أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عبدالله - الفدرالية في خدمة الصهيونية : لبنان نموذجا














المزيد.....

الفدرالية في خدمة الصهيونية : لبنان نموذجا


عبدالله عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 11:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جسدت حالة هروب عملاء جيش لحد من الجنوب إلى الكيان الصهيوني بشكل مذل الضربة القاضية لليمين اللبناني الانعزالي بعد ضربات كبرى لهم مثل اغتيال الخائن بشير الجميل أو سقوط قصر بعبدا وهروب الجنرال ميشال عون خارج البلاد. خسر اليمين كل رهاناته وأحلامه التي بنيت على أساس تقسيم لبنان إلى كيانات فاشية طبيعة تشبه الكيان الصهيوني. وهذا ما كان يعجب به شخصياً زعيم القوات اللبنانية، بشير الجميل الذي يجاهر بحبه للنموذج الصهيوني وكيفية قيام ما يسمى (دولة إسرائيل) عبر العصابات الصهيونية.

لم تكن الخسارة حالة محلية لبنانية، بل أيضاً إقليمية وعالمية حيث كانت الامبريالية العالمية تدعم هذه الحالة الشاذة داخل لبنان منذ إجباره على دخول حلف بغداد لمواجهة الحالة الثورية في المنطقة العربية. حينها صعد نجم رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، الذي قدم نفسه كبديل جيد للإمبريالية عبر وضع الأمن الاقتصادي اللبناني تحت تصرف الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، مقابل دعم مشاريعه التجارية داخل لبنان والعالم، وتحويل لبنان من بلد يجب أن ينتج إلى مستهلك ومستورد يستعين بالخارج من أجل توفير دَيْمومتة. في تلك الفترة، كانت الامبريالية العالمية، تريد فرض الكيان الصهيوني الغاصب عبر منتديات السلام والحوار خصوصاً بعد نجاح اتفاقية أوسلو التي تنازل عبرها ياسر عرفات عن ثوابت قضية الشعب الفلسطيني.

وجدت الإمبريالية ضرورة ملحة في إسقاط الدول العربية، التي تمثل التهديد المباشر على أمن وكيان الاحتلال الصهيونية مثل حالة العراق الغني بموارده وثرواته الطبيعية ووحدة كيانه ومكوناته، عبر إسقاط نظامه السياسي (الذي هي من دعمته للانقلاب على الزعيم عبد الكريم قاسم). ولكن نجاح السقوط يكمن في التعاون الاستراتيجي الأمريكي – الإيراني - الإسرائيلي الذي بدأ في الأصل منذ صفقة إيران غيت. فمنذ الحصار الجائر على الشعب العراقي، كانت قنوات التواصل بين الولايات المتحدة وإيران مستمرة حول دعم المعارضة الشيعية العراقية في المطالبة بكيان شيعي مستقل عن العراق، ودعم لوجستي وعسكري للانفصال الكردي، ومن دون شك دور بارز للإخوان المسلمين في زرع الأفكار الخبيثة داخل أبناء العشائر السنية في معاداة الشيعة والكلدان-الأشوريين والكرد. من أجل تجهيز الأرضية، للاقتتال الداخلي في العراق، وإخضاع الشعب لقبول الكنتونات المذهبية الطائفية وبل إقناعه بأنها هي الحل الجذري والأمثل لبقائه على أرضه.

كان النموذج العراقي هو البوابة لعودة أحلام اليمين الانعزالي اللبناني ولكن هذه المرة عبر عمائم الليكود من قم إلى بيروت، حيث كان هدفهم الأول هو ضمان المحافظة على المكتسبات التي حصلوا عليها تحت سقف الاحتلال والتواجد العسكري الأمريكي في المنطقة.
سعى الإكليروس الشيعي بقيادة مرجعية بريمر في النجف آية الله السيستاني، منذ اللحظة الأولى للاحتلال إلى فصل شيعة المنطقة عن محيطهم العربي المشرقي، من أجل تحويل المذهب الديني إلى اثنية تشابه حالة اليهودية السياسية، مثلما كانت تفعل المارونية السياسية.

