أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفساد المالي ظاهرة تتجذر ومعالجات ناقصة.














المزيد.....

الفساد المالي ظاهرة تتجذر ومعالجات ناقصة.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6586 - 2020 / 6 / 7 - 01:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التعدي الصارخ الذي نشهده اليوم على أساسيات ومهمات العمل السياسي والحكومي والاداري في العراق وخاصة في الجانب المالي، يمثل نكسة كبرى لمفهوم الوظيفة الحكومية وتعدي على أخلاقيات الوظيفة العامة التي تشترط القوانين والدستور على حمايتها قبل حماية الموظف نفسه، المال العام له حرمة دستورية سنها دستور 2005 وأعتبر مبدأ المحافظة عليه وصيانته وتنميته واجب على المجتمع والفرد، الفساد المالي وما يمثله من خرق وتجاوز على الحق العام الذي يمثل بتكوينه وعائديته لكامل الشعب العراقي إنما هو تصرف عدواني ضد الشعب وضد توجهات المسئولية الفردية والجمعية التي يجب أن يتحلى بها الموظف كونه أجيرا بمقابل عند المجتمع، سواء كان هذا التعدي مادي يعني (قيم نقدية ورأسمالية) أو ما يمثله بالشكل المعنوي (أستغلال السلطة) الذي لا يخرج أيضا من أنه خرق لعلاقة الشعب كركن من اركان الدولة بالسلطة والحكومة والنظام السياسي.
والظاهرة الاغرب من كل هذا مع التعدد والتنوع في اجهزة الرقابة ومع إقرارنا بتقاطع اعمالها بالرغم مما تستحوذ عليه من امكانيات ودعم وتشريعات قانونية، وتعدد الارتباطات الموكلة لها بالرقابة والتفتيش وملاحقة أوجه الإنفاق والصرف من قبل ديوان الرقابة المالية إلى القضاء الى هيئة النزاهة الى لجنة النزاهة بالبرلمان الى دائرة المفتش العام سابقا الى دائرة الرقابة المالية في البنك المركزي الى هيئة التدقيق والمقايسة والى الجهات الضرائبية والى ما شاء الله من اجهزة متابعة ورصد، إلا ن الفساد الاداري والمالي لم يتمكن أحد الإمساك وملاحقة المجرمين الأصليين ومعرفة خيوط تمدده، لذلك يزدهر ويتنوع ويتمدد دون علاج حقيقي وجاد لوقف هدر المال العام وضبط حركته في الحدود الدنيا على أقل تقدير، واصبح لكل فرع من فروعه وانواعه مختصين وخبراء استراتيجيون وتكتيكيون ينظرون ويبررون ويحمون رؤوس الفاسدين الكبار، وحتى القضاء الذي هو خط الصد الأخير الذي يمكن الوثوق به أصبح وتحت تأثيرات العمل السياسي مشلولا بشكل فاضح من أداء دورة الأساسي في مكافحة الفساد والمفسدين.
في الفترة الاخيرة اصبح الحراك السياسي العراقي لمواجهة التململ الشعبي والرفض الوطني لظاهرة الفساد خاصة بعد أشتداد الأحتجاجات الشعبية ومطالب الشارع المنتفض، أصبح اليوم هذا الحراك يقوم على مبدأ الابتزاز والتناحر المتوازن بين أطراف العملية السياسية المتحكمة بالأقتصاد والمالية والوظيفة العامة، مثلا حينما تقوم أو تعلن دائرة تفتيشية ما عن وجود ملفات فساد ضد وزراء او مسئولين كبار وانها جاهزة لكشفها، تتحرك تظهر الجهة المقابلة المعنية بالاتهام ومن خلال قناة تفتيشية اخرى لتعلن خط الامان لها، وتدعي ان لديها ملفات واسماء تعود للجهة الاولى لتجري بعد ذلك عملية التستر والتغطية والمساومات بينهما وصولا إلى مبدأ التفاهم، فما يمضي بعض الوقت حتى يتم التفاهم على غلق الموضوع من الجهتين على أن ما جرى إعلانه مجرد تسقيط سياسي لا صحة له ولا أساس، وينتهي الموضوع بتجميد الرقابة والمحاسبة حتى وقت أخر والمتضرر الوحيد هو المواطن وأقتصاده المتدهور نحو الأسوأ في كل مرة.
هذا التعامل اللا اخلاقي واللا وطني بما يمثله من ترسيخ وتقنين الفساد في العراق إنما هو في الحقيقة إعلان سياسي وقانوني وتشريعي بأن الفساد والفاسدين محميين لقوة ونفوذ الكتل السياسية وزعماء الأحزاب من ورائهم، وهذا ما يحتاج إلى متابعة حقيقية من قبل القوى المدنية والديمقراطية قبل أي جهة رسمية أو قضائية والأستمرار بفضح الفاسدين أيا كان أنتمائهم، فليس هناك فاسد فوق القانون وليس هناك فاسد ممكن التسامح معه لأنه ينتمي إلى س أو ص، إن حركة الرقابة الشعبية بكل ما تملك من زخم وحرية في التحرك على أكثر من مستوى هو تحرك يمثل انحيازها الصحيح والمسؤول للشعب وثروته ومستقبله وحاضره، وهو معيار الوطنية الحقيقية وليست تلك الاسماء والشعارات هي التي تعلن عن الوطنية وتمارس خلافها في الواقع، نحن اليوم بحاجة الى ممارسة الرقابة الشعبية رصدا وكشفا ومتابعة والسير في فضح الفساد ورموزه الى اخر مرحلة وخاصة من الاعلام الحر والاعلام الاليكتروني ومن خلال تعاون وتنسيق هذا الحراك الوطني لوضع نهاية سريعة لنخر الأقتصاد الوطني وتعطيل الحياة العامة وبناء دولة المؤسسات وأحترام القانون.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولادة عالم ما بعد الكورونيالية الجديد
- سؤال ومسائل....
- الحدث الأمريكي نتيجة ضغط مجتمعي أم حتمية تأريخية.
- الملا والملاية والملائية في المجتمع العراقي.
- عنصريتنا وعنصريتهم
- ما هو أفق الأقتصاد الذكي
- رواية ( عرف الديك) ح2
- تحرير القدس مفاتيح وأوهام بين الممكن والمستحيل
- العالم وشروطه في سورة غافر
- نظرية البدء والعودة في سورة الروم
- روايتي الجديدة ( عرف الديك) ح1
- شذرات فكرية في سورة النمل
- مظاهر السلطة والتسلط في المجتمعات الدينية
- الزمن والزمن الأخر في سورة المؤمنين
- ثلاث دروس من سورة الحج
- نسخ أم فسخ
- المغضوب عليهم والضالين
- صورة الحياة الأخروية في النص القرآني
- سورة الكهف بين الصورة والتصور
- منهجية الدعوة لله في سورة الإسراء بين الترغيب والتخويف


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس علي العلي - الفساد المالي ظاهرة تتجذر ومعالجات ناقصة.