أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2















المزيد.....

من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:31
المحور: الادب والفن
    


الشعر وليد أحداث الحياة
والحياة لا قاعدة ترتّب أحداثها
هكذا استنتجت - الشاعرة نازك الملائكة - بهاتين المقدّمتين أن الشعر لا قاعدة له , واستدراكها بأن لمذاهب النقد أحكاما لا قواعد . بذلك كله أشعلت نازك نار ثورتها التي صارت حريقا . ..
الكتابة عند شاعرتنا أخذ منحى تبعا للبيئة والعمر والمؤثّرات النفسية والإجتماعيّة والسياسيّة
لا شك بأن الشاعرة نازك تأثرت تأثيرا قويّا بمناخ أسرتها الثقافي والشعري , الممتلئ من الداخل برصيد ومستودع .. وعالم هائل من الكلمات , ففي الأسرة والمحيط العائلي أكثر من شاعر وأكثر من مجلس أدبي وأكثر من كاتب .. ولكن لاننسى أنها تمتمت الشعر وهي لا تتجاوز العامين ونصف ..
فهنا الموهبة الشعرية لا بدّ أن تكون قد ولدت ونمت مع الحبو والنطق .. وهذه هي العبقرية .. وهذا هو الجمال والفرح بموسيقى اللغة وانتشارها كموجات الصوت .

العامل الاّخر الذي تأثرت به شاعرتنا , والتي تربّت على الحرية والإحترام والثقة بالنفس , هو العامل السياسي
فقد عايشت الإحتلال البريطاني لبلدها العراق , ووعت ماّسيه وكوارثه وانعكاساته على الشعب .. والوطن , كذلك عايشت الحرب العالمية الثانية وويلاتها على العالم ,
بغداد في تلك المرحلة .. كانت تغلي بالحركة والنضال والتحرّر والإنفتاح والتقدّم في جميع الميادين
, فقد دخلت المرأة التعليم حتى الجامعي , , واتسّع النشاط الثقافي عبر الصحافة واكتمل , وبرز دور الأحزاب والخطاب السياسي المباشر - كان العراق وقتها يمرّ في عصره الذهبي , و - بغداد - الحاضرة تلتمّ على نفسها عبر المركز لتجتذب إليها أعدادا هائلة من مهاجري الأرياف والمدن الأخرى ..
لقد كانت فترة الأربعينيّات .. بداية يقظة حقيقيّة في المنطقة كلّها والعراق خاصة , كان بالإمكان خلالها الإستماع إلى إمرأة شاعرة . فمناخ التحرّر الذي صار عنوانا لمكافأة العالم عما الحق به من ألم ودمار وضرر أبّان سنوات صعود النازيّة والفاشيّة وسقوطهما وانساحبهما من دائرة الفعل التاريخي .
مع هذا المناخ , تفتح نازك كتابها الثقافي وتبدأ رحلتها المعرفيّة عبر الشعر , الذي أدركت أن أطنان الموزون منه , وركام المطبوع لم تعد تجاري إيقاع الحياة الجديدة .

على وفق هذا القانون .. أدخلت نازك ثورة عارمة في مقدّمة ديوانها الشعري الثاني ( شظايا ورماد ) فرأت أن " في الشعر , كما في الحياة , يصحّ تطبيق عبارة برناردشو : " اللاقاعدة هي القاعدة الذهبية " . لسبب هام , هو أن الشعر وليد أحداث الحياة , وليس للحياة قاعدة معيّنة تتبعها في ترتيب أحداثها .. كما ابتدأت سابقا .
بهذه المقدّمة الثائرة أرست نازك قانونا جديدا ستكون هي اولى ضحاياإستعباده .

حين تنظم نازك قصيدة .. لا يرى أهلها أنها جديرة بقولها , فيتّهمونها بالسرقة , وتردّ هي على ذلك بعزلة سطح المنزل , والبكاء بحرقة . بينما الأسرة تبحث عن مرجعيّة لقصيدتها القويّة ( المتّهمة ) بسرقتها . وتعلن براءتها إنطلاقة في مكانتها الشعرية داخل الأسرة . والأب هذه المرّة يعمّد ميلادها شاعرة .
ويبرز والدها مرة ثالثة حين يخلع عنها العباءة أمام أنظار رجل يشاكسها وهي تسير خلف والدها . كان ذلك كلّه إعلانا عن حريّتها .. وكان درسا لها من الأب حريّة القول باللغة , والتعبير بالشعر , والحياة بالحريّة ..

