|
الجزائر
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6556 - 2020 / 5 / 6 - 15:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجزائر / L’Algérie هل المنطقة مقبلة على تهور وحماقة سيرمي بها الى الخراب والتدمير ، ونحن الامة التي قال بصددها الشاعر العراقي مظفر النواب " أمة تدمير ، فلابد من التمدير " ؟ --- فمن خلال الرسالة الشاردة التي وجهها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الى مجلس الامن ، يدعوه فيها الى التدخل عاجلا لإنهاء ما سمّاه بالاحتلال والاستعمار المغربي للصحراء الغربية ، وهي الرسالة التي جاءت متخلفة ، ومتأخرة عن وقتها ، لان مجلس الامن في اجتماع الإحاطة الأخير، حسم القضية حين ربطها بالحلول المعقولة ، والمقبولة ، واستبعد أي إمكانية تؤدي الى فصل الصحراء عن المغرب . --- ومن خلال تصريح / إجابة الرئيس الجزائري على أسئلة الصحافيين الجزائريين ، عن رفض الجزائر اللجوء الى الاستدانة ، والاقتراض من صندوق النقد الدولي ، والابناك العالمية ، لان الاقتراض سيعطل الدور التخريبي للنظام الجزائري لبتر جزء من التراب المغربي ، وهذا اعتراف بفقدان الجزائر للسيولة والعملة الصعبة ، بسبب تدني أسعار البترول . --- ومن خلال تصريح وزير الدفاع الصحراوي السابق محمد البشير ولد البوهالي ، والوزير المستشار، وقائد جيش الاحتياط ، بحتمية العودة الى الحرب بعد القضاء على الوحش كورونا ، لانهم فقدوا ثقتهم بالأمم المتحدة التي تتلاعب بهم . --- ومن خلال استعراض العضلات الجزائرية ، بإظهار امتلاكها لطائرات بدون طيار جد متقدمة ، ومن صنع جزائري ، وامتلاكها لأحدث طائرات السوخوي والميگ الروسية ، وامتلاكها صواريخ S400 الاعتراضية ، والصواريخ المجنحة ، والغواصات ، والسفن الحربية ... --- وبالرجوع الى المناورة العسكرية الأخيرة التي اشرف عليها شخصيا قائد الجيش الجنرال سعيد شنقريحة ، وقد تم اجراءها تحت عنوان " الوفاء للعهد " ، وبالقرب من الحدود المغربية بجنوب مدينة تندوف المغربية الواقعة تحت الاحتلال الجزائري .. -- وبالرجوع الى المناورة العسكرية التي اشرف عليها قائد الجيش السابق الجنرال القايد صالح ، مستعملا مختلف الأسلحة ، ومن خلال إشارات ، تم فهم رسالتها بانها كانت تهديدا للمغرب .. فالسؤال : ماذا يحضر للمنطقة ، خاصة وان النظام الجزائري ، ومعه الانفصاليون ، اصبحوا مقتنعين باستحالة انفصال الصحراء عن المغرب من قبل الأمم المتحدة ؟ ان المغزى من الرسالة الشاردة لعبدالمجيد تبون الى مجلس الامن ، هو دفع المسؤولية عن الجزائر فيما سيحصل ، ربما في الخريف القادم وبداية 2021 ، بعد ان تكون الجزائر ومعها جبهة البوليساريو قد تعافا من الوحش كورونا في فصل الصيف ، ومن ثم تحميل المسؤولية للمنتظم الدولي الذي اتهموه بخذاعهم وخذلانهم طيلة خمسة وأربعين سنة من النزاع ، أي ان الهدوء لن يعم المنطقة الى آخر 2021 . ان تصريح / إجابة الرئيس عبدالمجيد تبون للصحافة الجزائرية ، من خلال ( الندوة ) الصحافية التي اجراها مع صحافيين جزائريين ، كانت مقصودة ، وكانت بإيعاز من قصر المرادية لإرسال برقية الى المجتمع الدولي مفادها ، ان النظام الجزائري لن يتخلى ابدا عن الصحراء حتى انفصالها عن المغرب ، والتصريح / الرسالة هاته ، كانت قرحة معدة قوية سببها الوضع الاقتصادي الجد متدهور الذي كانت عليه الجزائر ، وتفاقم وتضاعف اليوم بفعل الوحش كورونا الذي هرّس امبراطورية البترول العالمية ، بتدني الاثمان الى الصفر . وهي رسالة الى النظام المغربي ، المستفيد من الهبة الالاهية التي منحها له الوحش كورونا ، بانه لن ينعم طويلا مما وفره له الوحش Le monstre من نعم سلطوية / مالية / ومن تكسيرٍ لأنف اعداءه الذين ضاق بهم الحال ، باشتداد ، وتفاقم ازمتهم التي هي ازمة الدول البترولية . فحين يصرح الرئيس الجزائري بربط اقتصاد بلاده بنزاع الصحراء ، فعيونه تكون على فوسفاطها ، واسماكها ، وخيراتها الغير مستخرجة الى الآن . فهل المغاربة الشرفاء الاحرار ، وليس العيّاشة الذين يتحركون بالطّونْ ، و كُوميرة ، ولحْرورْ ، سيسمحون لجزمات الأحذية النتنة للجيش النظام الجزائري ، الوصول الى مياه المحيط الأطلسي لتدنيسها ، وينجحوا في مخططهم / مؤامراتهم بتطويق المغرب بلد التاريخ ، ليصبح ذليلا ، وذيلا ، عبدا لهم ، وصُغَيِّراً في اعينهم ؟ فهل من المنطق والمعقول ، ان يتحول بلد بدون تاريخ ، ولم يكن دولة حين كان خاضعا للاحتلال العثملي السجلوقي ، وبعد سقوط الإمبراطورية العثملية ، خضع للاستعمار الفرنسي لما يزيد عن مائة وأربعين سنة ، الى دولة تقوض تاريخ المغرب العريق في الحضارة التي تشهد بها مختلف الامبراطوريات المغربية التي حكمته ؟ ان عنوان المناورة العسكرية الأخيرة التي ارشف عليها الجنرال سعيد شنقريحة " الوفاء للعهد " ، هي رسالة واضحة الى التهور ، واعلانا ببدء شيء يُحضر له في الخفاء ، فعن أي وفاء يتحدث الجنرال ، ولأي عهد إنْ كان قد قطعه على نفسه ، والذي هو من جهة التأثر لحرب الرمال في سنة 1963 ، ومن جهة الوصول الى المحيط الأطلسي . وكيف ما كانت الأخطاء الخطيرة التي ارتكبها الحسن الثاني في حياته في قضية الصحراء ، لأنه سلمها الى مجرمين حولوها الى بقرة حلوب ، واستعملوها في ممارسة القمع والإرهاب ، وسيادة القبضة البوليسية الفاشية المريضة ، وهو الذي اعلن عن ندمه الذي جاء متأخراً حين سأله صحافي عن Le nouvelle observateur أسبوعا قبل موته قائلا " ما هو الشيء الذي تكونوا قد ندمتم عليه " ، وكان جوابه " ان الشيء الذي ندمت عليه ، انني كنت اثق كثيرا " أي كانْ ( بُوْدِينة ) ، وهو نفس التكرار يجري مع محمد السادس .... انه ترك نصائح تحدد شكل وحقيقة الصراع بالنسبة لنزاع الصحراء . ومِمّا قاله : --- " .... واصرح لشعبي ، وأترك هذه وصية لكل مغربي حر ، أنه لا يمكن تنصيب دولة مزيفة لا حقيقة لها في جنوب بلادنا ، لأنه من الوجهة الهيدرولوجية ، ومن وجهة المنافد على المحيط الأطلسي ، لا يعقل هذا ، لأنه سيكون خطرا مستمرا على سلامة بلادنا وحرمتها ، وعلى ابناءنا ، ومستقبل أبناء ابناءنا ... " . --- " .... حين يتعلق الامر بوحدتنا الترابية ، وضمان مستقبلنا ، فإن المغاربة يقفون صفاً واحداً ، كيفما كانت مشاربهم السياسية ، وكيفما كان مستواهم الاجتماعي ...." . --- " .... لابد ان نبقى متحدين كرجل واحد فيما يخص مطالبنا الترابية ، ذلك انها أساس مستقبلنا ، وإنّ احسن شيء سنتركه لأولادنا واحفادنا ، هو ان نترك لهم مغربا يتوفر على متنفس ، وليس مغربا مضغوطا عليه ، وليس مغربا مخنوقا ، لا بل مغربا له متنفس ، ويمكن لرئتيه ان تتنفسا بكل حرية كما أراد طولا وعرضا .... " . فإذا كان الخطر بالنسبة لرئتي المغرب ، هو نجاح الانفصال ، وانشاء دولة صحراوية انفصالية ، فكيف سيكون الحال عندما تتوحد هذه الدولة مع الجزائر في دولة كونفدرالية ، او فدرالية ، او حتى الاندماج ، لتصبح الجزائر تتحكم في المصايد ، وفي الممرات ، وتصبح الآمر والناهي لفوسفاط الإقليم ، ولأسماكه المتنوعة والغالية الجودة ؟ فهل يعمل النظام الجزائري لحل ازمته المستفحلة اقتصاديا واجتماعيا ، والتي زادت وستزداد اكثر تأزما واستفحالا بسبب تدني اثمنة البترول ، على حساب المغرب ، وشعبه ، وتاريخ حضارته التي يشهد بها التاريخ ؟ مستحيل . ( مظفر النواب ) نحن امة تدمير ، فلا بد من التمير ، وان حصل التدمير ، فعليّ وعلى اعدائي .. المهم لن تمروا لان الصحراء قضية شعب ، وقضية وطن ، ولن تخنقونا ، لأننا نريد لرئتينا ان يتنفسا بكل حرية ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حين يكشف الرئيس الجزائري عن وجهه بدون خجل وبدون حياء
-
توتر العلاقات بين النظام المغربي ، وبين النظامين السعودي و ا
...
-
المثقف / الحزب / السلطة
-
اَلْمَغَرْبي دِيمَ فِينْ مَا مْشَ مَغْبُونْ وْ مَحْگورْ / مَ
...
-
حركة - صحراويون من اجل السلام -
-
الشيخ عبدالكريم مطيع اللاّجئ السياسي ببريطانيا العظمى
-
الديمقراطيات التحتية الشعْبوية خطرٌ على الانظمة الديمقراطية
...
-
مجلس الامن واجتماع الاحاطة حول نزاع الصحراء الغربية
-
الشبيبة المغربية صانعة الحدث في الماضي
-
ياسر العبادي
-
العفو الملكي
-
الاسلام السياسي
-
البربر
-
جايْحت كرونا ونزاع الصحراء
-
ماذا بعد كورونا / فيروس
-
منذ متى كان قرار وزير الداخلية قرارا ملكيا صرفا ؟
-
جايْحتْ كورونا
-
الأمين العام للأمم المتحدة ونزاع الصحراء
-
تفكيك وتحليل الدولة المغربية
-
المرأة والجنس في المجتمع الرأسمالي
المزيد.....
-
رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال
...
-
وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س
...
-
ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً-
...
-
إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع
...
-
-فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون
...
-
رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل
...
-
ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
-
فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس
...
-
حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
-
ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|