أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة














المزيد.....

من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1444 - 2006 / 1 / 28 - 10:52
المحور: الادب والفن
    


يحتار المرء من أي معبر يدخل إلى غابة الشعراء العراقييّن .. ومروج إبداعهم الزاخر , ليختار من هذه القامات الشعرية والأدبيّة الشهيرة الممّيزة في جغرافية الإبداع .. والثقافة العربية .. والعالميّة , ليستظلّ تحت ظلالها هنيهة , ويبرز فسحة من جمالها للعالم ..
ولكني اليوم .. سأختار نخلة عراقيّة زاهية وغنيّة بالثمر .. نمت حول مجرى الرافدين .. ووزّعت ثمارها شرقا وغربا .. خارج حدود محيطها , حتى وصلت حدود فلسطين وشاطئها المتوسّطي .. وغمرت مدن فلسطين الحبيبة كلّها بزادها , وجناها , وطعمها , دون أن تهمل مدينة واحدة ..
لعمري .. هذا هو الكرم العراقي الأصيل بالإنتماء والتقاليد الجميلة .. والإخاء الإنساني .

رائدتنا اليوم الشاعرة العراقية - نازك الملائكة :
نازك الملائكة ( 1926 )
ولدت في - بغداد - في نفس السنة التي ولد فيها الشعراء العراقيّون الكبار بدر شاكر السيّاب , وبلند الحيدري , وعبد الوهّاب البياتي .
نشأت في عائلة أدبية معروفة, فقد كان أبوها صادق الملائكة شاعرا كبيرا , كما كانت أمّها سلمى عبد الرزّاق الملائكة شاعرة معروفة . كما أن شقيقها الوحيد نزار الملائكة كان شاعر
أصدرت ديوان شعر في الثلاثينات من القرن الماضي إسمه " أنشودة المجد " .. من مؤلّفاتها :
- عاشقة الليل , بغداد - 1947 .
- " شظايا ورماد " , بغداد ( 1949 ) .
- " قرارة الموجة " , بيروت ( 1957 ) .
- " شجرة القمر " , بيروت ( 1968 ) .
-مأساة الحياة وأغنية للإنسان , - بيروت - دار العودة , ( 1970 ) .
- أغنية للإنسان , ( 1970 ) .
- " يغيّر أمواجه البحر , بغداد , ( 1978) .

لقد اخترت اليوم .. من قصائدها الجميلة ما يليق ب " حدث الساعة فلسطين " , ليعبّر الكثير الكثير عن همومنا وحقوقنا وتضامننا وقضايانا الواحدة .... قصيدة " مرايا الشمس " .. تعلن الشاعرة فيهاانتماءها إلى فلسطين , وتنفرد بنزعتها الرومانسيّة الذاتيّة الأنانيّة في حبّ واحتواء فلسطين في قلبها وأهدابها :
وتعود خارطتي الحبيبة ملك قلبي
تحت هدبي
لا يجوب سفوحها غيري أنا
تركّز شاعرتنا في هذه القصيدة على حسّ المكان لديها وهو حسّ ثاكل حزين .. , ويتجلّى بأشيائه ومحتوياته من بيّارات , وشذى , وهو يرمز إلى فلسطين .
فمدينة يافا جزءا من المكان الذي ترسمه الشاعرة وهو فلسطين , تصوّرها واحدة من المدائن الحزينة , التي تزرع الشاعرة عندها بنفسجة , بينما تغرس عند باقي المدن الأزهار الثمينة مثل : القرنفل , وزهور الماء , الدفلى , الزنابق , الورود الجوريّة , الشقائق , السوسن , الليلك , الياسمين , النرجس .
والشاعرة تطلب من خريطة المكان بما فيه يافا أن تنام على أهداب عينيها :
نامي على أهداب عيني يا خريطتها
ورفّي في دماي
إني نذرت لكي أكسّر قيدها زمني
نزيف دمي غنائي . الشاعرة هنا سجينة هذه الأحزان كما تقول :
إنني ما بين بياراتها الثكلى سجينة
أمطرتها وردا , وعاشت خلف أسوار انفعالاتي
مدائنها الجميلات الحزينة
ثم تنتقل الشاعرة إلى عينها طالبة منها أن تخطّ حدود الخارطة بالدموع , وحين لا تسعف الدموع تلجأ الشاعرة إلى الثورة والغضب والدخان :
إني سأكسّر قيد خارطتي بأسلحتي جميعا
وردي , ,دمعي ,
والسكاكين الحداد
لنجول مع شاعرتنا في هذه القصيدة الجميلة .. وهي تنثر ورد حروفها وكلماتها فوق فلسطين كلها .. مدينة مدينة .. وإسما إسما :

