أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر














المزيد.....

إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر


حسام الدين مسعد
كاتب وقاص ومخرج وممثل مسرحي ويري نفسه أحد صوفية المسرح

(Hossam Mossaad)


الحوار المتمدن-العدد: 6596 - 2020 / 6 / 18 - 12:45
المحور: الادب والفن
    


يطرح الكاتب العراقي عمار نعمه جابر نصه الجديد بعنوان «غي»والذي يستهله بحوار جدلي بين شخصين أطلق عليهما الأول والثاني هذا الحوار العقائدي الجدلي الذي خلقه الكاتب بين رجل دين هو (الثاني)وبين عامل بسيط (الأول )تم إستئجاره ليعلق لوحة (لايقونة مقدسه)من وجهة نظر (الثاني) في حين ان (الأول ) يري أنها كلوحة مثلها مثل آلاف اللوحات بل ان (الثاني)يطلب امرا عبثيا من (الأول )وهو ان تبقي اللوحة راسخه ثابته لثمانمائة عام تهز وجدان الجميع مع ضمان (الأول) لذلك الأمر اي ضمانه لعدم خلخلتها عن مكانها قبل الثمانمائة عام .
تخوض الابستيمولوجيا المعاصرة عموما، في تعريف وتسويغ المعتقدات. فالمعرفة التي يتناولها الإبستيمولوجيون
المعاصرون هي معرفة القضايا
أما معرفة النص او إبستمولوجيا النص فتشمل علم المعرفة، الهرمنوطيقا، علم الدلالات، علم اللغة، وفلسفة اللغة.
وينبغي أن نفرق أولا بين فهم النص ومعني النص


ففهم النص مغاير لمعني النص. فالمعني هو الشيء الذي يحمله النص. أما الفهم فهو ما يمارسه المتلقي أو عامل
المعرفة، وقد يصيب به معن النص أو قد يكون الفهم مغلوط ا، فينحرف عامل المعرفة عن معن النص ولايصيبه.

لذا يبحث في معن النص بعد البحث في قضية فهم النص
ولقد فهمنا من نص عمار نعمه جابر (غي) أنه يجب علينا جميعا ان نقف في المنتصف لتبدو الأمور علي حقيقتها . وبالتالي فإن الكاتب يقودنا الي المعرفه من خلال الفهم البسيط لنصه (غي) الذي يدعونا فيه الحياد عند الحكم علي الأمور.
لكن حين نتطرق الي تأويلات النص التي يستطيع القارئ التفكيكي ان يبحث فيما اورده الكاتب عن قصد او مالم يقصده الكاتب .فنجد أن عمار نعمه جابر قد اختار لنصه عنوان (غي) والغي في اللغة تعني الضلال إستنادا اقول الله تعالي «قد تبين الرشد من الغي » واري انه وفق في إختيار هذا العنوان الذي يحمل معنيين الأول هو ضلال الآخر الذي يسعي لنشره والسيطرة به علي (الأنا) والمتمثل في نص (غي)في شخصية رجل الدين (الثاني)
أما المعني الثاني فهو ضلال النفس (الأنا) التي أما تستجيب لرغبة الآخر وإما تتجادل معها والمتمثل في شخصية العامل البسيط (الأول) وهذا المعني هو ما قصده الكاتب في الجملة التي وردت في حديث الأول مخاطبا الثاني «علينا جميعا ان نقف في المنتصف لتبدو الأمور علي حقيقتها» اي انه لبلوغ المعرفه يجب ان نحكم المنطق والعقل وإن نكون علي حياد تام دون أي تأثير أو هوي ونحن نحكم في أية قضيه كانت .
لقد امتلك عمار نعمه جابر الفاظ لغويه (جاحد وكافر ، قنبلة موقوته ، قنبلة نوويه ،صاروخ عابر للقارات ) كانت لها الأثر البالغ في معرفة المخاطب (الثاني) والتي تعين علي تحليل شخصيته وفهم ايدولوجياته التي هي في مكمنها ضلال نابع من شخصية ميكافيليه الغاية لديها تبرر الوسيله فلا يكترث بالآخر بل يلقي التهم جزافا وكأنه يحمل سوطا يجلد به كل من يخالفه الرأي او يفضح إيمانه المزعوم او يكذب خرافاته وكأن الكاتب أراد أن يخبرنا ويزيد معرفتناان الآثم هو من يجهر بالأثم فمن لفظ «راي جاحد وكافر »هو صاحب الفكر الجاحد الكافر الذي يستطيع به ان يكفر ويغطي الحقيقة عن الناس
لقد تناول عمار نعمه جابر قضية هامه وفلسفيه وإن كانت تضرب في معتقد ديني لخصها في جملة حواريه ل(الأول)«الرب ثابت لا يتغير ما يجب ان يتغير هو صورته في أذهاننا»
إن عمار نعمه جابر يقودونا للمعرفة الحقيقيه للرب وأن تتغير الصورة الذهنيه التي جبلنا عليها لتتناسب مع ثبات الإيمان به جل وعلا هذه الفلسفة الطرديه الهادفة لمعرفة الرب والتي تجعل من الشك يقين لا يتزحزح هي معرفة نهائيه كبلوغ المتصوف الذي ينتقل من المعرفة الماديه الي المعرفة النهائيه بما يسمي (اليقين)ان عمار نعمه جابر يدعونا لبلوغ اليقين والإنتقال من المعرفة الماديه الي المعرفة النهائيه في أية قضيه حتي يصبح الحكم فيها مبتني علي معرفة يقينيه
ولذا طرح عمار في نصه قضية جدليه وهي الحياة الأبديه او العالم الآخر هذا الذي لم نبلغ فيه اليقين وكل مالدينا اقاويل تواترت لا سند دامغ فيها هذه الأقاويل التي تواترت اشبه بلوحة الأيقونه المقدسه التي سقطت وتهشمت بعد دقائق من تعليقها ليخبرنا الكاتب ان الأقاويل والأخبار المتواتره والخرافات ستكون نهايتها هي نفس نهاية اللوحة المقدسه اذا تكشفت لنا الحقائق وإذا تسلحنا بالمعرفه او الأبستمولوجيا
لقد استطاع الكاتب عمار نعمه جابر ان يفتح لنا افاق المعرفه في نصه البليغ (غي) هذا النص الذي لم يستهله بتعريف الشخصيات او تحديد الزمان والمكان كي يتجادل القارئ مع الفكرة الفلسفيه ويفتح له افاقا معرفيه تخلق للنص ابدية خالده في ذهن القارئ الذي أثناء قرائته ل«غي»انتقل من المعرفة الماديه الي المعرفة النهائيه وبلغ اليقين الذي يجعله قادرا علي الحكم بجودة نص عمار نعمه جابر.



#حسام_الدين_مسعد (هاشتاغ)       Hossam_Mossaad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوصية الشارع في إطار ضبط المصطلح مسرح في الشارع ام مسرح شار ...
- فلسفة ومنطق مسرح الشارع
- «عبدالقادر علوله»شروع لكسر الهيمنة الغربيه للمسرح
- تباين الاداء التمثيلي في مسرح الشارع
- «السينوغرافيا»بين مسرح الشارع والمسرح الملحمي
- مسرح الشارع وعوائق التطبيق علي ارض الواقع
- الخلط الشائع في مسرح الشارع
- «النص» في مسرح الشارع
- المفهوم التعريفي لمسرح الشارع
- مسرح الشارع إحتجاج ام إحتياج؟
- عوائق اللغه وغياب الدلاله في مسرح الشارع
- مسرح الشارع آلية لتسويق منتج ثقافي
- المختون «قصه قصيره »
- معاناة مبدعو عرب 48 بين التطبيع والمحتوي الفني
- من يحكم الإله؟
- المعركه
- من دفتر أحوال مراهق «طوق نجاه»
- من دفتر أحوال مراهق «وفاة الجاره»
- من دفتر أحوال مراهق «الهانم وذات الملس»
- من دفتر أحلام مراهق «قف للمعلم »


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام الدين مسعد - إبستمولوجيا نص «غي»الكاتب العراقي عمار نعمه جابر