أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟















المزيد.....

ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1571 - 2006 / 6 / 4 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


رؤية حوارية
لم تكف بعض الصحف الخليجية والعربية عن إثارة الغبار حول مواقف الشعب الكردي والمسؤولين في إقليم كردستان العراق إزاء العديد من المسائل التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بإسرائيل بعد أن عجزوا عن البرهنة على أن الشعب الكردي بفيدراليته سائر نحو الانفصال. كلنا يعرف بأن هناك بعض المسائل التي تثير حفيظة بعض القوى السياسية العراقية والعربية الشوفينية, وكذلك بعض القوى الإسلامية السياسية الكردية, ومن بينها قضية إسرائيل. وفي الآونة الأخيرة نظمت ضجة مفتعلة حول تصريحات أدلى بها السيد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول الموقف من إسرائيل ومن العلاقات العراقية - الإسرائيلية أو العلاقات الكردية - الإسرائيلية.
من تابع تلك التصريحات واستمع لها بعناية وبعيداً عن أي تحيز سيتأكد دون أدنى ريب أن السيد مسعود بارزاني لم يطرح موقفاً خاطئاً, بل كان موقفه سليماً وصادقاً من وجهة نظري لعدة أسباب جوهرية, يمكن الإشارة على بعضها فيما يلي:
• أن تصريحاته جاءت بناء على ادعاء بوجود علاقات دبلوماسية بين إقليم كردستان وإسرائيل أو حتى وجود علاقات اقتصادية بينهما.
• أن إسرائيل دولة كاملة العضوية في هيئة الأمم المتحدة وإحدى دول الشرق الأوسط المتقدمة اقتصادياً وعلمياً, وليس هناك من حيث المبدأ ما يمنع إقامة علاقات دبلوماسية معها.
• وأن العديد من الدول العربية تقيم علاقات دبلوماسية أو اقتصادية أو ثقافية أو كلها معاً مع إسرائيل منذ عقود, ومنها مصر والأردن وقطر والمغرب وغيرها, إضافة إلى الكثير من الدول الإسلامية, دع عنك أن غالبية دول العالم لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
• وأن من حق العراق أن يعترف بإسرائيل وأن يقيم علاقات دبلوماسية معها. وهذا الأمر يرتبط بمجلس النواب العراقي, ومتى وكيف سيتخذ مثل هذا القرار.
• وأن السيد مسعود بارزاني قال بصواب ووضوح تام بأن إقليم كردستان لم يقم حتى الآن علاقات دبلوماسية مع إسرائيل, ولكن في حالة إقامة مثل هذه العلاقات من جانب الحكومة العراقية, فمن حق إقليم كردستان أن يقيم مثل هذه العلاقات أيضاً, وهي مسألة منطقية وطبيعية, ولم يخرج السيد رئيس الإقليم عن المألوف أو عن القواعد العامة في هذا الصدد.
أين أذن المشكلة التي يثير حولها هؤلاء السادة الضجة في الصحف العربية في الخليج أو في غير الخليج؟ من يعرف موقف الشعب الكردي إزاء هذه القضية يمكن أن يقول بصراحة "أن العربية الفارغة كثيرة الجعجعة!
الإشكالية التي تثار على كردستان ليست فقط من جانب القوى الإسلامية السياسية المتطرفة أو المعتدلة بصدد إسرائيل, بل تثار من قوى قومية عربية شوفينية أيضاً, تدعي يومياً في صحافتها بأن كردستان مليئة بالإسرائيليين, (يمكن للقارئة والقارئ أن يرجع إلى بعض الصحف الخليجية, على سبيل المثال لا الحصر أو بعض المواقع الإلكترونية ليعثر على الكثير من هذه الادعاءات الباطلة), أو أن الإسرائيليين اشتروا وتملكوا الكثير من الدور السكنية والعقارات, وأن هناك شركات إسرائيلية تعمل في كردستان..الخ. وكلها زور وبهتان في محاولة من تلك القوى الإعلامية توتير الأجواء لأنها لا تستطيع أن ترى الشعب الكردي يتمتع بفيدراليته وأن له رئيساً ومجلساً للنواب وحكومة وحدة وطنية و...الخ. ولا يمكن للإنسان أن يقول لهؤلاء غير "موتوا بغيظكم" أيها الشوفينيون العرب". ومن الغريب أن الذين يتباكون على هذه المسألة, يرون بأم عيونهم كيف تتطور العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وتبادل الزيارات والوفود بين بعض الدول العربية وإسرائيل ولكنهم صامتون كأبي الهول.
