أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - ذاكرة جيل سابق :ــ














المزيد.....

ذاكرة جيل سابق :ــ


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 20:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا لم يعرف جيلنا الطائفية ولم يمارسها؟ لماذا لم نلمسها في تربيتنا وبيئتنا؟ ...لماذا لم نسمع عنها ونتعرف عليها من أهلنا الفلاحين البسطاء؟ ....ومتى بدأت ملامحها تظهر في المجتمع السوري؟ .
كي تكون الإجابة على معظم هذه الأسئلة واضحة سأروي لكم حكاية قصيرة من حكايات طفولتي أو بداية شبابي
في الحي الذي ولدت فيه معظم الجيران أقاربي ، في بيت أحدهم " مصلح غزلان " كانت تسكن عائلة مسيحية ، وفي البيت المقابل لبيتنا، من عائلة " الجوابرة " ــ سيدة أرملة غالباً ماكانت تؤجر غرفة من غرف بيتها لموظف في الجمارك أو ضابط ... وفي طرف الحارة عائلة من الأكراد سكنت عندهم عائلة من جبل العرب " أم بسام " و...و ...
منطقتنا حدودية مع الأردن ومع إسرائيل ،يأتيها موظفون وعسكريون من كل بقاع سوريا...سكن الحي أنماط متنوعة ومختلفة الانتماءات الطائفية....الدرزية، السمعولية، العلوية ، المسيحية ....الخ كل هذه الأجناس دخلت بيتنا وشربت قهوتنا وقاسمتنا لقمتنا ، قضينا أمتع الأوقات واللحظات والضحاكات وتبادلنا الأحاديث والأطباق ...لكن أيا منها لم يشعر يوماً أنه غريب... لم يخطر ببال أي فرد من عائلتي أو أقربائي أنه مختلف ، فيمنع الاختلاط به أويقطع حبل المودة والجيرة والمحبة وتبادل الزيارات والدعوات...
جاءتنا كالعائدة السيدة الحاجة التي تسكن مع ابنها الجمركي في بيت الجوابرة، تربط رأسها بغطاء أبيض وترتدي ثيابا عادية طويلة ، ذات يوم سألت أمي: إن كان بإمكانها أن تصلي العصر... ، مدت لها والدتي سجادة الصلاة خاصتها، فتوجهت الحاجة إلي وطلبت مني ورقة بيضاء ....نهضت وقدمتها لها، فوجئت بأنها وضعتها مكان سجود الرأس، ...بعد انتهائها ، سألتها ــ لأني لم أر هذا من قبل ــ لماذا يا أم أحمد وضعتِ الورقة البيضاء ؟ ولماذا تَركتِ يديك على جانبيكِ؟ أجابت بابتسامة : لأني في البيت أصلي على قطعة من تراب كربلاء ، وكربلاء مقدسة عندنا، ثم أوضحت لي أنها من الطائفة الشيعية وهم يصلون هكذا...أردفت أمي : كلنا نعبد الله ورسوله ولكل طريقته....الأمر انتهى ولم يذكر ثانية.
الحاجة صَلَّت في بيت سني وعلى سجادة أهل السنة ونحن لم نهتم للفارق ، فلا الحاجة توقفت عن المجيء والصلاة في بيتنا ولا أمي توقفت عن جمع كل تلك النساء المختلفات حول قهوتها...ولاعن تبادل المشورة في طبخ كذا أو صنع كذا من أطباق الطعام والمربى والمكدوس ...وحتى حفظ الأسرار، عائلية كانت أم غير عائلية.
آنذاك كنت في السنة الأولى من المرحلة الثانوية، أي أني لا أعرف حتى ذاك العمر مامعنى أن يكون المرء شيعياً ام سنياً! ...لايهمني أن تكون صديقتي الأقرب مسيحية أم مسلمة أم عفريته....كما لايهم أهلي مذهب مَن أزامل ومَن أصادق.
دخلت عشرات المرات للكنائس مدعوة لحفلات الزواج أو العمادة، أو في المآتم...حتى اللحظة أحفظ " أبانا الذي في السموات" ...لكني اضطررت لوضع عباءة على رأسي وجسمي حين دخلت مسجد " السيدة زينب " و " المسجد الأموي" في دمشق.
من هذا يتضح أن جيلنا وجيل آباءنا كان أكثر تطوراً ووعياً وتسامحاً من جيل الأبناء والأحفاد؟!
لم تدخل كلمة " الطائفية " قاموس مجتمعنا ولم يتعرف عليها الفرد إلا بعد " الثورة الإسلامية الإيرانية ، وبعد " انقلاب حافظ الأسد " وتسلمه السلطة...هذه حقيقة تاريخية ...علينا أن نعترف ونقرأها جيداً...في إيران يتسترون وراء التشيع من أجل بسط نفوذ فارسي الهوى لاغير...وما الإسلام والتشيع إلا ستاراً يخفي تحت طياته حلم الإمبراطورية الفارسية، قلتها مراراً وأكررها...علَّ من جرفه السيل يعيد حساباته.
فلورنس غزلان ــ باريس 06/05/2020



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إله محايد ومجتمع مسلوب
- متى تتوقف الخزعبلات؟
- قراءة في مقتل سليماني
- انسحاب وتسليم من اليد الأميريكية إلى اليد الروسية :
- حراس بيت الله :
- أنا سوري ويانيالي :
- الثقة العمياءبمشايخ وعلماء السلاطين تودي للهاوية
- غالباً ماتكون المرأة عدوة نفسها
- لن نسمح للفكر المظلم أن يسيطر على مجتمعاتنا
- لعيني ليلى الدمشقية
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة ضد المرأة
- دمشق ....ومي سكاف
- سُلَم المواطنة:
- التطرف الإسلاموي يهدد حياتنا حتى في أوربا :
- لسيدة النساء - المرأة السورية-
- عنقاء كان اسمها- سوريا-
- متى نتخفف من إرث الضغينة؟
- للمرأة السورية في نهاية هذا العام :
- أين نقف من المرأة؟ وماهو لون غدنا؟
- وطنٌ يدفن :


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فلورنس غزلان - ذاكرة جيل سابق :ــ