أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - من الرائدات .. المناضلة السيّدة إميلي فارس إبراهيم















المزيد.....

من الرائدات .. المناضلة السيّدة إميلي فارس إبراهيم


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 11:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كان لبنان وما زال .. منتجا للفكر الحرّ .. والأدب .. الذي هو النتاج الطبيعي للواقع الجيوبوليتيكي .. والإجتماعي المتعدّد المشارب والثقافات والينابيع .. إلى جانب الإنفتاح .. والتواصل الدائم مع الفكر العالمي , ومنتجاته المتطوّرة بتطوّر المجتمعات التي سبقتنا أشواطا بعيدة في البناء والتقدّم الحضاري ..
بينما بقي الأدب والفكر في أقطار أخرى يراوح مكانه , أسيرا للماضي , وعبدا للتقاليد البالية التي اصطنعتها أنظمة الإستبداد الشرقي , الممتدّة اّثارها المدمّرة حتى يومنا هذا ..
ولعلّ أنظمة الإستبداد والرجعيّة التي جعلت من كل طاغية إلها .. يحرق البخور تحت أقدامه , ويجعل الفكر والأدب أسيرا لمطامعه ورقابته , ويطلق العنان للظلاميّة الدينية في محاكمة الفكر والإبداع .. والفنّ.. والسياسة ! ؟

يسرّني اليوم أن أقدّم رائدة من رائدات النضال الوطني والإجتماعي .. والمدني – إميلي فارس ابراهيم
عضوة اللجنة المركزيّة للحزب الشيوعي اللبناني , التي قادت أوّل تمرّد على عبادة الفرد , والتبعيّة ضد قيادة الحزب في سورية ولبنان , مع رفيقيها الأديب الكبير رئيف خوري – والمناضل هاشم الأمين عام 1950 –
وخاضت أوّل إنتخابات نياببية للمرأة في لبنان عام 1953 , في وقت مبكّر بالنسبة لإمرأة

إن هذه المواقف السياسية الشجاعة التي وقفتها هذه المناضلة , وهذا الجوّ التحرّري الطليعي الذي كان يعيشه لبنان منذ أكثر من نصف قرن مضى , هذا طبعا هو وليد خلفيّات وأساس متين .. ونتيجة أيضا لرسوخ الفكر الديمقراطي في لبنان , الذي تجاوز كل الإرتهانات المعادية - رغم كل الأمراض الطائفيّة - بقي يؤجّج المبادرات الفردية والجماعيّة على كل الأصعدة , ليبقى المجتمع المدني حيّا .. نابضا .. بالنشاط والعطاء والتطوّر والتغيير نحو الأفضل .. ورغم كل النكبات , والتدخّلات الخلرجيّة التي مرّ بها , لم تستطع الإحتلالات العسكرية أن تغيّر أو تحرف الوجه الحقيقي للمجتمع اللبناني , كما حدث في سوريّة مثلا مع الأسف ..

السيّدة المناضلة إميلي فارس إبراهيم ... هي أوّل إمرأة ترشّح نفسها للنيابة , من أجل أن تفوز المرأة بحقوقها السياسيّة .
اّمنت بالعدالة الإجتماعيّة , فأبحرت في كلّ اتجاه , تناضل في سبيل تحقيقها , للمرأة كإنسان , وللمجتمع بكل فئاته , ومن خلال منظور إنساني واسع لا يأخذ في اعتباره الحدود الضيّقة والحواجز .. طائفيّة كانت أم مذهبيّة .

ربما كانت بين القليلات من النساء في لبنان المرأة التي خاضت معترك السياسة إلى جانب شؤون المجتمع , وبأسلوب جديد , لم يتّخذ له طريقا عبر الصالونات الأنيقة .. بل خاضت معترك الحياة الواسعة , حيث شمسها الأكثر سطوعا .. والمحرقة أحيانا .. والمكلفة أحيانا كثيرة
إنه قدر من يطلب الحقيقة في مجتمعات ما تزال تحمل اّثار عهود الظلام الماضية , ولكن لا بد وأن يترك بصماته واضحة على تاريخ المرحلة التي يعيش , وهذا أهم ما فعلته وما قامت به السيّدة إملي فارس إبراهيم ..