يعرف الجميع, وأنا منهم, بأن سياسة إسرائيل ما تزال عدوانية إزاء الشعب الفلسطيني, وما تزال تمارس العقاب الجماعي ضد المجتمع, وما تزال تحتل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967. وعلينا نحن في العراق أن نستمر بدعم النضال الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس. ولكن أتفق في الوقت نفسه مع منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس محمود عباس (ابو مازن) بدعوة الحكومة الفلسطينية الجديدة المكونة من حماس بضرورة الاعتراف بإسرائيل واختيار العمل السياسي والموافقة على الاتفاقيات التي عقدتها من أجل حل القضية بوجود دولتين مستقلتين على الأرضي الفلسطينية السابقة والكف عن المطالبة بإنهاء وجود إسرائيل, إذ أن وجود مثل هذا الشعار الذي تحمله حماس والجهاد وبعض القوى القومية لن يحل المشكلة الفلسطينية, بل يزيدها تعقيداً ويخسر الشعب الفلسطيني المزيد من الأراضي الفلسطينية وتتقلص مساحة خارطته بعد أن أصبحت الآن وما يطالب به أقل من 22 %, أي أقل من نصف ما كانت عليه في وقت صدور قرار مجلس الأمن بتقسيم فلسطين. إن من يحمل صخرة كبيرة أيها السادة الكرام, لا يفكر بأي حال برميها, إذ أنها سوف لن تصل المقصود إن لم تسقط وتهشم أصابع قدميه. وعلينا أن نعي أهمية وحقيقة هذه الحكمة القديمة.
إن الضجة الراهنة ضد تصريحات السيد مسعود بارزاني مفتعلة ولا تصمد أمام الواقع المحلي والإقليمي والدولي ولا مع الحقائق على أرض الواقع. وسرعان ما تتبخر هذه الحملة, رغم أن مروجيها يريدون أن تبقى في ذاكرة الناس طويلاً لتكون أداة بيدهم ضد الشعب الكردي, كما هو حال كل الشوفينيين العرب ومدعي تحرير فلسطين من الإسلاميين السياسيين الذين لا يعالجون المسألة, بل يمارسون سياسة غير عقلانية وغير عملية ومعرقلة لجهود السلام, وهي التي تساعد إسرائيل في التهرب من الحل المشترك للقضية الفلسطينية والسعي المنفرد لفرض حلولها الخاصة وغير المنصفة على الشعب الفلسطيني.
إننا في الواقع أمام ازدواجية غريبة في شخصية هؤلاء الكتاب ومن يقف خلفهم. فهم يقيمون أفضل العلاقات مع إسرائيل وتدعى للمشاركة في مؤتمراتهم ويقيمون العلاقات الاقتصادية والثقافية معها بصيغ مختلفة, وكنهم يرفضون أن تمارس دول أخرى مثل تلك العلاقات, بل لا يريدون أن يستمعوا على تصريحات طبيعية من مسؤول كردي وعراقي في آن, وعلينا أن نهمل أولئك الذين يكيلون الأمور بمكيالين أو يتحدثون عن مناخين على سطح واحد, كما يقول المثل الكردي.
ومن تابع قناة الجزيرة يوم 26 و27/5/2006 سيجد مصداقية ما نقول حول المواقف الشوفينية لبعض العرب العاملين في الساحة الإعلامية. فهم يتهمون السي+ رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني بأنه يرفض رفع العلم العراقي, في حين أن السيد طالباني يرفع العلم العراقي باعتباره رئيساً لجمهورية العراق, رغم قناعته بأن هذا العلم لا يمثل وحدة العراق ولا يعبر عن وحدة القوميات المختلفة في العراق وأن الدكتاتور دنس اسم الله والعلم حين استخدم دمه في كتابة اسم الله على العلم. وقال السيد مسعود بارزاني أنه مستعد أن يرفع علم الملكية أو الجمهورية الأولى على سارية كردستانية, ولكنه غير مستعد على رفع علم صدام حسين فوق سارية كردستانية, وه الدكتاتور الذي مارس العنصرية ونفذ المجازر البشرية ضد الشعب الكردي قبل وبعد الأنفال والأسلحة الكيماوية في حلبچة وأدى على استشهاد ما يقرب من ربع مليون كردي خلال فترة حكم البعث الدموية. والسيد رئيس الإقليم محق في هذا الموقف تماماً, وقد كتبت مقالاً بهذا الصدد. وقال السيد مسعود بارزاني ما معناه عند الاتفاق على علم جديد للعراق وينجز هذا العلم بحيث يعبر عن مكونات الشعب العراقي القومية سيرفرف هذا العلم ثانية في سماء كردستان.
نأمل أن يكف هؤلاء المشوشون على إثارة المشكلات في الوسط العراقي, ونأمل أن يهملهم الشعب العراقي ويواصل المسيرة السلمية للخلاص من الإرهاب و إنجاز مهماته الجديدة.
30/5/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...
- الفرق بين الصدرين كالبعد بين السماء والأرض!
- جولة استطلاعية في ضيافة قناة عشتار الفضائية في عنكاوة
- الأخ الفاضل السيد نيجرفان بارزاني, رئيس وزراء إقليم كردستان ...
- الإرهاب الطائفي السياسي في العراق إلى أين!
- أربيل ولقاء أسبوع المدى الثقافي العراق!
- التجمع العربي لنصرة القضية الكردية ومهماته الفعلية؟
- النقد البناء سبيلنا لتطوير العملية السلمية والديمقراطية في ا ...
- واجب الجميع التوقف عن تصعيد الصراع الطائفي في العراق!
- لا ولن يكون الاحتلال في العراق نهاية التاريخ!
- في الذكرى السنوية لسقوط النظام الاستبدادي سقط النظام وسيسقط ...
- شخصيتان عراقيتان ستحملان للعراقيات والعراقيين المزيد من الأح ...
- هل من مشكلات فعلي للجاليات العربية والإسلامية في دول الاتحاد ...
- كلمة حق يراد بها باطل! (أو) صدام حسين ودموع التماسيح على أحد ...
- بيان عن التجمع العربي لنصرة القضية الكردية وهيئة الدفاع عن أ ...
- الدكتاتور صدام حسين ومجازر حلبچة والأنفال!
- هل من مغزى واقعي وإيجابي للعراق من اجتماعات جامعة الدول العر ...


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