من الرائدات .. أسمى رزق طوبي

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1361 - 2005 / 10 / 28 - 12:58
المحور: الادب والفن
    

اليوم أسافر إلى فلسطين الحبيبة ( المغتصبة ) .. لأرسو على شاطئ " يافا " الجميلة , عروسة البحر المتوسّط الفلسطينية
لا لأزور بيّاراتها وأجمع الشذى .. , وأشمّ رائحة الأرض المقدّسة فقط , بل لأستحضر ذكرى إحدى الرائدات الأديبات في الإبداع وحبّ الوطن هي الأديبة : أسمى طوبي .
إغتصاب فلسطين هزّ الضمائر .. , وأقلام الشعراء .. , واستنفرت الكلمة .. , وحناجر الفنّانين .. وهذا ما أنشدته لهاالفنانة فيروز بأعذب الألحان وأصدق وأرقّ الكلمات :
سنرجع يوما إلى حيّنا
ونغرق في دافئات المنى
سنرجع مهما يمرّ الزمان
وتنأى المسافات ما بيننا
يعزّ علينا غدا أن تعود
رفوف الطيور ونحن هنا
سنرجع خبّرني العندليب
غداة التقينا على منحنى
فيا قلب كم شرّدتنا رياح
تعال سنرجع هيّا بنا ... "

كتب الشاعر والناقد الإيطالي الحائز على جائزة نوبل جيوزه كاردوشي ( 1835 - 1907 ) بما معناه : " يموت ربّ الأرباب جوبيت , ويبقى نشيد الشاعر " .
وإلى يافا ترحل نوارس الشعر بعد أن غادر الشعراء .هل غادر الشعراء .. ؟
لقد قيل للشعراء : لماذا أيها الشعراء تغنّون الوردة ؟ دعوها تزهر في قصيدتكم ..
يافا البرتقاليّة " الشمّوطيّة " أصبحت في قاموس الشعراء هويّة وأغنية .. وقصيدة .
هذه الجميلة القديمة بين المدائن .. ذات الجذور الكنعانيّة , الغافية على شاطئ البحر المتوسّط تذرذر عطر تاريخها , وحصباء شاطئها فوق بحرها المالح .
يافا جذوة الشعر .. ومعبودة الشعراء . حقّا من قال إنّ يافا تغيب ... !!
يا أحلى الأيام بيافا !!
أسمى رزق طوبي ( 1905 - 1983 )
ولدت في الناصرة مدينة النور ورسول السلام .. وتلقّت دراستها الإبتدائيّة في المدرسة الإنكليزيّة في المدينة . ترأّست الإتحاد النسائي الفلسطيني في عكّا, كما كانت تحرّر الصفحة النسائيّة في جريدة " فلسطين " قبل النكبة .
نزحت إلى لبنان عام 1948 , بعد النكبة وعملت في الصحافة , والإذاعة , إذ حررّت الصفحة النسائيّة في جريدة ( كل شئ ) ومجلّة ( الأحد ) .
منحت وسام قسطنطين الأكبر اللبناني سنة 1973 - كما منحت بعد وفاتها وسام القدس للثقافة والفنون عام 1990
من مؤلفاتها :
عبير ومجد " , نثر , بيروت 1966 .
" أحاديث قلب " , بيروت 1955
" نفحات عطر " نثر - بيروت 1967
" حبيّ الكبير " , شعر , دار الاّداب بيروت 1972 .
ومن أجمل إبداعها الشعري اخترت قصيدتها إلى يافا تلك المدينة التي تغنّى بها شعراء فلسطين في الداخل والشتات :

" إلى يافا " ...

فتح الطريق
فهفت قلوب
ومضوا بحسّهم الذي
ضغطت عليه يد الضياع
عشرين عام
يتراكضون

هرعوا بحبّهم المشوق
حبّ تمرّس بالعذاب
يتفقّدون بيوتهم
ليقبّلوا أعتابها
وليلثموا ذاك التراب
ومضت إلى تلك الديار
الغاليات
هرعت إلى يافا يدغدغها
حنين الذكريات
ومن رصيف إلى رصيف
تودّ أن ... ؟
ماذا تودّ .. ؟
وأمام البيت منزلها الحبيب
تسمّرت
أترى ستقرع بابه
ماذا تقول لساكنيه .. ؟
أتعود أدراج الرياح ... ؟
كلاّ ستقرعه وتنفث
حقدها القدسيّ
مشبوب اللهيب
قرعت وأقبلت الدخيلة
ومضت تسائل ما تريد
ومن تريد .. ؟
وبرأسها المرفوع قالت
هلاّ علمت بأن هذا منزلي .. ؟
ذاك السرير سرير عرسي
تلك الخزانة لي .. ولأولادي
هلاّ علمت بما اقترفت .. ؟
وبذلّها الموروث من قدم السنين
مضت تراوغ
ابتعته ودفعت مالا
دفعت نقدا .. صدّقيني
وأجابت الأخرى بكبر اللاّملين
بغد عظيم
قد كان لي وأخذته
سيعود لي
وأنا على كلّ اليقين
ماطال ظلم الظالمين
والظلم مرتعه وخيم
1972 ..

لروح الرائدة الفلسطينية أسمى رزق طوبي الخلود .. وعبق الأرض المقدّسة بنعناع الجداول وزهور البرتقال
من الناصرة حتى شواطئ يافا .. وأسوار القدس .. وأقدام الجبال
نغما .. صلاة .. شعرا .. وابتهال

م . مريم نجمه هولندا

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل