أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - تحيّة وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب















المزيد.....

تحيّة وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 12:07
المحور: الادب والفن
    


من دموع البيلسان
في كؤوس الزيزفون
شربت ماء ورد الكلما ت ,
رشفت رحيق الأبجدية
وجذور السريانية
وعطايا الأمّهات .

كتابي
كيف هربت منّي في هجمة التلفاز .. والفضائيّات
في موجة الإنترنت
وصخب و " عجقة " البرامج .. والمشاهدات ؟
كيف فررت .. هربت من يدي
كما يهرب العصفور من قفصي
أو الدوري .. من قرميد معبدي
ليحطّ في عشّ بعيد .. بين أشجار الغابات ؟
أو يختبئ , في بساتين التين , وحقول القمح , أو
في ثنايا .. رسائل العاشقات ؟

كتابي .. صديقي , رفيقي
كنت لي أحلى جليس وأنيس
في الليالي الحالكات
في الليالي الباكيات الماطرات ..

عشقتك , حضنتك منذ الطفولة
كنت لي أغنى خيال ..
مع تعابير ( جبران ) .. وحكايات الجدّات ,
كنت لي أحلى هديّة من حبيبي
قبلة الشوق , ونظرة التلاقي والوصال
في السنين الماضيات .
نما شبابي فوق عشب ضفّتيك
وشربت خمر شعر
وأضأنا شمع دير
للعذارى الساجدات ...

*
ما هذا الإنقلاب ..
إنقلاب المعلومات ؟
لا هو إنقلاب صيفي , ولا إنقلاب شتويّ ؟ ؟ !
هل هو إنقلاب " عسكري "
اعتقل الكتّاب , واغتال الكلمات .. ؟

كيف ترجع لنا الأمسيات
وشراء الكتب .. وزهو المكتبات
لأقرأك في كلّ وسائل النقل والمواصلات
حتّى " المترويات " ..
هكذا الحبّ لمن يهوى الحياة ..

يا أوفى رفيق في الحياة .. أنت لي
كنز ثقافتي والمعلومات
سوف لن أنعيك
لا أرثيك
سوف لا أبكيك ..
أشتاق ضمّك .. صمتك , دفئك
بل أشتاق إليك , في كل الدقائق
والساعات
كلّما ابحرت بأمواج الإنترنت
كلّما أغلقت باب الإنترنت .. ؟

عفوا صديقي .. رفيقي
إنه عصر السرعة .. عصر الإستهلاك
واختصار المسافات , والأوقات ..

أنا لا أنكر بازدياد الوعي لدى الإنسان في كل المجالات
أنا لا أنكر بغلاء الأسعار
وعدم الإستقرار
والحروب , والتنقّل , والهجرة والترحال
والفقر اجتاح 80 بالمئة من الشعب
وهذا مخيف ؟
الرغيف أوّلا .. وهذا صحيح
الكساء ثانيا
الطعام ثالثا والسكن رابعا , والعمل ..
ثم يأتي الكتاب
والهوايات .. والإهتمامات
تلك هي المأساة .. ؟

*
الكتاب ..
له طقس خاص .. وعبق
ولمس , ونظر , ورائحة الحبق
ترتاح عيوني في لذّة القراءة حول طاولة الطعام
أو , فوق السرير
تنتعش روحي وقلبي
في متعة الصور والتعابير ,
في الإعادة والإفادة .. والخطّ تحت السطور ,
يا أحلى عبادة .. وعادة
عادة القراءة .. والمطالعة .. في كل الأوقات .

كانت ومازالت وصيّتي
أن يدفنوا معي في قبري :
مذياع , ووردة .. وكتاب ,
كانوا لي .. وطني , في غربتي
كانوا لي الأصدقاء .. والمتاع
الرصيد , الرفيق .. والوجوه .. واليراع
همزة الوصل مع العالم
في كل المناطق والأصقاع ,
أبعدوا عني .. قبور الصمت , و خفّفوا
أنين الوحدة .. ووحش الغربة .. وسكّين الشوق
لكل من ينتمي إلى دمي
حيث التوزّع في القّارات .

كتابي
أنت رفيق السجين
رفيق الراحة
رفيق التعب .. والخبز والطحين
العامل , والعالم .. والحكيم " ..
لولاك لسطّحت العقول
وساد اللامنطق واللامعقول
في كل خطوط العرض وخطوط الطول
فأنت فرح الغجر .. وزهر الحقول
تجوب الأرض , تطعم العقول –
لأنّك الحكاية .. وروعة قطف الثمر
لأنك الرواية , وندى الفجر
وزنابق القمر ..
عند السهر فوق مقعد
أم في السرير حين المرض , أو في السفر
أو الألم والحزن حين يكوّمنا القهر
أركض إليك يوم كان العمر في بدء السحر
أنام , وأستفيق بين دفّتيك عند قطاف الشهادات
في ربيع العمر .. وتعب الأمّهات ..

ستبقى أنت الرفيق في الترام والقطار
والباخرة والطائرة , وكل وسائل النقل الحديثة والقديمة
ستبقى قبلة الصلاة
قبلة الإغفاء
على بساط الصور .. !

كتابي
بكل تجربة وقصّة , وحكاية
ومثل , وحكمة
بكل كلمة , وواقعة ورواية
بكل سيرة ونكتة , واختراع واكتشاف
ومرايا
أنت نعمة , أنت قبلة , أنت شهد للخلايا ..
أنت أغنية الصبايا
نغمة , لغّة صلاة .. ترنيمة
نشيد وشعر , وصورة في الخيال
من الصحراء والبحر والجبال
أنت النبع والمطر.. وذرّات الرمال
مشاعر أحاسيس دفق خيال
للتعارف للتلاقي والحبّ .. وروع الوصال .

*
ماذا تقرأين اليوم يا أنت ..
يا أختي , صديقتي , زميلتي ؟
لقد غاب عن الأصدقاء هذا السؤال
أنا حزينة حزينة , باختزال الكتب .. والمكتبات
بالصحف والمجلاّات , بشكوى أصحاب المكاتب
بالفراغ , والخسارة
بغياب الزوّار والقارئات ! ؟
كلّما زرت مكتبة .. أصحابها يشتكون
كلّما زرت أحفادي .. أراهم وراء الجهاز ( الكومبيوتر )
يجلسون , يتكوّمون ,
بعد كم من السنين كيف سيكون
حالة الظهر .. والعيون .. ؟
لا أدري , بل لا ندري أين سنكون ؟


إرتفاع الأسعار يضعف الشراء هذا صحيح
( ليس شراء مواد وأدوات التجميل والموضة والذهب والدندشات والدخّان والجلوس في المقاهي والنراجيل وو الخ .. )
العصر الذهبي للكتب ولّى وضاع
تقوقع تأجّل , هو في إجازة
ولا أقول في تقاعد ..
يحترق قلبي في التقاعد ( تقاعد العطاء والوظيفة .. ) –
فلنقل لفترة زمنية :
أسدلت ثقافة العولمة على الكتاب الستار
فصلا فصلان ..
سيعود الكتاب صديق الإنسان والألباب
لا تمحوه ثورة الصوت والصورة والإنترنت
ستعود الحكاية .. ويعود لي الصديق
ونجدّد العشق والبريد
والقراءة في الطريق
جموع الكتّاب والكاتبات .

سأخطّ إسمي .. بين بساتين الكتب
وأحضان المكتبات
وأردّد ثانية وثالثة ورابعة ... ..
سوف أبحر إليك وألتقطك
كاللاّلئ .. والعقيق
من بحار الظلمات ...
من يدري , سيصبح من المستحثّات
في متاحف القارّات
كالاّثار الباقيات
ربما يصبح بملايين الدولارات ..
كالاّثار النادرات .. ؟
ربما .. يتبع ...



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ستحمل لنا رياح الصيف القادمة ؟
- أيّار .. أنشودة الحياة والحريّة
- إلى شهيد الكلمة الحرّة الكاتب عبد شاكر .. يبقى إسمك .. تبقى ...
- الحوار المتمدّن - فرحنا .. وربيعنا
- صباح الجلاء وطني .. صباح الربيع 17 نيسان .
- اللعب وأثره في التربية .. مرحلة الطفولة - القسم الأخير - 8
- اللّعب وأثره في التربية .. مرحلةالطفولة - 7
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 6
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- اللعب وأثره في التربية .. المرحلة الثانية من الطفولة - 4
- فصول .. أنا هنا أجنبيّة , ولكننّي أمميّة
- من الرائدات .. الفنّانة السيّدة فيروز .. القصيدة التي لاتنته ...
- إلى القائد والمناضل أحمد سعدات .. ورفاقه
- إمّا حافظ أو بشّار .. أو خدّام ؟
- - الجندي المجهول - .. وهمومه العصريّة .
- - التنزيلات السنويّة - .. لبعض المعارضة السوريّة
- من الرائدات .. المناضلة السيّدة إميلي فارس إبراهيم
- عيد المرأة العالمي .. واقع .. واّمال
- ليست غريبة علينا الهزيمة .. !
- إهداء إلى شهيدة الكلمة الحرّة ..أطوار بهجت .. وزملائها


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - تحيّة وقبلة , ومرثيّة .. للكتاب