أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة














المزيد.....

الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6577 - 2020 / 5 / 29 - 02:34
المحور: الادب والفن
    


الاغتراب في مجموعة
الحاجة إلى البحر
أمين دراوشة
عندما يعكس الأدب حالة الاضطراب التي يمر بها الإنسان، فإن هذا مؤشر على هناك من يكتب من الواقع، لكن بما أننا في غالبيتنا نعاني، فإننا (نهرب) إلى الفرح، من هنا تجدنا لا نرغب الأدب القاسي والمؤلم ولا نريده، لهذا على الكاتب/القاص أن يجد مخارج/طريقة يوصل فيها مضمون الألم بأقل الأضرار، فكيف استطاع القاص "أمين دراوشة" أن يقدم فكرته قاسية في مجموعة "الحاجة إلى البحر؟.
حجم القصص القصير أسهم في تخفيف من حدة القسوة، فالمجموعة بمجملها جاءت من خلال سبعين صفحة، كما أن حجم القصة الواحدة لا يتعدى الصفحتان ـ إذا ما استثنينا قصة "أشواك"، خمس صفحات ـ وهذا أتاح للقاص أن يقدم فكرته بأقل عدد ممكن من الكلمات والأحداث.
كما أن البساطة والسهولة التي استخدمها القاص، أسهمت في قبول القارئ للفكرة، وإذا تتبعنا المجموعة، نجد القاص يستخدم اللغة العادية، اللغة التي نتداولها فيما بيننا، فهناك الكثير من القصص تعكس الثقافة الدينية التي نستخدمها في حدثينا/كلامنا، مما سهل وصول الفكرة لنا.
وبما أن القاص يعالج الكثير من القضايا الاجتماعية التي نعانيها ونمتعض منها، فأنه (شفى) صدورنا، ولبى رغبتنا في كشف الفساد والمفسدين، من هنا نقول أن المجموعة من ناحية فنية استطاعت أن تقدم مادة قاسية بطريقة سهلة ومقبولة، وهذا يحسب للقاص "أمين دراوشة".
سنحاول أخذ نماذج من المجموعة لتبيان ما جاء سابقا، فنجد الاغتراب/القسوة في فاتحة القصص، جاء في بداية قصة "النحلة": "يحدق في المرآة ثم يبصق. يا للجحيم" ص13، وجاء في قصة "الاختيار": "يسير بلا عناية، تائها بحلم بشيء يغير مجرى حياته" ص14، وفي قصة "المهاجر": عجز عن استيعاب سبب فراره من الجنة إلى الوحل منذ سبع سنوات وهو غارق حتى جبهته في القذارة" ص36، مثل هذا الفواتح بالتأكيد مزعجة للقارئ، وتجعله ينفر، لكن بما أنها جاءت بلغة أدبية، فإنها جعلته يشعر بأنها تعبر عما فيه من الألم، بمعنى أن القارئ يشعر بأن "أمين دراوشة" يعبر عنه، يتكلم بصوته، بألمه.
ونجد الثقافة الدينية حاضرة في الكثير من القصص، جاء في قصة "حثالة": "أرتد بصرها خائبا، وخاسئا،" ص26، وفي قصة "صداقة" وتتوهون في غياهب الجب سنسن لا عد لها/ سر، فقد وضعنا عنك وزرك، ووسعنا عيشك، وشرحنا لك صدرك، قم فأنذر" ص46و47، وفي قصة "لذة الألم": "حي على الفلاح" ص48، بهذه اللغة قربنا القاص من المجموعة، كما أنه الطريقة الأدبية التي جاء بها التناص مع الآيات القرآنية والثقافة الدنية كانت جميلة وناعمة، وبما أنها كانت تخدم فكرة القصة، كل هذا جعل المضمون القاسي يصل بأقل الأضرار.
نحن المظلومين بحاجة إلى تعرية الفساد والمفسدين، فعندما نجد من يتحدث عن هذا الأمر، فإننا نشعر بالراحة، فهناك من يتحدث عنا وبهمومنا، في مجموعة "الحاجة إلى البحر" يعري القاص المنظومة الصحية والطريقة (الوحشية) التي يُعامل بها المواطن، في قصة "بلاد العقلاء" نجد (طبيب) همجي يتعامل مع المرض وأهل المريض وكأنهم دون البشر: "... وبعد عمل الصورة غالية التكاليف، ألقى الطبيب. المعتد بنفسه، نظرة على الصورة وقال: وقد بانت على محياه ابتسامة الانتصار، كما قلت توقعت، ليست هناك أية فائدة منه، فلا تضيعوا أموالكم هباء، ثم هرول إلى خارج الغرفة، حيث المرضى المتكدسون وأخذ بالصراخ، أنا لن أعمل بعد الآن، أنا لم أنم منذ ثلاثة ايام،، أنا سأستقيل، أنا.." ص5، فمثل هذا المشهد ـ رغم قسوته ـ إلا أنه يلبي رغبة القارئ في كشف (الخلل) في طريقة تعامل الجهاز الصحي الرسمي مع المواطن.
يستوقفنا عدم وجود قصة تحمل عنوان المجموعة، فقد جعله القاص آخر فقرة في قصة "بلاد العقلاء" التي تتحدث عن الطفل الذي قال عنه الطبيب "لا فائدة منه" فيسافر والده إلى "بلاد العقلاء" وهناك يصعد ابنه على الشجرة، مما يجعل معلمته تبكي خوفا عليه، لكن والده يقول هذه الفقرة : " سيهبط حين يشعر بالحاجة إلى البحر" ص7، واعتقد أن هذا له علاقة بالرمز، فالقاص أراد لمجموعته أن تأخذ فضاء أوسع، ولم يرد حصرها/تحديدها باسم قصة، لهذا اختار هذا العنوان الأدبي والذي يأخذ القارئ إلى التخيل والتحليق.
المجموعة من منشورات مركز أوغاريت الثقافي، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى 2007.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المضطربة في رواية -الغربان والمسوح البيض- منى جبور
- عظمة التاريخ في كتاب -فخر الدين إن حكى- عزيز الأحدب
- ماياكوفسكي الليلة الأخيرة
- المرأة في رواية -هناك في شيكاغو- هناء عبيد
- وتبقى أشجار الكرز تزهر في قلبي دوما -سمير عيسى الناعوري-
- الشعر في ديوان قم واعتذر للبرتقال رضوان قاسم
- كميل أبو حنيش رتل هذا النشيد
- حجر يعبد لطفي مسلم
- كميل أبو حنيش -لعلي أعود نهارا
- عائلة من الروهينغا مصطفى القرنه
- ذاكرة ضيقة على الفرح سليم النفار
- رواية -صناء مدينة مفتوحة- محمد أحمد عبد الولي
- عالم الشاعر سميح محسن في مجموعة -غبار على مرايا البحر-
- إسماعيل حاج محمد وحروف المد
- تفشي الثقافة الهابطة والرجعية
- الفرح في رواية -من أنا- شذى محمد الشعيبي
- الفلسطيني والاحتلال في رواية -جدار في بيت القاطرات- مصطفى عب ...
- الثقافة الدينية في ديوان سدرة المشتهى إياد شماسنة
- -نحن الوباء وأنت يا ملك الملوك لنا الدواء-
- على سجادة من الغيم سامي الكيلاني


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الاغتراب في مجموعة الحاجة إلى البحر أمين دراوشة