- التنزيلات السنويّة - .. لبعض المعارضة السوريّة

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1486 - 2006 / 3 / 11 - 09:28
المحور: المجتمع المدني
    

" التنزيلات السنويّة " .. لبعض المعارضة السوريّة ؟
اعتادت محلاّت الألبسة والمواد والسلع التجاريّة .. أن تعلن كل عام عرضا ( تنزيلات – كورتينخ – سولد – رخصة ) لتخفيض الأسعار ..
وتتمّ هذه التخفيضات والرخص مرّتين أو أكثر في العام , في نهاية فصلي الشتاء والصيف , ومناسبات أخرى مثلا , لتتخلّص من الفائض المتبقّي .. وهذا ربح على ربح ..
هكذا القاعدة التجاريّة المعمول بها في أكثر البلدان . فتتراكض الناس للشراء وتكديس البضائع لديها , وإن كانت بحاجة أو دون حاجة لها , لأن الأسعار مغرية .. وهذه هي إحدى عوامل تشجيع الإستهلاك الناجحة ..

أمّا أن يطبّق هذا الأسلوب على السياسة .. فهذه سابقة سياسيّة جديدة وخطيرة .. سابقة رأسماليّة لاستهلاك الساسة , وحرق النضال السياسي ..
إنها نغمة إحتلاليّة جديدة .. وتطوّر في أسلوب البيع والشراء والإستهلاك .. والإحتواء .. على المكشوف والعلن .. " على عينك يا تاجر " .. فما الخبر ؟
فنحن في عصر العولمة .. والأبواب والأسواق مفتوحة على مصراعيها .. والتسوّق -

حين قرأت الخبر بأن الولايات المتّحدة ستدفع ( 5 ) ملايين دولار لبعض المرتزقة من المعارضة السوريّة ..
ضحكت .. وتالمّت باّن .
قلت في نفسي : أهكذا أصبح ثمن الوطن ؟ ( يا بلاش ) .. يا حرام ..... يا ويلاه ؟؟ !!
خمسة ملايين .. عرض رخيص جدّا , ومغري لمن لا يعمل , وخاصة العاطلين عن النضال .. المتقاعدين عن الوطن .. عن الشرف .. عن المرؤة
ألهذا الحدّ والمستوى انخفض سعر الموالاة والإنحياز لصفّ أميركا أو توزيع الجوائز على ( بعض ) معارضة سوريّة !!؟
أهو بخل ..؟ أم جيوب الخزينة الأميركية فارغة .. ؟
هل فرّغتها حرب العراق ..؟ أوتوسيع إنتشار الهيمنة , والإمبراطوريّة العسكرية ؟
ما الخبر .. ما السرّ في هذا الأسلوب والإعلان المجّاني الموزّع على كل صحيفة وموقع .. وحائط ؟ عالمكشوف .. ؟؟؟؟؟؟

لا لا .. فبنوك أميركا طافحة بالدولارات المسروقة من جيوب الشعوب المقهورة ..
من زيوتها .. وحليبها .. ومواشيها
من معادنها .. ومحاصيلها .. وعقولها
من بنوكها .. ومدّخراتها ..
من نسائها وعمّالها .. وسياحتها
لا لا أميركا غنيّة .. " سمينة " .. إمبراطوريّة عابرة القارّات
كاسحة ألغام .. جرّافة جليد .. فوق الغوّاصات
ساندت أصنام .. خالقة عبيد .. فوق الاّهات
خالقة كيانات .. قواعد .. مستعمرات .. معطّلة و مصادرة السلام فوق الركام ..
لالا .. لا أصدّق أن الموضوع فيه مساومة لتنزيل السعر .. وارتفاعه

ألم يكن هذا العرض المعلن الصريح .. الهزيل – لتمريغ المعارضة السوريّة , خدمة وشهادة سلوك للنظام الفاشي ؟ دعم للنظام ؟
لا أدري ما هو المرام ؟ ماذا يخبّئ لنا هذا الدعم .. وهذا اللغم .. حفنة " كمشة " الدولارات .. ؟
وتستمرّ المهزلة ..
مهزلة إعتلاء العرش الجديد .. مساعدة بعض المعارضة السوريّة ب 5 ملايين دولار " دفعة على الحساب ".. ؟؟؟؟؟؟؟

البعض في الخارج يتفسّح .. يقبض من " العربون " ( بعض المعارضة طبعا )
والمعارضة في الداخل .. تقتل , تعتقل , تضرب , ويكال لها أقذر الشتائم والإتهامات , ومن هذه الجرائم الإعتداء على الكاتبة والروائيّة سمر يزبك .. ورفاقها , تهان ويشدّ شعرها وتدمّى أرجلها في الشوارع وأين ؟ أمام قصر العدل في العاصمة – دمشق – في مظاهرة سلميّة أكثر من 900 شخص شاركوا بها في مطلب " مزمن " مرور 23 عاما على فرض قانون الطوارئ في سوريّة – لقد انبرت أقلامنا ونحن نكتبه ونطالب بإلغائه منذ ربع قرن وأكثر – ولكن لا حياة لمن تنادي .. !
ولكن السلطة السوريّة تعتبره موروثا أسديا لا يمكن التقرّب إليه ومسّه أو إلغائه لأنه قانونا مقدّسا لا تتنازل عنه لأنه يحفظ بقاءها على " كرسيّ الدمّ " !
هنيئا للمرتزقة ومن يؤيّدهم في الداخل والخارج , و ويل لهذه السلطة في غبائها وعنادها وتجاهلها وقمعها واضطهادها الممتدّ 40 عاما للشعب , وهذه الممارسات الديكتاتوريّة اللاإنسانيّة , مع إبقاء هذه القوانين التعسّفية الفاشيّة وغيرها لأنها مقدّمة ومبرّر للتدخّل الأجنبي في احتلال بلادنا وأوطاننا العزيزة وشعبنا المناضل ..

نضمّ صوتنا إلى صوت أخواتنا وإخوتنا المتظاهرين الأبطال .. ونستنكر وندين كل الأفعال الشنيعة التي قامت بها السلطة وعصابتها لأنها من طبيعتها الوحشيّة .. فلا عجب ولا استغراب ..
الحريّة للمعتقلين في سجون النظام وللشعب السوري المضطهد .. والنصر للقوى الوطنيّة الديمقراطيّة لبناء المجتمع المدني ودولة القانون ..
هولندا – 10 – 3

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات