أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا تستريح ! ؟ - مقدّمة















المزيد.....

بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا تستريح ! ؟ - مقدّمة


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


لا أدري متى .. وأين .. وكيف .. بدأت الكتابة ؟
كيف عبرت جسرها ؟
وأين أصبحت .. وألقيت مرساتي .. ؟
كلّ ما أتذكّره .. هو أنني منذ الطفولة .. مسكت القلم
استهوتني الجملة الشعريّة
عشقت الكلمة الحلوة وموسيقاها .. التي يتلأللأ في كيانها سحر .. وهوى .. ونغم .. وصلاة
--

كنت أحبّ أن أصف الربيع في موضوع إنشائي لوظيفة مدرسيّة ..
أجتمع أنا وزميلاتي في مدرسة البلدة –
لاتزال الصورة حيّة أمامي .. عندما كنّ نجلس أمام أبواب المنازل , ومصاطب ساحاتها الطينيّة , أو الحجريّة .
كنت أصف بفرح وجرأة وتعبير أدبيّ جميل .. واقع الطبيعة حولنا , وما كنت أشاهد وأشعر به
من أصوات الطيور .. وألوان الأشجار .. وزركشة الأرض .. وملاعب القرية الطبيعيّة .. وجنائنها .. وناسها الساكنين فيها .. وبيت جدّتي المتّكئ على سفح الجبل .. وزهوره المنثورة بين الصخور حيث أجمعها بشغف وحب وابتهاج .

فأنا إبنة الريف .. وعشقي للأرض قديم ..
وقد سرى سحرها .. وجمالها .. في كياني ومشاعري .. وما زالت حتّى الساعة
كنزي .. وخميرتي .. وروضتي .. و " قلايتي " الروحيّة , والريف هو دوما مستودع .. ومخزون لا ينضب من الجمال , والخيال , والفنّ
هو أغنية الحياة المستمرّة أبدا –

أحببت الجرار .. والسلال .. وأواني الفخّار والصفائح المعدنيّة ( التنك ) والنّحاس .. كانت كلّها تلازم رأسي , وكتفي , ويداي
وتأكل طولي .. وطريقي .. ولحمي .. وأقدامي .
الكتاب المدرسي .. وقلم الرصاص .. وقصاصات الأوراق النادرة التي ألتقطها من الطرقات , أو من لفافات السلع ,
وكتاب كليلة ودمنة .. والجاحظ , وإبن المقفّع , ومجاني الأدب , وكتاب النحو والصرف .. والكتاب المقدّس –
الريشة والمحبرة – واللوح الحجري – ومحفظتي القماشيّة , والجلديّة
وكل أدوات العلم والعمل الأولى .. ترافقني
ترافقني وتختبئ في حضني .. وصدري ..
قطعة القماش .. خيطان التطريز الملوّنة .. والطارة الخشبيّة .. والإبرة .. والكتّان الأبيض
الصوف و" السنانير " .. والرسوم الورقية , والتعلّم من نسوة الحيّ , القشّ الملوّن والمخرز .... ووو
كل هذه العدّة والأدوات .. والمواد .. و" الإكسيسوارات " .. كانت صديقتي .. ورفيقتي
تصحو معي .. وتسهر .. وتنام –
أفكّر بها .. أحلم لكي أبدع وأتفنّن .. وأتّقن وأنتج يوميّا

الأزهار .. الورود .. والحشائش .. الثمار .. والحبوب .. والغلال والمؤونة
كنت أعتني بها , ومسؤولة عنها , حتى جناها وضمّها - في بيت الأهل , أو فيما بعد في بيت الزوجيّة .
إن الريف يعطي للحياة جمالها .. وشاعريّتها .. ورونقها .. حيويّتها .. وحلاوتها .. وطقوسها
يعطي للإنسان .. معنى وجوده .. وقيمته الإنتاجيّة .. والإقتصاديّة .. والإجتماعيّة .

إذا .. تكون البيئة .. والمنشأ .. والطفولة .. والمكان الذي هو الجغرافية .. كلّها مجتمعة , هي عوامل وخلفيّات أساسيّة وراء الكلمة والإحساس والحبّ .. وصنع الحياة ومسارها عندي .

