أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مريم نجمه - اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8















المزيد.....

اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:28
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


اللعب واثره في التربية .. القسم الأخير – 8
البيت هو المدرسة الأولى للطفل , وكما قال نابليون حينما سئل , في أي سن يجب أن يبدأ بتربية الولد ؟ أجاب : " قبل أن يولد بعشرين سنة " . المقصود بذلك يجب تربية أمّه . كما قيل : إن الطفل صورة أمّه " .
الذي دفعني إلى كتابة هذا الموضوع ( موضوع اللعب والطفولة ) هو تبيان الفرق لألعاب الأطفال بين الأمس واليوم .

عندما شاهدت ألعاب الأطفال على جهاز ( الكمبيوتر والأنترنت ) التي يتحلّق حولها الأطفال بشغف لساعات دون ملل , وفي غفلة عن أهلهم , أو بوجودهم , راقبت بعض هذه الأفلام والألعاب كعادتي- أحبّ أن أطّلع على كل ما يصدر عن الإعلام , طبعا حسب ما يمليه علي الوقت ...
ما أذهلني أن الكثير من هذه الأفلام لا تصلح للأطفال , لأنها من الثقافة و الفنّ الساقط , مليئة بالمغامرات الفردية والعمليات اللامشروعة كعملياّت السطو والعنف والجنس والمطاردة بالسيارات والصواريخ العابرة لكل شئ والخطف والقتل , وتنتهي معظمها بدماء الضحايا التي تفرش وتصبغ الأرض مع الأصوات الموسيقيّة التي تمجّد العملية أي عملية القتل , وتعجبهم الأصوات والحركة فيكرّروا ويكرّروا دون توقّف وهم مبتهجون فرحون بمنظر الدم الذي يتكرّر !؟

تماما كما يتكرّر مشاهد الدمّ والقتل اليومي في فلسطين والعراق وووو .... الذي أصبح طقس يومي ؟؟؟؟؟!!! هذه الصور المرعبة واللاأنسانية , كانت بعيدة كل البعد عن ألعاب الطفولة البريئة الإنسانية التي عرفناها في الريف والمدينة قديما , والتي أضحت منسيّة تماما لدى الأجيال الجديدة أسيرة الحروب والإجتياحات الإعلامية ل ( نظام العولمة ) الجديد والتقدّم الأميركي المزعوم الذي يصدّر لأطفال العالم هذه الأفلام ويمارس قصفه الإعلامي اليومي ضمن برامج مركّزة ومدروسة باتّقان تماما للهيمنة على عقول الناس في شتّىأنحاء المعمورة ؟
حالا قررّت أن أكتب حول هذا الموضوع الذي اقلقني وأدركت أخطاره القريبة والبعيدة على تفكير الطفل , وماذا يهيأ للطفولة في العالم ككل وليس لوطننا العربي فقط.
الاّثار النفسية والفكرية والإجتماعية التي يراد زرعها وبثّها في عقول الأطفال واليافعين , لكي يتقبّلوا كل مايجري حولهم من سفك دماء بريئة واعتداءات على الشعوب واغتيالات واغتصاب وتهديم وقتل ووحشية تطال الإنسان في كل مكان . ؟

الدماء .. الدماء .. دم.. دم .. " حتى إلى هنا لا حقتنا مناظر الدمّ ".. إلى ألعاب الأطفال ... إلى الكمبيوتر .. ؟ إلى البراءة .. إلى الملائكة ؟ إلى رجال المستقبل ؟ هل نربّيهم على مشاهد الورود والإخاء .. أم بالعدوانية والقتل والدمّ ؟
سؤال صعب ومهمّ .. يحقّ لنا أن نسأل عن كل مايدور حولنا من صغيرة وكبيرة .. ..
هذا شئ خطير جدّا بنظري واعتقادي , أنه ليس عبثي أو عشوائي وغير مدروس بالنسبة للجهات التي تشرف على هذه البرامج ..؟ بل هو أبعد وأكثر من ذلك .. لا أستبعد أن تكون وراءها جهات سريّة غامضة وتنظيمات عالميّة تشرف وتكتب وتصدّر لهذه الأجيال .. أجيال العولمة الأميركية واستباحة الشعوب لأمنها وسلامها لغسل أدمغتهم منذ الصغر وإدخال ثقافة الجنس والقتل والدماء والضحايا منظر طبيعي واعتيادي ؟ بتخريب عقول الأطفال والإستهانة بالدماء والقتل كما يحدث يوميا في مدن ومخيّمات وساحات فلسطين والعراق ,وقبلها كما دمّرت أفغانستان ولبنان ويوغسلافيا وغيرها وغيرها ؟ كل ذلك لكي يعتاد الأطفال على مناظر الدماء والعنف والإعتداء , إنها مناظر مؤذية لعين الطفل والتي تسرق براءته وتخرّب خياله , دون التذمر أو الأستنكار تماما كما يحصل في أوطاننا المستباحة لكل من هبّ ودبّ من الإحتلال الأجنبي إلى الإرهاب السلطوي الحكومي والإرهاب السياسي الظلامي والتكفيري والشوفيني العنصري إلى .. إلى ....
أصحاب شركات ومافيات السلاح والحروب يروّجون ويمهّدون بكل الوسائل والدعايات والطرق لكي يكملوا إفتراس وتخريب العالم وكوكبنا الجميل وإنسانه المسالم ..
منظّمات العنصرية والشوفينية والإحتلال يهلّلون لإبادة الجنس البشري لتبقى شركاتهم وإمراطورياتهم الإعلامية والعسكرية والمالية تملك وتسيطر على كل شئ وتتحكّم بالقريب والبعيد ..

