حوار مع الدكتور وليد سرحان أجرى الحوار هناء عبيد

هناء عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 15:00
المحور: مقابلات و حوارات
    

كما أنّ الجسد يعاني من أمراض فإنّ النّفس تعاني من أمراض أيضًا قد لا نستطيع شرح أعراضها، حيث ضيق الرّوح والتّشاؤم وفقدان الرّغبة في مواصلة الأعمال، وقد تصل بعض هذه الأمراض النفسيّة إلى دفع بعض المصابين بها إلى الانتحار لا قدّر الله، وبما
أنّنا نعيش ضغوطات وقلق يوميّ بسبب وتيرة الحياة الّتي ازدادت تعقيداتها، بدأت تظهر الأمراض النفسيّة بنسبة أعلى، لكن للأسف قلّة من يدركون بأنّ الحلّ والمعافاة تكمن في زيارة الطّبيب النّفسيّ.
حتّى تتّضح الصّورة بشكل أكبر، كان هذا الحوار مع الدّكتور وليد سرحان مستشار الطّبّ النّفسيّ بالأردن ليعطينا الفكرة الأوضح عن الموضوع.

متى يستطيع الشّخص المريض معرفة أنّ معاناته تحتاج إلى زيارة الطّبيب النّفسيّ ؟

المعيار للمعاناة التي تتطلّب استشارة الطّبيب النّفسيّ ؛هو مدى تأثير هذه المشاعر والأفكار والسّلوك على الحياة اليوميّة والقدرة على الإنتاج والرّغبة بعمل الأشياء والاستمتاع بها.

من هي الفئة الأكثر تعرّضًا للمرض
النّفسيّ؟

كلّ الأعمار من الطّفولة للشيخوخة
معرّضة للمرض النّفسيّ بكلّ أنواعه، ولكلّ عمر هناك نوع من المرض يحدث فيه بشكل أكبر، فمثلًا الفئة العمريّة بين20-30 عام معرّضة للاكتئاب أكثر، بينما الفئة العمريّة بين و18-25 عام معرّضة للفصام بنسبة أعلى.

هل هناك علاقة بين الأحداث المأساويّة والمرض النّفسيّ ؟

الأحداث الحياتيّة الصّادمة والمأساويّة لها دور في المسبّبات المرضيّة إضافة إلى عامل الوراثة، كذلك خبرات الطّفولة والشّخصيّة وظروف الحياة.

ما هي الأسباب الّتي تمنع المريض النّفسيّ من زيارة الطّبيب النّفسيّ؟!

الخجل والتردّد في زيارة الطّبيب النّفسيّ اللذان ينبعان من جهل النّاس بطبيعة المرض والطبّ النّفسيّ ، واعتبار ذلك جنون!! كما أنّ الثّقافة الشّعبيّة العربيّة تفضّل زيارة المشعوذين على زيارة الأطبّاء النّفسيّين.

هل هناك علاقة بين نسبة عدد المرضى وعمرهم أو جنسهم؟

المرض النّفسيّ في الطّفولة يحدث بنسبة أكبر بين الأولاد، وتنعكس الآية بعد البلوغ
وهناك مرضى من كلّ الأعمار، بعض الأمراض كالاكتئاب والقلق توجد أكثر بين النّساء، بينما تزيد أخرى بشكل أكثر بين الرّجال مثل الإدمان، وهناك أمراض يتساوى تقريبًا فيها الرّجال والنّساء مثل الفصام واضطراب المزاج مزدوج القطب.

ما هي وسائل التّوعية الناجعة الّتي يمكن أن تزيد من ثقافة الشّعوب في مجال المرض؟

التّوعية النّفسيّة لا بد أن تكون في المدارس والجامعات وفي النّشرات ووسائل الاتّصال كالإذاعة والتلفزيون ووسائل التّواصل الاجتماعيّة.

يقال دومًا أنّ أدوية علاج المرض النّفسيّ يمكن أن تؤدّي إلى الإدمان، ما صحّة هذه المقولة؟

الواقع أن الطّبّ النّفسيّ هو المسؤول عن
علاج ومكافحة الإدمان وإنّ فئه بسيطة من الأدوية يمكن أن تؤدّي للإدمان وهي تستعمل كأدوية مساعدة، ولا تكون دائمة. أمّا معظم الأدوية؛ فهي نوعيّة ولكن النّاس تخلط بين الاستعمال الطّويل للدّواء وبين الإدمان، حتّى الأدوية غير النّفسيّة مثل أدوية الكولسترول يخافون أن يأخذوها ويدمنوا عليها.

نعاني من النّظرة السّلبيّة في المجتمع
للمريض النّفسيّ، هل يمكن تغيير هذه المفاهيم؟

يمكن تغيير هذه النّظرة؛ بتحسين تدريس
الطّبّ النّفسيّ في كليّات الطّبّ لمادّة الطّبّ النّفسيّ، ثمّ تطبيق استراتيجيّة وطنيّة لإزالة الوصمة عن المرض النّفسيّ واعتباره مثل أيّ مرض.

يقال بأنّ العلاج النّفسي باهظ التّكاليف، ما مدى صحّة هذه العبارة؟!

هذه مقوله غير صحيحه ومعظم الدّول العربيّة توفّر العلاج مجّانًا في خدماتها، وفي القطاع الخاصّ كثيرًا ما يكون الطبّ النّفسيّ غير مشمول في التّأمين الصّحيّ، وهذا يتطلّب إلى إلحاح النّاس على شركات التأمين بإضافة الطبّ النفسيّ إلى التّغطية.

ما هو مدى خطورة المرض النّفسيّ إن لم يتمّ علاجه؟

إهمال علاج المرض النّفسيّ له آثار كثيرة
وخطرة، فقد يؤدّي إلى الانتحار وإلى تدهور الحالة الصحيّة للمريض كما يؤخّرعلاج السّكري وضغط الدّم والسّرطان، إهمال علاج الحالة النّفسيّ يؤدي لمشاكل أسوأ لكلّ الأمراض المزمنة.

هل للأسرة دورها في الحدّ من التّعرض للمرض النّفسيّ؟

نعم للأسرة دور في توفير تربية صحيحة، وتوازن نفسيّ عند أفرادها، كما أنها القدوة لهم، أيضّا لها دور مهمّ في الكشف المبكّر عن المرض وعلاجه بالطّريقة الصّحيحة ثمّ المتابعة لمنع عودة المرض.

* ما هو دور مسؤولي القطاع الصّحيّ الحكوميّ في المساعدة بالعلاج؟

المفترض أن يكون لدى القطاع الصحّي الحكوميّ خدمات جيّدة منتشرة في كلّ الدّولة، وهي تقوم بهذا الدّور ولكن ليس بالمستوى المطلوب.
‏[email protected]

#هناء_عبيد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل