أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - عاصفة الأمم والميناء المفقود














المزيد.....

عاصفة الأمم والميناء المفقود


علاء داوود

الحوار المتمدن-العدد: 5325 - 2016 / 10 / 27 - 19:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


وكأنها رغبة الآلهة بين سحابات التِيه، عبر أكوان لا نراها وشموس قد لا تأتي مُطلقاً، حربٌ طاحنة بين اللامكان واللازمان، هذا تماماً ما تحياه المنطقة الشرق أوسطية من بحثٍ متواصِل عن وُجهة المؤشر لبوصلة تائهة، تضرِب فيها شتى أنواع الإرهاب وكمية الطحالب الإنسانية تتكاثر يومياً، بالإضافة الى الكثير من السائل الدموي، ورشات من الإعلام الكريه تارة والجهل المُتفشي تارات.
لم يعُد للتساؤل جدوى وإن فعلنا بدهشة: أن ماذا يُراد للمنطقة أن تكون ؟، فالرؤية اتضحت وإن قلّت البوصلات، والجميع يحاول إخفاء إخفاقاته بالمُشاركة في بحر الدم المُمتد، فكُل طغاة العالم في ادعاء التحرر المُستمر، وحتى أولئك المُهمشين تغتالهم الغِبطة الغير محمودة فباتوا حطباً لمعركةٍ أفنَوا سنوات تهميشِهم في التصدي لوجودها، الكُل يضرِب بالسيف ولو في جسده، والأهمية تكمُن في أن يُقال كرّ ومن المعركة لم يفِر.
يجدر أيضاً استذكار ما كان، عندما وصل الأسود المقيت - أوباما - الى الأبيض المُترهل - البيت الأبيض - ، وقتها استشاط الجميع في عقد آمالهم على هذا الأسود الجميل الذي سيحقق الحُلُم، وينتصر على مارتن لوثر كينج في طموحاته، ولم التبجح بالعجب ؟!، فقد فعل وأشعل حرباً عالمية قوامُها الكون برمته، واليوم وبعد القليل من الأيام سيكون الكون على موعد مع حُلُم ٍ آخر ومبارزة ٍ في صِراع استمرارية الخراب، بين فيل ٍ يضرب ويدُبّ غير آبه بأديم الأرض وحمار يدعي أنه من الديمقراطية رأسها، والكارثة أن هذه الانتخابات الأمريكية الهوليوودية التي ستودي الى المواصلة في إشعال الجحيم تُقرها فئة من سكان العالم، على أن يتحمّل آثارها كُل من أجبر على العيش على هذا الكوكب قدراً.
وفي جولة استكشافية لمدى الإنحدار العربي الذي ما انفك يتعمق جذراً ضارباً، لا نجد صعوبة في رؤية الرأسمالية النفطية العربية وهي تتمايل لإرضاء شهوات العابثين في ليبيا، وارتخاء ذاتي لخصيات الجسم العربي الجريح، والأكذوبة الكُبرى التي تتهاوى بتسارع مُثير والتي تجسدت عبر عقود بالقومية العربية، فالتاريخ يُعاقَب على قدره الجُغرافي والمسرح السوري والعراقي مثالاً، والبشرية تُمارس عويلها على ضفاف البحار ولعل الأرض اليمنية تعكس المشهد، أما الثقافة فقد نالها النصيب الأكبر من عملية الإغتصاب فنرى في تونس شابّي يُدعى في بلاد العرب أبا القاسم، يقف على أطلال بيته وقد سوّاه بالأرض محاربي الإرهاب لا الإرهاب، ولا ندري لماذا، لكن صرخة الشابّي أتت مُدوية من تحت الركام "وقالت لي الأرض لما سألت: أيا أم هل تكرهين البشر ؟؟".
ولأن خصوصية الأرض الفلسطينية تتربع على عرش اللامبالاة الكونية، فقد أتت على ما تجمع من مُعطيات سابقة من تاريخ وبشرية وثقافة، لتبقى قفراً بلا رؤى ولا أفاق تُنبيء بأجِنة تحمل طِيب الفِكر وغضب عارم لذكرى المِئويات القادمة على مذابح سلطانية عُثمانية ووعود بِلفورية مشؤومة، واهتزاز السُحب المُمتدة في سماء الأرض لا يأتي إلا بالمزيد من التفكُك السياسي والإيديولوجي وربما تراكم الثقافة الاستشراقية المُزورة، ولعل المُلفت لارتجافات القلب على هذه الأرض وسِواها أن لا أحد يعترِف بالأخطاء، كيف ؟؟، ثمة خطأ يُرتكب فِعلا بل وثمة فاعل ومفعول به، ما هذه اللغة المنقوصة ؟!، ثمة ألواحاً مسروقة على هذه الأرض يا موسى، والكُل يمشي الى غده حافياً غير آبهٍ إلا بخُفٍ وحيد من خُفي حنين.
ربما يكون ما نحياه جحيماً، أتمنى، كي نتخلّص من عبء الجحيم المُنتظر فِكراً، ولنبتعِد عن طموح الخلاص نحو نعومة الأبكار السبعين، هُنا وعلى أرضنا الضيقة حقٌ مُغتَصَب فقِفوا في صف الجوع والحق تنتصِروا، قِفوا في وجه من قال نعم، قِفوا بجرأة المنتصر شموخاً وقولوا لا، وليذهب أعداء الحق الى الجحيم، لا تحترفوا الحياد فهو المكيدة الكبرى وهو اللعنة الأزلية، ولعل دان براون عندما استهل روايته الجحيم قد لامس الصواب دون حِجاب حين قال "إن أشد الأمكان حلكة في الجحيم هي لأولئك الذين يحافظون على حيادهم في الأزمات الأخلاقية".
أراك قد امتلكت النبوءة يا سيدي المظفر، وأشعلت الحِقد بين الصدور، حقدٌ لا يقتسِم ثنايا القلب في حضرته سِواه، وأقصد شاعرنا مظفر النواب إذ قال: كُلنا قد تابَ يوماً، ثم ألفى نفسه قد تابَ عما تاب.



#علاء_داوود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد في خلود السماء
- لا اعتراف


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علاء داوود - عاصفة الأمم والميناء المفقود