أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل للوطن .. صرخة الطفولة














المزيد.....

رسائل للوطن .. صرخة الطفولة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1340 - 2005 / 10 / 7 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


كلّما مريّت على مكتبة حيّنا في مدينة دنهاخ ( لاهاي ) .. , أتذكّر أطفال بلادي
وكلّما دخلت مكتبا للبريد , أو مركزا طبيّا , مشفى وصيدليّة , أوالمؤسّسات الحكوميّة , والمدارس لمراجعة بعض الكتب وغيرها من الأعمال .. ,
أتذكّر أطفال أوطاننا .. , أتذكّر وأتألّم .. أتألّم
الكومبيوترات بالعشرات في كلّ مكتبة مجّانا .., للأطفال والطلاّب , للكبار والصغار. الديكورات المعارض الكتب الكراسي الصغيرة ,الإستراحات والألعاب في كلّ ركن وزاوية من هذه المؤسّسات .
كلّ هذه الوسائل والخدمات والصورة والمشهد المثير للإهتمام والإحترام معا , إن دلّ على شئ إنما يدلّ على مدى إحترام وإهتمام الدولة للإنسان بشكل عام , وللطفل بشكل خاص . فأينما ذهب الطفل وتحرّك وجلس ومكث , فهناك تتواجد الراحة والتسلية واللعب والتعليم والإستفادة , وبالتالي لتصريف الطاقة والحركة لدى الطفل وتوسيع مداركه وخياله .
حينما أشاهد كلّ هذا الفضاء الثقافي والمساحة الفنيّة والإدارية .. والبرامج هنا , ضمن التخطيط والتنمية البشريّة , والطبيعية والبيئية وووو
فتدمع عيني .. وأنذهل . . , وأتساءل أين أطفال بلادي ؟ مذا حلّ بشعبنا ؟ بأوطاننا , بمستقبلنا ؟
هل للطفل مكانة واحترام .. ؟
هل بلادنا فقيرة .. ؟
هل مواردنا شحيحة .. ؟
هل أرضنا قاحلة .. ؟
هل معلّمينا وكوادرنا وإختصاصيّنا قليلة ؟ وهل .. وهل وهل
طبعا الجواب ..
إسألوا الحكّام , والمسؤولين .. وأعضاء الحزب القائد , وأصحاب النياشين ! ؟
إسألوا البنوك والأرصدة .. والقصور ؟ السيارات , ومسابح الفيلاّت ؟ !؟
اللصوص , شركات التهريب , ,وإمبراطوريّة الأمن والمخابرات
الماس والذهب , وميزانيّات النفط والتجّار , وشبكات ال .. ؟؟! ؟
....

صرخة الطفولة ..

نحن الطفولة .. نحن الطفولة
نحن الطفولة .. نحن البراءة
نحن الوداعة .. والطهارة
نحن الطفولة
نحن الربيع .. والبراعم
والألعلب .. والخواتم
الجمال والحركة
السعادة والبركة .. والحمائم .
كلّنا اّمال .. وطموح
رجال الأمّة ونساؤها نحن
والمستقبل
نحن السفوح .. والذرى والقمم .
نحن المجد والثقافة
والحوار والأمانة .. , والنظافة
نحن الطفولة .

نحن للألوان رمز
أخضر , أبيض
أزرق .. وأحمر
رمز الطهارة .. والسماء
رمز الثورة .. والأمل
والنقاء .. والعطاء .

أمنياتنا ..
الروضات .. والمدارس
الملاعب .. والساحات والمتاحف
الجمال .. والتطوّر , والسلام
الحريّة في كلّ الأوطان .. والقارات .

ماذا فعلتم لنا أيها الكبار .. أيّها الحكّام ؟
مذا قدّمتم لنا .. ؟
ماذا هيّأتم لنا من مناخ
وأساس
وبيئة .. وأغنية
من خبز وزاد .. وفكر
وتسلية .. ؟
من فرح , من حبّ وكرامة
وتضحية .. ؟
مذا فعلتم بالقضيّة .. ؟
بالعراق , ولبنان , وفلسطين الأبيّة ؟
بالقدس .. والجولان
والحريّة .. ؟

