أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية














المزيد.....

الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5330 - 2016 / 11 / 1 - 05:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


لطالما أقام سلاطين الإمبراطورية العثمانية البائدة أمجادهم على جماجم شعوب الأرض المُحتلة على امتداد سيطرتها، فلم يُقيموا العدل بل جاؤوا بالنقيض فظلموا وقتّلوا وانتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء، ولعل المئة عام وعام الماضية تتجلى كدليل على إنسايتهم المبتورة، عطفاً على الخمسة قرون التي سبقت، حيث أقاموا السيف والتقتيل والمجازر بحق الأرمن في إبادة عرقية جماعية، عدا عن المجازر المُتفرقة وزمن الإقطاع الكريه الذي مورِس بحق شعوب الدول التي وقعت تحت احتلالهم، هذه الإمبرطورية التي نُسبَت الى مؤسسها عثمان الأول بن أرطغول، لم تتخلى عن عَلَمِها الدامي الى اللحظة رغم هلاك أعمدتها وتقوقعها في دولة تُركية تشتعل حنينا ً الى ماضيها الدموي، وهذا ما يُفسر إبقاء بعض المناطق العربية والغير عربية تحت سيطرتها الغير قانونية وربما يكون لواء الاسكندرون السوري السليب مثالاً حياً وهو المأخوذ كهِبة من الإستعمار الفرنسي آنذاك، وما أكثر ما أعطي ممن لا يملك الى من لا يستحق.

والشيء بالشيء يُذكر، إذ أننا ندخُل في أولى لحظات المئوية على الوعد المشؤوم، حيث وُعد في فترة وزير الخارجية البريطاني آنذاك آرثر جيمس بلفور بدعم بريطاني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، هؤلاء هم الذين يتشدقون اليوم بحرية الشعوب وعدالة العيش وكرامة الإنسان، أين كانت هذه الخِصال عندما تقاسموا الأرض وثرواتها في ظل ضعف أهلها وشعوبها، فأعطوا مُتجسدين بمن لا يملك لمن لا يستحق، أعطوا أرضاً ذات سيادة لشُذاذ آفاق يحملون كذِبتهم - المحرقة - في جُعبتِهِم ويهيمون بكاءً وعويلاً في منابر الأرض على اتساعها.

تأتي أولى لحظات اكتمال القرن على هذه الأرض وقد نالها المزيد من التفكك، حيث أن الدور التُركي ليس كمن يصوره البعض حملاً وديعاً، بل يطمح لاستعادة أمجاد الإسلام العفيفة، كلُنا يعرف الأسس التي قامت عليها الإقطاعات فليس من الإسلام بشيء أن تُغتصب النساء ويؤخد الأطفال غِلماناً لخدمة السلاطين، وليس منه في شيء أن يقتّل الرجال ويحوّل ما تبقى منهم الى خِصيان يحرسون "الحرملك" العثماني في قصور شُيدت على أرض لا يملكونها، ورُصِعت بأجمل خيراتها المسلوبة، بل له البصمة الأكثر دموية في زماننا الأسود، وفي نظرة على أعراب اللعنة تراهم رُكعاً سُجداً لآلهة لم تستحوذ يوماً على قناعة الشيطان نفسه ليعبدها، سِيماهم في وجوههم خِسة وذِلة، وشرفاً هاج وماج مبتعداً عن صدورهم الى أن استحال الشرف فيها عاراً قاضياً على ما تبقى من كرامة الإنسان لديهم إن وُجدت.

وفي وسط التشتُت العربي الطبيعي على غرار الإمتداد المنقوص، وكذلك التكاثر الديمُغرافي البغيض، نرى أن غثاء السيل يوشك على الإكتمال، في حين يعمل تحالف الإحتلال الصهيوتركي على رأب الصدع إثر ضياع فرص سفك الدماء من جديد، فالمنطقة وإن غاصت في الدم عبر السنوات الماضية، فهي وبلا أدنى شك مُقبلة على محيطٍ دامٍ يتطلب منهما استنهاض الشر وبوصلته، والذي لن يترك مُتسعاً للإنسان في أن يحيا بكرامته من جديد، عِوضاً عن استعادة روح الاستعمار الفرنسي والبريطاني في اقتسام الأرض وتوزيع الهِبات، أيا عرب اللعنة والرِدة تهيأوا لعصر العبيد القادم، وانظروا في المرايا عن المزايا وإن شحّت، وتخلصوا من جاذبيتكم التي تتمثل بالعجرفة الرديئة، حيث تحمل الإصلاح وإن كذب، فجاذبية العجرفة دائماً ما يمتلكها الحمقى، والتي بدورها تكون غالباً السبب في فنائهم.

قد لا يطيب للبعض إقحام وزج الأتراك العُثمانيين اصطلاحاً بدور الإستعمار المُتجدد وحُلفائه الصهاينة، وقتها لا بُد من إلقاء نظرة شاملة على البعث المُتأسلم ذهاباً من الشمال قتلاً وتدميراً وبث شتى أنواع القذارة التي نعرف ولا نعرف، الى أن يكون السقوط فيتم استقبالهم جنوباً ليتعافوا ويعودوا من جديد صعوداً في رحلة الإياب التي لا تقل بشاعة عن مثيلتها، هكذا يتقاسمون الأدوار ومع القليل من الوقوف على مسارح الإعلام البغيض لنيل أبواق المهانة من أهالي الشِعاب الكَذَبة، تكتمل الرواية ليكون العُثمانيين هم تاج الخلاص المزعوم لهذه الأمة الخصية.

ومن وسط الحرب القادمة نُبرق ألا نكون حطباً بل طوق نجاة، فالكلُ مارَسَ دوره على أجسادنا وعقولنا كذِباً وضلالا، وما نحن اليوم إلا في تأهُبٍ لدورنا الذي يُراد لنا أن نلعبه، يتبارزون على ثرواتنا الماضية في انحسارها، ويتركون لنا مُتعة أكل لحومنا حية عبر قراءاتهم المذهبية والطائفية التي خُطت بحبر النفط الأسود في مجالسهم المُظلمة، فلننفض غُبار الهيمنة عن أكتافنا ونمضي، فما انشغال يزيدٍ إلا بمجالسة جِرار خمره في الليالي الحالكات، قِردٌ هُنا وسيفٌ يحرُسُ الأبواب هناك، وقِلاع المُلك تهوي على أعقابها ولا يدري، وكيف يفعل وهو الباحثُ عن مجدٍ ليس له ولا لأسلافه فيه وساماً، جُلّها رقصات.

ونستلهم درب مسيرتنا منك يا نبي الفُقراء واللغة العربية، أيها النواب الجريح:
إنه عُهرٌ ترَكّب فوقه دجَلُ، طِباقٌ أو جِناسٌ أو مراحِل، كُلّها حِيلُ
فإن لم تقدحوا ناراً، فكيف يراكُمُ الأملُ ؟؟، فإن قُدِحَت فكونوا لُبّها، فتَظلُ تشتعلُ.



#علاء_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة الأمم والميناء المفقود
- ميلاد في خلود السماء
- لا اعتراف


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - الوعد المشؤوم وعدوى النوستالجيا العثمانية