ولكن على المربّين بالدرجة الأولى , والأسرة , والمهتمّين بقضايا الشعوب وحقوقها, الخائفة على مصير الإنسان ومستقبل أطفالهم ومصير الإنسانية , أن تفضح وتندّد وتحارب وتمنع كل هذه البدع والأساليب والألعاب المفخّخة التي تخرّب عقول الطفولة وتبعدها عن البراءة .. والحب .. والتضامن .. والعيش بسلام .
ألعاب الإنترنت وأفلام السي دي " وأفلام الفيديو وغيرها وغيرها والتلفاز ليست كلّها جيّدة إنها ذو حدّين على الأهل الإنتباه إلى نوعية مايشاهد أطفالهم , و يعطوا من وقتهم للجلوس معهم ومنحهم كل الحب والحنان .. واللعب .

إن انتشار ظاهرة مشاهد العنف والعدوانية والسرقات والخطف والقتل والإغتصاب منذ عقود في الأفلام الأميركية وغيرها وفي وسائل الإعلام الأخرى والمستمرّة حتى اليوم .. انتقدها وتكلّم عنها الكثير من الكتّاب والإعلاميين عن مضارها على مستقبل الأجيال البشرية لئلا تترسّخ هذه الثقافات والعادات في أذهان الناشئة وتصبح قاعدة طبيعية واعتيادية في سلوكهم اليومي , أو تقليدا لما شاهدوه ..
وبالفعل .. على المدى البعيد خلقت سلوكيات وتصرّفات وانحرافات خاطئة لدى الأجيال التي تشبّعت بهذا النمط من الثقافة واقتحام الصورة والمشهد حتى اّخر ساعة من الليل .. ترافقه حتى غرفة نومه .
لقد افتقدنا لعشرات السنين الأفلام الإجتماعية الهادفة والسعيدة – أفلام الخمسينّات والستينات من القرن الماضي – إن البشرية عامّة , وشرقنا خاصّة يحصد نتائج هذا الإعلام العنفي اللاإنساني الوحشي والعدواني والفن الساقط غير المسؤول .
وفي ثورة المعلوماتية والإعلام الحالي المفتوح والمشرّع على كل الجهات أصبح يدخل غرفنا دون مشورة أو إستئذان حتى الأطفال امتلكوه أكثر من الكبار وتعلّموا أسرع وأكثر أبجديّته وأسراره وأجهزته وما يحوي عقله من كنوز ومعلومات .. وألعاب جيّدة ورديئة وسيئة .. إنه اّلة العصر الحديث ومعجزته ..
لكن هذا الجهاز الرائع , والخطر في اّن وهذا الفيض الذي يحتويه ذوحدّين فيه الإيجاب والسلب , فيه الشر والخير , على الإنسان و ( الأسرة ) خاصّة أن تحسن استغلال واستخدام هذا ( المعلّم الغير منظور ) وهذا مستحيل أمام التطوّر والتكنولوجية وتعدّد وسائلها في كل ركن وشارع .. وزاوية

إنها كارثة حقيقية تنتظر أبناءنا وأحفادنا , إذا لم نؤسّس تربية وطنية وإنسانية تحقّق لهم المناعة في مواجهة هذه الأخطار
ولا يمكن بناء إعلام وطني مسؤول وتربية وطنية مسؤولة في ظل أنظمتنا الديكتاتورية التي تزرع الفوضى والجريمة .
ولايمكن تحقيق تربية صحيحة إلا تحت ظل دولة القانون واحترام الإنسان ... والديمقراطيّة .....
هولندا – مريم نجمه



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللّعب وأثره في التربية .. مرحلةالطفولة - 7
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 6
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- فصول .. أنا هنا أجنبيّة , ولكننّي أمميّة
- من الرائدات .. الفنّانة السيّدة فيروز .. القصيدة التي لاتنته ...
- إلى القائد والمناضل أحمد سعدات .. ورفاقه
- إمّا حافظ أو بشّار .. أو خدّام ؟
- - الجندي المجهول - .. وهمومه العصريّة .
- - التنزيلات السنويّة - .. لبعض المعارضة السوريّة
- من الرائدات .. المناضلة السيّدة إميلي فارس إبراهيم
- عيد المرأة العالمي .. واقع .. واّمال
- ليست غريبة علينا الهزيمة .. !
- إهداء إلى شهيدة الكلمة الحرّة ..أطوار بهجت .. وزملائها
- اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 3
- كان لنا رفيق ..
- - سهرة بلشفيّة -
- بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ .. الوحدة والتضامن - وال ...
- الحوار المتمدّن .. أعياد المحبّة


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مريم نجمه - اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8