أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مريم نجمه - الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة على الفرد















المزيد.....

الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة على الفرد


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1430 - 2006 / 1 / 14 - 10:37
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مريم نجمه :
الإغتراب عن الوطن .. وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعية على الفرد

لابدّ لنا من تعريف الإغتراب .. قبل الخوض في هذا الموضوع الكبير والواسع ..
الغربة .. أو الإغتراب عن الوطن , هو إقتلاع المرء من جذوره ومحيطه , إلى بيئة أخرى , بعيدة .. أو قريبة .
والإغتراب .. إما إغترابا قسريّا .. أو إختياريّا , بعيدا عن مكان ولادته .. وملعب طفولته .. وذكرياته .. وتفاصيل الحياة اليوميّة , الجغرافيّة , والإجتماعيّة , والعاطفيّة وووووووو الخ ...

إنها عمليّة , وتجربة , وامتحان صعب وقاس .. ينتج عنها أبعاد مباشرة وغير مباشرة , بما لها من إنعكاسات وتأثيرات عميقة على الروح .. والجسد , والفكر.
فالإنسان كتلة من لحم ودمّ .. مشاعر وأحاسيس .. وعواطف يتأثر سلبا أو إيجابا بمجريات حياته .

موضوع الإغتراب موضوع كبير , وهام , وواسع , إنه مأساة العصر .. وأزمة هذا الزمن الردئ .. وظاهرة تتّسع يوما بعد اّخر
فمنذ خمسينات القرن الماضي , حتى هذه اللحظة , اّخذة بالإتساع وإرتفاع وتيرتها , نظرا للظروف والتطوّرات السريعة والمتغيّرات الداخليّة المحليّة .. والأقليميّة .. والدوليّة .
لمحة تاريخيّة ...
الإغتراب أو الإرتحال .. والتهّجير أو الغربة , قديمة قدم الإنسان الذي يجول على هذه الأرض , في صراعه ضدّ الطبيعة , والوحوش الضاريّة أوّلا .. , ومن ثمّ أخيه الإنسان الذي ثبّت –بضم الثاء – الاّن الصراع مع وحوش الغابة أسهل بكثير من الصراعات بين البشر , حيث يسيطر القوي على الضعيف .. والغني على الفقير .. ورجل السلطة على المواطن العادي .

فعندما تتحوّل العواطف والمشاعر الإنسانيّة إلى احتضان الأنانيّة , وسيطرة حبّ الذات والغرور , وعدم الثقة بالنفس , والسطحيّة بالتفكير , وقصر النظر , ودوس مصالح الاّخرين , حينها .. ينتصر الشرّ على عنصر الخير لدى المرء , والكره على الحبّ , والحقد والطمع على الحقّ والعدل والصفح والتعاون والتضامن , والإعتراف بالاّخر – أخيه الإنسان – ككائن بشري مثله .. له نفس الحقوق , والكرامة الإنسانيّة , والإحترام .

" طوبى للغرباء لأن لهم ملكوت السماء " ..
هنيئا للغرباء .. .... كما للمعتقلين الساسيين .. لأنهم اجتازوا مختبرات الصبر والنار والألم ..

إذا تصفّحنا التاريخ .. نرى معظم الأنبياء .. والرسل .. والدعاة .. وقادة الثورات , والأحزاب , والإصلاح , والتغيير , تاريخيّا , حتى هذه اللحظة .. عاشوا تجربة الإبعاد , والنفي , والتهجير .. أو الإغتراب ..
إبتداء من السيّد المسيح .. والنبي محمّد .. وووووو
إلى لينين – ماركس – هوشي منه - وو
من عبد القادر الجزائري , إلى سعد زغلول , إبراهيم هنانو , والمطران كبّوتشي , و.مناضلي وقادة الأحزاب العربية و الكرديّة ( في سوريّة والعراق , تركيا وإيران ) وقادة المنظّمات الفلسطينيّة – وأصحاب المواقف والتيّارات الوطنيّة والرأي , وأكثر المعارضات العربيّة - هربا من الطغاة والظلم والأنظمة الديكتاتوريّة أو الرجعية والشوفينية المستبدّة .. الحاقدة .

