أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق














المزيد.....

الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق


عبدالقادربشيربيرداود

الحوار المتمدن-العدد: 6598 - 2020 / 6 / 20 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن ما يجري بين الجانبين العراقي والأميريكي عبر دائرة تلفزيونية (مغلقة) حددها الأميركان بـ(الحوار) وأضيفت إليه كلمة (إستراتيجي) لتظهر للجميع أنها القوة الوحيدة في العالم وتحاور بمنطق القوة من تشاء، وإلا كان من الأجدر أن يأخذ الأمر طابع (المفاوضات). والمفارقة هنا أن تعبير (الحوار) في العلوم السياسية يفترض كونه مرحلة أولية تتعلق بتبادل وجهات النظر، الأفكار والمعلومات بين الأطراف المتحاورة؛ من دون شرط الوصول إلى التزامات محددة نتيجة لذلك، بينما يفترض في التفاوض الوصول إلى التزامات محددة.
طبقا لذلك نتساءل؛ ما الذي يمكن أن ينتج عن هذا الحوار الكارتوني من دون التزامات ومعالجات حقيقية لجملة من المشكلات والأزمات التي خلّفها الاحتلال الأميركي؟ فعلى سبيل المثال لا الحصر ملفات النازحين، المختفين قسراً وإعادة إعمار لم تتحقق بعد للمناطق التي تم تدميرها من جراء الغزو تارة، وعلى أيدي عصاباته الإجرامية؛ قوى الشر والظلام (داعش) تارة أخرى.
أية جدوى من هذا اللقاء الخياني؛ ما لم تطرح على طاولته المطالبة بالتعويضات الكاملة، لاسيّما وأن العراق يمر من جراء تلك الانتهاكات بأزمات اقتصادية طاحنة وانفلاتات أفرغت (بلد الرشيد) من الحكم الرشيد.
هنا لا تنتهي تداعيات هذا الحوار الخياني، بل تزداد صعوبة وتعقيداً في ملف اختيار الفريق العراقي الذي سيخوض غمار هذا الحوار مع الجانب الأميريكي؛ في ظل غياب الشفافية عن المعايير الوطنية لأعضاء الفريق المحاور، وعلى ماذا سيتحاورون لئلا تكون شخصيات تحوم حولها شبهات العمالة والفساد، وبجرة قلم، ونفسية تساومية يوافقون طبقاً للأهداف الأميركية على أن العراق دولة قاصرة تحتاج إلى الوصاية الأميريكية في الوقت الراهن، وبهذا تسري الشرعية على هذه الوصاية التي ستجعل بدورها القرار السيادي العراقي - الذي صوت عليه أعضاء مجلس النواب العراقي بالأغلبية - حول خروج المحتل؛ مجرد حبر على ورق.
عند هذا المفترق سيكون هذا اللقاء والحوار مسرحية؛ الهدف منها تخدير الرأي العام حول طبيعة التواجد الأميركي، والتي تتلخص حسب قناعتي في الهيمنة الأميركية على مقدرات الشعب، بمباركة ومؤازرة ثلة من المرتزقة من بقايا (وكالة الاستخبارات الأميركية) سيئة الصيت في العراق على إعادة المستشارين الاقتصاديين في الوزارات العراقية.
إن مواقف أميركا في العراق تتغير وفقاً لمصالحها فحسب، فالعراق ساحة اقتصادية، سياسية وأمنية مهمة في منطقة الشرق الأوسط، وهي تحاول وبشتى الأساليب والفبركات السياسية المكشوفة تعزيز موقعها العسكري والأمني فيه؛ وإن دعت الحاجة إلى اللجوء للعنف والخيار العسكري. وهذا العمل الإجرامي اعتداء صارخ على سيادة العراق الوطنية، وانتهاك لميثاق الأمم المتحدة، والأعراف الدولية.
وفق هذه السيناريوهات، وكما يعلم الجميع من القوى المحبة للسلام، أن أميركا قوة غاشمة، وسلطة احتلال بغيضة لم ولن تخرج من العراق بالحوارات ولا بعقد الصفقات السياسية والأمنية كما هو الحال مع حاضنته في الشرق الأوسط الكيان المسخ (إسرائيل) برغم المفاوضات والمعاهدات الدولية بينها وبين الفلسطينيين منذ ما يقرب القرن من الزمن.
عند هذا المفترق المصيري، على الشعب العراقي العظيم بكل أثنياته وطوائفه أن يكون على قلب رجل واحد، ويأخذ بزمام المباردة الوطنية بالإقرار على إنهاء الوجود الأميركي، ولجميع الموجودين، وبكافة عناوينهم القبيحة، ويصروا وبعزم على إلغاء كافة القواعد لهذا المحتل المحتال مهما كانت وظيفتها لتبرير وجودها على أرض الحضارات العراق العظيم، مهما كلّف الامر، ومهما غلت التضحيات.
جاء رجُلٌ إلى رَسُول اللَّه ﷺ فَقَال: يَا رسولَ اللَّه أَرأَيت إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: فَلا تُعْطِهِ مالكَ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَاتلني؟ قَالَ: قَاتِلْهُ. قَالَ: أَرأَيت إنْ قَتلَني؟ قَالَ: فَأنْت شَهيدٌ قَالَ: أَرأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: هُوَ فِي النَّارِ. (رواهُ مسلمٌ) ... وللحديث بقية.



