أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - من رفاهية السطوة الى قساوة الإرتطام














المزيد.....

من رفاهية السطوة الى قساوة الإرتطام


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 22:22
المحور: الصحافة والاعلام
    


كوكبنا الصغير ما انفك يقبع خلف قضبان الجائحة، دول وممالك سقطت أمام سيف هذا الوباء الذي لم يترك صفة على هذه الأرض إلا وأرداها، فقد اعتدنا الفقر أن يأخذ النصيب الأوفر من كل داء إلا أن المعطيات جاءت لتُخالف المُعتقدات، فالغنى والفقر أخذا من هذا الوباء نصيبهما، والقوة والضعف نالا منه قدرهما، والإعتقاد والطغيان والسطوة والحكمة والهيبة والهَرم والطفولة والأجناس كلٌ نال ما نال وما زال.

عن الوعي والجهالة تدور الكلمات والأحداث، الجهل يزداد وسط تلاشي أحرف الوعي حرفا ً تلو الآخر، والثقافة الكاذبة تُسيطر على جلّ الأمكنة والأزمان، المواجهة مرّت على مسامع ساكني الكوكب كأنها وهمٌ لا يُطال، والإستسلام بات غاية ً ومراما ً، ومن منطلق الثبات نبدأ بالسهو الذي أدى الى انهيار الدول اقتصاديا ً وصحيا ً ونفسيا ً وحتى سياسيا ً، إذ تهاوت الدول أمام صمود هذا الوباء القادم من حيث لا نعلم، ولو أن الصين كانت موطنه الاول والتي مزجت الليل بالنهار لتدارك الخطر الداهم بواقعية المُعضلات ورقي الحلول.

كيف يُعقل أن يُمسي هذا الكوكب المُتباهي بتطوره التكنولوجي والعلمي مُذعِنا ً أمام مطرقة كائنات دقيقة ؟!، ربما لو تمكنت البشرية من الإعتقاد بقيمة الوعي لكنا حتما ً في مرحلة مختلفة تماما ً عما نحن فيه، لكن عنجهية الجنون المُصاحبة للخلايا المُخاطية في رأس الهرم للولايات المتحدة حالت دون ذلك، فأفضلية المال ورأسه وعرشه الكريه حصلت على أولوية الإهتمام، فاشتعلت آلات الإحصاء بالأرقام المُتسارعة، دون أن تلامس أجراس الموت مسامع العقول إن وُجدت.

وأغلب الظن أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، فالتبجح بالسطوة والسلطة لدرء الوباء جميل إن أثمر عن خلاص ٍ ما، أما أن تفقد السلطات والحكومات سطوتها التي تعاني من شح موارد الوعي، فهنا تكمن الطامة، وتبدأ بفقدان ما ملكت من وقت وتعتنق السقوط وسط صمت العروش المزلزل.

أما لامُبالاة الأمم فتوالت، فرفاهية التاريخ في إيطاليا لم تغفر لهم عدم اكتراثهم بالزائر القاتل، كان حريا ً بروما أن تُقفِل كل الطرق أمام الوباء، وأظنها كانت البندقية قادرة على انتظار إشراقة الشمس دون احتضار، والفقر البرازيلي المدقع حصد المنازل المتقدمة في هذا النزال المُميت بأدوات سياسية بغيضة، وصولا ً الى النوستالجيا التركية وخلافتها الواهنة المرجوّة، فقد دخلت السباق الجرثومي نحو الهاوية باتزان ٍ وثبات.

والذين اعتنقوا نظرية المؤامرة فهم ما تبقى ممن تسابقوا الى إحياء داحس والغبراء تارة، والتباهي بتاريخ البسوس تارة أخرى، غير آبهين بسياط الموت المتربصة، فالبعض يعُد السنوات متبجحا ً أنها لم تصِل الى الأربعين بعد، والبعض الآخر يُحيي خصومة إبنَي آدم، بلا أدنى مقومات غير الإقتتال، الى أن يمُن عليهم الموت بالخلاص أو تأتيهم نجاتهم بفضل الكفر وأعوانه، ولأن فلسطين اعتادت على اجتماع الأضداد، فقد تخلّفت عن ركب الإلتزام واعتنقت فظاعة اللامبالاة، ويأتي ذلك تحت سياط رأس المال المُتعاظم غير المكترث لغير مآربه الخاصة، وبذلك تكون المنطقة قد نالت مما سبق ( كل ما سبق ويزيد ).



#علاء_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام ملائكية
- ولكن شُبّه لهم
- خربشات صائم في انتظار المأمول
- ماذا بعد السبعين العِجاف ؟؟
- البوصلة إن أشارت الى القدس، مشبوهة !!
- مُد لنا كفيك َ، فلا ليل بعد ابتسامة عينيك
- كُل ما فيك ِ يا بلادي يقاوِم
- قراءة في سطور المُتساقطين على حلبة دونالد
- خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي !!
- خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي
- ثلاث لوحات، ومشهد فلسطيني جريح
- لعنة كريستوفر كولومبوس تطال العالم من جديد
- سفارة الإمارة في قطاع الميناء المُنتظر
- إمام الإمبراطوية المريضة، ولقاء الإياب
- بعد رحيل العدو، يكون الميلاد
- والقراءة تأتي وإن كثر الكسر والتأتآت سليمة
- بين الولايات الثائرة وفانتازيا جمع التكسير
- الأمريكيون يُخفقون، ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة !!
- الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية
- عاصفة الأمم والميناء المفقود


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - من رفاهية السطوة الى قساوة الإرتطام