أسباب الإغتراب :
" لا تنسوا إضافة الغرباء .. " – ليضيف بعضكم بعضا بلا دندنة " ..

هناك أسباب عديدة وكثيرة للإغتراب كما نعلم .. أهمّها :
الأسباب الإقتصاديّة –السياسيّة - الدينية - الثقافية والعلميّة وغيرها –
ولا ننسى الحروب المستمرّة .. والمجازر الفرديّة والجماعيّة في المدن والسجون .. والإنتفاضات .. والأنفال , والإغتيالات بكل أنواعها ومراكزها وووو ... , وأخطر وأقسى هذه الأسباب هي الأسباب السياسية ,
تحت ظلّ أنظمة القمع والرعب والخوف واللصوصيّة في الدول ذات الحزب الواحد الفردي أو الأميّ أو العسكري أو الأنظمة العنصريّة الشوفينية ( قوميّا – ودينيا ) التي تلغي وتحتقر الاّخر , وتلغي العقل وتنتهك , أبسط حقوق الإنسان وتضع جميع الأحرار في بلدانها , من حملة الرأي والفكر .. في المجتمع و الأحزاب والنقابات وغيرها أمام خيارين :
إمّا الإعتقال الكيفي .. والتعذيب والموت في السجون , دون محاكمة , أو بعد محاكمات صوريّة .
أو .. بالنفي إلى الخارج
لذلك.. يبقى المغترب واللاجئ السياسي صاحب القضيّة أكثر ألما وعذابا وعناء من اللاجئين العادييّن الذين لا يحملون قضيّة , حيث اغتربوا لتحسين ظروفهم المعيشيّة هربا من الفقر والبطالة , أو التسريح والجوع , وانعدام العدالة –
وهم بإمكانهم زيارة الوطن , والعائلة في أي وقت , والإتصال بالجميع دون حرج أو خوف أو ضغوط , بعكس المغترب أو المغرّب " المبعد السياسي .
والذي يزيد ويضاعف من معاناة اللاجئين السياسيّين , هو خوفهم على أهلهم بالداخل , وحرمانهم من الإتصال الطبيعي معهم ومع أصدقائهم , نتيجة ظروف الرقابة والتجسّس التي تحيطهم بها أنظمة القمع , ومراقبة كل حركة من حركاتهم .

" الغربة كربة .. والألم فيها يصل للركبة " .. هكذا يقول مثلنا الشعبي ..
وقد أضاف له المناضل الفلسطيني ( المطران كبّوتشي ) – المبعد عن مدينته القدس – " والألم فيها يصل للرقبة " ...! ؟
سمعته يقولها في إحدى العواصم العربية , أثناء إلقائه كلمة في أحد المهرجانات ..
وهذا إعتراف حيّ ومعاش .. ودليل إنسان موجوع مثلنا .. يؤكّد على حرقة وسكّين الإغتراب التي تطال وتؤثّر على كيان الكائن البشري كلّه من أخمص قدمه حتى رأسه . .
فالغربة إذا .. أو الإغتراب له تأثيرات ونتائج عديدة ومتنوّعة على الفرد .. والأسرة .. والمجتمع , نفسيّا وجسديّا وروحيّا وفكريّا . .. لها نتائج سلبيّة .. ونتائج إيجابيّة .
بداية أقول ...
في الحقيقة .. لقد عشت شخصيّا , واختبرت كلّ أنواع التجارب التي يعيشها الإنسان الملتزم بقضايا شعبه ووطنه – عندما يختار طريق المصلحة العامة على المصلحة الخاصّة – من ( الفقر , الجوع , التسريح , البطالة , التحقيق , التوقيف , السجن , التعب , البرد والصقيع , الوحدة , المنع على الحدود , الخيام , النوم على الأرض في العراء في خيام وبلا خيام – على الحدود العربية – ( وفيلم غوّار – الحدود – لا شئ أمام هذه التجربة الحيّة 15 يوما ) , المرض , حرقة الشوق للعائلة والأهل , المعارك الحرائق والحروب في أكثر من بلد عربي , التسمّم , حوادث الطرق , الملاحقة , الرجوع من المطارات والموانئ , البعد عن الوطن , اللجوء .. التهديد ) ....
وكان اّخر هذه التجارب المريرة هي الغربة .. والإغتراب –