لقد اكتسبت , أوتوفّرت لدى نازك مواهب كثيرة , إكتسبتها ذاتيّا . فهي تغنّي وتعزف على العود - كما تعزف بالكلمات - لقد درست في معهد الفنون الجميلة العزف , والتمثيل , وهذا كله حصاد الوحدة والعزلة .
كانت شاعرتنا نازك تحب العزلة والإنفراد , كذلك لها موقف من الزواج , لها أيضا موقف من الحرية , الطاقة الشعرية التي تملؤها مضمونها وتوظيفها .. كل تلك الخطوط والعناوين العريضة ظاهرة في شعرها بشكل كبير .
لنقرأ ماكتبت لنا هذه الشاعرة المرهفة الحسّ عن " جرائم الشرف " بحق المرأة التي لا تزال تحصد مئات الضحايا حتى يومنا هذا :
ياجارات الحارة , يافتيات القرية
الخبز سنعجنه بدموع ماّقينا
سنقصّ جدائلنا وسنسلخ أيدينا
لتظلّ ثيابهم بيض اللون نقيّة
لا بسمة , لا فرحة , لا لفتة , فالمدية
ترقبنا في قبضة والدنا وأخينا
وغدا من يدري أي قفار
ستوارينا غسلا للعار ؟
فهي هنا تعترض على هذا الإرث القبلي , وتقدّم صورا تبرّر نقضه وإزالته . فالرجل بعد أن يمسح دم الفتاة عن مديته , يذهب ليسكر مع الغواني في الحانة .. ! محتفلا بتمزيق العار وبياض سمعته , وكأن سقطة الرجل ليست عارا ..!؟

نازك .. عاشقة الليل
الشاعرة عاشقة الليل , كما أكثر الشعراء والكتّاب .. ,
تسمّي ديوانها الأوّل .. لأن في الليل تتحرّر النفوس من رقابة الشعور والاّخرين . وتدخل في مغامراتها الخاصة . ففي سكونه المغري يطابق صفاءها الداخلي وانسحابها ..
ولهذا الحزن والتشاؤم والسوداويّة الذي يغلّف ديوانها الأوّل ( عاشقة الليل ) له أسباب تشرحها :
ضيقي بفكرة الموت الذي ينتهي إليه البشر كلّهم , وكنت لا أطيقه مطلقا وأرفضه رفضا كليّا ".
ضيقي بالإستعمار البريطاني للعراق وكرهي للحكومة العراقية التي يمثّلها نوري السعيد وعبد الإله .
وضع المرأة بالمجتمع العربي وفقدانها للثقافة والحرية . ونظرة الناس إليها .
الرابع - ( وتشدّد عليه بكونه سببا لكاّبتي وعذابي كما تقول ) وهو , : إحتقاري للجنس والزواج " .


ترى الشاعرة أن الاّمال دائما أجمل من تحقّقها .. ولذلك تكره طريق العودة .
كذلك ترى أن التقليد مذموم لأنه عبوديّة . إنه صفة العبيد . أما الفنّ الحقّ فمرتبط بالحريّة . والشعر عندها معاناة .. موصولة , داء لا برء منه . ينفعل به الإنسان ويحيا .
تقول نازك : إن الصمت هو شعر نائم ..
والاّن ينام شعر نازك عبر صمتها . لنا منها - كما قالت هي عن ( تشايكوفسكي ) الظل . ..ظلّ طائر جميل وديع ونجواه التي تخفق بالحبّ .. والجمال .

كلّ الحبّ والتقدير وطول العمر للشاعرة نازك الملائكة .. التي أثرت المكتبة الشعرية والثقافيّة بدواوينها وعطائها الثرّ , وتجربتها الخاصة المميّزة في عالم الإبداع ..



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعي ...
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3
- تحيّة وسلام .. إلى - أم كلثوم العراق - .. الفنّانة فريدة محم ...
- - صلاة والدة -
- شقائق الليل
- إستشهاد جبران تويني .. قربانا لميلاد لبنان الجديد . إلى شهيد ...
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة .. وتقييم
- نمت على ضفاف ( الحوار المتمدّن ) أشجار باسقة .. وحقول النورو ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الديمقراطيّة في المياد ...
- من الرائدات .. الفنّانة فيروز قصيدة لا تنتهي . - 3
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة , وتقييم


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2