أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - حوار ..














المزيد.....

حوار ..


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1585 - 2006 / 6 / 18 - 11:09
المحور: الادب والفن
    


أخاف أ ن أعود .. ولن تعرفني قريتي
ضيعتي .. بلدتي .. أضحت مدينة
عوالم .. حارات .. شوارع جديدة ,
أناس كبروا
وأناس رحلوا
أطفال الماضي , ليسوا أطفالا
وشباب الماضي , رجال اليوم ...؟

كل شئ كبر وشاخ
وفاض المجهول .. والمعلوم
ربما لا أعرف شيئا .. !
أخاف أن أعود لتلك البيوت المهجورة
والحانيات الخربة
والسقوف الرثّة .
أخاف ان تصيح في وجهي
ماذا تريدين مني
ماذا تريدين .. يا أنت ؟
من أنت ... ؟ ؟

لا أحد يعرفك هنا .. اليوم –
اليوم , لا أحد يعرفك ... !
لا الأرصفة والساحات
ولا البيوت والطرقات
لا الشوارع ولا المؤسّسات والجمعيّات
والأبنية والفيلاّت
والأطفال .. والروضات .
الحقائب تعرفك .. والأثقال والأتعاب
والقطارات
فقط , والمطارات
العواصم تحضنك .. والطائرات
الموانئ .. والأرصفة .. فقط لك –
تعرفك المدن البعيدة .. وسواحل الجزر والقارّات .
الأسواق والمكتبات .. تأويك ,
والغرف الصامتة الغريبة , واللغّات ..
بعيدة عن فهمنا والقرارات
تحيط بك من كل الجوانب
تمنعك ...
من قطاف سلال السفر
وجنى الزمن .. والعمر
وتطوّر العصر . ..

فأنت مع الغرباء .. تسكنين
ومع المشرّدين .. تصنّفين
مع اللاجئين والمهددّين
والمنفييّن
مع الموزّعين .. تعيشين ..
مكتوب إسمك , في لوح , في قائمة
المحرومين من حقوق الإنسان
ألا تدرين .... ؟؟ !
لا يعرفك أحد
لا يعرفك أصحاب القصور .. هنا
والشركات
وتجّار الوطن .. والمافيات
ولا أصحاب القرار .. والنفوذ
ولا من باع الذمم
ولا من عشق , أو اشترى كراسي الدمّ ... !؟

ماذا تريدين يا ابنتي ؟
ولما أتيت بعد هذا الغياب .. ؟
لم يبق سوى أثار خطوات ..
ومبادئ .. وقيم
واّثار بيوت .. واّثار أدراج
ومزارع .. وكروم ,
وصدى مدارس .. وساحات تعرفك –
صدى واّثار دبكات وأهازيج , و بقايا رفيقات
أعراس وأفراح واجتماعات
ومهرجانات ..
تعرفك .. تتذكّرك .. ياابنتي
يا ابنتي .... ! !


لا لا .. لا يا بلدتي .. يا حبيبتي
لالا يا بلدتي قيثارتي .. قرنفلتي
أغنيتي نشيدي ندائي .. و قبلتي
زهرتي البريّة أنت ..
لا تقولي ذلك يا حبيبتي
فأنا ما زلت إبنتك ,
لا تقولي هكذا ..
فأنا إبنة هذه الأرض
إبنة هذه القلعة
إبنة هذه التربة
والبقعة .
سأظلّ أصرخ وأصرخ وأصرخ
وأنادي في الطرقات المفتوحة
نحو المدى .....
هنا هنا .. هنا بيتي .. هنا بيتي
هنا بيتي .. وخطوتي .. وصوتي
وكفاحي ونضالي .. وحريّتي
هنا دمعتي .. وعرقي
هنا ولادتي , طفولتي , وشبابي
حزني .. وفرحي .. وابتسامتي
هنا .... هنا :
سيظلّ لي بيت .. وجدران
سيظلّ لي حبّ .. وإخوان
سيظلّ لي وجوه .. وأحباب
سيظلّ لي شمس , وساحة , ومكان
سيظلّ لي قبلة وأمان
سيبقى لي قبر وأموات
طلاّب ورفاق .. وجيران
رمز .. وإنسان
أيقونة .. صورة .. قنديل
فانوس , مصباح , وسراج
وشموع في كل مكان
في كل مكان ...... ؟!

تعرفني وأعرفها بلدتي
بلدتي تحبّني .. وأحبّها
تحضنني .. وأحضنها
أقبّلها .. وتقبّلني
وأنام ..
بسلام سأنام
بسلام .. سأنام
بحبّ .. وفرح .. واطمئنان سأنام
كطفل وديع سأنام
بدفء وحب وفرح
سأنام
سيضئ الليل مصابيحه .. نجومه
وسأنام ..
على صدرها سأنام
سأنام سأنام
سأنام ... ! ----------- فجر الأحد بعد سهر طويل شباط – فبراير – لبنان – 1995



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي - تتمّة
- من الرائدات .. السيّدة هدى شعراوي . صفحة من التاريخ
- إلى إخوة وأخوات , وأمّهات .. مايا جاموس
- الحوار المتمدّن .. بريدنا إلى الوطن , والعالم .
- التجديد والتغّيير .. التحدّي الكبير أمام الشعوب والأنظمة ؟
- دم دم .. عم تشتّي ( العولمة ) دم ؟ - لا مكان للغراب بيننا
- صرخة .. وبشارة
- تتمّة - تحية وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب
- تحيّة وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب
- ماذا ستحمل لنا رياح الصيف القادمة ؟
- أيّار .. أنشودة الحياة والحريّة
- إلى شهيد الكلمة الحرّة الكاتب عبد شاكر .. يبقى إسمك .. تبقى ...
- الحوار المتمدّن - فرحنا .. وربيعنا
- صباح الجلاء وطني .. صباح الربيع 17 نيسان .
- اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8
- اللّعب وأثره في التربية .. مرحلةالطفولة - 7
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 6
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- فصول .. أنا هنا أجنبيّة , ولكننّي أمميّة


المزيد.....




- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - حوار ..