فمنذ صغري أحببت مادة الإنشاء .. والقراءة والأدب .. والأناشيد والترانيم الدينية و " الأشعار " .. والإملاء .
قرأت ( جبران - والمنفلوطي ) في سن مبكّرة جدا .. حتى كنت لا أفهم حينها الكثير من معاني الكلمات .
كنت أحبّ أن أردّد , وأحفظ أغاني الدبكات في الأعياد والاعراس
كنت أصغي جيّدا إلى " القوّالة " المطربة الشعبيّة – أو المطرب الشعبي , وإلى الندّابة في الماّتم , وغير ذلك من مناسبات الأغاني الشعبية .
وقد أحدثنا أنا ومجموعة من زميلاتي في البلدة – جوقة فكر وغناء وصداقة – كنّ نحيي الأعراس والأعياد والدبكات فيها .
حفظت الكثير من الأناشيد الوطنية وغير الوطنيّة , وما زلت أتذكّر موضوع الإنشاء في امتحان شهادة التحصيل الإبتدائي ( السرتفيكا ) .. كيف كتبته بشكل جيّد وأخذت العلامة العليا فيه , وقد كان موضوعا وطنيّا .. وقد أنهيته حينها – وما زلت أتذكّر - بهذه السطور لأحد الشعراء :
نحن خوّاضوا غمار الحرب كشّافو المحن
ما لنا غير اكتساء العزّ أو لبس الكفن " . .. الخ
--
قبل هذه المرحلة , وبعدها ..
كانت والدتي تملي عليّ .. لكي أكتب الرسائل باستمرار إلى أخوالي في بلاد المهجر ( الأرجنتين ) – وخاصّة خالي – حنّا – الذي ترك لنا قبل سفره كتب جبران خليل جبران , والذي كان مرشدي ومثلي في حبّ المطالعة والأدب في تلك الحقبة المبكّرة من حياتي -
لم تكن لديّ بعد خبرة في ذلك , لكن مع التكرار وقراءة بعض كتب الرسائل , أخذت أتقّن هذا الفن من كتابة الرسائل , وأتخيّل وأبدع رغم صغري اّنذاك .

--
حفظت الكثير من بدايات القصائد لشعرائنا العرب في كل العصور .. حيث كنا نتبارى في سهراتنا وجلساتنا القرويّة وخاصّة الشتائيّة منها , مع زميلاتنا وزملائنا جيران الحيّ , والأقرباء والإصدقاء
نقضي ونستثمر جلّ وقتنا في حفظ الأشعار والقصائد .. والحكم والأقوال , وكنت من الناجحين والمحبّين والشغوفين في هذا المجال .
كانت أيّاما جميلة .. أيّام الفرح .. والمحبّة .. والتضامن .. والفراغ المملؤ بالفائدة والثقافة .. والإنتاج
لا نفكّر سوى بالعلم والعمل والمعرفة , وأجواء البساطة والتواضع وروح الألفة والحبّ تلفّنا من رؤوسنا حتى أقدامنا .. ومن الصباح للمساء –
نجتهد .. ونجتهد .. ونكدّ ونتعب ونسهر على ضؤ القنديل .. لنكتب وظائفنا , حيث لم تكن بعد قد دخلت الكهرباء بيوتنا .. وشوارعنا .. ولا المذياع " الراديو " ولا التلفاز أو الصحيفة والمجلّة وما .... إلى غير ذلك من وسائل المعرفة والتسلية قد تربّعت في غرفنا .. ومكاتبنا
كانت الأحاديث الشفويّة .. والقراءات المحليّة .. والحكايات الشعبيّة , و " الحزازير " الأحجيات , والألعاب الريفيّة , والعلاقات الإجتماعيّة الواسعة الغنيّة ,اللقاءات والإجتماعات العائلية اليوميّة الثريّة بخبراتها .. وتجاربها مع كل الفئات والشرائح والأعمار والمهن .. هي وحدها الكنوز التي تزوّدت بها ومنها حتى اليوم –
حقيقة .. كانت هذه هي أهمّ المحطّات والمؤثّرات التي دفعتني لأن أدخل عالم الكتابة والثقافة .. والعلم . ----يتبع



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ .. الوحدة والتضامن - وال ...
- الحوار المتمدّن .. أعياد المحبّة
- نداء .. وكاريكاتور
- خواطر على رصيف الغربة ..
- اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2
- اللعب .. وأثره في التربية - الطفولة الأولى
- تراجع اليسار والعلمانيّة .. وهيمنة اليمين والظلاميّة .. ؟
- من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2
- من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعي ...
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3
- تحيّة وسلام .. إلى - أم كلثوم العراق - .. الفنّانة فريدة محم ...


المزيد.....




- مصر.. رفض دعاوى إعلامية شهيرة زعمت زواجها من الفنان محمود عب ...
- أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة
- إقبال على الكتاب الفلسطيني في المعرض الدولي للكتاب بالرباط
- قضية اتهام جديدة لحسين الجسمي في مصر
- ساندرا بولوك ونيكول كيدمان مجددًا في فيلم -Practical Magic 2 ...
- -الذراري الحمر- للطفي عاشور: فيلم مأخوذ عن قصة حقيقية هزت وج ...
- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا تستريح ! ؟ - مقدّمة