أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة














المزيد.....

دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6118 - 2019 / 1 / 18 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كوني أعيش في السّويد عليّ أن أفهم ثقافتها، وهذا ما أحاول فعله.
بعد 131 يوم من الانتخابات السّويدية التي لم تفض إلى اتفاق بين الأحزاب تمكن ستيفان لوفين اليوم من أن يصبح رئيساً للوزراء للمرة الثانية على التّوالي بعد الاتّفاق مع حزبين هما الوسط والليبرالي إضافة إلى حزب البيئة الذي كان بالأساس متحالفاً معه في الحكومة السّابقة . من باب اختبار نفسي ومدى فهمي في السّياسة كنت أستمع إلى تهديد الأحزاب لبعضها البعض، وأقول أن هناك ما يخيف. ومع أن كتلة الاشتراكي الديموقراطي كانت تزيد بصوت على كتلة المحافظين إلا أن الكتلة الليبرالية بزعامة المحافظين كانت تقول على رئيس الوزراء لوفين أن يستقيل. لأن حكومته فاشلة، أما خطاب لوفين فقد كان مختلفاً حيث طلب أن يشكل حكومة من تكتّل كبير يضم أغلب الأحزاب إلا حزب الوطني السويدي القومي، والذي يقال أنه ضد المهاجرين مع أن الكثير من أعضائه مهاجرين، وأنا شخصياً وصل إلى بريدي دعوة للانتساب له، لكنني لم أنتسب، فأنا لا أعوّل على الأحزاب القوميّة، ثم إنني حقيقة لم أدرك بعد كيف تسير السياسة السّويدية. لذا كنت مراقباً فقط.
كانت اللعبة شاقة ربما بالنسبة لي فقط، وأنا أحمل في عقلي الباطن ذلك البلاء الذي يحلّ بالخاسر، لكن خاب ظني. لوفين رفع شعار لا لحزب ديموقراطي السويد واتهمه بالجذور النّازية، لكن المحافظين لم يتحالفوا أيضاً مع حزب ديموقراطيي السويد في الظاهر بل من تحت الطّاولة. كان تحالف المحافظين يضم أربعة أحزاب هم المحافظون ، الوسط، المسيحي الديموقراطي، والليبرالي، لكنّ رئيسة حزب الوسط التي كان يتبعها رئيس الليبراليين رصدوا التأثير، فانفصل حزبان عن التحالف وهما الوسط، والليبراليين ، وقالا أن لديهما شروط لم تتحقق وهي ابعاد الديموقراطي الاشتراكي، لذا قد يصوتان لصالح ستيفان لوفين رئيس الاشتراكي مع بعض الشروط ، ومنها استبعاد حزب اليسار من النّفوذ ، وتمت اللعبة السياسية بعد أربع جولات انتخابية فاشلة لصالح رئيس الاشتراكي.
كانت رئيسة حزب الوسط هي اللولب في العملية حيث حاربت بحزم الديموقراطي السويدي، وطالبت تحالفها بعدم الخضوع لتأثيره، وفي أول لقاء على التلفزيون كان يضم الديموقراطي السويد . تحدث رئيسه بأسلوب غير محبّب عن اللاجئين، فضربت يدها على الطاولة وقالت كيف تقول ذلك ، فرد فيما بعد قائلاً : "أني لوف يكفي تفتحي باجوقك"، واليوم علق على لباسها فقال : "أصبحت منهم "أي من الاشتراكيين كونها لم تلبس الأزرق فأشارت إلى ربطة عنقه الحمراء. أما حزب اليسار فقد عقد رئيسه مؤتمراً صحفياً قال بلا قاطعة" لن ننتخب لوفين لأنه قبل أن لا يكون لنا نفوذ-إن لم تتغير الشروط-"وبعد المؤتمر الصحفي ذهب فوراً إلى لوفين حسب مصادر إعلامية، وبارك له ربما. ثم قال للإعلام جرى بيننا اتفاق لذا سوف نقبل به.
عندما كانوا يقولون سوف نقبل بستيفان لوفين رئيساً كنت أعتقد أنهم سوف يصوتون معه. هم قالوا نعم، ولم يشاركوا في التصويت ، والأمور محسومة إن امتنع عن التصويت عدد المهم أن لا يحصل المنافس على الأصوات المطلوبة.
خلال المئة وواحد وثلاثين يوماً كنت أقرأ لغة الجسد، واللغة المحكية، وأعجبت برئيسة حزب الوسط التي كانت صادقة، ومع أن حزبها صغير نسبياً لكن تأثيرها كان حاسماً. آني لوف: نفتقد في سورية إلى امرأة تشبهك!
أما ستيفان لوفين رئيس الوزراء فكان لا يطلق تصريحات عبثية بل يعمل بكل جهده كي لا تسقط السويد في مستنقع القومية الترامبية، والشوفينية الجديدة في أوروبا أقول له أيضاً: هكذا هم رجال السلطة. نفتقد شخصاً يتفهم الخطر.
أما حزب اليسار والذي كان واضحاً أنه يدعم الاتفاق لأنه ضد ديموقراطي السويد فقد سمعت رئيسه مرة يقول: " أتمنى أن أموت ولا يفوز ذلك الحزب القومي" فقد أربك رئيسه حزب المحافظين فقال: "هناك اتفاق سري بيننا وبين الاشتراكي الديموقراطي". كان ذكياً بما يكفي كي لا يسمح للأحزاب اليمينية المتطرفة بالصعود. أقول له: ليتنا نجد من يقارن بين مصلحة وطنه وبين تخليه عن المنصب في وطننا.
وأما رئيس الليبراليين الحالم بالفن والأدب والمستقبل والذي كان شعاره أوروبا أكثر أقول له: أحبّك كشخص حالم. كم نحتاج إلى من يحلم بليبرالية مثلك، وأقول للسويد : من يملك تلك الذخيرة البشرية لن يتراجع. تحية للحكومة الجديدة في يوم ولادتها.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبيضون بيض الحباري من طيز الدّلون
- كان هناك أكثر من روزا لكسمبورغ
- روزا ليكسمبورغ الثائرة التي لم تحظ بتكريم
- ليس بالضرورة أن تكون شفّافاً
- قراءتي للآخر
- أكرّر نفسي
- كوني أنت وإلا لن تكوني أبداً
- أساليب التّرهيب عبر الحضارات
- ملكة الفطائر
- تهرب الأشياء منّي
- اعترافات
- تداعيات أفكار مقلقة
- حول التّعصب-مقال مترجم-
- مقارنة بين فرويد وماركس-ترجمة-
- قبل الرّحيل ببرهة
- مارح إنحني
- ابنة الأيّام
- أزرعني بين أشجار الورد
- فلتقرع أجراس الميلاد إذن
- صدى حديث النّساء


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - دور الأحزاب الصّغيرة في السياسة السّويديّة