ومن دون شك، نجح أمين عام حزب الله حسن نصر الله في الهيمنة على الصوت الشيعي اللبناني، والتسويق لفكرة كانتون (الضاحية) بين كل اللبنانيين على أنها النموذج الأمثل الذي يحافظ على وجودهم واستقرارهم وخصوصاً لدى الزعامات المسيحية اليمينية المتطرفة التي تجد الحاجة في التعاون والانفتاح على حزب الله، لعودة أحلامهم في بناء كيان طائفي خاص بهم. وهذا ما بدأ منذ انتهاء الحريرية السياسية بفعل اغتيال رفيق الحريري. كما أن التحالف المباشر بين أكبر الأحزاب المسيحية (التيار الوطني الحر) وحزب الله أنتج ما يعرف باتفاقية مار مخايل بين والتي تؤكد على ضرورة عودة عملاء جيش لحد من فلسطين المحتلة إلى لبنان، (وقد عاد منهم المئات عبر مطار بيروت الدولي) هي مؤشر على عودة الطرح الصهيوني داخل الكيان اللبناني. كما ابتكر حليف حزب الله، إيلي الفرزلي بدعة (القانون الأرثوذكسي) الذي يقسم لبنان إلى دوائر مذهبية الملفت أنها لم تعجب حزب الله والتيار الوطني بل حتى خصومهم مثل حزب القوات اللبنانية الذي يمثل الإيديولوجية المافيوية لليمين المتطرف. بالإضافة إلى، القانون النسبي الذي فرضه صهر رئيس الجمهورية جبران باسيل، والذي قسم بيروت إلى غربية وشرقية (إسلام-مسيحيين) ما هو إلا فصل من فصول زرع بذور الانقسام الذي يعمل من أجله عمائم الليكود في لبنان والمنطقة خدمةً للمشروع الصهيوني في المنطقة. ولصفقة القرن التي بدأت رسمياً منذ لحظة تسليم القدس بأكملها للكيان الغاصب مع الجولان السوري العربي المحتل.

اليوم، وعبر المفتي الجعفري قبلان الذي وجه رسائل مباشرة لكافة الأطراف اللبنانية أن العقد الاجتماعي المعتاد بين طوائف جمهورية الموز انتهى. منح هذا الحزب أكثر امتيازات من قبل وإلا مشهد الحرب الأهلية اللبنانية سوف يعود.
ترافق مع خطبة العيد للمفتي الجعفري أصوات يسارية ومدنية تروج للفيدرالية اللبنانية والتقسيم المباشر، عبر مقولة فدرلة لبنان وتقسيم سورية والعراق. هذه المعادلة الخطيرة التي عادت للمشهد تستند إلى مخططات صفقة القرن التي وضعت على خارطة الطريق للإدارة الأمريكية في إعادة رسم المنطقة بعد انتهاء صلاحية سايكس بيكو.

باختصار ما يمكن قوله ويجب الاعتراف به أن الإكليروس الشيعي اللبناني (الثنائي) نجح في التفوق على المارونية السياسية في تقسيم لبنان إلى دويلات مشابهة لطبيعة الكيان الصهيوني.
على خارطة المشاريع التقسيمية والانفصالية. وتسليم جبهة الجنوب للقوات الدولية (التي تعمل لحماية الكيان الصهيوني)، وساهم في الافراج على العملاء وعودتهم من دون محاكمة تذكر.

إذا استطاع الثنائي أن يفرض الفدرلة في ظل الاشتباك العالمي والإقليمي مع الكيان الصهيوني والمشاريع الرجعية الأخرى سيكون هذا الإعلان تصفية القضية الفلسطينية ودفع لبنان ليصح عراب صفقة القرن في المنطقة.



#عبدالله_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصارف في دائرة الإستهداف : شبح علي شعيب اذ يعود
- سيدة الصباح البهي
- أنا دمشق
- متى تسقطين تفاحة ؟
- سورية بين زمنين -حركة 23 شباط والحركة التصحيحية-.
- منوعات في الحب والحياة
- اتحاد الالهة
- النوم في حلم الحبيبة
- حماس فرخ سلطة
- مرشد شبو
- النضال اثوري المسلَّح
- أنت كل المؤنث
- على أمل اللقاء يوما
- ابليس الثائر الشجاع
- صديقي المخبر
- طوبى للثائرين
- السمراء
- الملك الغراب
- خمر النبوءة
- نبي الخمرة


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عبدالله - الفدرالية في خدمة الصهيونية : لبنان نموذجا