ولدت في نيويورك عام 1914- ( عام بداية الحرب العالميّة الأولى ) , والدها فيليب فارس , عمّها فيليكس فارس الخطيب المفوّه والكاتب الذي اشتهر خاصّة : ب " هكذا تكلّم زارادشت " , و " رسالة إلى الشرق والغرب " ....
جدّها لأبيها , الدكتور في الحقوق حبيب فارس .. في مثل هذا الجوّ الحافل بالثقافة والعلم والإنفتاح الفكري .. ترعرعت إملي
رغم زواجها المبكّر من السيّد صموئيل إبراهيم , وإنجابها ثلاثة أبناء , إلا أن زواجها المبكّر هذا لم يقف حائلا بينها وبين أن تصبح من أبرز وجوه الحركة الإجتماعيّة في حينها , ومن أكثر النساء اللبنانيّات عطاء وحيويّة .. وعلى مختلف الصعد ..
وقد كانت مسيرة حياتها خير ردّ على المقولة السائدة : " المرأة ما أن تتزوّج حتى يكبّلها الزواج " , ويشل من حركتها ونشاطها الإجتماعي .. ومواهبها .
لقد كان زوجها يحرص دائما على أن يفسح لها المجال واسعا , لتؤدّي رسالتها , وتؤكّد ذاتها في المجتمع .. والسياسة .. والأدب .

بدأت رائدتنا إميلي .. تحرّكها الواسع في العام 1943 كعضو في " جامعة نساء لبنان " التي تعتبر من أبرز الحركات النسائية والسياسة في لبنان ..
وقد شغلت رئاسة المجلس بعد السيّدة : نجلاء صعب – حتى عام 1983 .. وكانت من أبرز العاملات فيه عدا إملي فارس كذلك الرائدات : ( إبتهاج قدّورة , نازك العبد بيهم , روز شحفة , فايزة الصلح , شفيقة دياب , نجلا كفوري , سلمى غزّاوي , ليلى بدر , وسلمى تقي الدين وغيرهن ... )
لقد تجاوز نشاط إملي السياسي .. حدود النشاطات الإجتماعية , بدافع من حبّها للعدالة وإصلاح المجتمع , وضرورة تحقيق المرأة دورها كإنسان في الحياة ..
لقد شكّلت هذه الرائدة .. رابطة أدبيّة بإسم " إخوان عمر فاخوري " الأديب اللبناني الكبير - وذلك مع رفاقها , الأديب الكبير رئيف خوري , وهاشم الأمين ..
ولقد ارتبط إسمها ولفترة زمنيّة طويلة بإتجاه سياسي تقدّمي تحرّري في لبنان .. ولقد كلّفها ذلك غاليا في بعض الأحيان – كما في مسيرة كل مناضل شريف – خاصّة حين خاضت معركة الإنتخابات النيابية في العام 1953 .
ففي إحدى الحفلات الإنتخابيّة في مدينة زحلة مثلا , التي يفترض أن تخطب فيها , هاجمها بعض الحضور برشقها بالحبر , مما أثار موجة إستنكار عارمة في الحاضرين ضد تلك الممارسة البشعة , وحين طلب إليها أن تغسل وجهها قبل أن تصعد إلى المنصّة , أصرّت على أن تواجه الجماهير كما هي , وابتدأت كلمتها قائلة :
" إنني سأحارب الإستعمار بجميع أشكاله , يمينا ويسارا , ولن أنسحب من المعركة الإنتخابيّة , ولن تؤثر عليّ مثل هذه الإعتداءات اللاأخلاقيّة البشعة , بل سأثابرعلى نشاطي في الحملة حتى النهاية " .
وكانت ردّة فعل أهل المدينة ( زحلة ) , أن خرجوا بتظاهرة كبيرة , جابت شوارع البلدة , إستنكارا للحادث وتأييدا للسيّدة إملي .

طبيعي أن نتيجة تلك الإنتخابات , لم تحملها إلى المجلس النيابي , لأن الظروف الموضوعيّة لم تكن مهيّأة بعد لذلك , ولكنها خاضتها على قناعتها بهذه النتيجة :
وفي هذا الموضوع تقول : " لم أترشّح لأفوز , لأنني كنت على يقين تام بأن فوز المرأة اّنذاك , كان من سابع المستحيلات . ولكنني ترشحّت إنسجاما مع نفسي , ومع الجهود التي قامت بها المرأة للفوز بحقوقها السياسية .
لقد أردنا أن نفوز بتلك الحقوق , لنمارسها , لا لنضعها على الرفّ , وهذا هو الهدف الأساسي لخوض تلك المعركة ... " .

إملي فارس إبراهيم .. المرأة الرائدة .. المؤمنة بالعدالة والحريّة .. والإنسان , قد ترجمت كل ذلك , في ثمانية كتب أغلبها مطبوع أهمّها :
- كتاب - كيف يجب أن نطرح قضيّة المرأة .
- كتاب - أديبات لبنانيّات .
- كتاب – الحركة النسائيّة اللبنانيّة .
- كتاب – مجموعة قصص .
- كتاب – مجموعة شعر منثور .
- كتاب باللغة الفرنسية عن الشاعرات اللبنانيّات " .
- دراسة بالفرنسيّة عن الشاعرات اللبنانيّات " .
- " حنين إلى بلادي في جزيرة مرغريتا " .

