد. هذه الحقيقة التي يفترض أن نفهمها ونتحرى عن سبل لتغيير هذه الحالة التي تسببت بها الحرب وأساليب القوات الأجنبية وبؤس حركة ونشاط وأساليب عمل الكثير من قوى المعارضة العراقية السابقة.
علينا أن نناضل لكي لا تقع الحكومة الجديدة تحت ضغط وهيمنة المتطرفين من القوى الإسلامية السياسية, سواء أكانت شيعية أم سنية, بل أن تكون حكومة معتدلة تنفذ مبادئ الدستور وتلتزم بالاتفاقات التي تمت حتى الآن وتمارس النضال ضد الإرهاب وتنهي وجود المليشيات الفاعلة في الحياة الأمنية العراقية باتجاه تغييب الأمن والطمأنينة والاستقرار في نفوس الناس.
الجميع يتحمل مسؤولية إنقاذ العراق من قوى الإرهاب الإسلامية السياسية المتطرفة والقوى البعثية وكل الذين يريدون تقويض العراق والوجهة الديمقراطية المنشودة لتطور المجتمع اللاحق. لنعمل من أجل إيقاف التدهور في الوضع الأمني الراهن, لنعمل من أجل إيقاف التدخل الإيراني والعربي المتواصل في شؤون العراق الداخلية ودعم الإرهابيين بمختلف السبل, لنعمل من أجل خلاص الشعب من اضطهاد جمهرة من رجال الدين الذين يتحركون باتجاه يخالف مصالح المجتمع وحقوقه الأساسية.
6/6/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟
- النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في ا ...
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