أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء داوود - ولكن شُبّه لهم














المزيد.....

ولكن شُبّه لهم


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 6583 - 2020 / 6 / 4 - 14:29
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بأي اللغات يجدر بنا البدء بقائمة الإعتذارات ؟!، لن نجد نصا ً أو كومة ً من الكلمات يُمكنها فعل ذلك
لا شيء يمكنه تحمّل هذه الجائحة العنصرية بعد عشرين سنة وألفين منها، كيف يُمكن البدء ؟!
وفي أي بيئة ٍ سنستطيع فعل ذلك ؟!.

علينا الإعتذار من أسماك القرش لأننا وصفناها ذات يوم ٍ بالقاتلة، فما ادعت يوما ً أنها تخضع لأي ٍ من قوانيننا ــ الإنسانية جدا ً ــ المعاصرة ، ولم يكن من حقنا إلقاء السِمات تجاهها، وعلينا أن نقِف مطأطئين أمام أنياب الأفعى السامة فما أقدمت منذ خُلقت على فعل ٍ يُخالف سجيتها، والى ثقوب الكون السوداء نبتهِل ونعتذر عن تسميتها بالقوة التدميرية فليست تُمارس إلا ما خُلِقت لتفعل، والى كل الطيور الجارحة عُذرا ً فكُلها أكثر إنسانية ً مِنا نحن البشر إن جاز لنا التعبير.

المؤلم حقا ً هو أن تتكاثف كل أمنيات الحياة لتتجسد في طلب ٍ ضعيف الصوت بمرور الهواء عبر فم ٍ سيموت بعد لحظات، لماذا ؟!، هل مارسَ الطُغيان ؟!، هل قاتَلَ الأديان ؟!، هل هدمَ الجبال وجففَ وديان الأرض ؟!، لم يفعل، بل ورث من أديم الأرض لونا ً بغير طواعية، جورج فلويد سُرقت منه الحياة لأنها لا تليق بلونه الأسود !!، لم تنتظر ركبة القاتل حبلا ً لمشنقة ٍ بل نفذت قذارتها قبل إصدار الأحكام، سُلِبت منه أنفاسه لأنه ما ملك إلا القليل منها والكثير من اللون الأسود، الذي لا يليق بمملكة دونالد العنصرية، لم يمتلِك جورج فلويد لحظتين ليأخذ نفسا ً ليحيا.

سيتحتم علينا أيضا ً الإعتذار بالنيابة عن كل شعوب الأرض الى الفيروس الطيب كورونا
فقد مارس حربه النظيفة والعادلة دون استثناء أو تمييز، لم يأبه للقوة، لم يدقق في الجنسيات
لم يختر الفقراء دون غيرهم، لم ينظر الى انعكاسات ألواننا، فما أهمية الألوان إن كانت لن تحمينا من سيوف فاقدي البصيرة، فكُنت حَكما ً عدلا ً إذ جئتنا كأنك اليقين كأنك الميزان، جئتنا لامعا ً كالسيف.

ستعيش شعوب الأرض ذات يوم ٍ ربما بعد ألف ٍ أخرى من السنوات العِجاف حياتها الخالية من الظلم والظلمات، وسيمحو التاريخ القادم ظلام العنصرية اللونية والكونية، ولن يجرؤ وقتئذ ٍ أي فاقد ٍ للعقل على لفظ ٍ عنصري كريه، وسيكون ما نحياه اليوم تاريخا ً أسودا ً فيه ما فيه من احتلال ٍ ونكبات ٍ وفقر ٍ وطغيان ٍ ونكسات ٍ وهوان عشقا ً للجاهلية وأرباب القتل.

أما دعاة الصمت فلن تهنأ مسامعهم بصوت العصافير ما دام الرصاص يخترق القلوب، وعجرفة القتلة كذلك لن تحيا في عروشها العاجية دون حصحصة الحق على يد الطامحين له، الذين وإن لم يتمكنوا من الفوز بالعدل المُبين فليس أمامهم على الأقل من خلال قبضاتهم وصرخاتهم إلا خسارة الظلم.

إن هذه الجريمة ليست إلا رقما ً في قائمة الجرائم، ليست أعظمها وقطعا ً ليست آخرها، بل هي لبِنة ً في صرح الظلم الذي سيتعاظم حُكما ً الى أن يزول ردما ً، وستأتي أمواج الغضب لتمحو عن جبين هذه الأرض عارها ، وأن شمعة النور ستُفسِد على ظلام الليل سطوته المتعجرفة، فما دامت هناك طريقا ً للحق سيسلكه الثائرين حتما ً ذات يوم.



#علاء_داوود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشات صائم في انتظار المأمول
- ماذا بعد السبعين العِجاف ؟؟
- البوصلة إن أشارت الى القدس، مشبوهة !!
- مُد لنا كفيك َ، فلا ليل بعد ابتسامة عينيك
- كُل ما فيك ِ يا بلادي يقاوِم
- قراءة في سطور المُتساقطين على حلبة دونالد
- خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي !!
- خيمة عارية، من لها إلا حجارة الوادي
- ثلاث لوحات، ومشهد فلسطيني جريح
- لعنة كريستوفر كولومبوس تطال العالم من جديد
- سفارة الإمارة في قطاع الميناء المُنتظر
- إمام الإمبراطوية المريضة، ولقاء الإياب
- بعد رحيل العدو، يكون الميلاد
- والقراءة تأتي وإن كثر الكسر والتأتآت سليمة
- بين الولايات الثائرة وفانتازيا جمع التكسير
- الأمريكيون يُخفقون، ما أفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة !!
- الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية
- عاصفة الأمم والميناء المفقود
- ميلاد في خلود السماء
- لا اعتراف


المزيد.....




- أمريكا: هبوط اضطراري لطائرة بملعب غولف.. ومصادرة كوكايين بقي ...
- سوريا.. عشائر الجنوب تعلق على بيان الرئيس أحمد الشرع
- سوريا.. أحمد الشرع يعلق على أفعال بعض الدروز في السويداء وال ...
- سوريا: الرئاسة تعلن وقف إطلاق نار -فوري- في السويداء وتدعو ك ...
- الشرع: سوريا ليست ميدانا لمشاريع الانفصال
- فريدريش ميرتس ..لماذا يشكر إسرائيل على قيامها بـ-أعمال قذرة- ...
- الاحتلال يوسع اقتحاماته بالضفة ويجبر فلسطينيين على هدم منازل ...
- لماذا لا تُصنّع هواتف -آيفون- في أميركا؟
- قوات العشائر السورية تدخل عددا من البلدات في محافظة السويداء ...
- القنبلة التي قد تعيد تفجير الصراع بإقليم تيغراي الإثيوبي


المزيد.....

- الاقتصاد السياسي لمكافحة الهجرة / حميد كشكولي
- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علاء داوود - ولكن شُبّه لهم