أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا تقتلوا الأسد!














المزيد.....

لا تقتلوا الأسد!


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحبّ القتل حتى لو كان قصاصاً لكنّني لا أحبّ الظلم أكثر.
أقول كلمتي، لا أهتم لكلام ناقد ، أو حاقد عليّ ، فلم يكن معي في رحلة حياتي. لم أكن أهتم يوماً لمن يوجهون نقدهم لي من الأقارب أو الأباعد، أو من يحذفون اسمي من على الفيس فأنا أصلاً لا أعرف من حذفني لأنني أكتب ما أريد و أنسحب .
من هذا المنطلق فإنني لا أخاف ما أقول، لم أكن أخاف يوماً حتى عندما كنت في سورية، و قد تم التحقيق معي في التاسعة عشر من عمري في بداية عملي بالتعليم لأنني كنت أجلب فتاة من الصف السادس لتترجم لي ما تقوله فتاة كردية في الصف الأول، قالوا لي: ممنوع الحديث بالكردية.
جمعت التبرعات من أجل قرية علي فرو في الجزيرة السّورية عندما كنت شيوعية ، و كنت أفهم الشيوعية أنها سعي وراء العدالة الاجتماعية، وعندما أدركت ما يجري في الثلاثينات من عمري تركت الشيوعية بقرار صريح وواضح.
بالنسبة لي لم أقف مع الثورة السّورية من باب كرم الأخلاق، و لأنني مؤمنة بالحرية و الكرامة، فمنذ بدء الثورة كنت أعرف أن الثائرين سوف يقتلون وسوف يدخل الإسلاميون كي يطلقوا رصاصة الرحمة عليها، و أن الكرامة و الحرية مجرد شعار إن لم يكن لديك ثمن رغيف.
لماذا وقفت مع الثورة إذاً؟
وقفت مع الثورة لأنّ داخلي كان يصرخ كما يصرخون ، فلم أخلق للعزلة و الانطواء خوفاً على أولادي ، و حتى مع هذا الخوف تعرّض أولادي للإقصاء بسببي.
كقانونية لم تتلق ثقافتها في القانون من الجامعة بل من القراءات القانونية باللغة الإنكليزية ، وكمحام كانت ترى الفساد بين القضاة وبين نقابة المحامين، و كفرد ليس لدّي مفاتيح للجمعيات الغذائية التي كانت توزع الخضار و اللحم، ولا حتى لبيوت ضباط الأمن الذين قد يمنحوني دعمهم مقابل ليلة، أو مبلغ مرقوم.
بسبب جميع ما ذكرت تراكمت الأحداث داخلي، رأيت نفسي لن أكون أكثر من صفر في بلد يسمونه زوراً " الوطن" ، حتى بين الأصدقاء و الأقارب ربما كان الجميع يحاول التفاخر، و هي عادة سورية ضد من " لا يملك السلطة و المال" .
لست مستعدة للدخول في نقاش أشرح فيه نفسي للآخر، أنا معجبة بي لذا لا أقرأ الانتقاد. تقولون: تلغين بذلك الآخر. أقول: نعم. أين كان الآخر؟
عندما قامت الثورة السورية كنت في دبي، قد لا يعجب الكثيرون أنّني أقول الأشياء باسمها. كنت أعمل في شركة تمتلكها سيدة-من الشيوخ- تتباهى بأن موظفيها من كل جنسيات العالم، وعندما أرسلت لي كي أتناول طعام الإفطار معها قالت لي: في كل صباح أتناول فنجان قهوتي و أنا أقرأ افتتاحية" نور الشرق" التي تكتبينها، وهي الصحيفة التي كنت أديرها لحسابها. عدت إلى المنزل ، بكيت. سألتني ابنتي ما بك؟ قلت لها: ليتنا في سورية نملك ما يملكه الإماراتيون لما كنا تركنا المكان. موهبتي -إن وجدت- ضاعت هناك. لا أناقش موقف الإمارات. أناقش وضعاً اجتماعياً.