يادول العالم .. يادول" الطوق والتصدّي " .. وحكاّامها
يامافيات العصر .. وأزلامها
ألم تشبعوا .. ألم تجمعوا
ما فيه الكفاية .. ؟
من الفساد والتاّمر .. والنفاية
نفاية الأخلاق
نفاية الصرعات والصراعات .. والإنحطاط
نفاية الصناعات .. والسياسة ؟
لقد تاجرتم بكلّ شئ , في كلّ شبر من الأرض
وكلّ جنس وعرق ولون من البشر .. ! ؟
هناك دمار .. خيانة .. مجازر .. سرقات وفضائح
الفضائح تلاحقكم
كأرصدتكم .. وانحطاط تفكيركم
أتركونا بخير .. أتركونا من شرّكم
يادول الأحلاف , والحروب , والأمبريالية
يا دول المصالح , والخصخصة , والرأسماليّة
يا دول النفط , والأنظمة العربية القمعيّة التصحيحيّة الوراثيّة الإستبداديّة
أتركونا من شرّككم بالمال , ومجونكم , وملذّاتكم
جعلتم حقولنا صحارى وقحط ومخدّرات
إبعدوا عنّاإستهتاركم, ومخطّطاتكم , خياناتكم
أتركوا لنا هذه المساحة الصغيرة
ابتعدوا عنها .. لا تقتربوا منّا
أياديكم ملوّثة ملوّثة
أتركوا لنا مساحة دون افتراس
دون وساخة واختلاس
دون تلوّث .. وتخريب
في نمط العيش .. والسلوك .. والإحساس .

لا تشوّهوا إسمنا
وتاريخنا
إبتسامتنا .. وأحلامنا
أحلام الطيّارات الورقيّة .. والعرائس الملوّنة
زوارق الماء الفضيّة .. والفوانيس الرمضانيّة
ودفتر الأيام .
هذا الوجه الملائكي
هذا الوجه الزنبقي
والقلب النقي
والورقة البيضاء .
لا تخطّوا عليها حروفكم السوداء .

أجل .. نحن الطفولة
نحن الصرخة في عالم اليوم
عالم الرأسمالية الجديدة المتوحّشة
السلب والنهب والشذوذ .. عالم التفسّخ
وشراء الذمم .
لقد خرّبتم هذا العالم
إغتيل فيه كل ما هو جميل
وطفولي وبرئ
كل ما هو نظيف وخيّر .. ونبيل
ورعيتم وقضمتم الأخضر واليابس
ودستم الكبير والصغير .. , انتبهوا
" لاتقتلوا بعضكم بعضا لئلاّ تفنوا بعضكم بعضا " - ؟ !
خرّبتم العائلة .. والطفل .. ,الرجل والمرأة
لوثّتم النبع والبئر والنهر .. والبحر والمحيط
المصيف , والإستراحة , والبستان
جرفتم حدائق الورد والليمون , بالجدران والأسلاك
واصفرّت خدود التفاّحة
لم يبقى أمام الذئاب .. وبساطير الجنرالات .. , سوى
عصافير الجنّة
عصافير الثلج والنار
ومساكب الريحان
" دعوا الأطفال يأتون إليّ " .. ..
أتركونا بخير
أتركوا الصيحة .. والزقزقة فينا
دعونا نغرّد في منازلنا ديارنا بيّاراتنا
أكواخنا .. شرفاتنا .. أحيائنا
لا تخنقوا فيها الأمان .. وأناشيد السلام
أصوات الحبّ .. والحريّة .. والإخاء .. !



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا إذاعات الشرق , عفوا .. الشرق ملوّن ! ؟
- رسائل إلى الوطن .. فوق تلال الليل - مرثيّات للأرض
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين , وكتابها : السفور والحجاب - ...
- رسائل إلى الوطن .. سبع وردات لدمشق
- من الرائدات في الغناء الأصيل .. السيّدة الفنانة فيروز .. في ...
- رسائل إلى الوطن .. محطّات , خواطر ودمعة على ضفاف دجلة
- رسائل للوطن .. محطّات
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها : السفور والحجاب . ...
- والبحيرة أزهرت ... , . على مشارف الفجر
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا .. مهداة للسيّدة ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة قديما .. وحديثا .. القسم الرابع
- لصيدنايا الصباح ... باقة زهر ونثر .. هدية
- مقتطفات من أقوال الرئيس : ماو تسي تونغ ..... الشباب
- من الرائدات .. نظيرة زين الدين .. وكتابها - السفور والحجاب - ...
- ستبقى المرأة العربية رائدة .. قديما وحديثا - القسم الثالث
- - الجسر - .. بين الأمس واليوم في ذاكرة الشعب العراقي .
- من الرائدات .. فاطمة اليوسف
- مقتطفات .. من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ . النساء
- صيدنايا في صور .. القسم السابع والأخير
- الكلمة ... - هي السيّدة - .


المزيد.....




- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى
- صدر حديثا ؛ أبو الحروف والمدينة الهادئة للأديبة منال مصطف ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - رسائل للوطن .. صرخة الطفولة