كما أنها نالت العديد من الأوسمة الرفيعة , خلال حياتها الحافلة بالبذل والعطاء منها :
- وسام الإستحقاق اللبناني المذهّب في العام 1953 .
- - وسام العمل الإنساني برتبة ضابط .
- وسام المعارف من درجة فارس سنة 1962 .
- وسام العمل في الشؤون الإجتماعيّة برتبة ضابط .
- - وسام " اّثار الأديب " برتبة " كومندور " .
- - وسام الأرز المذهّب بمرسوم جمهوري .

هذا إلى جانب عدّة أوسمة من الخارج , فرنسا خاصّة , حول أعمالها الأدبيّة .

في هذه المناسبة حقيقة .. وهنا بالذات لابد لي من القول :
من واجبنا الأخلاقي والأدبي .. أن نقدّر ونثمّن الدولة اللبنانيّة , على إحترامها للعطاء الوطني النسائي .. وذلك بتكريم هذه المناضلة الرائدة , وإعطائها جزءا من حقّها , والرائع هنا .. هو أنه تم ّ في حياتها , رغم أنها رائدة لفكر ورأي اّخر .. , ومخالف لكثير من اّراء , ومواقف رجالات الدولة ..
وبدوري أقترح , أو بالأحرى يحق لي كإمرأة أقدّر هذه العطاءات بكل أمانة وصدق , بأن يشاد لهذه الرائدة تمثالا في ساحة بيروت .. تقديرا لنضال المرأة اللبنانيّة .. وقدوة للأجيال الصاعدة .

وماذا بعد عن نشاطات هذه السيّدة .. وأين هي الاّن ؟؟
إملي فارس إبراهيم أديبة محاضرة وسياسيّة .. رافقت الحركة النسائية , وكانت من المقرّبات إلى السيّدة الرائدة إبتهاج قدّورة وقد عملتا معا على المطالبة بحقوق المرأة وتحريرها من الإستعباد , فشقت طريقها معتمدة على نفسها وقوّة شخصيّتها , فكان لها جولات موفّقة في الكتابة والسياسة والأدب , كما كان لها الفضل في إحياء ذكر الأديبتين : مي زيادة – وسلمى صايغ .
وقد مثّلت دولة لبنان في لجنة المرأة في ( جامعة الدول العربية ) .
وعضو في " نادي القصّة العالمي " , وعضو مؤسّس في " نادي العلم الدولي " , ومستشارة أقليمية في الشرق الأوسط للفن والأدب في " المجلس النسائي الدولي " , وعضو مؤسّس " لجمعية أصدقاء الكتاب " وأمينة السرّ فيه ..
وذلك حتى عام 1983 ..

إملي فارس إبراهيم وجه أضاء طويلا في عتمة الأحداث , وأعطى الكثير الكثير للوطن .. سياسة ..واجتماعا .. وإسهاما في الحركة النسائية التقدميّة ..

إن حياة هذه الرائدة ونضالها السياسي والفكري , هو خير جواب على موضوع أسئلة الحوار المتمدّن اليوم , المطروحة للتحليل والمناقشة لإغناء هذا العيد وهذه المناسبة الهامة .. اّملة الإقتداء بها وبغيرها من الرائدات
في عيد المرأة العالمي اليوم 8 اّذار- مناسبة عزيزة علينا , أقدّم وردة حمراء لها .. ولكل إمرأة في العالم ..
ولها مني كل حبّ وتقدير .. ولذكراها الطيّبة الخالدة في ثنايا الأرز .. وساحة الحريّة اللبنانية والعربية .. والعالميّة .
7 – 3 -2006 – هولندا – لاهاي – مريم نجمه




#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد المرأة العالمي .. واقع .. واّمال
- ليست غريبة علينا الهزيمة .. !
- إهداء إلى شهيدة الكلمة الحرّة ..أطوار بهجت .. وزملائها
- اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 3
- كان لنا رفيق ..
- - سهرة بلشفيّة -
- بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ .. الوحدة والتضامن - وال ...
- الحوار المتمدّن .. أعياد المحبّة
- نداء .. وكاريكاتور
- خواطر على رصيف الغربة ..
- اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2
- اللعب .. وأثره في التربية - الطفولة الأولى
- تراجع اليسار والعلمانيّة .. وهيمنة اليمين والظلاميّة .. ؟
- من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2
- من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة


المزيد.....




- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...
- ملكة جمال ألمانيا من أصل إيراني تتعرّض لحملة تنمّر
- قوة روسية تنقذ امرأة وأطفالها من قصف مدفعي ومسيّرات أوكرانية ...
- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مريم نجمه - من الرائدات .. المناضلة السيّدة إميلي فارس إبراهيم