تركت دبي منذ زمن بعيد ، أعيش اليوم في الغرب، وكلّي حنين إلى يوم ينتهي فيه الظّلم في بلادي، أعرف أن ذلك شبه مستحيل في الخمسين سنة القادمة على الأقل، فالتخريب الذي تم في سورية أكبر مما أن تصدّقه. عندما ترى عنصر أمن يعتدي على حرمتك تحتقر نفسك، لن أنسى يوم حوصر منزلي في القامشلي من قبل الآمن وهم يبحثون عن ابن أخ زوجي هيثم، وكيف قادوا زوجي إلى التحقيق.
هي ليست سيرة ذاتية، لكنّني سوف أعود إلى سورية عندما يتغير النظام لأقيم دعوى على نقابة المحامين بالدرجة الأولى، ثم دعوى على الأسد . لا يهم إن ربحت أم خسرت. أرغب أن أرى الأسد في قفص الاتهام ، و أناقشه في ولدنته.
لا تقتلوا الأسد، فهو جبان، و الجبناء لا يقتلون. يحتفظ بهم لوقت الحاجة كي يقولوا ما لم نسمعه منهم. سوف أقوم بتقديم دعوى على الأسد بقتل مليون سوري وتهجير عشرة ملايين سوري، فقد كسب الغرب مئات من ذوي الخبرة في سورية حيث صعب على الأسد قبولهم، هو لا يحب أن يرى طبيباً لأنه في الحقيقة ليس طبيب، و في النهاية: باتت النهاية قريبة، أنا في انتظارها، سوف أحتفل بها في سورية حتى لو كان النظام الجديد سيئاً، لأنّني أعتقد أنه لن يكون هناك أسوأ من الأسد.
ضعوه في قفص الاتّهام، ومرروا أهل المقتولين أمام القفص، فالجبناء يخافون حتى من ذكر اسم ضحاياهم.
النهاية قريبة جداً. لا تقتلوا الأسد كي نعرف من أنتم الذين سوف تأتون إلى السلطة، كان أغلبكم من ضمن أعوانه.
لا تقتلوا الأسد. دعوا الشعب السّوري يقرأ ذلّه عسى أن يكون له في ذلك عزاء.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذوا حياة السّوريين
- لن ينقذنا أحد
- جورج فلويد: لماذا يمنحني منظر هؤلاء المتظاهرين الشجعان المنه ...
- رحيل الأسد ضرورة إنسانيّة
- الغضب الاستعماري
- كيف سوف يكون رحيل الأسد؟
- كيف توفر آراء العالم غير الدينية العزاء في أوقات الأزمات
- مؤسسة الآغاخان
- إعادة تدوير الفساد في سورية الأسد، و ما بعد الأسد
- شراء الجنس
- ابق يقظاً! إنّه الوباء !
- قل لي أين تبيض أموالك أقل لك من أنت
- سوق الدّين، والدّنيا
- يجب على الأوروبيين والروس أن يتذكروا ما ربطهم ببعضهم البعض: ...
- دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة
- تبيضون بيض الحباري من طيز الدّلون
- كان هناك أكثر من روزا لكسمبورغ
- روزا ليكسمبورغ الثائرة التي لم تحظ بتكريم
- ليس بالضرورة أن تكون شفّافاً
- قراءتي للآخر


المزيد.....




- شد شعره وثبته من رأسه بركبته.. شاهد ضابطين يبرحان رجلاً ضربً ...
- المرصد السوري: مقتل شخصين في انفجار سيارة بالقرب من المركز ا ...
- اعتداء جديد على سياسي ألماني - ضرب نائب بحزب البديل في دريسد ...
- اكتشاف نادر: مرجان أحمر في مياه مضيق ماجلان الضحلة
- الشرطة الإسرائيلية تعلن مقتل قائد في وحدة اليمام الخاصة في ع ...
- -سي إن إن- تؤكد نقلا عن مسؤول مشاركة قوات أمريكية بالهجوم ...
- ماكرون: باريس وواشنطن -مصممتان على ممارسة الضغوط الضرورية- ع ...
- كيف أصبحت حرب غزة رمزا لمكافحة اليمين بالانتخابات الأوروبية؟ ...
- معركة تل الذخيرة.. يوم صمدت كتيبة أردنية أمام جيش إسرائيل حت ...
- مسجد المئذنة الحمراء.. معلم عثماني صامد في القدس


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - لا تقتلوا الأسد!