جميل على المرء أن يعيش كل هذه القائمة من الإمتحانات اليوميّة .. لكي يتعرّف جيّدا على أبعادها .. وتأثيراتها المتعدّدة , ولكي يشعر ويتعاطف الإنسان مع الذين عاشوها .. واختبروها –
وعندما مريّت بها كنت أقول دائما في نفسي : بأنني اليوم قد شاركت وعشت مشاعر ومعاناة وحياة إخوتنا اللاجئين الفلسطينييّن , وغربتهم ومرارة إبعادهم عن أرضهم .. وبيوتهم .. وأعمالهم .. وأحلامهم القريبة والبعيدة ... !

فقد كانت لي تجربة ذاتيّة في الإغتراب عن الوطن الحبيب .. لفترة إثنين وعشرين عاما , أي ما يقارب ربع قرن تقريبا – وهذه طبعا ليست بفترة قصيرة ..
لقد أكلت الغربة ربع قرن من أعمارنا .. ولم تشبع ...... !!!؟؟؟
لقد طحنتها .. بالصبر والإيمان .. بالعمل والأمل .. والكتابة ,
عجنتها .. بدم القلب .. وماء العيون , وخبرتها على نار الإحتراق والتمزّق والصلب اليومي .. لنصنع غذاء فوق مائدة الوطن , لكل ّ جياع العالم والمحرومين من زاد الحريّة .. والفكر النظيف .. والمحبة الإنسانيّة .. والسلام الداخلي والخارجي .
" الغربة مضيّعة الأصول " ..
طال نهارك .. أيّها الغريب ...
الحلم ساخن .. لكنّه يخرج مكسورا من الشرفات " - يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3
- تحيّة وسلام .. إلى - أم كلثوم العراق - .. الفنّانة فريدة محم ...
- - صلاة والدة -
- شقائق الليل
- إستشهاد جبران تويني .. قربانا لميلاد لبنان الجديد . إلى شهيد ...
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة .. وتقييم
- نمت على ضفاف ( الحوار المتمدّن ) أشجار باسقة .. وحقول النورو ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الديمقراطيّة في المياد ...
- من الرائدات .. الفنّانة فيروز قصيدة لا تنتهي . - 3
- الديمقراطيّة ليست شعارا .. هولندا محطّة , مواطنة , وتقييم
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- بولونيا بين الأمس .. واليوم . تجربة وتحليل
- إلى شاعر الحريّة .. وقدّيس المنافي .. عبد الوهّاب البيّاتي
- سبقني إلى هناك شذاك .. , نبضات الكلمة
- إلى أكتوبر المجيدة .. نشيدنا الأممي
- المرأة والقمع .. في التراث الشعبي , والثقافة الشعبية ,الأمثا ...
- الطغاة ترحل .. وتبقى الشعوب
- من الرائدات .. فدوى طوقان
- من الرائدات .. أسمى رزق طوبي


المزيد.....




- بـ82 صوتًا.. البرلمان الأردني يمنح الثقة لحكومة جعفر حسّان
- من حرّض ترمب للتهديد بـ-حجيم- في الشرق الأوسط؟.. إعلام عبري ...
- مصر وأوغندا توقعان إعلانا مشتركا لتعزيز مصالحهما والتشاور بش ...
- محمد صلاح يقترب من توقيع عقد جديد مع ليفربول
- نكت جنسية وتحرش.. مقدم برنامج -ماستر شيف- يجبر -بي بي سي- ع ...
- سهيل الحسن..-جندي الأسد المفضل- يظهر من جديد
- اليونسكو تدرج زي الشرق الجزائري ضمن الموروث الثقافي غير الما ...
- مقتل مصور وكالة الأنباء الألمانية أنس الخربوطلي بقصف جوي بسو ...
- قديروف يعلن مهاجمة مسيرة أوكرانية وسط العاصمة الشيشانية غروز ...
- بيان مصري عن محادثات لافروف وعبد العاطي عن التطورات في سوريا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مريم نجمه - الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة على الفرد