أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يزيد عاشور - صديقي الشيوعي














المزيد.....

صديقي الشيوعي


يزيد عاشور
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6625 - 2020 / 7 / 22 - 12:59
المحور: كتابات ساخرة
    


منهم من أعاره قميص ومنهم من قدم له حذاء ومنهم من أقترح عليه أن يضع ربطة عنق الا أنه أستشاط غضباً على المُقترح الأخير وقال لك الكرافيتا أهم رمز من رموز الأمبريالية العفنة أنا أرفض ألبس كرافيتا يا رفيق وفضل حينها أن يكتفي بالقميص الزهري ولم ينسى أن يُحكم ازرار قميصه حتى زر القبة لم ينساها على الطريقة الايرانية ... وحدها أمه لم تكن مرتاحة لسلوك هذا المتهور الشيوعي الأزعر وكانت تقول كيف سيتزوج ونحن غير مستعدين للعرس ورك غير مستعدين لأي شيء أصلاً نحن مو عارفين كيف نعيش ؟ يول قواد ليش ما تشوف حالتنا بالكاد نشتري ربطة الخبز وشوية بصل أدب سيز
رغم أن الزواج في مناطقنا لم يكن مُكلفاً حينها فيكفي مثلاً أن يشتري أهل العريس سرير عريض بعض الشيء توضع عليه طراريح مزركشة وغطاء عادة ما يكون باللون الزهري الفاقع ولا بأس من شراء جارور خشبي تتربع عليه مرآة متوسطة الحجم والتي يُطلق عليها أسم الكومادينا حيث ستضع عليها العروس قلم الحمرة وعلبة صغيرة من البودرة توضع فيما بعد على الوجنتين وبعض أقلام الكُحل الشبيه الى حد كبير بأقلام الرصاص وللميسورين منا خزانة من ثلاثة أبواب يُخصص باب منها لثياب العروس والتي تكون فضفاضة وبراقة
أصفر براق وزهري براق وأخضر براق ولا بأس من بعض الريش على الأكتاف مما سيمنحها أناقة اضافية أما ما تبقى من أبواب فسوف يُخصص للفرش والمخدات والحرامات الجديدة أو العتيقة التي تم تجديدها وتلك كانت من الضروريات رغم عدم استخدامها الا نادراً .. أما السكن فلم يكن سوى غرفة من تلك الغرف العديدة المُتراصفة والمُطلة على حوش واسع لكي تكون للعروس القادمة وعادة ما يتمسك الكورد بالعائلة المُمتدة فلا بأس من وجود العروس مع أهل العريس في بيت واحد وسيتعاون الجميع فيما بعد على تربية الأولاد والأحفاد ... ولكن ذلك كله لم يكن متوفر أبداً عند أهل لازكين ولهذا نعتته أمه بالمتهور القواد الذي لا يحسب عواقب أفعاله ولكنه رد بعنف على أمه بصوته الواثق على طريقة المثقفين ...ولك شو غرفة وتخت وعلاك مصدي أنا شيوعي شيوعي وما بهتم بهيك عادات مُتخلفة والبنت كمان شيوعية الرفيق أبوها عضو منطقية شو عم تحكي يا أمي ؟! قال تخت قال ... وكانت تنظر بدهشة واستغراب من سلوك ابنها العجيب ولا تعرف ماذا ستقول حينها سألتني ورك يزيد أش يعني شوعي يواال ؟ فقلت لها يعني بلا ناموس فقالت أي أبني من زمان بلا ناموس ..فقلت لها معناتو ..ابنك من زمان شيوعي ... حينها ضحكت وكعادتها حينما تضحك اما أن ترفع رأسها للأعلى أو تخفضه للأسفل ومثل أمهاتنا تخفي فمها حين تضحك ها ها ها ورك اذا الشوعي معناتو بلا ناموس يعني البلد مليانة شوعية كرووو ..طبعاً طبعاً قلت لها ( الشوعي ) حزب كبير جداً أكبر حتى من حزب البعث .
وحده صديقي الشيوعي كانت يستمع بعدم رضى وبلا مبالاة حين طلب مني أن أرافقه لكي يخطبها من والدها والحقيقة لم يكن هناك شيء أسمه خطبة كما هو مُتعارف عليه فعادة ما يطلب الشاب البنت للزواج وفي حال تم القبول فسرعان ما يتم تحديد يوم سيكون للخطبة الزواج على مبدأ حرق المراحل وغالباً ما تكون ليلة الخميس على اعتبار أن الخطبة ليست سوى مضيعة للوقت وهذا اللعب بوضع الخاتم في الأصبع الأيمن ومن ثم انتقاله الى الأصبع الأيسر ليس الا مضيعة للوقت وعبث لا طائل منه .. زواج ..يعني زواج وكل تلك الحركات السخيفة بدعة وكل صاحب بدعة في النار ...
المهم في الأمر هو العرس والذي سيُقام على سطح أحدى البيوت و عادة ما تكون كل الناس مدعوة حيث سيتم توزيع الملبس وقطع الحلوى الملونة وسيحضر المطرب مع البزق والأهم من كل هذا وذاك مُكبرات الصوت التي ستتوزع على كامل أرجاء السطح ليسمع كل من في المدينة صوت البزق ولُتعقد دبكات الشباب بقمصانهم النظيفة وبفساتين البنات البراقة وتختلط روائح العرق مع العطور الرخيصة وستغطي غيمة كبيرة من الفرح سماء الحسكة
أستقبلنا الرفيق بافي هوزان بترحاب مُصطنع وبشيء من الريبة وكانت نظرات شيرين حبيبته تراقب بفرح من خلف باب المطبخ الموارب يا مرحبا رفاق يا هلا يا هلا تفضلوا تفضلوا يا أهلاً وسهلاً .. وحين عرف الهدف من الزيارة تجهم وجهه وسأل صديقي الشيوعي ولكنك حسب معلوماتي لم تزل طالب يا رفيق وتأخذ الخرجية من أهلك وأصلاً أهلك أحوالهم بسيطة فكيف ستؤمن لأبنتي حياة لائقة ؟ حينها لف صديقي (الشوعي ) ساق على ساق وقال ولو يا رفيق ما نحا شيوعيين متل بعض وما تأكله أمي ستأكله أبنتك معنا في البيت وسنكافح سوية كي نبني مستقبلنا
حينها بدأ الغضب بادياً على وجه الرفيق بافي هوزان وقال له ..أي مولازم يكون عندك حق بلوك مشان تبني مستقبلك ؟ أبني فهمت أنا شيوعي وأنت شيوعي بس هذا بالأجتماعات مو هون عندي بالبيت ؟ هاي بنتي يا أبني بنتي ولازم أطمأن على مستقبلها وبعدين حضرتك تركت كل بنات العالم وجيت تطبق الشيوعية على طيزي ؟.



#يزيد_عاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاشيء
- سيرونيكس
- سمت اليوم
- حورية
- بيوت
- بيضاء
- سلاماً أيها الحسكة
- بين المقالة و القصيدة
- الدروز
- السريان
- حديقة السبكي
- مطر غريب
- شكراً للرصاصة
- حزب السردين
- ليليث وحقوق المرأة


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - يزيد عاشور - صديقي الشيوعي