#عبدالقادربشيربيرداود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب مُنَظِّر العنصرية، وزاهق روح الإنسانية
- اليوم وغداً يا قفاص العصر (ترامب)
- الصلاة من أجل الإنسانية
- في ظل جائحة كورونا؛ العالم إلى أين؟
- العدوى العاطفية سبيلا لتعزيز الطاقة الايجابية في حياتنا
- (كورونا) والرهاب الصيني المفتعل أمريكياً
- ترامب (قفاص) القرن وطبّاخ الصفقات المشبوهة
- انهيار سلطة الصدفة الكارتونية في العراق
- مقتل (البغدادي) وسذاجة العقلية السياسية الأمريكية
- العراق ينتفض في وجه الفساد
- لعبة التصنيفات، سياسة لتركيع الأحرار
- التلميع الإعلامي ما بين النفاق الاجتماعي وتضليل الرأي الجمعي
- الاستقالة دليل على حفظ الأمانة وحب الوطن
- الأخوة والتعايش السلمي مطلب كل المجتمعات المتحضرة
- (فارا) لعبة مخابراتية لابتزاز الاعلام وتفريغ محتواه المهني
- امريكا وصناعة العدو الافتراضي لتشكيل المستقبل
- قِممٌ تُعلن الطوارئ، وتزفُّ الفشل والانهزام
- الهبوط الناعم نذير هزيمة وانكسار المستبدين العرب
- من أجل صحافةٍ نظيفةٍ ديمقراطيةٍ
- (ترامب) وطعنة العصر في خصر الإنسانية


المزيد.....




- لحظة سرقة حانة في شيكاغو بأقل من دقيقة.. شاهد ما فعله اللصوص ...
- العديد منهم بحالة حرجة.. مقتل شخص ونقل 23 آخرين للمستشفى جرا ...
- 21 عاما على سقوط نظام صدام حسين: الفجوة بين الأحزاب الحاكمة ...
- الخارجية الألمانية تعلق على إغلاق قناة الجزيرة في إسرائيل: ي ...
- البحرية الروسية تدمر 5 زوارق مسيرة أوكرانية قرب سواحل القرم ...
- اجتياح رفح.. حسابات معقدة وتكاليف -باهظة الثمن-
- جولة الرئيس الصيني في أوروبا.. فرق تسد؟
- الدفاع الروسية: تحرير بلدتين جديدتين وتدمير طائرة و5 زوارق م ...
- ألمانيا تستدعي سفيرها لدى روسيا للتشاور بسبب -الهجوم السيبرا ...
- -مصر ترفض التعاون-.. الإعلام العبري يكشف عن خطة لترحيل عدد م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالقادربشيربيرداود - الحوار الإستراتيجي وصاية أميريكية جديدة على العراق