مرايا الشمس

نامي على أهداب عيني ياخريطتها
ورفّي في دمائي
إني نذرت لكي أكسّر قيدها زمني
نزيف دمي غنائي
اّفاقها سأخطها بالورد ,
أغرس عند ( بيت المقدس ) الدامي قرنفلة كبيرة
وأحيلها في عرض بحر من زهور الماء والدفلى جزيرة
وأشكّ عند حدود ( عكّا ) زنبقة
حرّى الغلالة , مغدقة
و " اللّد " أنفحها برقّة وردة جوريّة
حمراء غذّتها دماء شهيدة عربيّة
و" جنين " أعطيها شقائق غضّة شفقية
ول ( غزّة )أختار سوسنة نضيرة
و " لكفر قاسم " ألف ليلكة أبعثرها وأجدلها ضفيرة
وعلى مشارف أرض " بيسان " سأزرع ياسمينة
وبنفسجات عند ( حيفا ) عند ( يافا )
عند ( نابلس ) الطعينة
ولدى مدينة ( طول كرم ) نرجسة
أضحى بها ذكرى أضاح كالمرايا مشمسة
أهداب عيني يا خريطتها , هنا , نامي عليها
إنني ما بين بيّاراتها الثكلى حزينة
حتى زرعت فؤادي الخابي الشموع
على خريطتها مدينة
لا لا , دعي الأزهار يا كفّي , خريطتها سأنقّطها بدمعي
سأخطّ بالعبرات كلّ حدود ( ناصرتي )
وبالشهقات أبني ( بئر سبعي )
سأخيّط أسوار ( الجليل ) بخضرة ريّانة
تنثال من ألمي ورفضي
وسأمنح ( اللطرون ) عصف رياح أحزاني , أسيّجها بنبضي
والطفلة السمراء ( رام الله ) أرقدها على مهد
والحزن حول غطائه الوردي أشرعة
مواويل ,
شموع
وسأزرع القلب الكئيب بشجيرة
قمرا يضوّي في دجاه كل أرضي
من الشمال إلى الجنوب قرى مغمّسة بدمعي
وورود أحزاني تعشّش في مدائنها
تعطّر كل زاوية وضلع

وبأدمعي حدّدت أرصفة الشوارع في ( الخليل )
ورشفت من حزني جرارا من عبير
ياقناطرا
يا شوارعا
إني سأبذر فيك أسلحتي وأنتظر الحصاد
وتخونني الأيام
تسقط من خلال أصابعي حتى الفصول
كيف الوصول ؟
وتعود خارطتي الحبيبة
ملك قلبي
تحت هدبي
لايجوب سفوحها غيري أنا ,
غير الأغاني , والعروبة , والرياح
وأحسّ خارطتي ترفرف كوكبا , في لانهايات المدى النائي
وينبت لي جناح
يتبع ..



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعي ...
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3
- تحيّة وسلام .. إلى - أم كلثوم العراق - .. الفنّانة فريدة محم ...
- - صلاة والدة -
- شقائق الليل
- إستشهاد جبران تويني .. قربانا لميلاد لبنان الجديد . إلى شهيد ...
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة .. وتقييم
- نمت على ضفاف ( الحوار المتمدّن ) أشجار باسقة .. وحقول النورو ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الديمقراطيّة في المياد ...
- من الرائدات .. الفنّانة فيروز قصيدة لا تنتهي . - 3
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة , وتقييم
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة